الاثنين، 25 فبراير 2013

تحالف المليارديرية مع اليسارية شكل آخر من إبداعات الأمن

تحالف المليارديرية مع اليسارية شكل آخر من إبداعات الأمن
 
إذا كان قصر عمر ثورة 2011 ، و التي ماتت و فشلت بسبب السذاجة الثورية التي إتصف بها أغلب المشاركين بها ، لم يتح للسلطة المباركية أن تكشف عن كل إبداعاتها الفكرية التي أعدتها لإحباط الثورة ، و إن كانت الثمانية عشر يوما الخالدة سمحت لها بأن تكشف عن مدى دمويتها ، فإن عهد طنطاوي ، و ما إنقضى من عهد مرسي ، كشفا عن الإبداعات العقلية للمباركيين الأمنيين في محاولاتهم العقيمة لإعادة الزمن للوراء .

تحدثت في يوم الجمعة الثاني عشر من أكتوبر من هذا العام ، 2012 ، عن واحد من تلك الإبداعات التي تفتق عنها ذهن السلطة المباركية ، التي لازلت لها اليد العليا في إدارة شئون مصرنا ، و ذلك في مقال : السلفي المودرن وجه من إبداع الأمن ، و كيفية التعامل مع السلفيين الأمنيين .

اليوم أريد أن أتحدث عن إبداع آخر لنفس الجهة ، و هو إبداع يندرج تحت باب الإبداعات الأمنية المباركية السياسية ، و يجمع المتناقضات ؛ إنه تحالف الرأسمالية مع الشيوعية و الإشتراكية ، أو تحالف المليارديرية مع اليسارية .

إنه تحالف ظهر قبل الإنتخابات البرلمانية التي جرت في عهد طنطاوي الدموي ، و خاض الإنتخابات البرلمانية ، و بالطبع مني بخسارة فادحة ، و الخسارة كانت بالتأكيد منطقية ، و كذلك متوقعة ، على الأقل بالنسبة للواعين سياسيا ، و ليس للجهة الأمنية التي هندست ذلك التحالف و سوقته للشعب .

هزيمة منطقية لتحالف جمع النقيضين ، تماما كما إجتمعت الأحزاب السلفية مع العديد من التيارات الليبرالية ، على تأييد أبو الفتوح في الإنتخابات الرئاسية التي أتت بمرسي رئيسا لمصر ، بعكس المنطق الذي يقول إنه لو كانت تلك الأحزاب سلفية حقا لألقت بثقلها في كفة مرسي بدون تردد لترجحها ، أو قاطعت الإنتخابات الرئاسية برمتها لعدم وجود من يمثلها حقيقة .

و لكن هل كانا نقيضان فعلا ؟؟؟

أيديولوجيا هما نقيضين ، كان راعي ذلك التحالف رأسمالي كبير ، فاحش الثراء ، و أحد الأطراف يمثل العديد من التيارات اليسارية ، من الإشتراكية إلى الشيوعية ؛ لكن كان هناك و لازال ما يجمعهما ، و يمثل لهما ما هو أكبر من الأيديولوجيا ، و الكلام النظري ، إنها المباركية .

كل أطراف ذلك التحالف كانت ، و لازالت ، جزء من المباركيين ، و إن كان كل واحد منهم له المربع الذي يقف فيه ، كما تقف قطع الشطرنج ، و كل منهم يعرف دوره الذي يمثله أيديولوجيا ، و دوره المرسوم في اللعبة الأمنية ، تماما كما يعرف السلفيون الأمنيون دورهم المرسوم لهم جيداً .

لا أريد أن يفهم أحد أن حزب كل مصر - حكم ، حزب ضد إقتصاد السوق الحر ، أو ضد الثراء ، فحزب كل مصر - حكم لا يمانع في أن يكون هناك أثرياء ، أو حتى فاحشي الثراء ، مادام ذلك الثراء جاء بالطرق القانونية ، على أن تكون القوانين عادلة ؛ دون أن يكون في ذلك تناقض مع بقية مواقف الحزب المساندة لبقية الطبقات الإقتصادية - الإجتماعية ، و مساندته لأصحاب الأعمال الصغيرة ، و دعمه للضعفاء و المحرومين .

و منعا لأي لبس أو تشويه ، فإن موقفنا في هذه القضية الهامة ، و أعني القضية الإقتصادية - الإجتماعية ، واضح تمام الوضوح ، و ذلك في الوثيقة الأساسية للحزب ، و التي خرجت من السر إلى العلن منذ أكثر من خمسة أعوام ، و تحديداً في أكتوبر 2007 ، تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ؛ و توجد كتسجيل صوتي في يوتيوب في أحد قناتي حزب كل مصر - حكم ، و عنوان القناة :

ppslv .

لكن لماذا أتحدث اليوم عن ذلك الإبداع الأمني ، و هو تحالف الرأسمالية مع الشيوعية و الإشتراكية ؟

لقد فتحت ذلك الموضوع اليوم ، و تحديداً في صباح الأحد الحادي و العشرين من أكتوبر 2012 ، لسببين .

لم أفتح ذلك الموضوع لمجرد الحديث عن التاريخ ، و لو كان ذلك التاريخ قريب جداً لم يكمل عام ميلادي واحد ، و لكن للحاضر و المستقبل .

الحاضر ، يكشف لنا أن أسلوب جمع المتناقضات لازال قائم ، كما رأينا في مظاهرة أول أمس الجمعة ، التاسع عشر من أكتوبر 2012 ، حيث عملاء الأمن الإبريليين ، الذين سبق أن ايدوا البرادعي الليبرالي و الداعية السلفي المودرن ، و طالبا بهما في الربع الأخير من العام الماضي في مجلس رئاسي ، و تأسست جماعتهم أصلا لتخدم النظام المباركي ضد عمال المحلة الكبرى في إضرابهم الشهير و البطولي في إبريل 2008 ، و ذلك بإلقاء الغطاء على إضراب المحلة و تحويل الأنظار للقاهرة ، إجتمعوا ، أي الإبريليين ، مع الثوريين الإشتراكيين و بقية التنظيمات اليسارية من إشتراكية و شيوعية ، ليجتمعوا كلهم مع الناصريين ، على الرغم من العداء التاريخي بين اليسار الحقيقي ، من الديمقراطيين الإشتراكيين ، و الإشتراكيين الديمقراطيين وصولا إلى الشيوعيين ، من جهة ، و الناصرية من جهة أخرى .

لكنهم إجتمعوا في التحرير أول أمس ، و إن غاب عن تلك التوليفة الأمنية ، السلفيين الأمنيين ، ربما نتيجة أن الأمن تلافى ذلك بعد مقال : السلفي المودرن و جه من إبداع الأمن ، و كيفية التعامل مع السلفيين الأمنيين ، و الذي كتبته و نشرته في الثاني عشر من أكتوبر من هذا العام ، 2012 .

بالنسبة للمستقبل ، الأطراف التي شاركت في التحالف الرأسمالي - اليساري لازالت موجودة على الساحة ، و هناك إنتخابات برلمانية ستقام ، ربما العام القادم ، 2013 ، و هناك تحالف أعلن عنه يجمع هؤلاء اليساريين الذين شاركوا و أيدوا تحالف النقيضين ، أو العدوين اللدودين ، الرأسمالي مع اليساري ، أو التحالف الأمني المدني .

هذا المقال هدفه الأساسي هو تنبيه المواطن الذي يريد التصويت لليسار ، لحقيقة هؤلاء الذين يخدمون الأجهزة الأمنية ، فلا يضيع صوته هباء ، و حتى لا ينخدع بتلك التحالفات التي تشكلها الجهات الأمنية من عملائها في المعارضة ، أو بقول آخر : حتى لا يصب صوته في صالح الجهات الأمنية المباركية التي تدير كل تلك الأطراف .

رسالة للشعب المصري تعد جزء من المقال : تحاول الجهات الأمنية المباركية منذ شهور تشويه حزب كل مصر - حكم ، من خلال إستعمال جزء من اسم الحزب ، بأشكال مختلفة ، على لسان أطراف تابعة لها ، مرة كانوا من مؤيدي شفيق ، و مرات على لسان بعض تنظيماتها الشبابية و بعض أحزابها اليسارية و المدنية ، أو بوضعه كأسم لبعض أدواتها الإعلامية ، و نحن كحزب نعلن إنه لا علاقة لنا بهؤلاء ، و لا بتلك الوسائل الإعلامية ، و تاريخنا النضالي واضح ، و مواقفنا واضحة ناصعة ، و وسائلنا الإعلامية للآن محدودة لا تتعدى مدونتين في مكتوب ، و مجموعات في جوجل ، و قناتين في يوتيوب ، و بضع صفحات في فيسبوك ، و حسابات قليلة في تويتر ، و نشر المقالات في أحد المواقع المعروفة ؛ و قد قررنا أن نبدأ أولى خطوات تسجيل حزب كل مصر - حكم هذا الشهر ، أكتوبر 2012 ، كما أعلنا عن ذلك سابقا مراراً ، و ذلك للوصول مباشرة للمواطنين ؛ فلا تسمحوا لخبثاء الأجهزة الأمنية التي لازال يديرها المباركيون بتضليلكم .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
الأحد ، الحادي و العشرون من أكتوبر 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق