الثلاثاء، 12 فبراير 2013

أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟

أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟
 
جيمي مبارك - الشهير بجمال مبارك - و بعض أفراد أسرة مبارك ، في بريطانيا ، كما تردد في بعض وسائل الإعلام ، و ذلك بعد تفجر ثورة الغضب ، و هو إن لم يكن في بريطانيا بالفعل ، فهو يعرف إلى أين سيفر ، و كيف سيهرب ، عند فقدانه الأمل ، ففي ظروف كهذه بالتأكيد يظل في مقر إقامته أكثر من مروحية قادرة على نقله إلى أحد المطارات السرية ، ومنها إلى خارج
مصر .
حسني يعرف أيضا ماذا سيفعل قبل الوصول إلى الجحيم الأبدي ، فهو سيخوض معركة شخصية حامية إلى أخر لحظة ضد الشعب المصري ، و في النهاية إما سيسقط في يد الشعب المصري ، حيا ، و هذا ما أتمناه ، أو ميتا ، و ذلك ما لا أرجوه ، أو سيلحق ببن علي .
كبار أعضاء العصابة ، من الوزراء ، و كبار أعضاء الحزب الوطني ، و معظم كبار رجال الأعمال المنضوين تحت لواء أسرة مبارك ، و الذين في معظمهم
ليسوا إلا أقنعة تدير أموال أسرة مبارك ، لدى الكثير منهم جوازات سفر أجنبية ، و في بعض الحالات لدى الفرد منهم أكثر من جواز سفر أجنبي ، بجانب جوازات السفر المصرية المزورة الهوية ، و سيحاولون الهرب إلى الدول التي حصلوا على جنسياتها .
أما أنت ، يا ضابط الشرطة الصغير ، أو المتوسط ، يا من تعمل في أحد الأجهزة القمعية التابعة لنظام آل مبارك ، هل فكرت في مستقبلك ، في مصيرك ؟؟؟
هل حدث ، و قبل أن تصدر الأوامر إلى الجنود الذين تحت إمرتك ، بإستعمال القوة المفرطة - و هو تعبير مخفف لما يحدث من بشاعات على يد جهاز أمن أسرة مبارك المركزي في أيام الغضب هذه - أن جلست مع نفسك لتفكر في مستقبلك عندما يسقط نظام آل مبارك الخبيث ، الذي تعد أنت ، و بقية رفاقك من فيلق ضباط الشرطة - أحد مخالبه ؟؟؟
هل تدبرت أمر نفسك عندما ينتهي الشعب المصري من أمر الطاغية ، و يلقى القبض على من تصل إليه يد العدالة المصرية الحقيقية من كبار أركان النظام الفاسد المنهار ، و يهرب من يستطيع أن يهرب ؟
إن كنت لم تفكر للأن ، و لم تقف وقفة ذاتية ، لتناقش تلك المسألة الشخصية الهامة ، و الملحة ، مع نفسك ، و مع أفراد أسرتك ، و مع رفاقك من فيلق ضباط أجهزة القمع التابعة لأسرة مبارك ، فأنت على خطأ كبير ، و لكن الوقت لم يفت بعد ، و إن كنت ألومك على تأخرك ، لأنه إذا لم يكن في ثورة تونس الكفاية لتنبيهك ، فقد كان في الخامس و العشرين من يناير 2011 ، يوم الغضب ، و ما تلاه من عواصف الغضب ، الكفاية لإيقاظك ، و رفع الغمة عن
عقلك .
لسنوات كان حديث حزب كل مصر عن الثورة الشعبية السلمية التي تطيح بالنظام يقابل من الأجهزة الأمنية التابعة لآل مبارك بالسخرية ، و القهقهة ، و الآن لم يعد هناك حديث ، بل أفعال ، و أعمال ، يشارك فيها المواطنين المصريين من كل أطياف الشعب المصري .
إذا الأن هو وقت التفكير ، و التفكير الحاسم السريع ، لو كنت تعقل .
لا أعتقد إنك أحمق ، أو غبي ، لتظن أنك تستطيع الهرب إلى خارج مصر ، كما فعل جيمي ، أو كما يخطط ، إن كان لم يهرب بعد ، و كما يخطط كبار أركان نظام أسرة مبارك ، من السياسيين ، و الماليين .
دول الإتحاد الأوروبي لا تقبل أمثالك ، ليس لأنها مبدئية ، و لكن لأنها إنتقائية بدرجة كبيرة في قبولها لطلبات اللجوء ، و أنا هنا أتكلم عن خبرة كبيرة ، فقد تقدمت الصيف الماضي ، 2010 ، بطلبات لجوء سياسي إلى أكثر من دولة أوروبية ، مشهود لها إسما بالسمعة الطيبة في هذا الشأن ، و لكن لم
يلق طلبي قبولا واحداً ، رغم برهنتي على نشاطي السياسي المعارض ، و الأخطار التي أتعرض لها في رومانيا ، و إضطهاد جهاز الإستخبارات الروماني لي ، و تعاون ذلك الجهاز مع إستخبارات نظام آل مبارك ، بمستوى يثير الدهشة حقا ، و قد ذكرت ذلك بشكل عابر في مقال : السفر بدون جواز سفر .
أما آل سعود فهم لا يستضيفون أمثالك أيضا ، فأنت في أنظارهم لست سوى مرتزق ينال أجر شهري ، و بعض الحوافز المادية بين حين ، و أخر ، و قد نلت
أجرك بالفعل من النظام الذي خدمته ، و هم ليسوا بحاجة لخدماتك لأن لديهم مرتزقتهم المحليين من أمثالك .
إنك ستبقى في مصر .
ستبقى مع الشعب الذي تقف الأن ضد إرادته ، و أنت على وعي تام ، و لك كامل الحرية في الإختيار .
مصيرك إذا ، في زمن ما بعد عهد الإستبداد سيكون في يد الشعب الذي تحاربه هذه الأيام ، و لطالما حاربته من قبل طوال سنوات خدمتك لأسرة آل مبارك .
بالتأكيد لن يكون مصير مشرق ، و بالتأكيد أيضا لن يكون غير عادل ، لأننا شعب متحضر ، يعرف العدالة ، و يطبقها عندما يمسك بزمام أمره .
إذا الآن ، أيها الضابط الصغير ، أو المتوسط ، في وقت التفكير الحاسم السريع ، لإتخاذ قرارك الشخصي الفاصل ، لا يوجد أمامك سوى سؤال واحد قصير حاسم ، سيحدد مستقبلك ، أو مصيرك : لمن ستنضم ؟؟؟
للشعب المصري ، لتكفر بذلك عن تاريخك المهني المشين ، و ربما الدموي ، أم ستبقى على ولائك لمبارك ، يخوض بك ، و بأمثالك من الضباط الصغار ، و المتوسطين ، معركته ضد الشعب المصري حتى أخر لحظه في عمر نظامه ، ثم يتركك ورائه ، ليهرب إلى ملاذ آمن ، كما فعل أكثر من طاغية مخلوع ، أو ليذهب إلى الجحيم بسرعة ، كما كان مصير بعض الطغاة ؟؟؟
فكر ، و لا تتأخر علينا في الرد ، فلا توبة ستقبل عندما تبدأ أبراج
القلعة في السقوط .
 


أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

28-01-2011

ملحوظة : هذا المقال ، و كما هو واضح من تاريخه ، كتب أثناء الثورة ، و بالطبع كان لحزب كل مصر - حكم تصور آخر لمسار الثورة ، غير الذي حدث ، لهذا لم يتحقق ما ذكر في هذا المقال .
12-02-2013
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق