الاثنين، 25 فبراير 2013

الإخوان إلى تمرد داخلي ، و الأحزاب الحقيقية إلى ظهور

الإخوان إلى تمرد داخلي ، و الأحزاب الحقيقية إلى ظهور
تحدثت من قبل عن تقاسم السلطة بين قيادة الإخوان و أعوان مبارك في إطار صفقة عقدت أثناء ثورة 2011 بين قيادة جماعة الإخوان مع المخابرات السليمانية ، بهدف الإلتفاف على الثورة ؛ و إشرت إلى كثير من الخطوات التي تشير إلى تلك الصفقة الدنيئة في مقالات سابقة ، لكن يبدو أن التحالف الذي ينص على تقاسم السلطة بين الإخوان و أعوان مبارك تحول إلى هيمنة من أعوان مبارك على مؤسسة الرئاسة التي تنتمي للقيادة الإخوانية ، بحيث حول أعوان مبارك مرسي إلى مجرد ستار يستر سيطرتهم على شئون الدولة .
منذ فترة بدأ المباركيون في الحديث عن عفو صحي عن مبارك ، و منذ بضعة أيام قلائل قرأت في مقال أن هناك ضغوط من وزير الداخلية الحالي لإعادة العمل لإعادة العمل بقانون الطوارئ ، و أن نائب مرسي في رئاسة الجمهورية المستشار مكي يبحث تعديل القانون قبل إصداره ، بما يشير إلى أن هناك موافقة رئاسية على الخطوط العريضة للفكرة ، إن صح الخبر ، أو لم يتم نفيه أو التراجع عنه ، و أقول إن صح الخبر ، أو لم يتم نفيه أو التراجع عنه ، على أساس إنني في المنفى - و الذي سأنهيه قريباً بإذن الله - أحيانا أتعرض لحصار معلوماتي لمنعي من الكتابة بشكل غير مباشر .
مجرد الحديث عن عفو صحي عن مبارك منذ فترة ، و الآن عن إعادة العمل بقانون الطوارئ ، و لو بعد تعديله ، مع علم الجميع أن قانون الطوارئ كان أحد أسباب ثورة العام الماضي ، دليل دامغ على هيمنة مطلقة من المباركيين على شئون مصر ، و إنهم هم من يديرون مصر في الحقيقة و أن مرسي ليس إلا دمية في أيديهم ، يتلاعبون بها كما يرغبون ، و عندما يريدون ، و يرغمون تلك الدمية على العمل وفق مشئتهم الخبيثة .
هل يتعارض ما أقوله الآن ، ظهيرة الثاني عشر من سبتمبر 2012 ، مع ما كتبته في الثامن من هذا الشهر ، سبتمبر 2012 ، عن إمبراطورية إخوانية ستظهر ؟؟؟
لا ، لا تعارض ، و لم أغير رأي عن الإمبراطورية الإخوانية ، و لا أتراجع عن رأيي الآخر في أن هناك هيمنه من المباركيين على مرسي ، و أضيف الآن : أن تلك الهيمنة تؤكد ما ذكرته في مقال واضح من عنوانه هو : المخابرات السليمانية إخترقت القيادة الإخوانية ؛ و هو المقال الذي كتبته العام الماضي ، و تحديداً في الثامن عشر من يوليو من العام الماضي ، 2011 .
كيف يجتمع الإثنان إذا ، ضعف القيادة الإخوانية ، و في نفس الوقت إمبراطورية إخوانية ؟
الإجابة هي : الخريطة السياسية المصرية الداخلية ، أو بالإختصار : الخريطة الحزبية ، لم ينتهي رسمها بعد ، فرغم هذا العدد الوافر من الأحزاب المسجلة و الحركات السياسية المتمتعة بالتغطية الإعلامية الرسمية و الإقليمية و الدولية ، إلا إنها كلها لا تعبر عن الواقع السياسي الحقيقي ، كما ذكرت في مقال كتبته و نشرته في هذا الشهر ، و تحديداً في الثاني من سبتمبر 2012 ، و عنوانه : إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المنبع ، و مرسي يقر إستخدام الأساليب الأمنية القذرة .
لازالنا كشعب في بداية الطريق لحياة حزبية سليمة تعبر عن رأي الشعب ، بل إننا كشعب لم نخط أي خطوة حقيقية في سبيل تشكيل حياة سياسية - حزبية جادة حقيقية تعبر عن الواقع السياسي الداخلي في مصر بعيدا عن سيطرة المباركيين .
ما ينطبق على الأحزاب ، و التيارات السياسية ، ينطبق على الإخوان ، فهم و إن كان لهم حزب مسجل رسمياً بالفعل ، و هم شركاء في السلطة - و لو إسما – إلا إنهم ليسوا محصنين ضد الإختراق و التدجين .
لكن هذا المناخ السياسي غير السليم لا يمكن أن يستمر طويلاً ، و سيأتي وقت يبدأ فيه التحرك لتصحيحه ، و أرى أن هذا الوقت قريب ، فمثلاً حزب كل مصر - حكم سيبدأ ، بإذن الله ، أولى خطواته العملية لحشد التوقيعات اللازمة لتسجيله ، و ذلك في الشهر القادم ، أكتوبر 2012 ، و بالنسبة لي شخصيا فإنني أرتب شئوني للعودة لمصر خلال هذا الشهر ، سبتمبر 2012 ، أو الربع الأول من الشهر القادم على الأكثر ، إن شاء الله .
بالنسبة للإخوان فأتوقع أن يحدث دخل جماعتهم ، و ربما داخل حزبهم ، تمرد ، أو حركة تصحيحية ، تقوم بها جماهير الإخوان ، و التي لم يتم إختراقها أو تدجينها ، على إختلاف توجهاتها السياسية ، بهدف إنقاذ جماعتهم ، و حزبهم ، لأنهم سيلاحظون أن إستمرار هيمنة المباركيين على مرسي ستؤدي لتناقص شعبيتهم ، و بالتأكيد إلى إنهيار جماعتهم ، لأن خضوع مرسي بهذا الشكل المهين و الخطر أصبح لا يمكن تفسيره أبداً ، حتى عند أكثر الإخوان تعصباً للقيادة الإخوانية ، على إنه مناورات سياسية ، و بالتأكيد لاحظت جموع الإخوان الفارق بين نسبة الأصوات حصلوا عليها في أول إنتخابات برلمانية بعد الثورة ، و بين الخمسة و عشرون بالمائة تقريباً التي حصل عليها مرسي في الجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية .
أتوقع حدوث تمرد تصحيحي ، قد يصل إلى إنقسام يؤدي إلى إنشقاق إن فشل التصحيح ، داخل جماعة الإخوان المسلمين ، على يد مجموعة لا يعجبها المسار الحالي الذي يسير عليه مرسي ، مجموعة مخلصة لأهداف الجماعة ، و هنا يجب أن يلاحظ القارئ الكريم إنني لم أتحدث عن متشددين و معتدلين ، لأن التمرد سيكون مبعثه إنقاذ جماعة الإخوان من سيطرة المباركيين المدمرة ، و طرد عملاء المباركيين ، و بالتالي ليس له أي سبب أيديولوجي .
هؤلاء الذين سيقودون التمرد ، و الذي قد يصل إلى إنشقاق ، هم الذين يجب أن نتوقع منهم أن يبنوا الإمبراطورية الإخوانية ، لأن العملاء لا يبنون الإمبراطوريات .
أيضاً أتوقع ظهور أحزاب سياسية أخرى حقيقية تعبر عن التيارات الحقيقية ، مثل التيار السلفي الحقيقي ، أو الحر ، كما أسميته في مقال : السلفي الحر ، و السلفي الحكومي ؛ و الذي كتبته و نشرته في العام الماضي ، و تحديداً في : الخامس و العشرين من مايو 2011 ؛ كما أتوقع ظهور أحزاب ليبرالية و يسارية حقيقية بعيدة عن هيمنة المباركيين .
الخريطة السياسية الحزبية المصرية لم ترسم بعد - كما ذكرت عالية - و المجتمع السياسي المصري في حراك ، لأنه واعي ، و لن يسمح بأن يسيطر عليه المباركيين الناصريين .
السيطرة الحالية للمباركيين الناصريين على الحياة السياسية المصرية هي سيطرة مؤقتة .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في ظهيرة الأربعاء الموافق الثاني عشر من سبتمبر 2012 .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إسيعيدوا مصر
12-09-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق