الإخوان
مؤسسة إحتكارية سياسية
لا يمكن أن أبدأ مقال اليوم ، الجمعة السادس عشر من نوفمبر 2012 ،
بدون الإعلان عن تضامن
حزب كل مصر - حكم مع أهالي غزة ، و تضامنا هذا لا يقف عند حد إبداء التعاطف مع شعب
غزة ، بل يشمل أيضا تقديم ، أو إعادة تقديم ، الحل الذي نراه
هو الأفضل لأهالي غزة في
هذه الفترة ، و هو إنضمام غزة إلى مصر .
حل قدمناه منذ
سنين ، و في كل مرة نقدمه كان يثير هائجة الأجهزة الأمنية المباركية ، و نعتقد إنه
لازال يثير هائجتها ، لأنه الحل الأفضل و الأكثر ديمومة ، لمشكلة غزة ، و يقضي على دور أحد الأجهزة
الأمنية الرئيسية ،
و الذي لازال هو المسئول عن القضية الغزاوية لليوم ، حتى بعد إنتخاب مرسي
رئيسا لمصر ، بما يؤكد رأينا في مرسي ، و الذي أعلناه أول أمس ، الأربعاء الرابع
عشر من نوفمبر ، 2012 ، في مقال : مرسي رئيس ضعيف في حقبة
إنتقالية .
لن نستطيع أن
نخدم مصر ، و أن نعرض
بشكل عملي مشروع الإنضمام على شعبي مصر و غزة ، بدون أن نكون في الحكم
.
إذا يجب أن
يكون تركيزنا ، و أعني تركيز حزب كل مصر - حكم ، على قضية التقدم الديمقراطي في مصر ، أو
بقول آخر : قضية بناء دولة ديمقراطية عادلة في مصر .
الإخوان ،
بشراكتهم الحالية مع المباركيين ، هم أعداء ألداء لكل من الديمقراطية و العدالة في مصر ، و لا
عبرة باسم حزبهم .
القيادة
الإخوانية أصبحت تريد هي
الأخرى أن تحتكر الساحة
السياسية المصرية ، بأساليب مشابهة لأساليب المباركيين ، و قد أشرت إلى أحد تلك
الأساليب في مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل
الزائفة ؛ و هو المقال الذي حاولت إحدى الجهات الأمنية منع نشره ، و قد كتبته و
نشرته في هذا الشهر ، و
تحديدا في الثاني من نوفمبر 2012
.
لو تفحصنا
بإمعان ، وسائل القيادة الإخوانية ، فسوف نجد إنها تطبق بعضا من أشهر الطرق
الإحتكارية التي تتبناها
الشركات الإحتكارية الكبرى للإنفراد بالسوق .
سأكتفي ، نظرا
لضيق الحيز الذي ألزمت به نفسي ، بالحديث عن أربع طرق فقط .
أولا : إعاقة
دخول منافسين جدد .
و يكون ذلك
بعدة طرق منها سن
القوانين التي تجعل دخول منافسين جدد صعبا للغاية ، مثل إشتراط رأس مال كبير ، و العديد من
الإشتراطات الباهظة التكاليف للسماح بممارسة العمل ، بالنسبة للشركات ؛ و شبيه بتلك الوسيلة في عالم السياسة ، و بخاصة السياسة المصرية ،
هو ما قام به الإخوان و المباركيين ، في
عهد طنطاوي الدموي ، بشأن النصوص الخاصة بتأسيس الأحزاب ، حيث أصبحت الشروط أكثر صعوبة عما
كانت في عهدي كل من السادات و مبارك ؛ مع عدم السماح بتسجيل الأحزاب غير المتوافقة
مع الأجهزة الأمنية المباركية و الإخوان .
كل الأحزاب
التي سجلت منذ سقوط مبارك حائزة على رضى كل من الإخوان و المباركيين
.
ثانيا :
تشويه سمعة
المنافسين
.
يحدث هذا في
عالم الشركات ، بالتشكيك في صلاحية منتجات
المنافسين ، و يحدث أيضا في عالم السياسة بتشويه سمع المنافسين ، و لعل ما حدث قبيل
الإستفتاء على الإعلان الدستوري ، العام الماضي ، 2011 ، حاضر في أذهان القراء ،
يضاف إلى ذلك ما حدث و
يحدث بحق حزب
كل مصر - حكم ، و هو شيء
يعرفه للآن فقط أعضاء حزب كل مصر - حكم .
ثالثا :
الإستيلاء على المنافسين .
في عالم
الشركات يكون ذلك بشراء الشركات المنافسة ، و في عالم السياسة ، و بخاصة السياسة
المصرية ، يكون باحتلال
الأحزاب المنافسة القائمة ، و قد سبق لكل من المباركيين و الإخوان القيام بذلك في
عهد مبارك ، كما حدث مع حزب العمل الإشتراكي ، و حزب الوفد ؛ و بالتأكيد سيتم إستئناف تنفيذ تلك السياسة في المستقبل بعد
إستقرار الوضع السياسي و إتضاح معالم الخريطة السياسية المصرية .
رابعا : تأسيس
هيئات تابعة للمؤسسة الأم لمنافسة المنافسين .
في عالم
الشركات الكبرى ، تلجأ
تلك الشركات أحيانا ،
لإنشاء شركات أخرى صغيرة ، لا يظهر للجمهور إنها تابعة لشركات
كبرى ، تستطيع بها أن
تنافس المنافسين ، و تقوم من خلالها بالأعمال القذرة ، و شبه القذرة ، بحق المنافسين .
في عالم
السياسة المصرية ، أغرق المباركيون ، في عهد مبارك الأثيم ، و عهد طنطاوي الدموي ،
الساحتين السياسة و الإعلامية المصريتين ، بالأحزاب و الهيئات الإعلامية الزائفة ، و يمكن مراجعة مقال : متجر
السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة .
الإخوان
أيضا لهم أحزابهم الزائفة ، المسجلة ، و غير المسجلة
.
عبد المنعم أبو
الفتوح ، إخواني قديم معروف ، إدعى الإنشقاق عن الإخوان ، و كان من مؤسسي حزب الوسط الذي حاول
الإخوان تأسيسه في عهد مبارك لمنع أن يكون هناك صوت إسلامي معتدل
ينافسهم ، و أثناء
الإنتخابات الرئاسية التي
جرت هذا العام ،
2012 ، و التي دخلها عبد المنعم أبو الفتوح بوصفه إسلامي وسطي ،
إتجه أبو الفتوح
أكثر بإتجاه
الليبرالية ، و تبنى خطاب ليبرالي ، حتى أصبح
السؤال بشأنه هو : هل هو إسلامي بنكهة ليبرالية ، أم إنه ليبرالي بنكهة إسلامية ؟؟؟
أخيرا
قررت القيادة الإخوانية
مفاجأة الجميع ، فقررت
أن يكون عبد المنعم أبو الفتوح وطني مصري ، مع إنهم أصحاب شعار : طز في مصر
.
لا أستبعد أن
يتوسع الإخوان في تبنى
تلك الطريقة الإحتكارية
المذكورة هنا ، منافسين
في ذلك المخابرات و
الداخلية ، فيرى الشعب خلال بضعة أشهر أو خلال سنوات
قلائل ، أحزاب إخوانية
شيوعية ، و إشتراكية ، و إشتراكية ديمقراطية ، و ديمقراطية
إشتراكية ، و ليبرالية ، و سلفية ، بل و أيضا فرعونية ، و ربما قبطية من خلال إستغلال المعنى
الحقيقي لكلمة قبطي .
النضال الحقيقي
من أجل الشعب المصري
، و قبل الوصول للحكم ،
لا ينحصر فقط في تسجيل حزب ، و نشر فكره بين أفراد الشعب ،
بل يشمل أيضا كشف الزيف الذي يغرق الحياتين ، السياسية ، و الإعلامية ، المصريتين
.
ملاحظة : ورد في مقال : مرسي رئيس ضعيف في حقبة
إنتقالية ؛ الفقرة التالية : و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال : إنهم يتلاعبون في
الإنتخابات من المبنع ، و مرسي يقر إستخدام الأساليب الأمنية القذرة ؛ و هو المقال
الذي كتبته و نشرته في الثاني من سبتمبر من هذا العام ، 2012 .
و الخطأ هو في
كلمة مبنع ، و صوابها منبع . فمعذرة .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم
النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين
الحسني
الاسم في
الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ
الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب :
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
16-11-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق