السبت، 23 فبراير 2013

إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات

إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات
حكم إستفزازي فاسد متوقع من قضاء فاسد ؛ هذا مطلع رسالة قصيرة نشرتها ظهيرة اليوم الثاني من يونيو 2012 بعد مدة وجيزة من إصدار الحكم الفاسد على آل مبارك و بعض أعضاء عصابتهم من الذين شاركوهم تلك المحاكمة .
حكم فاسد ، و معروف لماذا هو فاسد ، صدر عن قضاء فاسد ؛ و فساد القضاء المدني أمر لم أمل الحديث عنه منذ الحكم الجائر الذي صدر في 2005 بحق د. أيمن نور ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال : محافظ الجيزة القادم .
متوقع ، أمر أيضا سبق أن أشرت إليه في مقالات عدة ، و للتذكرة أقول بإختصار : سلطة أعوان مبارك تريد حالة فوضى تبرر بها بقائها في السلطة بشكلها الحالي ، أو في صورة إنقلاب عسكري يأتي بوجوه عسكرية مباركية جديدة ، أو بإنقلاب سلمي إنتخابي ، أي بإنجاح شفيق مرشح الإستقرار المزعوم ؛ و كما ذكرت آنفا ، فإن تلك الحلول الثلاثة تحتاج فوضى ، لهذا فإن الحكم القضائي الذي صدر اليوم ، كما وصفته في أول سطر في هذا المقال ، حكم إستفزازي ، لأن هذه هي وظيفته الأهم ، لأن السلطة الحالية لا تريد معاقبة مبارك بأي صورة ، و إنما تريد إستخدامه لمصلحتها ، و مصلحته ، ضد مصلحة الشعب .
لأترك وصف الحكم ، و الهدف منه ، فهما أمران سبق الحديث عنهما بالتفصيل في مقالات سابقة ، و المعالجة عالية تكفي لتذكير القارئ بما سبق أن نشرته .
المهم الآن هوالحديث عن رد الفعل ، و أخص بذلك رد فعل حزب كل مصر - حكم .
ميدان التحرير ممتلىء الآن بعشرات الآلاف ، على حد وصف البي بي سي العربية البريطانية ، و أيضا الجزيرة القطرية ، و هو رقم ليس بالكبير حتى الآن ، و لكن ربما يكبر في الغد ليصبح بمئات الآلاف ، و لكن بكل صراحة فإن الرقم لا يشكل أهمية ضخمة لدينا في حزب كل مصر - حكم ، مادام تعدى المائة ألف ، فلا فارق لدينا بين مائة ألف و نصف مليون .
نعم لن يفرق بالنسبة لنا في حزب كل مصر - حكم ، لأن لنا رؤية للمستقبل ، و تجربة ماضية مرة خضناها في فترة تبدأ بسقوط مبارك و حتى مذبحة ماسبيرو في التاسع من أكتوبر 2011 ، و هي المذبحة التي عدها حزب كل مصر - حكم نهاية لمرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، تلك المرحلة التي إتصفت بالنضال الثوري السلمي ، و بداية مرحلة النضال الإنتخابي ، و التي يلزمها الهدوء .
العدد كما قلت لا يفرق لدينا ، لأننا لا ننسى ما أطلقت عليه في وقت مبكر للغاية : جُمع قتل الثورة ، و ذلك في مقال يحمل نفس العنوان كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من مارس من العام الماضي ، 2011 ، و أرجو أن ينتبه القارئ الكريم للتاريخ جيداً .
منذ وقت مبكر ، و في مرحلة كان فيها الشعب مشحون بالزخم الثوري ، قامت مجموعات مشبوهة ، منها : حركة السادس من إبريل ، و كفاية ، و البرادعيين ، و حركات أخرى مدعوة بالثورية ، يسارية و ليبرالية ، بتفريغ الزخم الثوري الشعبي حينئذ في ما لا ينفع الثورة ، و بالتالي في ما يضر بالشعب ، و كانت النتيجة هي ما وصلنا له اليوم ، و ما وصلنا له اليوم ليس بالهين ، لأنه ليس فقط فشل ، بل و أيضا لأنه مصبوغ بدماء شهداء تعدى عددهم الألف حالياً .
إننا في حزب كل مصر - حكم ، لا تحجب أعداد المتظاهرين في التحرير في وقت كتابة هذا المقال ، أعيننا عن حقيقة الوضع .
إننا بالفعل لا تأخذنا الحماسة ، لإننا لازلنا نرى نفس القيادات القديمة التابعة للأجهزة الأمنية السرية ، و بخاصة المخابرات السليمانية ، و هي القيادات التي أهدرت ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، في جُمع متتالية بلا أي طائل ، هي من تتصدر الصورة في ميدان التحرير مساء اليوم ، فهناك الإبريليين ، و البرادعيين ، و الكفايتيين ، و الناصريين الحكوميين التابعين لأحد المرشحين الرئاسيين الخاسرين ، و الذين ينتمون لحزب صنعته الأجهزة الأمنية في عهد مبارك .
أيضا سيلحق بالجمع في التحرير د. مرسي مرشح الإخوان ، و هذا طبيعي لأنه كمرشح يهمه الوجود في كل تجمع كبير ، و مسألة ترشحة ستجعله شديد التحفظ في الأفعال لا في الأقوال .
المهم لدينا في حزب كل مصر - حكم هو النتيجة التي ستفضي لها تلك التظاهرة ، أو التظاهرات .
هل ستلغي الحكم ، و تعيد المحاكمة ؟؟؟
ما الهدف الذي في أذهان الحضور ، أو بالأحرى قياداتهم ، و ما هي خططهم ، لو كانت هناك خطط ، غير خطة تعكير الأمن ، لتبرير أقوال أحمد شفيق بإنه مرشح الإستقرار و الأمن ، و الأخير منهما صحيح ، فهو مرشح آخر من مرشحي عمر سليمان .
لأختصر الحديث ببسط وجهة نظر حزب كل مصر - حكم في هذا الشأن :
إذا لم يكن هناك أي نية للقيام بحدث كبير ، مشابه للثورة الفرنسية ، فلا داعي الآن لإفشال الإنتخابات الرئاسية ، أو عرقلتها أو تأجيلها ، أو دعم أحمد شفيق بأي شكل .
إذا لم يكن في نية هؤلاء القادة الذين نصبتهم المخابرات السليمانية كقادة ثوريين أي نية سوى التظاهر ، و الهتاف ، و إعطاء السلطة فرصة أخرى لإرتكاب مذابح أخرى ، مثل مذابح أكتوبر و نوفمبر و ديسمبر ، فإنني أدعو أعضاء حزب كل مصر - حكم للحذر عند المشاركة حتى لا يتورطوا في أي أعمال تؤدي إلى تكير الأمن ، و بلا أي طائل .
مشاركة حزب كل مصر - حكم ستكون فقط لو كانت هناك نية لقلب اللعبة ، و إسقاط كل القواعد التي وضعتها السلطة خلال الفترة الإنتقالية ، ليأخذ الشعب بنفسه زمام الأمور .
في التاسع من فبراير 2012 كتبت مقال : كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه .
المقال واضح مضمونه من عنوانه ، و يمكن تطبيقه هذه الأيام ، بإستغلال حالة الغضب الشعبي ، بتوجيهها وجهة ثورية صائبة ، و تحقيق ما كان يجب أن يتم في الأيام التي تلت الخامس و العشرين من يناير 2011 .
حزب كل مصر - حكم سيشارك فقط في عملية زحف شعبي إلى سجن طرة ، حيث يفترض أن مبارك الأثيم ، و حبيب العادلي السفاح ، يقبعان هناك ، ليتم الإستيلاء على السجن ، و تحويله من سجن يقع تحت سيطرة أعوان مبارك إلى سجن يسيطر عليه الشعب ، مع ملاحظة ضرورة عدم إطلاق سراح أي سجناء ، حتى لا يفر مجرمون مدانون ، و أيضا يجب تجنب سفك الدماء ، و إذا كان إقتحام السجن و السيطرة عليه ستتسبب في إراقة الدماء ، و لم يرغب الحرس في التسليم ، فيمكن محاصرة السجن ، و منع دخول أي أطعمة لحين تسليم مبارك للشعب ليتحفظ عليه في مكان أمين ، كمستشفى المنيل الجامعي ، لحين تسليمه لسلطة منتخبة عادلة ، تعيد محاكمته .
حزب كل مصر - حكم ، كما لم يسهم في تضليل الشعب في 2011 ، ففضح و أدان جُمع قتل الثورة ، فإنه لن يشارك اليوم في تضليل الشعب في تظاهرات بلا طائل ، بل و بلا هدف واضح ، و لن يتسبب في عرقلة الإنتخابات الرئاسية ؛ فقط سيشارك في عمل مدوي ثوري سلمي يقلب المائدة في وجهة السلطة الحالية ، و يدشن لثورة أخرى حقيقية ، و ليست أعمال فوضوية مثل ما حدث في كل من نوفمبر و ديسمبر من العام الماضي 2011 .
إما نضال ثوري سلمي مدوي جاد فعال مثمر ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات .
إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نيتجة الإنتخابات الرئاسية .
لكن حزب كل مصر - حكم لن يزحف وحده ، و التنسيق واجب مع الوطنيين المخلصين .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة الحادية عشر و ثمانية و عشرين دقيقة مساء ، بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم على توقيت جرينتش بثلاث ساعات ، في مساء يوم السبت الثاني من يونيو 2012 .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
02-06-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق