الاثنين، 25 فبراير 2013

دولة آل سعود ستصبح جزء من الإمبراطورية الإخوانية

دولة آل سعود ستصبح جزء من الإمبراطورية الإخوانية
لأن ثورة 2011 فشلت بسبب السذاجة الثورية التي إتصف بها الكثير من المشاركين فيها ، و لأن الزخم الثوري خلال الأشهر التي تلت الحادي عشر من فبراير من العام الماضي ، 2011 ، تلاشى أيضا بفضل نفس السذاجة و التي سمحت بأن تكون هناك جُمع قتل الثورة ، تلك الجمع التي قادها عملاء الأجهزة الأمنية السرية ، من إبريليين و ثوريين إشتراكيين و ثوريين ليبراليين و كفايتيين و إتحادات شباب خيانة الثورة ، و لأن الإخوان عقدوا صفقة خبيثة مع المخابرات السليمانية ، لم يكن أمامنا وسط ذلك الفشل ، و هذه السذاجة ، و تلك الإختراقات ، و في دوامة تلك الخيانات ، ألا حل من إثنين :
إما أن نقبل بأن يأتي عملاء و أعوان مبارك بواحد منهم ليحكم مصرنا ، مثل طنطاوي أو عمرو موسى أو البرادعي أو شفيق ؛ أي طاغية يحكم مصورا نفسه على إنه حامي الشعب من الإخوان ، و في ذات الوقت يتقاسم معهم السلطة ، فيظل الحال كما كان في عهد مبارك الأثيم .
أو أن ننجز شيء ، و هو أن نسمح بوصول رئيس إخواني ، فننهي حكم أسرة يوليو البغيضة ، و نواجه بذلك البعبع الإخواني الذي إستخدمه مبارك و طنطاوي لتخويف الشعب من الديمقراطية ، و في نفس الوقت نكشف حقيقة الإخوان و قدراتهم للشعب ، لأن السلطة هي خير وسيلة لكشف الزيف و الرياء و عدم الكفاءة ، فنمهد بذلك لسقوط الإخوان .
إختار حزب كل مصر - حكم الحل الثاني ، لأن تحقيق شيء أفضل من لا شيء ، و لأننا نرى إنه لا سبيل للوصول للديمقراطية الحقيقية ، في وسط هذا الفشل ، بدون المرور بالمرحلة الإخوانية .
إلا إنه خلال الحقبة الإخوانية التي ستمر بها بلادنا ستحدث تطورات خارجية ، إحتمال حدوثها كبير ، و هي تكون إمبراطورية إخوانية ، ستمتد من حدود سوريا الشمالية ، إلى حدود السودان و اليمن جنوباً ، و من حدود العراق الغربية شرقا إلى الحدود الليبية الغربية غرباً .
إمبراطورية ستضم مصر و ليبيا و السودان و الضفة الغربية و قطاع غزة و الأردن و سوريا و الإقطاعية العربية السعودية و اليمن .
مصر بالفعل في قبضة الإخوان ، و إن تقاسموا السلطة مع أعوان مبارك في الأجهزة الأمنية السرية حالياً ، و في سوريا الإخوان سيقفزون للسلطة فور سقوط النظام البعثي ، و في فلسطين يعدون العدة للسيطرة على الضفة الغربية بمساعدة من نظام مرسي ، و الأردن سقوطه في يد الإخوان ليس صعب فهم القوة السياسية المعارضة الأكثر تنظيما ، إن لم تكن الوحيدة ، بسبب أن الحكومات الأردنية سمحت لهم بذلك كما فعل مبارك ، و في ليبيا هم حاليا الكيان السياسي الثاني و سيأخذون بالتأكيد دفعة للإمام مع قيام أنظمة إخوانية أخرى في البلاد العربية الأخرى ، و السودان هو بالفعل في قبضة نظام مشابه للنظام الإخواني و إن كنت أتوقع سقوط البشير من أجل أن يحل محله نظام إخواني صرف ، غير موصوم بوصمة الهزيمة و إنقسام السودان ، و غير موصوم بالإنقلابية العسكرية ، و غير متهم بتهمة إرتكاب جرائم ضد الإنسانية .
اليمن سيتأخر - بعض الشيء - سقوطه في يد الإخوان ، و لكن سقوط نظام آل سعود و قيام نظام حكم إخواني محله إحتمال كبير .
قد يكون سقوط نظام آل سعود أمر مستبعد في نظر البعض ، أو على الأقل مستغرب ، لكنه ليس مستبعد ، و لا مستغرب ، في نظري .
المجتمع في دولة آل سعود تغير كثيرا خلال الخمسين عاماً الماضية ، و لم يعد بالتالي بنفس تركيبته الإجتماعية ، و لا بنفس خصائصه الثقافية ، التي كان عليها حين حاول عبد الناصر إسقاط النظام السعودي .
نصف قرن تقريبا من التعليم و جهود رجال الدين و عمل آل سعود على إضعاف شوكة القبلية لتقوية نفوذهم و التطورات الثقافية و الإقتصادية و ثورة الإتصالات ، أدت إلى تغيرات كبيرة في المجتمع في الإقطاعية السعودية ، تجعل سقوط آل سعود أسهل مما كان عليه الوضع منذ خمسين عاماً تقريباً ، و أمريكا لن تمانع في سقوط نظام حكم أسرة آل سعود ، الموصوم بالتخلف ، إذا إطمأنت إلى قيام نظام بديل صديق لها ، كما سبق أن سمحت بريطانيا بسقوط حكم صديقها الشريف حسين في الحجاز على يد صديقها أيضا ابن سعود .
كل تلك التطورات التي حدثت ، و التفاهم الإخواني مع الولايات المتحدة الأمريكية ، و مع وجود قواعد شعبية للإخوان في غرب الجزيرة العربية ، سيمهد لسقوط آل سعود .
هناك بالتأكيد دول عربية لن تصبح إخوانية مثل دول المغرب العربي ، بإستثناء ليبيا ، لطبيعة التركيبة الثقافية في مجتمعات في تلك الدول ، و أيضا لن تسقط بقية دول مجلس التعاون الخليجي في قبضة الإخوان ، و بالتأكيد لن يصبح العراق جزء من الإمبراطورية الإخوانية لتركيبته العرقية و صفته المذهبية الغالبة ، و بالمثل لبنان لتشكيلته الطائفية المتعددة .
هناك إمبراطورية إخوانية في طور التشكل ، نعم ستأخذ بعض الوقت لتكتمل ، لكنها ستقوم لا محالة ، إذا لم يوجد ما يوقفها .
إمبراطورية لن يحكمها رئيس واحد ، و لكن سيحكمها فكرياً تنظيم واحد بفكر واحد تحت قيادة موحدة ، و إن حكم كل بلد رئيس من مواطني ذلك البلد .
الإمبراطورية الإخوانية لن تكون ديمقراطية ، و هذا ما لا يعجبنا فيها ، و بالتأكيد لإننا نرى إنها لن تكون لخير الشعوب التي ستضمها تلك الإمبراطورية ، و لإننا نفهم رسالة الإسلام في المجتمع بشكل يختلف عن الطريقة التي يفهم بها الإخوان تلك الرسالة ، مع إتفاقنا معهم و مع كل المسلمين في أساسيات الإسلام ، و مع إحترامنا لكافة الأديان و العقائد الأخرى ، و إيماننا بضرورة مشاركة كل مواطني مصر في بناء مصر و حكمها من خلال نظام ديمقراطي حقيقي و فعال .
الإمبراطورية الإخوانية هي ثمن فشل ثورة 2011 في مصر ، و علينا كشعب دفع ثمن فشلنا ، مثلما يدفع أي شعب ثمن فشله .
لا يمكن إيقاف مسار تشكيل تلك الإمبراطورية بالدعوة للثورة ، لأن ذلك لن يقوي أحد سوى الإخوان ، و يظهرنا بمظهر من لا يحترم الديمقراطية .
كل من يدعو الآن للثورة هو إما جاهل أو عميل من عملاء الأجهزة الأمنية السرية ، و الأرجح عميل مثله مثل الإبريليين و الثوريين الإشتراكيين و الثوريين الليبراليين و الكفايتيين ، الذين إجهضوا ثورة 2011 ، و مثل أعضاء بعض الأحزاب اليسارية التي صنعتها المخابرات و الداخلية من الكفايتيين السابقين و غيرهم ، الذين يدعون للثورة حالياً في هذه الظروف غير المناسبة .
الحل الآن ، في هذه المرحلة ، هو النضال السلمي السياسي الحزبي المنظم .
رسالة تعد جزء من المقال أكتبها في صباح السبت الموافق الثامن من سبتمبر 2012 :
أولاً : عودة أحد الأجهزة الأمنية السرية لتشويه مقالاتي أثناء نشرها و بعد النشر ، بنفس الإسلوب الذي كان متبع في عهد مبارك و عهد طنطاوي ، هي وسام شرف لكل مقال يتعرض لذلك التشويه ، و دليل على أن من عملوا من قبل في خدمة كل من مبارك و طنطاوي هم من يعملون الآن في خدمة مرسي ، أي دليل آخر على التحالف الإخواني - المباركي غير الديمقراطي .
ثانيا : يتمنى حزب كل مصر - حكم أن يكون كل المحافظين و الوزراء و أعضاء البرلمان من الإخوان ، لأن مصر يجب أن تعيش المرحلة الإخوانية كاملة ، و أن تجتازها ، قبل الوصول للديمقراطية الحقيقية كما سبق أن ذكرت في مقال سابق .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
صباح السبت الموافق الثامن من سبتمبر 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق