الجمعة، 22 فبراير 2013

ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً

ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً
 
لو طلبت من النشء في مصر و العالم أن يتعلموا خصلة طيبة من السلطة القائمة في مصر - و أعني بالسلطة هنا النظام الحاكم الذي أسسه مبارك و لازال يحكمنا لليوم - فإنني لا أجد شيء طيب يمكن أن يتعلمه النشء من السلطة سوى صفة ، أو خصلة ، الإصرار ، و عند الإصرار أقف ، لأن ما أتمناه من النشء هو أن يكون إصرارهم على الحق ، و على تحقيق طموحات طيبة تنفعهم و تنفع مجتمعاتهم ، لأن إصرار السلطة إنما هو إصرار على الباطل و الأخطاء و الكذب .
مثال على ذلك : إصرار السلطة على تخويف جماهير الشعب المصري من فوز الإخوان بالإنتخابات التشريعية التي بدأت في الثامن و العشرين من نوفمبر 2011 ، و هي الحملة المستمرة حتى وقت بداية كتابة هذا المقال ، بعد ظهر الجمعة التاسع من ديسمبر 2011 ، و أنا أذكر تاريخ كتابة المقال في داخل المقال لأسباب عدة بعضها أمني ، و كذلك لضرورة إيضاح ظروف كتابة المقال .
قبل الإسترسال في الحديث أجد إنه من الواجب علي أن أقف وقفة قصيرة أوضح فيها أمر هام للغاية ، و هو أنني شخصياً شخص مسلم مؤمن ، و حزب كل مصر ، الذي أنتمي إليه ، يعتبر أن الإسلام هو أحد الركائز التي ترتكز عليها سياسة الحزب ، و هذا واضح في الوثيقة الأساسية للحزب ، و التي خرجت من السر إلى العلن في العاشر من أكتوبر 2007 ، و نشرت رسمياً في اليوم التالي ، الحادي عشر من أكتوبر 2007 ، و توجد منشورة كذلك تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و تاريخ النشر هو الحادي عشر من أكتوبر 2007 ، و أرجو العودة للوثيقة للإطلاع على موقف الحزب من الإسلام و الأديان الأخرى بتفصيل أكثر .
ما نختلف فيه مع الإخوان هو فهمنا للإسلام ، بعيداً عما هو أساسي في الإسلام و يتفق عليه أي مسلم ؛ و كذلك نختلف مع الإخوان في الميادين السياسية و الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية ، و الإختلافات في هذه الميادين الأربعة - على وجه الخصوص - كثيرة ، و بعضها عميق للغاية .
بعد هذا الإيضاح الذي أعتبره ضروري جداً لأنه يلغي فكرة إحتكار أي تيار سياسي أو ثقافي أو إجتماعي للإسلام ، أعود لتفنيد حملة السلطة ، التي إشتدت في هذه الآونة لتخويفنا من فوز الإخوان بالأغلبية في البرلمان القادم ، و هي الحملة التي تريد بها السلطة أن نتحالف معها ، و نصبح مثل الموسويين و البرادعيين ، و الذين هم في الحقيقة جزء من السلطة .
علينا أن نسأل بعقلانية ، و بالتالي بحيادية باردة ، بعيدة عن العواطف :
ما هو بديل الإستمرار في العملية الديمقراطية ، و التي من أهم أسسها الإنتخابات البرلمانية ؟؟؟
البديل هو إستمرار السلطة الحالية ، و التي هي إمتداد لنظام مبارك ، و كذلك تقويتها .
فهل نحن حقاً راغبون في بقائها بأي شكل ؟
أو : هل نحن فعلاً نريد أن نعيش في ظل النظام الحاكم الحالي ، حتى لو رفع لافتة أخرى ؟؟؟
مشكلة النظام الحاكم الحالي إنه لم يفهم الآتي :
النظام الحاكم الحالي يبدو إنه لا يعلم أن شعبيته قد تآكلت و وصلت إلى الحضيض ، بل إنتهت ، و أن الأغلبية الصامتة - التي يدعي تأييدها له - ذهبت للإنتخابات في تسع محافظات ، و لم تعره إهتمامها فالشعب ينظر له حالياً على إنه إمتداد لنظام مبارك ، و الذكريات الحالكة لحكم مبارك لازالت حية في الأذهان ، فسقوط مبارك لم يمر عليه بعد عام واحد .
لقد كانت فترة الشهور التسعة التي مرت على سقوط مبارك ، و التي تقترب من إتمام العشرة ، كافية لإيضاح الحقيقة ، و إزالة الغشاوة عن عيون من لم يشاركوا كاتب هذا المقال رأيه و الذي ذكره مبكراً في مقال : هل قرروا البقاء لمدة غير محددة ؟ ، و كُتب و نشر في الخامس عشر من فبراير 2011 ، و في رسالة صوتية منشورة في يوتيوب بعنوان : تمثيلية المجلس العسكري لن تخدعنا ، و توجد في قناة حزب كل مصر في يوتيوب :
allegyptparty .
عشرة أشهر تقريباً رأي فيها الشعب إستمرار الحكم بقانون الطوارئ ، و التعذيب ، و هتك الأعراض ، و التقاعس عن محاكمة مبارك و أعوانه ، و عدم محاكمة قتلة حوالي خمسون و ثمانمائة شهيداً ، و إستمرار حملة تشويه الثورة ، و إتهامها بأنها مؤامرة ، و صناعة أجنبية ، مرة أمريكية و مرة إسرائيلية ، برغم الصداقة الحميمة التي تجمع مبارك و النظام الحالي بالدولتين المذكورتين .
عشرة أشهر تقريباً سعى فيها النظام الحاكم الحالي لإشعال الفتنة
الطائفية ، حتى قبل مرور شهر على توليه الحكم ، فأحرق مساجد ، و أحرق و هدم كنائس ، و قتل متظاهرين سلميين .
عشرة أشهر تقريباً لم يتحرر فيها الإعلام ، و لم تطلق فيها حرية الكلمة .
كيف للشعب أن يقبل إستمرار نظام لم يتورع عن إهراق دماء بعض أفراده في مؤامرة للسلطة مع بعض التنظيمات الشبابية العميلة لقتل إثنين و أربعين مواطن ، في محاولة من النظام الحاكم لعرقلة الإنتخابات ؟؟؟
و على المستوى الحزبي أسأل : كيف لحزب كل مصر أن يدعم نظام منع تأسيسه ، و منع مؤسسه - و أعني شخصي البسيط - من العودة إلى مصر و هدده بالإعتقال و التعذيب ، بل و بالإغتيال ، لو عاد إلى وطنه ، و تمادى فهدده بتلفيق تهمة له في الخارج ، بفرض إنه لا توجد أسباب أخرى أهم بكثير من تلك الأسباب الحزبية المذكورة تمنعه من تأييد السلطة الحالية ؟؟؟
و على المستوى السياسي العام لنا أن نسأل : ما الذي جعل الإخوان يصلون إلى هذه الدرجة من القوة السياسية ؟؟؟
أليس ذلك بسبب الدعم ، و حرية الحركة ، اللذان حظوا بهما منذ أواخر عهد السادات ، و طوال عهد مبارك ؟؟؟
و ما الذي جعل كافة التيارات السياسية الأخرى ضعيفة ؟؟؟
أليس هو القهر الذي تعرضت له تلك التيارات طوال عهد مبارك الأثيم و لليوم ؟؟؟
ما أراه هو : أن السلطة تريد أن تستمر في ممارسة نفس اللعبة السياسية - الإجتماعية - الثقافية التي مارستها طوال عهد مبارك ، و هي دعم الإخوان ، مع منعهم من الوصول للحكم ، و إضاعف غير الإخوانيين مع الإدعاء بحمايتها لهم من الإخوان .
أي أن المستقبل الذي تبشرنا به السلطة هو : حكم فاسد مستبد فيه يلعب الإخوان أكبر الأدوار خارج السلطة ، مع إبقاء غير الإخوان من خارج السلطة مهمشين ضعفاء .
إنه إستبداد فيه الإخوان أيضاً يا من تخافون من الإخوان ، إذاً : أليس من الأفضل ديمقراطية فيها الإخوان ؟
إنني أرجو القارئ الكريم أن يراجع مقال لشخصي البسيط عنوانه : نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقاً للإستبداد أياً كان ، و كتبته و نشرته في السادس و العشرين من يوليو 2011 ، و أرجو الإلتفات لتاريخ المقال ليلاحظ القارئ الكريم أن حملة السلطة الحالية حملة قديمة ، عند المقارنة بعمر السلطة الحالية .
إنها سلطة تتمتع بخصلة الإصرار ، و لكنه للأسف إصرار على الخطأ و الباطل و الأكاذيب .
لا يوجد ما يجعلنا ندعم النظام الحاكم الحالي ، و لن نأسف على رحيله .
نعم للديمقراطية الحقيقية الكاملة ، و لا بديل عنها أبداً ، و مرحباً بكل من يشارك فيها .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
 
09-12-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق