الاثنين، 25 فبراير 2013

رفض تبني نظام القوائم على المستوى الوطني لإنتخاب البرلمان هو تمهيد لثورة أخرى أكثر نضجاً

رفض تبني نظام القوائم على المستوى الوطني لإنتخاب البرلمان هو تمهيد لثورة أخرى أكثر نضجاً
لماذا لا نشارك في الصخب المثار حاليا على الساحة الداخلية المصرية ؟
ببساطة ، لإنه إما إنه لا يستحق المشاركة فيه ، أو لإننا سبق أن قلنا كلمتنا من قبل ، و لإننا أيضا نرى أن هناك ما هو أكثر أهمية بكثير للشعب المصري .
مما لا يستحق المشاركة فيه الحملة التي تحمل في عنوانها كلمة حق ، لكن يراد بها باطل ؛ و أعني تلك الحملة المثارة بشأن الدفاع عن بعض الأشخاص بدعوى الدفاع عن حرية التعبير .
حق التعبير ، أو حرية التعبير ، هي كلمة حق ، لا جدال في ذلك ، لكن ما نراه في كل الضجة المثارة هذا الشهر ، أغسطس 2012 ، باسم حرية التعبير ، هي مسرحية ، أو تمثيلية ، هزلية رخيصة ، حبكتها مهترئة من طول إستعمال الأجهزة الأمنية السرية لها ، و الهدف منها معروف .
أما ما سبق أن قلنا كلمتنا فيه ، و لا أجد سوى القليل الذي يمكن أن أضيفه ، فهي الأحداث الأمنية في سيناء ، و كلمتنا تجاهلتها ، كالمعتاد ، الجهات التي تدير الأحداث هناك ، و أعني رئاسة الجمهورية ، و القيادات العسكرية .
في مقال كتبته و نشرته في الثالث عشر من هذا الشهر ، أغسطس 2012 ، و عنوانه : قلادة النيل لطنطاوي دليل آخر على زيف مرسي ، و الجيش ليس من مهامه مكافحة الإرهاب ؛ طالبت من يعنيهم الأمر بتوسيع دائرة الإشتباه ، في بحثهم عن الجناة الذين قاموا بالهجوم الغادر على أفراد القوات المسلحة المصرية ، و الذي راح ضحيته بعض من زهرة شباب مصرنا ، لتشمل دائرة الإشتباه الأجهزة الأمنية السرية ؛ لكن لم يجد هذا الطلب آذان صاغية ، و إرادة جادة في البحث عن الجناة ، لهذا ليس لدي سوى أن أكرر طلبي هذا ، و أن أنتهز هذه الفرصة لأكرر إصرار حزب كل مصر - حكم على مبدأ عدم الزج بالجيش في مكافحة الإرهاب للسببين التاليين :
أولاً : أن القوات المسلحة المصرية يجب أن تركز على مهمتها الأصلية ، و هي صد أي عدوان على الأراضي و المياه و الأجواء المصرية ، تقوم به أي دولة ، أو دول ، أخرى ؛ و يجب أن يكون إعدادها الوحيد هو للقيام بهذه المهمة الخطيرة و الهامة على أكمل وجه .
ثانيا : لأن حزب كل مصر - حكم حريص على الإبقاء على العلاقة الودية التي تربط القوات المسلحة المصرية بالشعب المصري ؛ و هو حرص قديم ، قائم من قبل سقوط مبارك ، و ارجو في هذا الشأن مراجعة مقال قديم لشخصي البسيط ، كتبته حين أراد مبارك الأثيم تقنين تقديم المدنيين للمحاكم العسكرية ، و عنوان المقال : إنه إسفين بين الشعب و جيشه ؛ و كتبته و نشرته منذ أكثر من خمسة أعوام ميلادية ، و تحديدا في عام 2007 .
مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تحدث بدون الإحتكاك بالمدنيين ، بالإعتقال ، و الإستجواب ، و أحيانا يسقط جراء عمليات المكافحة مدنيين أبرياء ، إما نتيجة أخطاء غير مقصودة ، أو نتيجة تواجدهم بالقرب من ، أو في ، مسرح العمليات ؛ و كل هذا يؤدي إلى ضغائن بين أفراد الشعب و القوات المسلحة يجب أن نتجنبها حرصا على علاقة الشعب بجيشه .
أيضاً مما سبق أن أبدينا رأينا فيه ، و لم يلق كذلك أية إستجابة حينها ، هو تعديل الإتفاقيات المصرية - الإسرائيلية ، من أجل إستعادة السيادة المصرية الكاملة على شبه جزيرة سيناء .
لقد كان حزب كل مصر - حكم ، كعادته دائما ، سباق ، فطالب بذلك قبل الآخرين ، و أرجو مراجعة مقال : إسرائيل ستخفض درجة تصنيفها لمبارك ؛ و الذي كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من أغسطس من العام الماضي ، 2011 ، أي سيمر عليه غدا عام ميلادي كامل بالتمام ؛ فهل إستجاب نظام طنطاوي - سليمان في ذلك الوقت ؟؟؟
لا ، و لا أعتقد أن نظام مرسي قادر على تحقيق ذلك الهدف الوطني لو أراد ذلك ، فقط حزب كل مصر - حكم هو الذي سيقوم ذلك ، بإذن الله ، لأنه الوحيد القادر على ذلك ، بعون الله .
حزب كل مصر - حكم هو من سيكون على يديه ، بإذن الله ، تعديل الإتفاقيات المصرية - الإسرائيلية ؛ فإلى أن يصل الحزب للحكم لا حاجة لتكرار المطالبة بذلك ، و يمكن الإكتفاء بالتذكير بين حين و أخر بموقف الحزب في تلك القضية الوطنية ، و على العموم فإنني أرجو من القراء الكرام متابعة ما ستنتهي إليه حملة نظام مرسي بشأن تلك القضية الوطنية الحساسة .
القضية الوحيدة التي تستحق الحديث ، لم يثرها الصاخبون الحاليون ، من أعوان نظام مرسي ، و من أعوان نظام مبارك ، هي قضية تتعلق بمصير الديمقراطية في مصر ، و بالتالي بمستقبل الشعب المصري ، مستقبل أكثر من ثمانين مليون إنسان ، إنها قضية قانون إنتخاب مجلس الشعب .
لقد سبق أن تحدثت عن تلك القضية منذ فترة قريبة ، في مقال واضح محتواه من عنوانه ، و هو : مجلس الشعب بالقوائم على المستوى الوطني يجب أن يكون المعركة الأهم للطبقة الواعية سياسياً ؛ و كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من الشهر الماضي ، يوليو ، 2012 .
ثورة العام الماضي ، ثورة 2011 ، كما نعلم جميعا ، ثورة غير مكتملة ، أدت في النهاية لوصول من لا يمتون للثورة للحكم ، في ظل تحالف يشملهم و يشمل أعضاء نظام مبارك ، و ذلك التحالف الخبيث هو من يدير مصر حاليا ، و يشرع لها ، و يرسم حاضرها ، و يريد أن يقرر مستقبلها ، و سبيلنا الوحيد لنقض كل ما يقوم به ذلك التحالف ، في الوقت الراهن ، هو أن نناضل من أجل أن نبقي الباب الوحيد المتاح لنا ، و الذي من خلاله يمكن أن نصل للأغلبية في مجلس الشعب يوما ما ، لننقض كل ما بناه أعداء الثورة ، و نبني مصر بالشكل الذي أردناه عندما كنا نمهد للثورة ، و الذي من أجله أستشهد الكثير من شهداء ثورة 2011 .
لنعلم جميعا : أن رفض تبني نظام القوائم على المستوى الوطني لإنتخاب مجلس الشعب ، يعني أن باب مجلس الشعب قد سُد في وجه القوى الثورية الحقيقية ، و هو الباب الوحيد المتاح لها الآن لتحقق ما تريده ، بما يعني التمهيد لثورة شعبية سلمية أخرى أكثر نضجا من ثورة العام الماضي .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في صباح يوم الأربعاء الموافق الثاني و العشرين من أغسطس 2012 .
تنويه : المقال القادم سيكون ، بإذن الله ، عن الولايات المتحدة الأمريكية و النظام الإخواني ، و ذلك إذا كان في العمر بقية و ظللت أتمتع بالحرية و لم تلفق لي أي تهمة أمنية أو تشويهية على يد المخابرات المرسية - السليمانية أو أي مخابرات أجنبية حليفة لها .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
22-08-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق