توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري
علم السلالات البشرية الجيني كما إنه بدأ في تغيير بعض المفاهيم الإجتماعية في منطقتنا ، التي لازالت مبتلية بالأفكار العنصرية ، مثل خلخلة مفهوم القبيلة في منطقة الجزيرة العربية ، و بخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي - و قد إستعرضت ذلك في مقال : القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية ، و هو المقال السابق مباشرة على هذا المقال - فإنه أيضا سيسهم في دعم صلات شعوب المنطقة بالعالم الخارجي ، و إخراجنا من التقوقع الثقافي الذي تحاول الإنظمة الإستبدادية الحاكمة في منطقتنا إعاشتنا فيه ؛ و إسهام ذلك العلم في الخروج من ذلك التقوقع الثقافي سيكون من خلال تأصيله لمبدأ ، أو فكرة ، الوحدة الإنسانية العالمية ، و التي من نتائجها بالتأكيد ، هو الشعور بأن التراث الحضاري الإنساني هو ملك لكل البشر .
إسهامه في تأصيل الوحدة الإنسانية ، و كسر جدران العزل الثقافي ، سيكون بتأكيده على التمازج البشري من ناحية السلالة ، و الذي بدوره أسهم في التمازج الثقافي .
صراحة لم نكن بحاجة لهذا العلم لتحطيم محاولات الأنظمة الإستبدادية الحاكمة في منطقتنا عزلنا عن العالم لو كان النضج الثقافي منتشر في شعوبنا ، لأن الأفكار تنتقل بسهولة بين الأفراد ، و بالتالي بين المجتمعات ، بدون الحاجة لأي إمتزاج سلالي ؛ و لكن بما أن المفاهيم العنصرية هي أحد أسلحة الأنظمة الإستبدادية الحاكمة في العالم العربي ، و بخاصة منذ تسيدت مفاهيم القومية ، منذ كتب النصر للناصرية و شقيقتها البعثية ، فإننا يمكن أن نواجه تلك العنصرية بتحطيمها و تحطيم الجدران الفكرية للعزلة الثقافية التي نعاني منها ، من خلال إستخدام ذلك العلم ، كواحد من الأدوات ، و ليس كأداة وحيدة .
في مصر على سبيل المثال ، هناك محاولات دائبة بدأت في عهد عبد الناصر لعزل مصر عن كل محيط ، سوى محيطها العربي ؛ و من الأدوات الفكرية التي إستخدمتها السلطة لزرع تلك العزلة ، الترويج لفكرة أن الشعب المصري شعب منعزل عن العالم و إن المصري يكره السفر و الخروج من مصر .
فكرة خاطئة يكذبها تاريخ المصريين منذ عصر الفراعنة و إلى اليوم .
لن أفند في هذا المقال مباشرة الأكاذيب التي تروجها السلطة في هذا الشأن ، و لكني فقط سأتعامل مع حقيقة جديدة ، قد يكون لها مردود ثقافي - سياسي .
في مقال الثاني و العشرين من مارس 2012 ذكرت أن توماس جفرسون ينتمي لهابلوجروب تي ، و أن الهابلوتيب الخاص به قريب أو مرتبط بهابلوتيب مصري لنفس الهابلوجروب ، تي .
ذكرت أيضا في المقال المشار إليه أن هناك من يرى أن هابلوجروب تي الذي ينتمي له توماس جفرسون قديم في أوروبا ، و إنه ليس نتيجة هجرة حديثة ، و يبرر أنصار هذا الرأي ذلك بالإشارة إلى ثبوت وجود أشخاص في بريطانيا يحملون نفس إسم عائلة جفرسون ، و لا يمتون بصلة قرابة لتوماس جفرسون ، و يحملون نفس ذلك الهابلوجروب النادر ؛ و أيضا إكتشاف هابلوتيب ألماني في نفس التجمع الذي ينتمي له توماس جفرسون .
سؤال : هل تلك الأدلة تمنع أن يكون هناك إحتمال أن يكون توماس جفرسون و هؤلاء الذين يشاركونه في الإنتماء لنفس النموذج من أصل مصري ؟؟؟
إجابتي ، و حسب المعلومات المتوافرة لي بهذا الشأن ، هي : لا مانع في أن يكون هؤلاء جميعا من أصل مصري ، و أضيف أيضا : و إنه لا مانع في أن يكون وجود ذلك الهابلوجروب قديم في أوروبا ، السؤال الذي يجب أن يطرح هو : ما مدى قدم وجود ذلك النموذج - أو الهابلوتيب - الذي ينتمي له توماس جفرسون ، في بريطانيا ، و أوروبا عموما ؟
ما أعتقده - و إلى أن يثبت علميا العكس - هو أنه جاء من مصر في زمن الإمبراطورية الرومانية .
بريطانيا كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية و كان بها حامية رومانية ، و منطقة الراين كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية منذ زمن يوليوس قيصر ، أي منذ زمن الجمهورية ، و كان دائما بمنطقة الراين حاميات رومانية ، و نعلم بأن المصريين كانوا ينضمون للجيش الروماني ، و هناك أدلة على ذلك ، مثل الكتيبة الطيبية .
الوجود المصري في أوروبا في زمن الإمبراطورية الرومانية لا يقف فقط على الوجود العسكري ، فالمصريين كان لهم وجود كبير في روما ذاتها ، حيث كانت هناك مستعمرة سكنية للتجار و الحرفيين و الفنانين المصريين في حقل مارس ، و لا يجب أن نغفل عن أن أفلوطين الفيلسوف الذي ولد و نشأ في مصر الوسطى إستقر في النهاية في روما ، و أيضا الطبيب الشخصي لبليني - أو بلني - الصغير ، صديق الإمبراطور تراجان ، كان مصري حصل على الجنسية الرومانية .
عبادة إيزيس إنتشرت في القسم الأوروبي من الإمبراطورية الرومانية ، على ضفاف الدانوب ، و السين ، و الراين ، و في جبال الألب ، و إنتشرت عبادة إيزيس في نونسبرج جنوب بوزن ، في شمال إيطاليا حاليا ، حتى قال أحد المسيحيين في تقريع : إنها – أي المدينة المشار إليها - كانت كأنها إسكندرية ثانية ، و وجد معبد لإيزيس في لندن ، عاصمة بريطانيا ، و ما ذكره عالم المصريات أدولف إرمان عن وجود تمثال صغير لإيزيس من العصر الروماني حفظ في كنيسة أورسولا في مدينة كولونيا و إكتشاف مقبرة مصري يدعى حورس بالقرب من تلك الكنيسة .
لا يوجد علميا حتى الآن ما يمنع أن يكون أحد أجداد توماس جفرسون و من يشاركونه نفس الأصول من الأوروبيين ، جاء من مصر و إستقر في أوروبا في عصر الإمبراطورية الرومانية كما فعل أفلوطين الفيلسوف ، و سكان المستعمرة المصرية في روما ، و المستعمرات المصرية في غيرها من المدن الإيطالية القديمة ، و في العديد من المدن الإغريقية .
لم يكن الشعب المصري شعب منعزل متوقع ، لا قديما ، و لا حديثا ، و إنتشر قديما في معظم ربوع الإمبراطورية الرومانية مثلما ينتشر الآن في كافة أنحاء الكرة الأرضية ، و من خلال إنتشاره تفاعل مع الثقافات التي تعامل معها ، فأعطاها ، و أخذ منها .
لنا كمصريين أن نشارك الآخرين الفخر بتوماس جفرسون ، كاتب إعلان الإستقلال الأمريكي - إن لم يكن كمصري الأصل فعلى الأقل كإنسان - فهو شخص جدير بكل الإحترام و التقدير ، من الوجهة السياسية ، و إن كنا نختلف معه الآن في رأيه في الشكل الذي يجب أن تأخذه الديمقراطية ، حيث كان من أنصار فكرة الديمقراطية التي تقوم على طبقة كبيرة من صغار المزارعين الأحرار ، و هي فكرة لا تناسب العصر الحالي ، و لا المستقبل ، حيث الطبقة الوسطى المدنية له الغلبة في العالم الأول حاليا ، و آخذه في النمو في بقية أنحاء العالم ؛ لكن يبقى أثره الخالد : إعلان الإستقلال ، الأمريكي ، وثيقة رائعة تعد بحق جزء من التراث الإنساني العالمي لما تحويه من مبادئ سامية .
إننا سنحطم العنصرية بنفس سلاحها الذي أشهرته قديما ، و هو علم السلالات البشرية ، و ذلك لصالح مبدأ : وحدة الإنسانية .
ملحوظة : بدأت هذا المقال في تمام الساعة السابعة صباحا ، و إنتهيت منه في تمام الثامنة و النصف صباحا ، بتوقيت جرينتش ، يوم الثلاثاء الموافق السابع و العشرين من مارس 2012 .
تصحيح : في مقال : القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية ، ذكرت خطأ أن تاريخ نشر مقال : من إيه إلى زد مصريين ، هو الثاني من أكتوبر 2012 ، و هذا لا يعقل ، و الصواب : الثاني من أكتوبر 2011 ، فمعذرة ، كذلك وردت في نفس المقال كلمة سلالايا مرتين ، و الصواب سلاليا ، و هذا الخطأ لا أعتذر عنه لأنني لا أعتذر أبدا عن أي خطأ متعمد قام به غيري .
إسهامه في تأصيل الوحدة الإنسانية ، و كسر جدران العزل الثقافي ، سيكون بتأكيده على التمازج البشري من ناحية السلالة ، و الذي بدوره أسهم في التمازج الثقافي .
صراحة لم نكن بحاجة لهذا العلم لتحطيم محاولات الأنظمة الإستبدادية الحاكمة في منطقتنا عزلنا عن العالم لو كان النضج الثقافي منتشر في شعوبنا ، لأن الأفكار تنتقل بسهولة بين الأفراد ، و بالتالي بين المجتمعات ، بدون الحاجة لأي إمتزاج سلالي ؛ و لكن بما أن المفاهيم العنصرية هي أحد أسلحة الأنظمة الإستبدادية الحاكمة في العالم العربي ، و بخاصة منذ تسيدت مفاهيم القومية ، منذ كتب النصر للناصرية و شقيقتها البعثية ، فإننا يمكن أن نواجه تلك العنصرية بتحطيمها و تحطيم الجدران الفكرية للعزلة الثقافية التي نعاني منها ، من خلال إستخدام ذلك العلم ، كواحد من الأدوات ، و ليس كأداة وحيدة .
في مصر على سبيل المثال ، هناك محاولات دائبة بدأت في عهد عبد الناصر لعزل مصر عن كل محيط ، سوى محيطها العربي ؛ و من الأدوات الفكرية التي إستخدمتها السلطة لزرع تلك العزلة ، الترويج لفكرة أن الشعب المصري شعب منعزل عن العالم و إن المصري يكره السفر و الخروج من مصر .
فكرة خاطئة يكذبها تاريخ المصريين منذ عصر الفراعنة و إلى اليوم .
لن أفند في هذا المقال مباشرة الأكاذيب التي تروجها السلطة في هذا الشأن ، و لكني فقط سأتعامل مع حقيقة جديدة ، قد يكون لها مردود ثقافي - سياسي .
في مقال الثاني و العشرين من مارس 2012 ذكرت أن توماس جفرسون ينتمي لهابلوجروب تي ، و أن الهابلوتيب الخاص به قريب أو مرتبط بهابلوتيب مصري لنفس الهابلوجروب ، تي .
ذكرت أيضا في المقال المشار إليه أن هناك من يرى أن هابلوجروب تي الذي ينتمي له توماس جفرسون قديم في أوروبا ، و إنه ليس نتيجة هجرة حديثة ، و يبرر أنصار هذا الرأي ذلك بالإشارة إلى ثبوت وجود أشخاص في بريطانيا يحملون نفس إسم عائلة جفرسون ، و لا يمتون بصلة قرابة لتوماس جفرسون ، و يحملون نفس ذلك الهابلوجروب النادر ؛ و أيضا إكتشاف هابلوتيب ألماني في نفس التجمع الذي ينتمي له توماس جفرسون .
سؤال : هل تلك الأدلة تمنع أن يكون هناك إحتمال أن يكون توماس جفرسون و هؤلاء الذين يشاركونه في الإنتماء لنفس النموذج من أصل مصري ؟؟؟
إجابتي ، و حسب المعلومات المتوافرة لي بهذا الشأن ، هي : لا مانع في أن يكون هؤلاء جميعا من أصل مصري ، و أضيف أيضا : و إنه لا مانع في أن يكون وجود ذلك الهابلوجروب قديم في أوروبا ، السؤال الذي يجب أن يطرح هو : ما مدى قدم وجود ذلك النموذج - أو الهابلوتيب - الذي ينتمي له توماس جفرسون ، في بريطانيا ، و أوروبا عموما ؟
ما أعتقده - و إلى أن يثبت علميا العكس - هو أنه جاء من مصر في زمن الإمبراطورية الرومانية .
بريطانيا كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية و كان بها حامية رومانية ، و منطقة الراين كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية منذ زمن يوليوس قيصر ، أي منذ زمن الجمهورية ، و كان دائما بمنطقة الراين حاميات رومانية ، و نعلم بأن المصريين كانوا ينضمون للجيش الروماني ، و هناك أدلة على ذلك ، مثل الكتيبة الطيبية .
الوجود المصري في أوروبا في زمن الإمبراطورية الرومانية لا يقف فقط على الوجود العسكري ، فالمصريين كان لهم وجود كبير في روما ذاتها ، حيث كانت هناك مستعمرة سكنية للتجار و الحرفيين و الفنانين المصريين في حقل مارس ، و لا يجب أن نغفل عن أن أفلوطين الفيلسوف الذي ولد و نشأ في مصر الوسطى إستقر في النهاية في روما ، و أيضا الطبيب الشخصي لبليني - أو بلني - الصغير ، صديق الإمبراطور تراجان ، كان مصري حصل على الجنسية الرومانية .
عبادة إيزيس إنتشرت في القسم الأوروبي من الإمبراطورية الرومانية ، على ضفاف الدانوب ، و السين ، و الراين ، و في جبال الألب ، و إنتشرت عبادة إيزيس في نونسبرج جنوب بوزن ، في شمال إيطاليا حاليا ، حتى قال أحد المسيحيين في تقريع : إنها – أي المدينة المشار إليها - كانت كأنها إسكندرية ثانية ، و وجد معبد لإيزيس في لندن ، عاصمة بريطانيا ، و ما ذكره عالم المصريات أدولف إرمان عن وجود تمثال صغير لإيزيس من العصر الروماني حفظ في كنيسة أورسولا في مدينة كولونيا و إكتشاف مقبرة مصري يدعى حورس بالقرب من تلك الكنيسة .
لا يوجد علميا حتى الآن ما يمنع أن يكون أحد أجداد توماس جفرسون و من يشاركونه نفس الأصول من الأوروبيين ، جاء من مصر و إستقر في أوروبا في عصر الإمبراطورية الرومانية كما فعل أفلوطين الفيلسوف ، و سكان المستعمرة المصرية في روما ، و المستعمرات المصرية في غيرها من المدن الإيطالية القديمة ، و في العديد من المدن الإغريقية .
لم يكن الشعب المصري شعب منعزل متوقع ، لا قديما ، و لا حديثا ، و إنتشر قديما في معظم ربوع الإمبراطورية الرومانية مثلما ينتشر الآن في كافة أنحاء الكرة الأرضية ، و من خلال إنتشاره تفاعل مع الثقافات التي تعامل معها ، فأعطاها ، و أخذ منها .
لنا كمصريين أن نشارك الآخرين الفخر بتوماس جفرسون ، كاتب إعلان الإستقلال الأمريكي - إن لم يكن كمصري الأصل فعلى الأقل كإنسان - فهو شخص جدير بكل الإحترام و التقدير ، من الوجهة السياسية ، و إن كنا نختلف معه الآن في رأيه في الشكل الذي يجب أن تأخذه الديمقراطية ، حيث كان من أنصار فكرة الديمقراطية التي تقوم على طبقة كبيرة من صغار المزارعين الأحرار ، و هي فكرة لا تناسب العصر الحالي ، و لا المستقبل ، حيث الطبقة الوسطى المدنية له الغلبة في العالم الأول حاليا ، و آخذه في النمو في بقية أنحاء العالم ؛ لكن يبقى أثره الخالد : إعلان الإستقلال ، الأمريكي ، وثيقة رائعة تعد بحق جزء من التراث الإنساني العالمي لما تحويه من مبادئ سامية .
إننا سنحطم العنصرية بنفس سلاحها الذي أشهرته قديما ، و هو علم السلالات البشرية ، و ذلك لصالح مبدأ : وحدة الإنسانية .
ملحوظة : بدأت هذا المقال في تمام الساعة السابعة صباحا ، و إنتهيت منه في تمام الثامنة و النصف صباحا ، بتوقيت جرينتش ، يوم الثلاثاء الموافق السابع و العشرين من مارس 2012 .
تصحيح : في مقال : القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية ، ذكرت خطأ أن تاريخ نشر مقال : من إيه إلى زد مصريين ، هو الثاني من أكتوبر 2012 ، و هذا لا يعقل ، و الصواب : الثاني من أكتوبر 2011 ، فمعذرة ، كذلك وردت في نفس المقال كلمة سلالايا مرتين ، و الصواب سلاليا ، و هذا الخطأ لا أعتذر عنه لأنني لا أعتذر أبدا عن أي خطأ متعمد قام به غيري .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم
النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في
الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ
الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ،
شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم
- إستعيدوا
مصر
27-03-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق