الأحد، 24 فبراير 2013

أول قصيدة مرسي كفر بالثورة التي أتت به رئيساً لمصر

أول قصيدة مرسي كفر بالثورة التي أتت به رئيساً لمصر
الزيارة الخارجية الأولى لأي رئيس جديد في الديمقراطيات الرئاسية ، و لأي رئيس وزراء جديد في الديمقراطيات البرلمانية ، لها رمزيتها البالغة ؛ فقد درجت العادة أن يخص الرئيس الجديد ، أو رئيس الوزراء الجديد في الديمقراطيات البرلمانية ، بتلك الزيارة أقرب الدول إلى دولته ، ليس من الناحية الجغرافية ، بل من الناحية السياسية ، في إشارة إلى أهمية و متانة العلاقات التي تربط الدولتين بعضهما ببعض .
مثال على ذلك : منذ تأسست الجمهورية الفرنسية الخامسة غالباً ما خص أي رئيس فرنسي جديد ألمانيا بزيارته الخارجية الأولى ، و في المقابل فأن أي مستشار ألماني جديد غالباً ما يخص فرنسا بالزيارة في أول رحلة له للخارج .
إنها ، و كما أشرت عالية ، تدل على عمق و متانة و أهمية العلاقات التي تربط الدولتين ، و لهذا فإن لنا في حزب كل مصر - حكم وقفة مع قرار الرئيس الجديد لمصر ، مرسي ، زيارة دولة آل سعود في أول زيارة له للخارج ، و هي الزيارة المزمع القيام بها هذا الشهر ، يوليو 2012 .
قبل أن أذكر الأسباب التي تجعلنا نرفض تلك الزيارة ، و نشجبها ، بل و نتهم بسببها مرسي بخيانة الشعب المصري ، أرى إنه من الواجب أن أوضح لمرة أخرى بعض الحقائق ، حتى لا أترك الفرصة لأي أقوال منافية للحقيقة .
أولا : حزب كل مصر - حكم يرحب بكل الإستثمارات القادمة من خارج مصر و التي تضيف للإقتصاد المصري ، و توطن في مصر التقنيات الحديثة ، و هذا واضح في مقال : الغاز المصري أولى به المصنع المصري ، و هو المقال الذي كتبته و نشرته منذ عامين تقريباً ، و تحديداً في صيف عام 2010 ، و قمت بتسجيله صوتيا في مايو من العام الماضي ، 2011 ، و نشرت ذلك التسجيل الصوتي في ديسمبر من العام الماضي ، في قناة حزب كل مصر - حكم في يوتيوب :
allegytparty .
في ذلك المقال لم أكتف بأن أعلنت و شددت على ترحيب حزب كل مصر - حكم بالإستثمارات القادمة من خارج مصر ، بل و قمت أيضا بإعلان أن حزب كل مصر - حكم يعتبر أن أي مصنع مقام في مصر هو مصنع مصري بصرف النظر عن جنسية مالكه ، أو جنسيات ملاكه .
ثانياً : لا يعادي حزب كل مصر - حكم أي معتقد ديني ، أو أي طائفة ، أو مذهب ، بما في ذلك المذهب السلفي ؛ و قد سبق أن أعلنت من قبل إحترامي للمذهب السلفي ضمن إحترامي لكافة المذاهب الإسلامية ، و كل هذا واضح في مقال قديم لشخصي البسيط عنوانه : هل ستغلق القلوب أيضاً ؟
ثالثاً : ينظر حزب كل مصر - حكم لشعوب الجزيرة العربية ، بما في ذلك الشعب الخاضع لحكم آل سعود على إنها شعوب شقيقة ، تربطهم بمصر أمتن الروابط الدينية و القرابية ، فقد شكل شعب الجزيرة العربية أحد الروافد الأساسية التي تكون منها الشعب المصري منذ أقدم العصور .
المشكلة كلها تتعلق بآل سعود ، و لا علاقة لها بالمذهب السلفي ، و لا بالإستثمار العربي و الأجنبي ، و لا بالموقف من شعوب الجزيرة العربية .
آل سعود هم أحد أشد الأنظمة العربية رفضاً للديمقراطية في العالم العربي ، و يزيد من خطورة موقفهم هذا ضخامة الموارد المادية المتاحة لهم .
موقف آل سعود المعادي للديمقراطية هو أهم سبب لدينا في إدانتنا لقرار مرسي زيارة إقطاعية آل سعود في أول زيارة خارجية له .
إنها زيارة تعد إهانة للثورة المصرية ، و للثورة التونسية أيضا .
هل يمكن لأي مصري واعي سياسيا أن ينسى موقف آل سعود من ثورة 2011 في مصر ؟
هل سننسى أن آل سعود حاولوا الإبقاء على مبارك ، حتى بعد أن تخلى عنه أصدقائه الغربيين ، و و بخاصة الأمريكان ؟؟؟
و هل يمكن لنا كأحد شعوب ربيع العرب أن نغفل عن إستضافة آل سعود للطاغية التونسي المخلوع ، زين العابدين بن علي بعيد خروجه من الحكم ؟؟؟
هل يمكن أن ينسى الشعب التونسي الشقيق ذلك ؟؟؟
أن يخص مرسي آل سعود بأول زيارة خارجية له هو إهانة لا تغتفر لثورتي شعبي مصر و تونس ، و إهانة لشهداء ربيع العرب ، و إهانة لكافة المواطنين العرب المناصرين للديمقراطية و حقوق الإنسان .
زيارة مرسي لآل سعود ، و التي ستحدث قريباً ، و بدون أن يصدر إعتذار رسمي من العاهل السعودي عن موقفه من ثورتي مصر و تونس ، يعلنه بنفسه في ميدان التحرير بالقاهرة ، تذكرني بزيارة أخرى مشابهة قام بها أحد أذناب السلطة الحقيقية في مصر ، و هي زيارة عصام شرف لدول الخليج التي وقفت ضد الثورة المصرية ؛ و لكن زيارة مرسي أشد خيانة للثورة المصرية من زيارة شرف بإعتبار أن مرسي يدين بمنصبه الحالي للثورة المصرية التي لم يكن للإخوان فضل في قيامها ، و عندما شاركوا فيها متأخرين كانوا أول من طعنوها في ظهرها قبل أن يغادروها مبكرين .
لقد كان الأجدر بمرسي أن يخص تونس بزيارته الخارجية الأولى ، فهي الدولة التي إنطلق منها ربيع العرب ، و هي الأكثر نجاحا في ميدان التقدم في طريق الديمقراطية من بين كل الدول العربية التي شاركت في ربيع العرب .
لقد كان الأجدر بمرسي أن يخص تونس بزيارته الخارجية الأولى ، و أن يذهب لزيارة قبر من أشعل بجسده شعلة ربيع العرب ، فيترحم عليه و يضع الزهور على قبره ، و يخطب في بلدته معلنا فضل الشعب التونسي الشجاع في تدشين مسيرة العرب نحو الديمقراطية ، و منددا بآل سعود الذين يقفون عقبة في طريق الديمقراطية و حقوق الإنسان في العالم العربي .
أول قصيدة مرسي كفر بالثورة التي أتت به رئيساً لمصر .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة الحادية عشرة و ستة و أربعين دقيقة صباحا بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم على توقيت جرينتش بثلاث ساعات ، و ذلك في صباح يوم الأحد الموافق الثامن من يوليو 2012 .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
08-07-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق