الاثنين، 25 فبراير 2013

اليسار الحاكم في أمريكا اللاتينية خذل العرب في ربيعهم

اليسار الحاكم في أمريكا اللاتينية خذل العرب في ربيعهم
في الأحوال الطبيعية من المفترض أن كل شخص ملزم أخلاقياً ، على الأقل ، بمد يد العون لأي إنسان يتعرض ، في حضوره ، لخطر داهم أو كان ضحية لأي شيء لازال يهدد حياته ؛ لكن في حقيقة الأمر فإن نظرة المجتمع تجاه ردود أفعال الأشخاص في هذه الظروف تختلف بإختلاف طبيعة الأفراد الحاضرين لتلك المواقف الصعبة ، فمثلاً لن يلوم المجتمع مجرم عتيد في الإجرام ، أو قاتل محترف ، لأنه لم يمد يد العون لضحايا حادثة فردية أو كارثة جماعية كان حاضرا لها ، و لكنه بالتأكيد سيسرف في لوم طبيب بشري لو إنه تجاهل أن يساعد ضحايا حادث مروري دامي صادفه أثناء ذهابه لمنزله عائدا من عمله .
ما ينطبق على الأفراد ، ينطبق بدرجة كبيرة ، و إن كانت ليست كاملة ، على الدول .
كل الدول ملزمة من الناحية الأخلاقية بمد يد العون لشعوب الدول الأخرى التي تتعرض للكوارث الطبيعية ، و مآسي الحروب ، و ما إلى ذلك ، و لكن الضمير العالمي لن يلوم نظام حكم يقمع حريات مواطنيه لأنه رفض أن بساند شعب دولة أخرى يكافح من أجل الديمقراطية .
لهذا لا يمكن أن نلوم أنظمة الحكم الديكتاتورية في دول مثل كوبا و كوريا الشمالية لأنها لم تساند ربيع العرب ، و لا داعي لأن نلوم الصين لأنها لم تقف مع الشعوب العربية في ربيعها ، فنظام الحكم القائم في الصين حاليا هو الذي سحق الهبة الشعبية الصينية التي طالبت بالديمقراطية في أواخر القرن الماضي ، و لازال يقمع الحريات ، و يضطهد النشطاء الذين يعملون من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان في الصين ، و بالتأكيد لا يمكن أن نلوم نظام مخابراتي يقمع أيضا الحركات الديمقراطية في بلاده ، و خير مثال لذلك هو نظام بوتين المخابراتي .
لكن بالتأكيد لنا أن نلوم أنظمة حكم ديمقراطية ، ترفع رايات الديمقراطية و حقوق الإنسان و العدالة الإجتماعية ، و سبق أن رفعت رايات النضال من أجل تلك القيم عندما كانت خارج الحكم ، لأنها لم تساند شعوب ربيع العرب .
أمريكا اللاتينية ، منطقة ثقافية حكمتها أنظمة عسكرية إستبدادية دموية فاسدة في الماضي ، و الآن تحكمها أحزاب يسارية تمثل تيارات سياسية - إجتماعية - إقتصادية رفعت رايات الديمقراطية و حقوق الإنسان و العدالة الإجتماعية في نضالها ضد الأنظمة الإستبدادية التي كانت تحكم دول أمريكا اللاتينية ، و لازالت تلك الأحزاب اليسارية الأمريكية اللاتينية الحاكمة ترفع نفس الرايات ، أو بالأحرى الشعارات ، لكنها فشلت في أن تنجح في إختبار ربيع العرب الذي تعرضت له .
عندما كان ربيع العرب يقتصر على تونس و مصر كانت تلك الأنظمة مساندة لربيع العرب ، و لكن عندما إتسعت رقعة ربيع العرب ، لتشمل دول تحكمها أنظمة إستبدادية ، لا تقل دموية و فساد عن نظام بن علي و مبارك ، و لكنها صديقة لها ، رأينا الوجه الحقيقي لتلك الأنظمة .
رأينا نظام حكم يساري ، يمثل جبهة ناضلت في الماضي ضد إستبداد أسرة جمهورية حاكمة في أمريكا الوسطى ، عرض أن يوفر منفى آمن للقذافي ، تماما كما عرضت المستشارة الألمانية منفى آمن لمبارك في ألمانيا ، و نظام شافيز أيضا لم يقتصد في إظهار تأييده لنظام القذافي ، و موقفه من الثورة السورية مشين هو الآخر ؛ و إذا إنتقلنا لدول آخرى تحكمها أنظمة يسارية معتدلة ، غير ميكروفونية ، مثل النظامين الحاكمين في كل من البرازيل و الأرجنتين ، فإننا نرى مواقف سياسية تتراوح بين المخزية و الباهتة .
قد يعتبر البعض أن تلك الأنظمة الحاكمة وجدت أن التيارات التي تقود الثورة في كل من ليبيا و سوريا لا تتماشى مع نهجها السياسي ؛ و لكن هذا الرأي التبريري له ما نرد به عليه :
أولا : الغرب لم يكن يعرف طبيعة الثورة الليبية ، و لهذا عمل على التعرف على الثورة الليبية عن قرب ، و كلنا نعلم أن بريطانيا أرسلت بعثة سرية إلى بنغازي لمقابلة قادة الثورة ، و التعرف على توجهاتهم السياسية ؛ فلماذا لم تفعل الأنظمة الأمريكية اللاتينية اليسارية مثل ذلك ؟
لماذا لم ترسل مبعوثين للتعرف على الثورتين ، الليبية و السورية ، و أنا لا أشك في إنها كانت ستجد هناك من يتماثل معها في الفكر السياسي ، فالثورتين ثورتين شعبيتين ، و ليستا من الثورات التي يقودها تيار سياسي محدد ؟؟؟
لماذا لم تعمل الأنظمة اليسارية في دول أمريكا اللاتينية على إيجاد و تقوية تلك التيارات المتماشية معها فكريا ، بدلاً من ترك العملية كلها في يد أنظمة حكم تختلف معها سياسيا ، كما رأينا في ليبيا ، و كما نرى حاليا في سوريا حيث النظام التركي الأردوغاني أصبح الراعي الأساسي للثورة السورية ، و بالتالي أصبحت التيارات المتوافقة مع النظام الأردوغاني لها اليد العليا في الثورة ؟؟؟
إذا كان البعض سيتحدث عن خسارة المصالح الإقتصادية التي تسبب فيها ربيع العرب في سوريا و ليبيا لبعض دول أمريكا اللاتينية التي تحكمها أنظمة يسارية ، فإن الرد هو أن الغرب أيضا كانت له مصالح إقتصادية في كل من تونس و مصر قبل ربيع العرب ، بل و في ليبيا في زمن القذافي ، و لكنه أدرك بذكاء أن من الخطأ الوقوف ضد رغبات الشعوب ، و غير مواقفة ، و لهذا لم يخسر ؛ بالمثل كان بإمكان الأنظمة اليسارية التي تحكم الآن أمريكا اللاتينية أن تفعل الشيء ذاته ، و ليس في ذلك ما يشينها .
لقد فشل اليسار الذي يحكم أمريكا اللاتينية في إختبار ربيع العرب الذي تعرض له ؛ و سيخسر جراء ذلك بالتأكيد في الميدان الإقتصادي على المدى المتوسط و البعيد ، لكني لا أكتب اليوم ، صباح الخميس الخامس و العشرين من أكتوبر 2012 ، من أجل فقط أن ألقي الضوء على الموقف المخزي الذي وقفه اليسار الحاكم في أمريكا اللاتينية من ربيع العرب ، بل أيضا من أجل أن أوضح للشعب المصري حقيقة النظام الحاكم الحالي في مصر ، ذلك النظام الحاكم القائم على تحالف الإخوان مع المباركيين .
الزيارات الخارجية التي قام بها مرسي في بداية حكمة توضح الكثير ، و أعني زيارته لآل سعود الذين وقفوا ضد الثورتين ، التونسية و المصرية ، ثم زيارته لكل من الصين و إيران ، و اللتان تقفان ضد الثورة السورية ، و الآن نسمع و نقرأ الكثير عن التعاون مع دول أمريكا اللاتينية .
إنهم يهللون للتعاون مع أمريكا اللاتينية لأن الأنظمة اليسارية الحاكمة هناك تقف ايضا ضد ربيع العرب ، و لها علاقات سياسية و إقتصادية قوية مع النظام الإيراني ، و بالنظام البعثي الدموي في سوريا .
نظام مرسي الإخواني المباركي لا يدخر أي جهد في دعم التعاون مع الأنظمة التي تعارض ربيع العرب .
أكرر ، و سأكرر ، بإذن لله : أن كل من يعتقد ، أو يظن ، بأن هناك خلافات حقيقية بين الإخوان و المباركيين هو أبله ، أو ساذج فكرياً .
رسالة لأعضاء و مؤيدي حزب كل مصر - حكم : سنعلن قريبا ، بإذن الله ، كيفية الإشتراك في الحزب ، لإستكمال العدد المطلوب للتسجيل ؛ كذلك نعلن إنه قد تم إنشاء حساب جديد للحزب في تويتر ، هدفه التواصل مع الإعلام العالمي و الشخصيات العالمية الإعلامية و السياسية و الإقتصادية ، و الحساب لازال في بدايته ، و ذلك في جهد لكسر الحصار الإعلامي المضروب حول حزب كل مصر - حكم ، و تماشيا مع السياسة التي أعلناها سابقا في 2009 ، و هي عدم ترك الساحة الخارجية للطغاة بالتواصل مباشرة مع العالم لتوضيح سياساتنا و أفكارنا في الميادين المختلفة ، حتى تصل لمن قد يهمه الأمر بالخارج بشكل صائب و سليم ، و لهذا لا تعبر قائمة المتابعة في ذلك الحساب معبرة عن أي توجهات سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية أو دينية أو ثقافية ... إلخ لحزب كل مصر - حكم ، و هي أي القائمة ، غير نهائية ، و قابلة للتعديل عند الضرورة ، و هي متنوعة ، فهي تحوي حسابات من توجهات سياسية و إقتصادية متنوعة و متباينة ، و سنحافظ ، بإذن الله ، بإستمرار على هذا التنوع ، و عنوان الحساب هو :
@EgyptianPolicy
سأكتب العنوان بالحروف العربية منعا لأي لبس : إيجيبشن بوليسي ، و بدون أي فاصل بين الكلمتين ، و أكرر العنوان ثانية بالإنجليزية :
@EgyptianPolicy
الحساب أيضا مفتوح للجميع لمتابعته ، فقد قررنا عدم تقييد متابعته ، و بالتالي لسنا مسئولين عن قائمة المتابعين له ، و بالتأكيد ستكون بها حسابات زائفة تخص الجهات الأمنية المباركية .
ملحوظة : لم ننشأ أي صفحة لنفس الغرض في فيسبوك ، لأن - في رأيي الشخصي - فيسبوك كموقع عالمي للتواصل الإجتماعي ، في نزول ، على الأقل حاليا .
سؤال للشعب المصري ، يعد جزء من المقال : لماذا قررت الحكومة القنديلية المباركية مؤخراً إستيراد الغاز الطبيعي من الجزائر الشقيقة بينما مصر تصدر الغاز ، و سبق أن صدرته ، و ربما للآن ، بسعر التراب ؟؟؟
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
الخميس ، الخامس و العشرين من أكتوبر 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق