مرسي
رئيس ضعيف في حقبة إنتقالية
لا نستطيع
لليوم أن نقول إننا دخلنا عصر جديد بعد ثورة 2011 ، من النواحي : السياسية و الحقوق انسانية ،
و الإعلامية ؛
و لا نستطيع أن
نقول أننا تخلصنا من كل
الخصائص الممقوتة لحقبة يوليو اللعينة السابقة على هذه الحقبة ؛ بل إننا في الحقيقة نعيش في نفس حقبة يوليو من
الناحية الواقعية ، بدون اللافتات الكبيرة .
إننا نعيش
حاليا في حقبة إنتقالية ، تفصل بين عهدين ، و كل خصائص
الحقب الإنتقالية تنطبق على هذه
الفترة .
من ملامح الحقب الإنتقالية إنها تحمل الكثير من
خصائص العهد السابق ، نتيجة أن مؤسسات ، و أفراد ، الحقبة السابقة
، يكون لهم نفوذ ، و هذا واضح في إستمرار نفوذ الأجهزة الأمنية المباركية ، و
سيطرتها على الحياة السياسية المصرية لليوم ، و إن كانت اليوم سيطرة من المنبع ، و يمكن في هذا الشأن
مراجعة مقال : إنهم
يتلاعبون في الإنتخابات من المبنع ، و مرسي يقر إستخدام الأساليب
الأمنية القذرة ؛ و هو المقال الذي كتبته و نشرته في الثاني من سبتمبر من هذا العام
، 2012 ، و أيضا مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة ؛
و قد كتبته و نشرته في الثاني من نوفمبر من هذا العام أيضا ، 2012 ؛ و يمكن أن أضيف لذلك بعض
التجارب الشخصية التي تؤكد أن رجال عهد مبارك لازالت لهم اليد الطولى
في الأجهزة
الأمنية ، و لكني لن أزعج
القراء الكرام بها يكفي ما يشاهدونه و يلاحظونه يوميا في مصر ، سواء من الناحية
السياسية ، و من الناحيتين : الحقوق إنسانية ، و الأمنية .
لكني لن أحجم
عن الحديث عن محاولات الأجهزة الأمنية المصرية حاليا الضغط علي شخصيا لتغيير التوجه
السياسي لحزب كل مصر - حكم ، لحرفه
عن موقعه السياسي و الإقتصادي و
الإجتماعي و الثقافي و
الديني … إلخ الوسطي .
لقد سبق أن
ذكرت في مقالات سابقة أن حزب كل مصر - حكم حزب وسطي ، و لم نحاول إخفاء ذلك ، بل صرحنا
بذلك أكثر من مرة ؛ و نؤكد اليوم ، الأربعاء 14 نوفمبر 2012 ، إننا سنظل على وسطيتنا ، التي تظهر بشكل
صريح و واضح و جلي في الوثيقة الأساسية للحزب ، و التي خرجت من السر إلى العلن منذ
أكثر من خمسة أعوام ، و
تحديدا في النصف الأول من أكتوبر من عام 2007 ، و نشرت آنذاك تحت عنوان : هذا
هو حزب كل مصر ، و توجد بنصها في مدونات الحزب في مكتوب ، مثل
في مدونة : إستعيدوا مصر ، و رابطها هو :
و أيضا
كتسجيل صوتي في إحدى
قناتي حزب كل مصر - حكم في يوتيوب
، و عنوان تلك
القناة
:
ppslv
.
أما أهم ملمح
من ملامح الحقب الإنتقالية فهو ضعف الحكام في تلك الحقب ، و سماحهم بتلاعب الآخرين
بهم .
هكذا كان حكام
الحقبة الإنتقالية الفاصلة بين الدولة القديمة و الدولة الوسطى في العصر الفرعوني ،
و في نهايات
فترات حكم الأسرات التي حكمت مصر في العصور
الوسطى ، و الأمثلة من
تاريخ مصر في كل حقبة تاريخية كثيرة .
كم من القراء
يعرف من حكم مصر في الفترة التي تبدأ من وفاة كافور الإخشيدي و تنتهي بدخول جوهر
القائد مصر على رأس الجيش الذي أرسله المعز لدين الله الفاطمي
؟؟؟
كم
من القراء يعرف أسماء
خمسة سلاطين ، على الأقل ، حكموا في الفترة التي تبدأ من وفاة الناصر محمد بن
قلاوون إلى إعتلاء برقوق عرش مصر و بداية الدولة المملوكية الثانية
؟؟؟
حكام ضعاف ، لم
يتركوا بصماتهم على التاريخ ، أكان السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي أو
الثقافي أو الديني ، لهذا لم يدخلوا
ذاكرة الشعوب ؛ و هذا الضعف ينطبق على مرسي ، و من
يتلاعب به هم المباركيين .
حتى الآن مرسي
لم يستطع أن يتخلص من هيمنة المباركيين على السلطة ، على الرغم من أن الظروف تساعده في
التخلص من المباركيين لو شاء الإستفادة منها ؛ لكن يبدو إنه لا يريد ذلك
.
حتى الآن لم
يستطع مرسي أن يضع بصمته الإخوانية على السياسة المصرية
؛ و أنا هنا أذكر حقيقة
فقط ، بدون أن يعني هذا إننا نتطابق مع جماعة الإخوان المسلمين ، فهناك الكثير من
الإختلافات التي تفصل حزب كل مصر - حكم عن الإخوان و حزبهم ، و يكفي مقارنة الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر
- حكم بثوابت الإخوان ، ليتضح هذا الإختلاف السياسي - الإجتماعي -
الثقافي ، بل و أيضا
الإختلاف معهم في فهمنا للإسلام و دوره ، مع الإتفاق معهم و مع كافة المسلمين في
الإيمان بثوابت الإسلام
.
إذا مرسي
رئيس في حقبة إنتقالية ؛
قد تتشكل - و أعني تلك
الحقبة - من عهده فقط ، أو من عهود رؤساء آخرين ايضا ؛ فقد يمر بمصر أكثر من رئيس بهذا الضعف
.
الحقبة
الإنتقالية الحالية ستنتهي إما بثورة شعبية أخرى ، كما أشرت لذلك في مقال الأمس :
ثورتان غالبا للإنتقال من حقبة لأخرى ؛ أو بالتدريج من خلال العمل السياسي و الحقوق إنساني
.
لا نعرف متى
ستكون الثورة الثانية ، و لا نستطيع أن نظل في إنتظارها تاركين مصر لقمة سائغة في
يد الخونة المباركيين ، و في يد حكام ضعاف يختلفون عنا في الكثير من
الأمور ؛ و لا نريد أن
تكون مشاركتنا في الثورة لو حدثت كمشاركتنا في ثورة 2011 .
ما نعرفه ، و ما سنعمل على تنفيذه ، هو
إننا بإمكاننا العمل سياسيا و ثقافيا و
إجتماعيا من أجل الدخول بمصر لعهد جديد ، على الرغم من الصعوبات التي ستواجهنا
لتحقيق ذلك .
نريد أن يصبح
لحزب كل مصر - حكم وجود و تأثير يشعر بهما كل مواطن مصري ، من البحر المتوسط إلى حدود مصر مع السودان ،
و من رفح إلى السلوم .
لهذا بدأنا
بالفعل أولى الخطوات في عملية تسجيل الحزب في الشهر الماضي ، أكتوبر 2012
- كما وعدنا - و هي العملية التي قد تستغرق
بعض الوقت .
تسجيل حزب مستقل في حقبة إنتقالية أمر ليس
بالهين ؛ ففي ظل سيطرة المباركيين على مؤسسات الدولة ، و
تعاون الإخوان معهم ، و رعاية الأمن لبعض الأحزاب ، و تحول الإعلام الرسمي إلى
أدوات إعلامية لتلك الأحزاب ، و رغبة المباركيين و الإخوان في إحتكار
السلطة و العمل السياسي
، تصبح عملية
التسجيل شاقة للغاية .
الخطوة القادمة
ستكون الإعلان عن
العناوين التي يمكن من خلالها الإنضمام للحزب لإستكمال الأعداد المطلوبة ، و
هنا أرجو أن يلاحظ القارئ الكريم أن قانون
تسجيل الأحزاب السياسية أصبح أكثر صعوبة بعد الثورة من ذلك القانون في عهد السادات ، و حتى في عهد مبارك ؛ إنه إحدى الثمرات الأولى
للتعاون الخبيث بين المباركيين و الإخوان .
سنعمل من أجل
تأسيس دولة ديمقراطية عادلة ، تتفق مع الشكل المذكور في الوثيقة الأساسية للحزب ، و
لو كان ذلك العمل من المعتقلات ، أو تحت ضربات هراوات الأجهزة الأمنية
.
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم
النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين
الحسني
الاسم في
الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ
الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب :
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
14-11-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق