هل سيتمتع الإخوان في مصر بنفس شجاعة أردوغان ؟
في الرابع من سبتمبر 2011 كتبت و نشرت مقال : إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها .
لكن تحذيري لم يلق إستجابة من إتحادات و تنظيمات خيانة الثورة ، فكان أن إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و قد أوضحت ذلك في مقال : في التاسع من أكتوبر إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير ، و كتبته و نشرته في الثاني و العشرين من أكتوبر من العام الماضي ، 2011 .
بعد أن ماتت الثورة كان أمامنا ، و أنا أتحدث بالنيابة عن حزب كل مصر - حكم ، إما أن نصر على تجاهل الواقع ، و نخدع أنفسنا ، بالإصرار على أن مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 لم تنته ، فنتحول إلى فوضويين ، و بالتالي أداة في يد السلطة الحالية ، كما هو حال العديد من التنظيمات الشبابية التابعة للسلطة مثل حركة السادس من إبريل و غيرها من التنظيمات الشبابية التي ترفع رايات الليبرالية و الإشتراكية و مثل البرادعي و مجموعته و مثل أحد عملاء السلطة بالخارج ، و إما أن نكون حكماء فنقرأ الواقع و نعترف به ، و نقرر أن نستأنف النضال من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان و العدالة بصورة أخرى .
بالتأكيد رفضنا الخيار الأول ؛ رفضنا أن نكون فوضويين ، رفضنا أن نعمل في خدمة سلطة مستبدة فاسدة ، رفضنا أن نكون شركاء في خيانة الوطن .
إخترنا أن نكون حكماء ، فأعلنت نيابة عن حزب كل مصر - حكم : إلتزام الحزب بسياسة الهدوء الإيجابي ، و إصرار الحزب على نجاح الإنتخابات ، و ذلك في مقال : الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوانية و السلطة ، و كتبته و نشرته في الثالث عشر من نوفمبر 2011 ، و في مقال : لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات ، و كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من نوفمبر 2011 ، كما أكدت على مبدأ حزب كل مصر - حكم في القبول بالتعدد السياسي و الثقافي في ظل الديمقراطية ، و رفضنا للإستبداد الذي يريد البقاء في الحكم بإرعابنا من الديمقراطية لأنها تأتي بالإخوان للحكم ، و قد أعلنت ذلك المبدأ نيابة عن حزب كل مصر - حكم ، في مقال : نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقاً للإستبداد أياً كان ، و كتبته و نشرته في السادس و العشرين من يوليو 2011 ، و في مقال : ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً ، و كتبته و نشرته في التاسع من ديسمبر 2011 .
الآن ، الثانية و النصف من بعد ظهر الثلاثاء العاشر من يناير 2012 ، و بعد أن إنتهت الإنتخابات تقريباً ، و بنجاح - و هو نجاح نراه في عدم وجود إحتجاجات واسعة النطاق على العملية الإنتخابية و نتائجها - يمكن الحديث بتوسع أكثر عن أسباب أخرى حدت بنا لتأييد الإنتخابات ، و سأتحدث في صورة أسئلة و أجوبة .
كحزب سياسي - و إن لم يسجل رسمياً بعد - فإننا نسعى للوصول للحكم ، و ذلك بهدف تطبيق أفكارنا ، فكيف سنصل للحكم ؟؟؟
الإجابة : حزب كل مصر - حكم يؤمن بأن طريقه الوحيد للوصول للحكم هو صندوق الإقتراع .
الثورة الشعبية السلمية المذكورة في الوثيقة الرسمية للحزب ، و هي الوثيقة التي خرجت للعلن في العاشر من أكتوبر 2007 ، و نشرت رسمياً في اليوم التالي : الحادي عشر من أكتوبر 2007 ، و توجد كمقال منشور بتاريخ الحادي عشر من أكتوبر 2007 تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و كذلك في يوتيوب تحت عنوان : حزب كل مصر ؛ ليست - و أعني الثورة الشعبية السلمية - من أجل الوصول للحكم ، و إنما كانت من أجل الإطاحة بنظام مبارك ، و فتح الطريق أمام الديمقراطية و حقوق الإنسان .
مبارك و نظامه ، كانا عقبتان تقفان أمام الديمقراطية و حقوق الإنسان ، و لم تكن هناك وسيلة لإزالة هاتين العقبتين سوى الثورة الشعبية السلمية ، و قد كانت ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و التي إنفجرت في يوم الذكرى السنوية لتأسيس حزب كل مصر - حكم ، و السلطة تعلم ذلك جيداً ، و تعلم دور حزب كل مصر - حكم في التمهيد للثورة و في صناعتها ، و إن أنكرته و حاولت إهالة أتربة التجاهل و التعتيم على حزب كل مصر - حكم و دوره المجيد قبل و أثناء ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و هي محاولات لازالت جارية لليوم .
الإنتخابات إذاً هي وسليتنا الوحيدة للوصول للحكم ، فهل يعقل أن نصل الحكم قبل الإخوان ؟؟؟
إننا نعرف الفارق بين التمهيد و المشاركة في إنجاح ثورة شعبية و بين النجاح في الإنتخابات .
الإنتخابات تحتاج كوادر منظمة مدربة على الإتصال بنجاح بالجمهور العريض و منتشرة في أنحاء مصر و لها وجود فعلي لمدة معقولة في أماكن إنتشارها ، فضلاً عن التمويل الهائل .
الإخوان لديهم تلك الكوادر بعد أن إنفردوا بساحة العمل السياسي في عهد مبارك المجرم ، كما لدى الإخوان التمويل المادي الهائل .
الكوادر المدربة المنتشرة تنقصنا ، و التمويل أيضاً ، و الأهم المناخ الديمقراطي الذي تُحترم فيه حقوق الإنسان ، و أنا هنا أتحدث بناء على تجربتي الشخصية ، و تجربة حزب كل مصر - حكم ، في الفترة التي تلت سقوط مبارك ، و بالخصوص منذ مارس 2011 و لليوم ، حيث منعت السلطة تسجيل حزب كل مصر - حكم ، و هددتني السلطة بالإعتقال و بالتعذيب ثم بالإغتيال لو عدت ، ثم زادت فهددت بتلفيق تهمة لي بالخارج لو لم أتوقف عن الكتابة و بخاصة بشأن محاكمة مبارك و ضباط الشرطة و بشأن قضية السدود الإثيوبية ، ثم زادت من وتيرة إضطهاد طفلي البالغ من العمر تسعة أعوام ، و ذلك بالتعاون مع نظام حكم أوروبي معروف بالفساد .
نقص الكوادر المدربة و التمويل عقبتين يمكن التغلب عليهما بالعمل و بالتبرعات من مصادر مصرية و بالتوسع التدريجي ، و لكن لا يمكن أن يتم كل هذا في ظل الإضطهاد ، و من يقوم بالإضطهاد هو السلطة الحالية التي هي إمتداد لنظام مبارك الأثيم .
بقايا نظام مبارك هي المتسلطة على الدولة حالياً ، فهي التي تمسك بكل مفاصل الدولة للآن ، و لن تكون هناك ديمقراطية ، و لن يكون هناك إحترام لحقوق الإنسان ، في مصر ، بدون إبعاد تلك البقايا عن مناصبها ، و محاسبة المذنبين منهم ، و في هذا الشأن يمكن مراجعة مقال سابق لشخصي البسيط عنوانه : الثورة الناجحة لا تترك لأعدائها أي نفوذ ، و كتبته و نشرته في
التاسع و العشرين من أغسطس من العام الماضي ، 2011 .
الإخوان ، بحكم إنهم من حازوا على ثقة الشعب في إنتخابات مجلس الشعب ، و التي جرت مؤخراً ، هم من عليهم الآن القيام بمهمة تنظيف أجهزة الدولة جميعها من جرذان نظام مبارك ، من أكبر جرذ إلى أصغر فأر و فأرة ، و الذين يخافون نور الديمقراطية و حقوق الإنسان .
هذا هو الإمتحان الأكبر للإخوان ، و ليس الدستور ، الذي هو مجرد نصوص ، لأن الواقع هو الأهم ، و الواقع يتحكم فيه للآن جرذان نظام مبارك الخبيث المنتشرين في كل أجهزة الدولة .
فهل ستدب في قلوب الإخوان في مصر تلك الشجاعة التي دبت في قلب نظام أردوغان ، و الذي لم يتردد في تقديم كل من تآمر على الديمقراطية التركية للعدالة ؟؟؟
هل سيعلم أذناب نظام مبارك ، و الذين يتآمرون على الشعب المصري لليوم ، إنه لا عاصم لهم في المستقبل القريب من سيف العدالة المصرية المدنية ؟؟؟
إنه - و كما ذكرت آنفاً - الإمتحان الأكبر للإخوان ، و نجاحهم أو فشلهم فيه ، في مصلحة حزب كل مصر - حكم .
10-01-2012
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي
عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين
الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو
من عام 1969
المنفى
القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل
مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية -
رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق