الاثنين، 25 فبراير 2013

متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة

متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة
 
السذاجة الثورية ، أو لنطلق عليها مسمى آخر هو : الجهل الثوري ، هي أخطر شيء في فترة الثورة ، و هي تعني الجهل بالإجابات الصحيحة على الأسئلة الثلاثة التالية :
لماذا ثورة ؟
كيف تكون الثورة ؟
كيف يتم بناء نظام جديد تماما بعد الثورة ؟
أما في غير المرحلة الثورية ، و في حالة عدم تأسيس دولة ديمقراطية حقيقية ، تحترم حقوق الإنسان ، مع إنحسار المد الثوري داخل نفوس الشعب ، و مع وجود بصيص أمل ، أو شعاع واهي من الأمل ، في العمل السياسي الحر الذي يطور المجتمع ، فإن أخطر شيء - و حديثي ينطبق أكثر ما يكون على الحالة المصرية - فهو حسن النية ، ذلك لإننا نواجه نظام خبيث للغاية ، و أخطبوطي ، و متلون .
لا أعتقد إنه يوجد نظام حكم إستبدادي يضارع النظام الذي حكم به مبارك - و هو النظام الذي مازال يحكم مصر في الواقع - في الخبث ، سواء في منطقتنا ، أو في العالم .
لقد فرضت عليه الظروف أن يصبح خبيث ، فالإزدواجية التي أضطر أن يتبعها ، جعلته يلجأ للخبث لكي يستمر ، و تلك الإزدواجية هي طبيعته الإستبدادية التي لا يستطيع التخلي عنها ، مع تبني هيكل الكيان الديمقراطي و الإنفتاح النسبي ، من أجل الخارج .
هيكل الكيان الديمقراطي ، و أهم ما فيه النظام البرلماني ، إضطره لأن يستمر في قبول وجود الأحزاب السياسية ، و الإنفتاح النسبي إضطره لأن يقبل بمبدأ وجود جمعيات و منظمات غير حكومية ، و أن يقبل بمبدأ السموات الإعلامية المفتوحة ، الذي أتاح لأفراد الشعب أن تكون لهم مصادر إعلامية تلفزيونية متعددة و متباينة في الإتجاهات و غير تابعة لسلطة النظام الحاكم ، و هي حرية دعمها ظهور الإنترنت في عهده و إنتشار إستعمالها .
تلك الظروف ، مع رغبته الشديدة في الإستبداد ، هي التي جعلته خبيث لكي يستمر ، إنه نوع من التطور لجأ إليه من أجل البقاء و الهيمنة .
الدليل على أن الظروف التي فرضت عليه هي التي حتمت عليه ذلك ، هو المقارنة بعصر عبد الناصر ، فعبد الناصر لم يرغب ، و لم يضغط عليه أحد ، لكي يكون ديمقراطي ، أو حتى أن يظهر بمظهر الديمقراطي ، لهذا لم يكن نظامه خبيث ، على الرغم من أن إستبداده يفوق إستبداد مبارك .
أهم مظاهر ذلك الخبث ، الذي إشتهر به نظام مبارك ، هو توفير البدائل للشعب .
في متجر السلطة السياسي سيقابل الداخل إليه بعد الإستفسار عن إنتماءه السياسي ، بواحد من العبارات التالية :
أنت لا تطيق السلطة ، لا بأس ، ستنضم لنا من خلال قناة أخرى ؛ و هي عبارة لا يسمعها المتعامل الجديد .
أنت ليبرالي ، حسنا ، لدينا مجموعة من الأحزاب الليبرالية ، يمكنك أن تصبح من البرادعيين ، و إن لم ترغب في أنت تكون برادعي ، فيمكن أن تصبح وفدي جديد إذا كنت ممن يعشقون الحفريات الحية ، أو أن تنضم لواحد من تلك الأحزاب الصغيرة التي أسسناها و التي لا نتذكر اسماءها .
أنت يساري ، لدينا خلطة معتبرة من الأحزاب اليسارية ، منها القديم ، منذ عصر السادات ، و منها الجديد ، و على العموم هم متحالفون مع بعضهم البعض .
أنت شاب ثوري ، و غير حزبي ، لدينا تشكيلة رائعة من التنظيمات و الإتحادات اليسارية و الليبرالية الثورية ، و بإمكانك أن تخرج معهم ، على فترات متقاربة ، للهتاف : ثورة ثورة ، و يسقط النظام ، و لكن لا تنس أن تدعو معهم لتمرير قانون الدية ، لإنه مهم جدا بالنسبة لنا .
أنت شاب ، معارض و غير حزبي ، و بلا لون سياسي محدد ، يمكنك إذا أن تنضم للإبريليين ، الذين وظيفتهم فقط الهتاف في كل ميدان و محفل ، و يؤيدون أي مرشح للسلطة ، أكان الليبرالي أو السلفي أو اليساري أو الإخواني ، حسبما تدعو الظروف ، و يتظاهرون أمام أي سفارة حسبما تصدر لهم الأوامر ، و يحجون للمحلة الكبرى بين حين و آخر لنفي أن جماعتهم أسسها الأمن من أجل خطف الأضواء من عمال المحلة الكبرى في إضرابهم الشهير .
أنت سلفي ، لن تخرج من متجرنا السياسي خالي الوفاض ، لدينا تشكيلة من الأحزاب السلفية ، منها المودرن الميسر ، و منها ذو النكهة العتيقة و المظهر المتشدد ، إذا كنت ممن يهتمون بالمظاهر .
أنت ناصري ، نحن أيضا ناصريين ، و الصنف الناصري ، أكبر صنف من الأصناف السياسية التي نتعامل فيها ، و لك مستقبل باهر معنا لو فهمت اللعبة السياسية التي نلعبها .
أنت وطني ، لدينا حزب جديد ، قوي و لو اسما ، قدم أوراق تأسيسه للتو ، و قد أسسناه بالتعاون من إخواننا في الإخوان المسلمين .
أنت إخواني ، إذا أنت حليف ، بل أخ ، لنا ، و كلنا شركاء في خداع الشعب ؛ يمكنك أن تقدم أوراق إلتحاقك لحزب الإخوان من خلالنا ، أو لهم مباشرة ، لا فارق .
أنت مؤيد لحزب كل مصر - حكم ، لا يوجد لدينا بديل له ، لكن لدينا من يهتف بشعارات مقتبسة من اسم الحزب بوسعك أن تنضم لهم بدلاً من إنضمامك لذلك الحزب .
لا تحب السياسة و ترغب في العمل الأهلي ، كما ترى كل الجمعيات الأهلية المسجلة تابعة لنا ، و لك أن تختار ميدان العمل الذي ترغبه ، و اسم الجمعية التي تريد الإشتراك فيها .
قبطي ، و مهتم بهموم الأقباط ، يمكنك أن تنضم للملياردير ، أو للكفاياتي اليساري ، أو لبعض النشطاء الشباب ، أو لغيرهم كثيرين في الداخل ، و في المهجر ، كلهم حبايبنا .
بالتأكيد يمكن أن نضيف لكل تلك التشكيلة السلطوية كل الصحف المملوكة للدولة ، و الصحف التابعة للأحزاب المشار إليها عالية ، و تلك المدعوة بالمستقلة ، و الإذاعات المرئية و المسموعة الرسمية و الخاصة ، و الفضائيات الرسمية و الخاصة المصرية .
إننا نعيش في جو سياسي و إعلامي زائف ، من قمة رأسه لأخمص قدميه ، و ما ذكرته هو نزر يسير من كل أشكال الخبث الذي تمارسه السلطة الحقيقية ، و نحن ، في حزب كل مصر - حكم ، نعرف ذلك الخبث ، و نحاول دائما كشفه للشعب ، كما فعلنا من قبل مع إحدى الصحف المستقلة الذائعة الصيت في عهد مبارك الأثيم ، و كما أشرنا لصاحب تشخيص متلازمة ستوكهولم ، الذي هو الآن أحد البرادعيين ، و كما أشرنا من قبل لحقيقة البرادعي و الإبريليين و الاتحادات الثورية الشبابية ؛ و في هذه المرحلة سنحاول الدخول لميدان العمل السياسي ، مع علمنا التام بأن السلطة ستعمل ما في وسعها لتغيير إتجاه ، أو لشل ، أو لتشويه ، حزب كل مصر - حكم ، كعادتها ، و لكننا نرى إننا يجب أن نحاول و الأهم أن نواجه .
أعلنها اليوم ، الجمعة الثاني من نوفمبر 2012 ، إننا لن ننسحب ، مهما كانت العقبات ، و مهما كان خبث المكائد ، بل سنناضل بثبات و صبر و جلد ، ليكون هناك كيان حزبي حقيقي لحزب كل مصر - حكم .
ما سيبقي حزب كل مصر - حكم قويا ، في مواجهة خبث السلطة ، و مكائدها ، هو روحنا النضالية ، و أيضا لإننا قررنا أنه محظور على الأعضاء القدامى الذين شاركوا في تأسيس الحزب ، و على هؤلاء الذين إنضموا للحزب قبل و أثناء ثورة 2011 ، أي قبل الإعلان عن سقوط مبارك ، الإنضمام لحزب كل مصر - حكم الذي سيتم تسجيله ، و لهذا قلت مرارا : العقلاء سيتفهمون ، و الحكماء سينفذون ؛ و بالتأكيد لا علاقة للحكماء هنا بلجنة الحكماء التي من ضمنها كارتر ، أو بمجموعة حكماء أفريقيا ، التي تكونت من رؤساء أفارقة سابقين .
قوتنا ستكون في إننا سنسير في طريقيين متوازيين ، و كلاهما سلميان تماما ، فنحن ضد أي شكل و درجة ، من أشكال و درجات العنف ، و هدفنا واحد هو تأسيس دولة ديمقراطية حقيقية تحترم حقوق الإنسان كما قررتها الأمم المتحدة ، كما هو مذكور في الوثيقة الأساسية للحزب ، و التي خرجت من السر إلى العلن منذ أكثر من خمسة أعوام ، و تحديدا في أكتوبر 2007 ، و يمكن الإطلاع عليها تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و توجد كتسجيل صوتي في أحد قناتي حزب كل مصر - حكم في يوتيوب ، تحت عنوان : حزب كل مصر ، و عنوان القناة :
ppslv .
سنناضل من أجل أن نقدم للشعب كيان حقيقي أصيل ، بدلا من الزيف الذي تتشبع به الحياة السياسية المصرية الآن .
سنناضل من أجل مصر ديمقراطية حقيقية تحترم حقوق كل إنسان يعيش فيها .
ملحوظة تعد جزء من المقال : في المقال السابق مباشرة على هذا المقال ، و أعني مقال : أهدافهم و أساليبهم خمينية ، و الذي كتبته و نشرته أول أمس ،
الحادي و الثلاثين من أكتوبر 2012 ، وردت العبارة التالية : إنه الرغبة الشديدة في إسقاط أوباما ، حتى يتسنى للمباركيين الإجهاز على النذر اليسير الذي حققته ثورة 2011 المصرية ، و هي رغبة يلتقي فيها الإخوان مع المباركيين مع آل سعود .
و صوابها : إنه الرغبة الشديدة في إسقاط أوباما ، حتى يتسنى للمباركيين الإجهاز على النزر اليسير الذي حققته ثورة 2011 المصرية ، و هي رغبة يلتقي فيها الإخوان مع المباركيين مع آل سعود .
الخطأ هو في كلمة النزر ، و التي وردت ، عن غير رغبة مني ، النذر ؛ و هو خطأ لا أعتذر عنه .
تعليق : منعا للي الحقائق و الكلمات ، فكما هو واضح في المقال المشار إليه ، فإن أوباما لم يكن هو السبب في وجود ذلك النزر اليسير من الإنجازات السياسية التي تحققت في مصر بعد الثورة ، نحن نريد فوز أوباما لأن وجوده لن يوفر ذريعة للسلطة و الإخوان للجوء للغوغائية ، فالهدوء على الساحة الخارجية مهم للتطور الديمقراطي في مصر - في حالة عدم وجود ثورة حقيقية - و هذا الهدوء إحتمال كبير ألا يتحقق مع رومني .
الهدوء يحرج الإخوان و المباركيين .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
02-11-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق