جمهورية الجزيرة العربية ستصدر النفط و ستنعش الإقتصاد العالمي ، و ربيع إيران يسبق ربيع كل من البحرين و القطيف
في عالم الأنظمة السياسية الحاكمة كما في عالم الحيوان يعد الخداع أحد وسائل الدفاع عن النفس ، و بالتالي وسيلة للبقاء .
في عالم الحيوان نجد حيوانات تنتفخ لتبدو أكبر من حجمها ، و بعضها يدعي السمية بالتلون بألوان حيوانات أخرى سامة بالفعل .
محاولة بعض الحيوانات الظهور بحجم أكبر من حجمها الحقيقي نجد شبيه له في الأنظمة السياسية الحاكمة التي تحاول أن تلعب أدوار خارجية ، إقليمية و / أو دولية ، أكبر من حجمها و إمكاناتها السياسية و العسكرية الحقيقية .
إدعاء السمية في عالم الحيوان يذكرني بالجهود التي بذلها طاغية العراق السابق صدام حسين ليوحي للعالم إنه يمتلك أسلحة دمار شامل لتخويف الدول الأخرى ، خلال الفترة الفاصلة بين حرب تحرير الكويت و الغزو الأمريكي ؛ و لسخرية القدر فإن جهوده تلك هي التي سهلت على إدارة جورج بوش الثاني و حلفاءها ، مثل حسني مبارك ، إتهامه بحيازة تلك الأسلحة .
شبيه أيضا بإدعاء السمية ، هو إدعاء الأهمية الشديدة ، أو ضرورية ذلك النظام الحاكم للعالم ، و أن سقوطه سيؤدي إلى زعزعة الإستقرار في المنطقة و العالم .
حسني مبارك أجاد ذلك الإدعاء ، فصور نفسه و نظامه على إنهما ضروريان للسلام و الإستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، بل و أيضا في العالم .
إنه مجرد إدعاء ، أو بالقول الصريح : كذب ، فها هو قد سقط ، و لم يحدث ما يعكر صفو السلام العالمي و الإقليمي و المحلي المصري سوى ما قام به أتباعه في محاولات خبيثة منهم لإثبات صحة إدعاءاتهم ، و من ضمن ما قاموا به لإثبات ذلك : إقتحام بعض السفارات في مصر و أفعال أخرى .
نظام آل سعود يلعب تلك اللعبة الخداعية لكن بالنفط ، و كأنه لو سقط سيتوقف ضخ النفط .
إدعاء كاذب هو الآخر ، و إذا كان الواقع لم يثبته بعد ، فإن المنطق يثبته .
لنتصور أن ربيع الجزيرة العربية قد حدث و نجح و سقط آل سعود ، و حل محل نظام آل سعود نظام جمهوري ديمقراطي ، فهل يعقل أن يقرر ذلك النظام الجمهوري الديمقراطي وقف تصدير النفط ؟؟؟
بأي منطق يمكن لعاقل أن يتصور أن الجمهورية الديمقراطية التي ستقوم محل آل سعود ستضحي بعوائد النفط الهائلة في وقت ستكون في أمس الحاجة لعوائده الضخمة في مرحلة تثبيت أقدامها ؟
ثم لماذا تضحي بتلك العوائد ، و لمصلحة من ؟؟؟
حتى لو تصورنا أن أسوء السناريوهات هو الذي سيحدث ، فتصورنا قيام جمهورية يحكمها نظام أيديولوجي ، له توجهات سياسية غير عملية ، و له مجموعة محدوده من الأنظمة الصديقة ، فإن ذلك النظام الأيديولوجي لا يمكن أن يكون من الغباء ليتجاهل أن الإقتصاد العالم قد أصبح متشابك ، و مترابط ، لدرجة أنه يمكن تصوره على إنه قطعة نسيج واحدة ، أو جسد إقتصادي واحد ، و بالتالي فإن أي محاولة لمنع الإنتاج ، أو تقليله عن المعدلات المعتادة ، أو قصر التصدير لدول محددة ، ستؤدي لإضرابات إقتصادية عالمية هائلة ستمس - بكل تأكيد - بالسلب أصدقاء ذلك النظام الأيدولوجي المُتخيل ، و ليس فقط الدول الغربية ، و ستهيج العالم بأسره عليه ، لأن أي إنسان في العالم اليوم أصبح يتأثر بشكل مباشر ، و غير مباشر ، بسعر برميل النفط .
الذي أريد أن أقوله ، و أشدد عليه ، هو : أن النظام السعودي مثله مثل غيره من الأنظمة الإستبدادية في العالم العربي ، بل هو أخطرها على مسيرة الديمقراطية و التحديث في العالم العربي ، لما يعتنقه من أفكار سياسية رجعية ، و لما تحت يديه من إمكانات مادية هائلة ، و من طموح في السيادة ، و أن سقوطه لصالح قيام نظام جمهوري ديمقراطي لن يؤثر بالسلب على تصدير النفط من الأراضي التي ستشكل الدولة التي ستقوم محل نظام آل سعود .
لننظر للعراق ، و لنتذكر أقوال آل سعود ، و صدام ، التي كانت تحذر من الديمقراطية في العراق لأنها ستأتي بنظام حكم موالي لإيران .
ربما يكون النظام العراقي الحالي موالي بالفعل لإيران ، و يشارك في جريمة قهر الشعب السوري بسماحه بعبور السلاح الإيراني للنظام البعثي الدموي في سوريا ، و لكنه على أية حال لم يهدد بوقف تصدير النفط العراقي في حالة توجيه أي ضربة عسكرية لإيران ، لأنه و إن كان موالي لنظام ولاية الفقيه الإيراني إلا إنه عاقل ، و يعرف جيداً الخطوط الحمر التي يجب أن يقف عندها .
إلا أن معالجة قضية الإقطاعية العربية السعودية لا يجب أن تقف عند النفط ، بل يجب النظر للفوائد الأخرى التي ستنتج عن قيام نظام جمهوري ديمقراطي محل نظام آل سعود الإقطاعي العائلي .
إذا كان سقوط آل سعود سيؤثر بالسلب بعض الشيء على صناعة و تجارة الأسلحة في بعض الدول ، و على بعض المصارف الإستثمارية العالمية التي تستثمر أموال آل سعود ، إلا إنه على الجانب الآخر من الصورة سينعش الإقتصاد العالمي بما سيضخه فيه من أموال قادمة من عوائد النفط ، أي دوران تلك الأموال في الإقتصاد العالمي و في كل إتجاه و في كل صناعة ، لأن النظام الجمهوري الديمقراطي الذي نتمناه لأهل الجزيرة العربية سيكون حريص على رفاهية مواطنية بإنعاش الإقتصاد إنعاش حقيقي و دائم ، يقوم على الصناعة و التجارة ، بدلاً من تكديس و تجميد عوائد النفط بالشكل السعودي الحالي الذي يستخدم الإقتصاد كعصى و جزرة لترويض الشعب القاطن في الإقطاعية السعودية .
على إنني لا يمكن أن أنهي مقالي هذا بدون أن أعلق على الإضطرابات التي تحدث في شرق الإقطاعية العربية السعودية ، و منها ما حدث مؤخراً هذا الإسبوع في القطيف .
لأهالي القطيف أقول : تذكروا الموقف في البحرين ، تذكروا موقف العالم من ثورة شعب البحرين في العام الماضي ، 2011 ، لأن ما ينطبق على شعب البحرين ينطبق عليكم و بشكل أكبر .
هناك ربط بينكم و بين نظام ولاية الفقيه في إيران ؛ أرجو مراجعة مقال سابق كتبته و نشرته العام الماضي ، و تحديداً في : الثاني و العشرين من مارس من العام الماضي 2011 ، و عنوانه : هل سينطبق نموذج أمريكا اللاتينية على البحرين ؟ ؛ إنتهى العنوان .
إذ يجب أن يأتي ربيع إيران سابقا على ربيع البحرين حتى تكون الكلفة البشرية للتحول نحو الديمقراطية في البحرين أقل ما يمكن ، و حتى يصبح من الممكن لسكان القطيف من الشيعة الجعفرية أن يصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى في بلادهم في حالة بقاء نظام آل سعود و عدم تحول الإقطاعية السعودية إلى جمهورية ديمقراطية بعد ربيع إيران ، و ذلك إذا أصر الشيعة من أهل القطيف على النضال من أجل حقوقهم كأقلية و ليس النضال من أجل الديمقراطية بالإشتراك مع بقية أهالي الإقطاعية السعودية ؛ و لكن يجب أن يكون واضحا إنني لا أضع تحول إيران نحو الديمقراطية كحالة يجب أن تسبق سقوط آل سعود لأن القضية هنا تختلف عن البحرين ، فقيام نظام ديمقراطي في إيران ليس من الضروري أن يسبق سقوط آل سعود .
أيضا مادام الحديث عن الإقطاعية العربية السعودية ، فأجد أن أضم لهذا المقال - الذي أكتبه صباح الجمعة الثامن و العشرين من سبتمبر 2012 - تعليق على خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة ، و الذي ألقاه هذا الشهر : سبتمبر 2012 .
نتنياهو في خطابه دبج العبارات البلاغية عن الصراع بين الحداثة و التخلف في الشرق الأوسط ، و كان من الواضح من خطابه إنه يقف في صف الحداثة ، و لكن أفعاله تؤكد على العكس ، أي يقف في صف التخلف ، بمناصرته العملية لنظام آل سعود ، و هي مناصرة دفعت إحدى وسائل الإعلام الأمريكية العالمية لأن تدعوه منذ فترة بالملك بيبي ، و بيبي هو اسم تدليل لنتنياهو .
أما خطاب مرسي المباركي في الأمم المتحدة فأفضل أن يكون التعليق عليه في مقال آخر .
رسالة تعد جزء من المقال لأعضاء و مؤيدي حزب كل مصر - حكم : سيبدأ الحزب ، بإذن الله ، أولى خطوات تسجيله خلال الشهر القادم ، أكتوبر 2012 ، و يدعو الحزب أعضائه و مؤيديه لبذل الجهد من أجل إتمام ذلك ، و يحظر الحزب على الأعضاء القدامي ، و الذين إنضموا للحزب قبل ثورة 2011 ، و كذلك الذين شاركوا في تلك الثورة ، المشاركة في أي نشاط للحزب سواء قبل التسجيل ، أو أثنائه ، أو بعده ، بأي شكل ، و بأي درجة ؛ العقلاء سيتفهمون ، و الحكماء سينفذون ؛ نهجنا سلمي دائماً .
أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين
الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من
يونيو من عام
1969
المنفى القسري :
بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
28-09-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق