الثلاثاء، 26 فبراير 2013

الثورات الشعبية هي نتيجة لمقاومة رغبة الشعوب في تطوير نفسها للأفضل

الثورات الشعبية هي نتيجة لمقاومة رغبة الشعوب في تطوير نفسها للأفضل

لا تعلم الإجابة الصحيحة للسؤال الأول ، و الذي ورد ضمن ثلاثة أسئلة في مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة ؛ و الذي كتبته و نشرته في يوم الجمعة الثاني من نوفمبر من هذا العام ، 2012 ؛ و حاربت إحدى الجهات الأمنية نشره ؛ لا تبتأس ، فهناك مئات الآلاف ، بل الملايين ، الذين شاركوا في ثورة 2011 ، و هم لا يعرفون الإجابات الصحيحة للأسئلة الثلاثة الواردة في المقال المشار إليه آنفا .

نعم لم يعلموا الإجابات الصحيحة ، و الحكم بجهلهم مبني ليس على إستطلاع للرأي ، أو إستبيان ، أو ما شابه ذلك ، بل مبني على ما هو أهم ، و أعني الملاحظة في أرض الواقع و النتائج العملية .

لو علموا الإجابات الصحيحة ، للأسئلة الثلاثة ، لما إنفض الجمع الثوري في الثاني عشر من فبراير من العام الماضي ، 2011 ، أو على الأقل لإستكملوا الثورة في الثالث عشر من فبراير 2011 ، بعد يوم و بعض يوم من الإحتفال بسقوط مبارك ، و بالتالي لما كان إنفرط عقد الثورة قبل تحقيق أهدافها .

لو كانوا علموا الإجابات الصحيحة ، لما تلاعب بهم عملاء الأجهزة الأمنية المباركية ، سواء ذلك الشاب الذي أرسل رسالة تويترية شهيرة ، عقب سقوط مبارك ، تقول : المهمة إنجزت ؛ و ما كان يمكن للإبريليين و لأعضاء إتحاد شباب خيانة الثورة ، و الكفايتيين الذين كان شعارهم أثناء الثورة و في الشهور الأولى التي تلت سقوط مبارك الأثيم : كفاية ثورة ، أن يتلاعبوا بالثورة .

لو كانت تلك الملايين تعلم الإجابات الصحيحة ، لما كانت هناك : جُمع قتل الثورة .

لكن الجهل شيء ، و الشجاعة شيء آخر .

لا ينكر أحد ، إلا عميل ، أو جبان ، أو كاره للشعب المصري ، أن تلك الملايين ، التي صنعت ثورة 2011 ، ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة ، و التضحية ، و الوطنية .

أمثلة رائعة تماثل أمثلة الشجاعة ، و التضحية ، و الوطنية ، التي ضربها الشعب المصري مراراً طوال تاريخه الطويل ، أثناء كفاحه من أجل نفس المثل : الحرية ، و العدالة الإجتماعية ، و الكرامتين : الوطنية و الشخصية .

أمثلة متوقعه من أبناء شعب عريق في الحضارة .

لكن النتائج المتمخضة عن ثورة 2011 ، كانت متواضعة ، و أعني النتائج المادية ، مثل الممارسة الديمقراطية ، و إحترام حقوق الإنسان ، و ما إلى ذلك ، لأن الشجاعة ، و التضحية ، و الوطنية العارمة ، لا تنفع وحدها في إنجاح أي ثورة .

بدون أن تعرف الإجابة الصحيحة لسؤال : لماذا ثورة ؟ لا يمكن أن تعرف الهدف الصحيح للثورة ، و بالتالي لا يمكن أن تعرف هل المهمة إكتملت أو إنجزت ، أم لا .

لست وحدك أيها الشاب من تجهل الإجابة الصحيحة للسؤال الأول ، ذلك السؤال الذي أشرت إليه في بداية هذا المقال ، و ليست فقط أغلبية الملايين التي شاركت في ثورة 2011 هي من تجهله أيضا ، أو كانت تجهله أثناء ثورة 2011 ، بل هناك أجهزة أمنية ، و أنظمة حكم إقليمية ، تجهله أيضا ، أو ربما الأصح أن نقول : تتجاهله ، و تحاول أن تطرحه جانبا ، لأن الإجابه الصحيحة تشير إلى مستقبل مظلم بالنسبة لهم .

الإجابة الصحيحة طويلة ، لا يمكن كتابتها كاملة اليوم ، بعد ظهر السبت العاشر من نوفمبر 2012 ، لكن يمكن القول بإختصار شديد و بشكل عام : أن الثورات الشعبية هي نتيجة لمقاومة رغبة الشعوب في تطوير نفسها للأفضل ؛ و هذه الرغبة في التطور للأفضل هي نتيجة لنضج الشعوب .

طبق هذا على كل ثورة شعبية ، سواء إتخذت مظهر إقتصادي ، أو ديني ، أو إجتماعي ، أو ثقافي ، أو أي مظهر آخر ، و سواء سلكت صراط السلم أو درب العنف ، و في أي مجتمع إنساني ، و في أي ثقافة بشرية ، و في أي مرحلة من المراحل التاريخية لتطور البشرية ، و ستجد أن الإجابة ، على إقتضابها و عموميتها ، صحيحة .

لهذا أنا متفائل ، على الرغم من النتائج المادية المتواضعة لثورة 2011 ، و لا أكترث بكل جهود الأجهزة الأمنية حاليا لصناعة ثورة زائفة تخصها ، و لا بكل محاولاتها صناعة زعماء لتلك الثورة الزائفة ، و لا أكترث بكل محاولاتها القضاء علي شخصيا ، و القضاء على حزب كل مصر - حكم ، لأن ثورة 2011 ثورة شعبية ، أي وليدة نضج الشعب المصري ، و ذلك النضج تمخض عنه رغبته في التطور سياسيا و إجتماعيا و إقتصاديا و ثقافيا للأفضل ، و بالتالي الدافع إليها أكبر من الأفراد و الهيئات ، و إذا كان الشعب لم يحقق أهدافه بثورة 2011 ، فإنه سيثور ثانية في وقت ما في المستقبل من أجل تحقيقها ، و سينجح بالتأكيد ، على الرغم من كل حيل الأجهزة الأمنية ، و على الرغم من كل جهود أعداء الشعب المصري .

حركة تطور الشعوب ، الناتجة عن نضج الشعوب عقليا ، لا توقفها أي إجراءات ، و لا تجوز عليها الحيل و الخدع ، لأن الشعوب تريد في النهاية نتائج حقيقية .

الحل الوحيد الذي يمنع الثورات الشعبية هو الإستجابة لرغبات الشعوب .

هل وصلت الرسالة لهؤلاء المتآمرين على الشعب المصري ؟؟؟

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
10-11-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق