السبت، 23 فبراير 2013

توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري

توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري
علم السلالات البشرية الجيني كما إنه بدأ في تغيير بعض المفاهيم الإجتماعية في منطقتنا ، التي لازالت مبتلية بالأفكار العنصرية ، مثل خلخلة مفهوم القبيلة في منطقة الجزيرة العربية ، و بخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي - و قد إستعرضت ذلك في مقال : القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية ، و هو المقال السابق مباشرة على هذا المقال - فإنه أيضا سيسهم في دعم صلات شعوب المنطقة بالعالم الخارجي ، و إخراجنا من التقوقع الثقافي الذي تحاول الإنظمة الإستبدادية الحاكمة في منطقتنا إعاشتنا فيه ؛ و إسهام ذلك العلم في الخروج من ذلك التقوقع الثقافي سيكون من خلال تأصيله لمبدأ ، أو فكرة ، الوحدة الإنسانية العالمية ، و التي من نتائجها بالتأكيد ، هو الشعور بأن التراث الحضاري الإنساني هو ملك لكل البشر .
إسهامه في تأصيل الوحدة الإنسانية ، و كسر جدران العزل الثقافي ، سيكون بتأكيده على التمازج البشري من ناحية السلالة ، و الذي بدوره أسهم في التمازج الثقافي .
صراحة لم نكن بحاجة لهذا العلم لتحطيم محاولات الأنظمة الإستبدادية الحاكمة في منطقتنا عزلنا عن العالم لو كان النضج الثقافي منتشر في شعوبنا ، لأن الأفكار تنتقل بسهولة بين الأفراد ، و بالتالي بين المجتمعات ، بدون الحاجة لأي إمتزاج سلالي ؛ و لكن بما أن المفاهيم العنصرية هي أحد أسلحة الأنظمة الإستبدادية الحاكمة في العالم العربي ، و بخاصة منذ تسيدت مفاهيم القومية ، منذ كتب النصر للناصرية و شقيقتها البعثية ، فإننا يمكن أن نواجه تلك العنصرية بتحطيمها و تحطيم الجدران الفكرية للعزلة الثقافية التي نعاني منها ، من خلال إستخدام ذلك العلم ، كواحد من الأدوات ، و ليس كأداة وحيدة .
في مصر على سبيل المثال ، هناك محاولات دائبة بدأت في عهد عبد الناصر لعزل مصر عن كل محيط ، سوى محيطها العربي ؛ و من الأدوات الفكرية التي إستخدمتها السلطة لزرع تلك العزلة ، الترويج لفكرة أن الشعب المصري شعب منعزل عن العالم و إن المصري يكره السفر و الخروج من مصر .
فكرة خاطئة يكذبها تاريخ المصريين منذ عصر الفراعنة و إلى اليوم .
لن أفند في هذا المقال مباشرة الأكاذيب التي تروجها السلطة في هذا الشأن ، و لكني فقط سأتعامل مع حقيقة جديدة ، قد يكون لها مردود ثقافي - سياسي .
في مقال الثاني و العشرين من مارس 2012 ذكرت أن توماس جفرسون ينتمي لهابلوجروب تي ، و أن الهابلوتيب الخاص به قريب أو مرتبط بهابلوتيب مصري لنفس الهابلوجروب ، تي .
ذكرت أيضا في المقال المشار إليه أن هناك من يرى أن هابلوجروب تي الذي ينتمي له توماس جفرسون قديم في أوروبا ، و إنه ليس نتيجة هجرة حديثة ، و يبرر أنصار هذا الرأي ذلك بالإشارة إلى ثبوت وجود أشخاص في بريطانيا يحملون نفس إسم عائلة جفرسون ، و لا يمتون بصلة قرابة لتوماس جفرسون ، و يحملون نفس ذلك الهابلوجروب النادر ؛ و أيضا إكتشاف هابلوتيب ألماني في نفس التجمع الذي ينتمي له توماس جفرسون .
سؤال : هل تلك الأدلة تمنع أن يكون هناك إحتمال أن يكون توماس جفرسون و هؤلاء الذين يشاركونه في الإنتماء لنفس النموذج من أصل مصري ؟؟؟
إجابتي ، و حسب المعلومات المتوافرة لي بهذا الشأن ، هي : لا مانع في أن يكون هؤلاء جميعا من أصل مصري ، و أضيف أيضا : و إنه لا مانع في أن يكون وجود ذلك الهابلوجروب قديم في أوروبا ، السؤال الذي يجب أن يطرح هو : ما مدى قدم وجود ذلك النموذج - أو الهابلوتيب - الذي ينتمي له توماس جفرسون ، في بريطانيا ، و أوروبا عموما ؟
ما أعتقده - و إلى أن يثبت علميا العكس - هو أنه جاء من مصر في زمن الإمبراطورية الرومانية .
بريطانيا كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية و كان بها حامية رومانية ، و منطقة الراين كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية منذ زمن يوليوس قيصر ، أي منذ زمن الجمهورية ، و كان دائما بمنطقة الراين حاميات رومانية ، و نعلم بأن المصريين كانوا ينضمون للجيش الروماني ، و هناك أدلة على ذلك ، مثل الكتيبة الطيبية .
الوجود المصري في أوروبا في زمن الإمبراطورية الرومانية لا يقف فقط على الوجود العسكري ، فالمصريين كان لهم وجود كبير في روما ذاتها ، حيث كانت هناك مستعمرة سكنية للتجار و الحرفيين و الفنانين المصريين في حقل مارس ، و لا يجب أن نغفل عن أن أفلوطين الفيلسوف الذي ولد و نشأ في مصر الوسطى إستقر في النهاية في روما ، و أيضا الطبيب الشخصي لبليني - أو بلني - الصغير ، صديق الإمبراطور تراجان ، كان مصري حصل على الجنسية الرومانية .
عبادة إيزيس إنتشرت في القسم الأوروبي من الإمبراطورية الرومانية ، على ضفاف الدانوب ، و السين ، و الراين ، و في جبال الألب ، و إنتشرت عبادة إيزيس في نونسبرج جنوب بوزن ، في شمال إيطاليا حاليا ، حتى قال أحد المسيحيين في تقريع : إنها – أي المدينة المشار إليها - كانت كأنها إسكندرية ثانية ، و وجد معبد لإيزيس في لندن ، عاصمة بريطانيا ، و ما ذكره عالم المصريات أدولف إرمان عن وجود تمثال صغير لإيزيس من العصر الروماني حفظ في كنيسة أورسولا في مدينة كولونيا و إكتشاف مقبرة مصري يدعى حورس بالقرب من تلك الكنيسة .
لا يوجد علميا حتى الآن ما يمنع أن يكون أحد أجداد توماس جفرسون و من يشاركونه نفس الأصول من الأوروبيين ، جاء من مصر و إستقر في أوروبا في عصر الإمبراطورية الرومانية كما فعل أفلوطين الفيلسوف ، و سكان المستعمرة المصرية في روما ، و المستعمرات المصرية في غيرها من المدن الإيطالية القديمة ، و في العديد من المدن الإغريقية .
لم يكن الشعب المصري شعب منعزل متوقع ، لا قديما ، و لا حديثا ، و إنتشر قديما في معظم ربوع الإمبراطورية الرومانية مثلما ينتشر الآن في كافة أنحاء الكرة الأرضية ، و من خلال إنتشاره تفاعل مع الثقافات التي تعامل معها ، فأعطاها ، و أخذ منها .
لنا كمصريين أن نشارك الآخرين الفخر بتوماس جفرسون ، كاتب إعلان الإستقلال الأمريكي - إن لم يكن كمصري الأصل فعلى الأقل كإنسان - فهو شخص جدير بكل الإحترام و التقدير ، من الوجهة السياسية ، و إن كنا نختلف معه الآن في رأيه في الشكل الذي يجب أن تأخذه الديمقراطية ، حيث كان من أنصار فكرة الديمقراطية التي تقوم على طبقة كبيرة من صغار المزارعين الأحرار ، و هي فكرة لا تناسب العصر الحالي ، و لا المستقبل ، حيث الطبقة الوسطى المدنية له الغلبة في العالم الأول حاليا ، و آخذه في النمو في بقية أنحاء العالم ؛ لكن يبقى أثره الخالد : إعلان الإستقلال ، الأمريكي ، وثيقة رائعة تعد بحق جزء من التراث الإنساني العالمي لما تحويه من مبادئ سامية .
إننا سنحطم العنصرية بنفس سلاحها الذي أشهرته قديما ، و هو علم السلالات البشرية ، و ذلك لصالح مبدأ : وحدة الإنسانية .
ملحوظة : بدأت هذا المقال في تمام الساعة السابعة صباحا ، و إنتهيت منه في تمام الثامنة و النصف صباحا ، بتوقيت جرينتش ، يوم الثلاثاء الموافق السابع و العشرين من مارس 2012 .
تصحيح : في مقال : القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية ، ذكرت خطأ أن تاريخ نشر مقال : من إيه إلى زد مصريين ، هو الثاني من أكتوبر 2012 ، و هذا لا يعقل ، و الصواب : الثاني من أكتوبر 2011 ، فمعذرة ، كذلك وردت في نفس المقال كلمة سلالايا مرتين ، و الصواب سلاليا ، و هذا الخطأ لا أعتذر عنه لأنني لا أعتذر أبدا عن أي خطأ متعمد قام به غيري .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
27-03-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق