الخميس، 21 فبراير 2013

في التاسع من أكتوبر إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير

في التاسع من أكتوبر إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير
 
لا يمكن إطالة قصة بأكثر مما تحتمل حبكتها ، و أحداثها الرئيسية ، و إلا فقدت قيمتها .
حتى الأطفال يستطيعون التمييز بين قصص الأطفال التي تتوافق في حجمها مع حبكاتها ، و تلك التي تطول بأكثر مما تحتمل .
ما ينطبق على القصص بكل أنواعها ، بما في ذلك قصص الأطفال ، ينطبق على الحقب و المراحل التاريخية .
لا يمكن إطالة حقبة ، أو مرحلة ، تاريخية تجاوزها الزمن بتطوراته و أحداثه .
من ماضينا ، لا يمكن الإدعاء بأن ثورة 1805 قد طالت في أحداثها إلى ما بعد نزول خورشيد باشا من القلعة .
و لا يمكن الإدعاء بأن ثورة 1919 قد إستمرت إلى ما بعد إنتخابات أول برلمان مصري في عهد الإستقلال .
كذلك لا يمكن الإدعاء بأن هبة - و لا أقول ثورة - الخامس و العشرين من يناير 2011 ، مستمرة للآن ، كما قد يدعي البعض ، أو كما يتمنون .
هبة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و التي أصفها ب : مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، وصلت إلى نهايتها بالفعل بإنتهاء مذبحة التاسع من أكتوبر 2011 .
أكتب هذا اليوم ، الثاني و العشرين من أكتوبر 2011 ، أي بعد مرور أسبوعان تقريباً على تلك المذبحة ، و مرور كذلك يومي جمعة ، و أخص بالذكر يوم الجمعة لأنه اليوم الذي تحدث فيه التجمعات ، و التظاهرات ، في العادة .
مرور إسبوعان تقريباً على التاسع من أكتوبر 2011 بدون إحتجاج شعبي سلمي واسع يدين إراقة الدماء المصرية على يد السلطة ، و الأهم يدين التحريض الرسمي الصريح على الفتنة الطائفية و الحرب الأهلية و الذي صاحب المذبحة ، ذلك التحريض الذي تم من جانب الإذاعة المرئية الرسمية ، هو في حد ذاته دليل على إنتهاء مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 .
لا يمكن بعد الآن أن يقول أي منصف إننا لازلنا نعيش مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 .
على إنه يجب أن أوضح - لكي أكون أمين مع نفسي ، و أمين في تعاملي مع التاريخ - أن مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 لم تنته فجأة .
لقد كان إنطفاء مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 إنطفاء تدريجي ، و قد سبق أن أشرت إلى خطر ذلك الإضمحلال في مقالات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر ، مقال : لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ، و كتب و نشر في الحادي و العشرين من مارس 2011 ، و مقال : جُمع قتل الثورة ، و كتب و نشر في الثالث و العشرين من مارس
2011 ، و مقال :إستكمال الثورة أولاً ، و كتب و نشر في الأول من يوليو 2011 ، و مقال : إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها ، و كتب و نشر في الرابع من سبتمبر 2011 .
في تلك المقالات - و في غيرها - إشارت إلى المخاطر التي كانت تتعرض لها إستمرارية الثورة - و التي أصبحت الآن مجرد هبة - خلال الفترة التي تلت الحادي عشر من فبراير 2011 .
الإنطفاء ، أو الإضمحلال ، كان تدريجي ، و أخذ وقت طويل نسبياً ، يقاس بالأشهر ، و وصل إلى نقطة خطيرة في بداية سبتمبر 2011 ، و مقال : إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها ، واضح من عنوانه .
الإضمحلال التدريجي يمكن قياسه من خلال ميدان التحرير في أيام الجمع في الشهرين السابقين على التاسع من أكتوبر 2011 ، و هو مقياس مادي مرئي ، من خلال ذلك المقياس كان من الواضح تناقص الأعداد التي شاركت في الجُمع الأخيرة السابقة على مذبحة التاسع من أكتوبر 2011 .
أعداد الجماهير كانت تتقلص كل فترة من ملايين قبل سقوط مبارك ، إلى مئات الآلاف ، إلى عشرات الآلاف ، ثم إلى مجرد بضعة آلاف في الجمعة السابقة مباشرة على مذبحة التاسع من أكتوبر 2011 ، تلك الجمعة التي حملت شعار غريب و هو : جمعة إسترداد الثورة .
السلطة لاحظت ذلك ، فما كانت السلطة لتقدم على ما أقدمت عليه من قتل بشع و تحريض على الفتنة بشكل مفضوح ، إلا إذا كانت متأكدة تماماً من إضمحلال الزخم الثوري الشعبي ، و قد صدقت قراءتها للواقع الشعبي المصري ، و من لا يصدق إنها صدقت في قراءتها تلك فعليه إستعراض ردة الفعل الشعبية بعد المذبحة و لليوم بعد مرور إسبوعان تقريباً على المذبحة .
لماذا قررت السلطة الضرب بقوة ؟
و من المسئول عن الفشل الذي وصلت إليه مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 ؟
و أشياء أخرى متعلقة بتلك المرحلة التاريخية ، سأتناولها بالتعليق في المستقبل ، إن شاء الله ، إن كان في العمر بقية و ظللت أتمتع بالحرية .
المهم الآن - و قبل أي شيء - أن نواجه الحقيقة ، فنعترف بأن مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 قد إنتهت ، و إنها إنتهت نهاية دموية أظهرت فيها السلطة قدرتها على البطش ، و أن تلك المرحلة قد أصبحت في ذمة التاريخ ، بحلوها و مرها ، بإنجازاتها و إخفاقاتها ، بأفراحها و أحزانها ، بأبطالها و شهدائها ، فوداعاً لتلك المرحلة التاريخية المصرية ، و تحية و تهنئة للشعب الليبي البطل ، الذي يعد أول شعب عربي إستكمل ثورته للنهاية في ربيع العرب هذا ، و بمشيئة الله يكون العشرين من أكتوبر 2011 بداية عهد مشرق تتحقق فيه آمال الشعب الليبي الشقيق في الديمقراطية و الكرامة و الرفاهية .
نهجنا في حزب كل مصر سلمي .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
 
22-10-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق