الجمعة، 22 فبراير 2013

سحق ربيع العرب سيبدأ من مصر بتمويل من آل سعود

سحق ربيع العرب سيبدأ من مصر بتمويل من آل سعود
 
ظروف شخصية منعتني من متابعة الأخبار بجدية خلال ما يقرب من إسبوع ، و من تلك الأخبار التي لم أتابعها : تطورات قضية العلاقات المصرية - الأمريكية ، و بخاصة ما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لمصر ، سواء أكانت عسكرية أم مدنية .
لكن عدم متابعتي لتطورات هذه القضية لن تمنعني من التعليق عليها ، لأن حديثي - كما هو في أغلب الأحيان - يتعلق بالمبادئ و السياسات العريضة .
قبل أن أبدأ تعليقي أجد إنه من الأفضل أن أبدأ بالتذكير بموقف حزب كل مصر – حكم من قضية المساعدات الأجنبية ، و ذلك لأن السلطة لا تكتفي بالصيد في الماء العكر ، بل إنها تعكر الماء الصافي ، النقي ، الرقراق ، لتصطاد فيه ، مستغلة إنها لها اليد الطولى إعلاميا .
موقف حزب كل مصر - حكم من قضية المساعدات الأجنبية واضح و صريح للغاية ، و مذكور بكل وضوح في وثيقته الأساسية ، و التي خرجت للعلن في العاشر من أكتوبر 2007 ، و نشرت في اليوم التالي : الحادي عشر من أكتوبر 2007 ، و توجد أيضا كتسجيل صوتي بعنوان : حزب كل مصر ؛ في قناة لحزب كل مصر - حكم في يوتيوب ، و عنوان تلك القناة :
ppslv .
نص ما ورد بشأن تلك القضية في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر - حكم هو الآتي :
كذلك يشدد حزب كل مصر على أهمية بناء مصر حديثة قادرة على الوقوف على قدميها ، دون الحاجة لدعم خارجي ، و تحيا في سلام ، و على قدم المساواة ، مع كافة جيرانها و كل دول العالم ، مثلما ندعم التعاون الإقليمي ، العربي و الأفريقي و البحر متوسطي ، و كذلك الدولي ، شريطة أن يكون ذلك التعاون في صالح مصر في المقام الأول . إنتهى الإقتباس من الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر – حكم .
فقرة قصيرة مدمجة صريحة توضح موقفنا من كل المساعدات الأجنبية ، دون تحديد جنسية المصدر ، لأنها كلها لدينا سواء ، و كذلك توضح سياستنا الخارجية ، و من ضمنها العلاقات مع كافة دول الجوار ، و دول المناطق التي تنتمي لها مصر ، و بقية دول العالم ؛ و الولايات المتحدة الأمريكية هي إحدى دول العالم ، و ينطبق عليها ما ينطبق على الدول الأخرى .

لا نريد علاقه عدائية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، و لا نريد أيضا علاقة تابع بمتبوع ؛ و إنما نريد علاقات سلمية هادئة ، تقوم على أساس المساواة بين طرفي العلاقة ، لهذا نريد التحرر من المساعدات الأمريكية و كل المساعدات الأجنبية ، و نريد أيضا أن نتعاون بما فيه خير الشعبين ، المصري و الأمريكي ، و نحن كطرف مصري - و أعني حزب كل مصر - يهمنا أن يكون ذلك التعاون في صالح مصر في المقام الأول ، كما هو وارد في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر - حكم .
مجلس عملاء مبارك في القوات المسلحة المصرية ، و الذي كنا أول من أطلق عليه : المجلس العسكري الحاكم ، يعلم بموقفنا هذا ، فهو لا شك قد درس الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر - حكم ، و لهذا ظن أن الحزب سيهلل تأييدا له عندما بدأ في الإدعاء ، بواسطة عملائه ، أن هدفه هو التحرر من المعونة الأمريكية .
لم نؤيده لأسباب :
أولا : لأننا لا نثق فيه ، و لا نثق في السلطة الحالية بأكملها ؛ و نرى في السلطة الحالية - و التي هي إمتداد لنظام مبارك - أكبر عدو للشعب المصري .
ثانيا : إننا وجدنا أن السلطة لا تسعى للتحرر من المعونات الأجنبية على إختلاف جنسياتها ، و إنما هدفها الإعتماد أكثر على آل سعود ماديا كبديل للمعونة الأمريكية .
أي أن سياسة مجلس عملاء مبارك في القوات المسلحة هي : إستمرار الإعتماد على الخارج ؛ و هو ما لا نقبله ، لأن حزب كل مصر - حكم ، يريد : مصر حديثة قادرة على الوقوف على قدميها ، دون الحاجة لدعم خارجي ؛ و هذا لن يتحقق على يد السلطة الحالية لأنها هي نفس السلطة التي حكمتنا في عهد مبارك الأثيم - بناقص بضعة أفراد - و تريد أن تبقينا فقراء متسولين .
ثالثا : لأن الهدف الحقيقي هو سحق ربيع العرب .
السلطة ، بمعناها الواسع ، درست بعناية ثورات ربيع العرب ، في مصر و تونس و ليبيا و سوريا و اليمن ، و رأت أن أفضل نموذج تتبناه لسحق الربيع المصري هو النموذج البعثي السوري ، لأنها تعلم أن ما ينطبق على سوريا ينطبق على مصر بدرجة أكبر .
السلطة تريد تمويل سعودي ، يجعلها لا تأبه بالرأي العام العالمي ، و لا بالأمم المتحدة ، بما يجعلها مطلقة اليد لسحق أي ثورة شعبية مصرية أخرى في المستقبل بالحديد و النار .
و نظام آل سعود مستعد للدفع لأن ربيع العرب و إن لم يبدأ في مصر ، إلا أن سحقه يبدأ في مصر .
أنني أحذر من مخطط لإستخدام الحديد و النار لقمع أي تحرك شعبي واسع في المستقبل ، و قرار المجلس العسكري الإعتماد على آل سعود إقتصادياً هو جزء من ذلك المخطط الخبيث الدموي ، و قد حدث في الربع الأخير من العام الماضي بروفات لذلك القمع .
قرار السلطة الإعتماد على المعونة السعودية لإطلاق يدها الدموية في التعامل مع الشعب ، هو جزء من مخطط قديم تشهد عليه زيارة عميل السلطة عصام شرف للخليج في إبريل 2011 .
إنني أحذر من مزيد من القمع الدموي في المستقبل .
نريد مصر متحررة من أي عوز إقتصادي ، هذه سياستنا الثابتة الراسخة في الحزب ، و حتى لا يصطاد أحد في الماء العكر ، أو يعكر الماء النقي الشفاف ليصطاد فيه ، فإنني أكرر : أن حزب كل مصر - حكم يشدد على أهمية بناء مصر حديثة قادرة على الوقوف على قدميها ، دون الحاجة لدعم خارجي ، و تحيا في سلام ، و على قدم المساواة ، مع كافة جيرانها و كل دول العالم .
تنويه : لست مسئول عن أي تشويه خبيث تقوم به السلطة للمقالات ، سواء بالتلاعب في طريقة كتابة الكلمات ، أو بحذف كلمات و إضافة غيرها .
تعليق : كانت عملية إرسال مقال : المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام ؛ و هو المقال السابق مباشرة لهذا المقال ، صراع فعلي ، حيث أن السلطة لم تكتف بتبني أسلوبها المعتاد في تشويه المقالات ، بل زادت عليه فتبنت إسلوب إغلاق حاسبي الشخصي كلما شرعت في نشر ذلك المقال .
رسالة : أذكر أعضاء حزب كل مصر - حكم ، و كذلك مؤيديه ، بضرورة إلتزام الهدوء التام ، و عدم المشاركة في أي إحتجاجات ، و عدم السماح لأحد بالإيقاع بيننا و بين أي تيار سياسي آخر ؛ سياستنا حاليا ، و منذ الثالث عشر من نوفمبر 2011 ، هي : الهدوء .
ملاحظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة السادسة و سبعة و ثلاثين دقيقة مساء ، بالتوقيت الشتوي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و المماثل للتوقيت الشتوي لمدينة القاهرة ، و ذلك في يوم الجمعة الموافق الرابع و العشرين من فبراير 2012 .

 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
24-02-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق