أهدافهم و أساليبهم خمينية
في مقال : لم يكن غضبهم من أجل رسول الله ؛ و الذي كتبته و نشرته في يوم الجمعة الرابع عشر من سبتمبر من هذا العام ، 2012 ، وفي مقال : السلفي المودرن وجه من إبداع الأمن ، و كيفية التعامل مع السلفيين الأمنيين ؛ و الذي كتبته و نشرته في يوم الجمعه الثاني عشر من أكتوبر من هذا العام أيضا ، 2012 ، خلصت إلى أن إقتحام السفارة الأمريكية بالقاهرة تم بمعرفة الأجهزة الأمنية المصرية ، و بخاصة وزارة الداخلية ، و هو رأي لازلت مصر عليه على الرغم مما نشر في إحدى وسائل الإعلام المصرية السلطوية عن قتل مواطن ليبي في القاهرة شارك في عملية إقتحام القنصلية الأمريكية ببنغازي الشهر الماضي ، سبتمبر 2012 .
قد تكون علمية القتل تمت بالفعل ، و لكنها لا تغير رأيي ، فلماذا يأتي إلى مصر شخص ليبي شارك لتوه في إقتحام القنصلية الأمريكية ببنغازي ، و مطلوب من السلطات الأمريكية ، بينما له في ليبيا مجال أرحب للهرب ، و أكثر أمنا للتخفي ، حيث الأجهزة الأمنية الليبية لازالت في طور التكوين ؛ ثم لماذا يصطحب معه ذلك الكم الهائل من الأسلحة و المتفجرات ، التي ذكرت جريدة الأهرام السلطوية إنها كانت بحوزته ، ليخفيها في شقة سكنية بمدينة نصر ؟؟؟
قصة لا يهضمها العقل ، و ليست إلا دليل آخر ضد وزارة الداخلية المصرية ، لأن هذا هو أحد أساليبها الكلاسيكية ، سواء لإتهام جهة ما ، أو للتخلص من مأزق ، و ما إلى ذلك ، و الضحايا في تلك العمليات أبرياء ، فما أرخص قيمة الناس في حساباتها .
لازلت على إتهامي للأجهزة الأمنية في مصر ، و التي لازال يديرها المباركيون ، بإنهم هم المسئولين عن إقتحام السفارة الأمريكية بالقاهرة ، و ربما لهم ضلع فيما حدث في بنغازي .
الأسباب التي دفعت الأجهزة الأمنية للقيام بإقتحام السفارة الأمريكية بالقاهرة ذكرتها من قبل ، و منها رغبة المباركيين في معاقبة أوباما على موقفه من ربيع العرب ، و إنحيازه ، و لو بعد تردد ، إلى صف الشعوب العربية ، و هو الإنحياز الذي وصفه أوباما بذكاء على إنه وقوف في صف التاريخ .
اليوم ، صباح الأربعاء ، الحادي و الثلاثين من أكتوبر ، 2012 ، يمكن أن أضيف سبب آخر لتلك الأسباب ، يتعلق بالمستقبل .
إنه الرغبة الشديدة في إسقاط أوباما ، حتى يتسنى للمباركيين الإجهاز على النزر اليسير الذي حققته ثورة 2011 المصرية ، و هي رغبة يلتقي فيها الإخوان مع المباركيين مع آل سعود .
الإخوان يعلمون جيدا كيف تناقصت شعبيتهم كثيرا ، و مقارنة نتائج الإنتخابات البرلمانية التي جرت في عهد طنطاوي الدموي ، بنتائج الجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية ، و التي جرت في نفس العهد الدموي ، تظهر بجلاء كيف أن بضعة أشهر للإخوان في مجلس الشعب كان كافية لإنزال نسبة التصويت لهم من قرابة خمسين بالمائة إلى حوالي خمسة و عشرين في المائة ، فما بالنا الآن و بعد مرور بضعة أشهر على مرسي في الرئاسة ، و مهادنته للمباركيين ، و الفشل في التقدم نحو تأسيس دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان .
حلفاء اليوم ، و الأمس أيضا ، الإخوان و المباركيين ، يعلمون أن هدوء الأوضاع لا يعني سوى الضغط عليهم للسير قدما في طريق التحول الديمقراطي ، فتمثيلية الخلافات على الدستور لا يمكن أن تستمر للأبد ، فمصر يجب أن يكون لها دستور ، و تأجيل الإنتخابات البرلمانية لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية ، فمصر أيضا يجب أن يكون لها برلمان يشرع و يحاسب .
ما يوقف كل هذا هو شغل الشعب بشيء خارجي ، و لتحقيق ذلك فليس هناك أفضل من أن يكون في الرئاسة الأمريكية شخص على شاكلة ريجان أو جورج بوش الثاني ، و نحن و المباركيين و الإخوان و آل سعود نعلم جيدا الرأي القائل بأن غزو العراق كان سببا في تأخير ربيع العرب لمدة عقد تقريبا .
إذا يجب أن يذهب أوباما ، هكذا قرر المباركيون و الإخوان و آل سعود و نتنياهو و ليبرمان ، ليأتي شخص على شاكلة جورج دبليو بوش ؛ شخص جاهل بالسياسة الخارجية ، و هذا ينطبق تماما على رومني ، و يلعب بعقله في ميدان السياسة الخارجية مجموعة كالتالي لعبت بعقل جورج بوش الثاني ، و هذا أيضا ينطبق على رومني ، فقد إتضح أن من يرسمون لرومني سياسته الخارجية ، في الحملة الإنتخابية الرئاسية الحالية ، هم مجموعة من المستشارين ينتمون لنفس المدرسة التي تحلقت حول بوش الابن .
في رئاسة رومني ، سيكون من الممكن أن تمتلىء صفحات جريدة الأهرام بالشعارات النارية و مقالات الكراهية ، و يرتفع شعار : لا صوت يعلو على صوت المواجهة مع الخارج ، و يمكن بسهولة تخوين كل من سيدعو لإستكمال مسيرة الديمقراطية أو يدعو لإحترام حقوق الإنسان .
مع رومني يمكن لبشار الأسد أن يستكمل ذبح الشعب السوري ، و يمكن للإخوان و المباركيين إعادة العمل بقانون الطوارئ بنفس نصه الذي كان في عهد مبارك الأثيم ، اي بدون حتى الرتوش التجميلية المكية .
مع شخص مثل رومني يمكن للإخوان إنزال أتباعهم للشارع ، و للمباركيين حشد إستاد القاهرة بعملاءهم ، للهتاف لقضية ما خارجية ، و ليس هناك ما هو افضل لديهم من القضية الفلسطينية ، و بالتأكيد سيساعدهم حلفاءهم في شرق مصر ، نتنياهو و ليبرمان و حماس ، على إشعال الموقف .
ليتحقق لهم ذلك ، يجب أولاً إسقاط أوباما ، و كانت وسيلتهم هي تبني أسلوب الخميني - بشكل معدل - الذي قام أتباعه بإحتلال السفارة الأمريكية في طهران و إحتجاز طاقم السفارة ، و لم يطلقوا سراحهم إلا بعد أن سقط جيمي كارتر الديمقراطي ، ليأتي ريجان الجمهوري للرئاسة ، و الذي كان يماثل - بعض الشيء - جورج بوش الابن ، في القدرة على إستفزاز الآخرين .
الخميني أيضا ، كشخص مهيج للجماهير ، لم يكن يطيق وجود شخص هادئ مخلص للسلام و الوفاق الدولي ، و أعني كارتر ، في المكتب البيضاوي .
لقد كان الخميني بحاجة لشخص مثل ريجان الجمهوري ، يسمح له بتهييج جماهير الشعب الإيراني ، حتى يستكمل قدرته على التخلص من التيارات المدنية و الدينية المعتدلة التي شاركت في الثورة الإيرانية ، ليحكم بذلك قبضته على إيران ، و ينفرد بالسلطة .
الفارق فقط بين الإخوان و المباركيين من جانب ، و إمامهم الخميني من جانب آخر ، هو إختلاف الظروف الدولية ، و الأهم من ذلك هو أن الوعي الجماهيري في مصر 2012 يختلف عن الوعي الجماهيري الإيراني في 1979 ، لأن الشعوب تتعلم من تجارب بعضها البعض ، و لهذا نقول لهم : حتى لو نجح رومني فإن ذلك لن يوقف مسيرة الشعب المصري ، و بقية الشعوب العربية ، نحو الديمقراطية و إحترام حقوق الإنسان .
أحمد محمد
عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و
ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين
الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من
يونيو من عام
1969
المنفى
القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا
مصر
31-10-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق