السبت، 23 فبراير 2013

لهذا سيظل حزب كل مصر - حكم على دعمه لمرسي في الجولة الثانية

لهذا سيظل حزب كل مصر - حكم على دعمه لمرسي في الجولة الثانية
وعدت في المقال السابق مباشرة على هذا المقال ، و أعني مقال : الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم كل شيء عدا الشعب ؛ و الذي كتبته و نشرته في الثامن عشر من مايو من هذا العام ، 2012 ، بأن أذكر في المستقبل أسباب قرار حزب كل مصر - حكم دعم مرشح جماعة الإخوان في الإنتخابات الرئاسية لعام 2012 ، و الحمد لله قد جاءت الفرصة ، و سأقوم - بإذن الله - في هذا المقال بذكر بعض الأسباب ، لكن قبل أن أقوم بذلك أتقدم بالشكر لكل أعضاء حزب كل مصر - حكم و كذلك لكل مؤيديه الذين إلتزموا بقرار الحزب فأدلوا بأصواتهم لمرسي في جولة مايو 2012 ، و أتمنى أن يظلوا على إلتزامهم هذا في جولة يونيو 2012 ، لأن قرار حزب كل مصر - حكم لم يتغير ، لأن الأسباب التي حدت بالحزب لإصدار هذا القرار قبل جولة مايو 2012 لم تتغير .
لن أستطيع في مقال واحد ذكر كل الأسباب ، لهذا سأكتفي ببعضها ، و هي :
أولاً : لأن حزب كل مصر - حكم لم ير سوى عدو واحد للشعب المصري على الساحة الداخلية المصرية ، و هذا العدو هو : أعوان مبارك ، و على رأسهم رئيس مصر الحالي : عمر سليمان ، و مخابراته ، و التي دعوناها منذ أمد بالمخابرات السليمانية ، و التي تعد بحق مؤسسة الرئاسة .
حزب كل مصر - حكم قام بتقدير واقعي و حقيقي لقوة هؤلاء الأعوان و أدرك إنهم المسيطرين الحقيقيين على مصر ، لهذا رفض الحزب تبني مصطلح الفلول لوصفهم ، لإنه مصطلح كاذب و خادع و مضلل ، لإنه يصورهم على إنهم مجرد شراذم ضعيفة متناثرة ممزقة تجري مهرولة خائفة أمام قوة الشعب المصري ، و هذا عكس الحقيقة المرة .
لهذا رأى حزب كل مصر - حكم أن القضاء على نفوذ أعوان مبارك يجب أن تكون له الأولوية القصوى .
ثانيا : لإننا أدركنا مدى قوة و جبروت أعوان مبارك ، و إنهم ليسوا شراذم و فلول ، و لإننا أدركنا أيضا أن معركة إستئصال قوتهم و سطوتهم على الدولة و الشعب لن تكون هينة ، قررنا إنه في حالة تعذر خوضنا الإنتخابات الرئاسية هذه المرة ، فعلينا أن ندعم أقوى أطراف المعارضة الحقيقية ، و نتيجة إنتخابات مجلس الشعب التي جرت بعد ثورة 2011 دلتنا على أن أكبر فصائل المعارضة الحقيقية هو فصيل الإخوان .
إذا هو الأجدر بأن يتقدم صفوف الشعب ؛ فهذا ما تحتمه عليه الأغلبية التي حصل عليها ، كما أن الرئيس القادم يجب أن تقف خلفة مؤسسة حزبية لها قوتها في الشارع المصري .
ثالثا : لأن حزب كل مصر - حكم يدرك بأن معركة تطهير مصر من سطوة أعوان مبارك ستكون معركة قاسية ، فقد رأى الحزب - و كما ذكرت في مقال سابق - ضرورة أن تعمل السلطة التشريعية ، و معها الحكومة التي تنبثق عن الأغلبية البرلمانية ، مع مؤسسة الرئاسة ممثلة في الرئيس المنتخب ، في إنسجام تام .
لا نريد نزاعات بين رئيس الجمهورية من جهة ، و البرلمان و الحكومة ، من جهة أخرى ؛ و الإخوان قادرون على تأمين أغلبية برلمانية ، و الحكومة منطقيا يجب أن تكون معبرة عن الإغلبية البرلمانية ، إذا ستكون إخوانية ، إذا الرئيس يجب أن يكون إخواني أيضا ، في هذه المرحلة .
نريد ألا يضيع أي جهد أو وقت فيما لا ينفع قضية تطهير مصر من سطوة أعوان مبارك .
رابعاً : أدرك حزب كل مصر - حكم بأن هناك تحالف قديم بين نظام مبارك ، و الإخوان ، و أن هذا التحالف يجب تحطيمه ، إذا أردنا الوصول للديمقراطية الحقيقية ، و لن يتحطم إلا إذا وصل الإخوان للسلطة الحقيقية الكاملة ؛ إذا علينا العمل من أجل إيصال الإخوان للسلطة الكاملة ، إذا كنا كحزب غير قادرين في الوقت الحاضر على الوصول إليها .
هذه بعض الأسباب التي حدت بحزب كل مصر - حكم لمطالبة القيادة الإخوانية بأن تقدم مرشح رئاسي من صميمها ، و جعلتنا ندعمه في جولة مايو 2012 ، و ستجعلنا ندعمه - إن شاء الله - في جولة يونيو 2012 ، و هناك أسباب أخرى بالتأكيد ، لا يتسع لها هذا المقال .
لكني أرى أنه من الواجب ألا أنهي هذا المقال عند هذا الحد ، لإنني أرى إنه من الضروري أن أتعامل بالتفنيد مع مخاوف البعض من وصول الإخوان ، و ذلك التعامل سيرى القارئ الكريم ان في طياته أسباب تحدو بحزب كل مصر - حكم لكي يستمر في دعمه الإنتخابي لمرسي .
أولا : أريد أن أذكر هؤلاء الذين يخافون التصويت لمرسي في جولة يونيو 2012 بأن البديل هو الإبقاء على الوضع الحالي ، و هو الوضع المستمر منذ أكثر من ثلاثين عاما .
أذكرهم بأن شفيق هو جزء من السلطة التي قتلت حوالي 850 مواطن مصري في خلال ثمانية عشر يوما تاريخية ؛ و قتلت أيضا أكثر من 200 مواطن خلال الفترة المسماة بالفترة الإنتقالية ، من أجل إشعال حالة فوضى تعطي لها المبرر في الإستمرار ، و الآن لتبرر إنتخاب مرشحها : أحمد شفيق ؛ مرشح الأمن و الإستقرار المزعومين .
ثانيا : لهؤلاء الباحثين عن الأمن و الأمان مع شفيق أقول لهم : إنكم تبحثون عن سراب ، لأن شفيق هو جزء من نظام عقيدته أمنية ، و لكي يبرر وجوده ، سيستمر العنف ، و ستزداد الجرائم ؛ فالعنف و الجرائم التي إرتكبتها السلطة أو حرضت عليها خلال الفترة الإنتقالية ، هي وسيلته الآن لأخذ أصواتكم ، و ستستمر تلك الجرائم لتبرير بقائه ، و لتبرير الإجراءات الأمنية التي سيزمع إتخاذها في المستقبل لو قدر له الفوز .
أي سيحكمنا شفيق بقانون الطوارئ ، و بسوط الداخلية ، و بحذاء السليمانية ، لو فاز ، لا قدر الله ، كما حكمنا أبوه الروحي ، مبارك الأثيم .
ثالثاً : أذكر الإخوة المصريين المسيحيين بأن شفيق هو جزء من نظام حكم إرتكب مذبحة الأسكندرية أثناء حكم مبارك الأثيم ، و إرتكب مذابح بحقكم في المقطم و إمبابة و ماسبيرو في 2011 .
إنه النظام الذي دهس بمدرعاته عمدا بعض إخوانكم من المحتجين المسالمين .
إنه النظام الذي حرض رسميا ، و بشكل علني ، من خلال الإذاعة المرئية الرسمية ، على الفتنة الطائفية ؛ أي حرض أغلبية الشعب على القيام بذبحكم ؛ أي لتكون دمائكم مبرر لإستمراريته .
الآن ، و بعد أن فشل في أن تكون دمائكم مبرر لإستمراريته في بزته العسكرية ، يريد أن تكون مخاوفكم سبب في بقائه بحلته المدنية ، بتصويتكم لمرشحه .
رابعاً : في السابع من يناير 2011 نشرت مقال : لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة .
و في السادس و العشرين من يوليو 2011 ، كتبت و نشرت مقال : نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقا للإستبداد أياً كان .
و في الثالث عشر من نوفمبر 2011 كتبت و نشرت مقال : الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوانية و السلطة .
و في التاسع من ديسمبر 2011 كتبت و نشرت مقال : ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً .
أربعة مقالات أشرت فيها بشكل أو آخر إلى وجود تحالف بين السلطة و الإخوان ، و إلى إستمرارية الإخوان في الوجود في كل الأحوال ، و أن إستمرار أعوان مبارك في السلطة تحت أي مسمى ، يعني إستمرار وجود الإخوان و نفوذهم ، و هو و إن كان نفوذ ثقافي - إجتماعي في عصر مبارك ، إلا إنه من الآن أصبح أيضا نفوذ سياسي .
إنني أرجو هؤلاء الذين سيصوتون لشفيق أن يتذكروا في هذا الشأن تصريحه بأنه لا يمانع في ان تكون الحكومة القادمة و رئيسها من الإخوان ، و هذا شيء منطقي لأن لديهم أكبر كتلة في البرلمان ، و قادرين على تأمين أغلبية برلمانية .
أي سيظل هناك نفوذ للإخوان لو أصبح شفيق رئيسا للجمهورية - لا قدر الله - و هذا النفوذ سيكون أكبر بكثير عما كان في عهد مبارك الذي لم يسمح لهم بالمشاركة في النفوذ السياسي ، و إن ترك لهم كامل النفوذين الإجتماعي و الثقافي .
لن تهرب من نفوذ الإخوان يا من ستصوت لشفيق خوفا من الإخوان .
إننا في حزب كل مصر - حكم نفضل أن نواجه طرف واحد ، على أن نواجه تحالف .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة الثانية و أربعة و عشرين دقيقة مساء ، بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم بثلاث ساعات على توقيت جرينتش ، و ذلك في يوم الأحد الموافق السابع و العشرين من مايو 2012 .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
27-05-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق