دول الموجة الثانية فرص الديمقراطية فيها أكبر
أي حدث ، خاصة عندما يطول ذلك الحدث ، يمكن تقسيمه لمراحل ، و ربيع العرب الديمقراطي مر عليه حتى الآن عدة شهور ، و نهايته لا تلوح في الأفق .
حتى هذا اليوم ، أرى إنه بالإمكان تقسيم ربيع العرب إلى موجتين ، معتمداً في تقسيمي هذا على تاريخ وصول كل شعب شارك في ربيع العرب إلى مرحلة أكثر تقدماً ديمقراطياً عن سابقتها ، و متجاهلاً تاريخ بدأ النضال .
الموجة الأولى تضم تونس ، و مصر .
في هذه الموجة يمكن أن نلحظ تشابهاً كبيراً بين ثورتي تونس ، و مصر ،
خاصة في الإسلوب ، و في النتائج .
تونس هي رائدة ربيع العرب ، لا جدال في ذلك ، و نجاح الشعب التونسي في الإطاحة بزين العابدين بن علي ، هو الذي دشن ربيع العرب ، و هذه الحقيقة تطرح بقوة سؤال جانبي ، مهم من الناحية التاريخية النظرية فقط ، و هو : هل بدأ ربيع العرب في الرابع عشر من يناير 2011 ، أم مع بداية الأحداث التي توالت حتى أطاحت بزين العابدين بن علي ؟؟؟
أعتقد أن الإجابة هي : الرابع عشر من يناير 2011 ، فلولا سقوط بن علي ما كان ليكون هناك ربيع للعرب هذا العام .
تونس كانت البداية ، و مصر هي التي أكدت ربيع العرب ، و دفعت به للأمام ، بوزنها السكاني ، و مكانتها التاريخية و الثقافية بين العرب ، و بشهرة الشخصية التي أطاح شعبها بها .
إسلوب الإحتجاج كان أيضاً متشابه في هذه الموجة ، و سقوط الطاغيتين ، التونسي ، و المصري ، كان متشابه - إلى حد ما - في الإسلوب .
النتائج أيضاً كانت متشابهة في إحباطاتها ، و السبب هو إنه لم يحدث في الدولتين إسقاط كامل للنظامين الإستبداديين .
سقط رأسي النظامين في كل من تونس و مصر ، و معهما أسرتيهما ، و بعض الشخصيات ، و لكن لم يسقط النظامان بالكامل ، بل ظلا هما الممسكين بالسلطة في البلدين ، و هما من يرسمان خطوط العملية السياسية المستقبلية لهذه اللحظة ، و هذا في حد ذاته فشل ديمقراطي بالتأكيد .
التحول للديمقراطية لم يكتمل في كل من تونس ، و مصر ، هذه هي خلاصة وصف نتائج الموجة الأولى .
الموجة الثانية تضم بالتأكيد ليبيا ، التي يمكن القول اليوم إنها أطاحت بنظام القذافي ، و مرشح للإنضمام لهذه الموجة كل من سوريا ، و اليمن .
هنا أيضا هناك تشابه في طبيعة الثورات في تلك البلدان الثلاثة من حيث القمع الدموي الذي قوبلت به الإحتجاجات السلمية ، مع إختلاف في رد الفعل الشعبي تجاه هذا القمع الدموي ، و الذي تراوح بين مواجهته بالسلاح كما في ليبيا ، و الإستمرار في الإلتزام بشكل عام بالنهج السلمي كما في سوريا ، و التراوح بين النهجين كما في اليمن .
نتائج الموجة الثانية لازالت فعلياً في علم الغيب ، فالنظام الليبي سقط بالأمس فقط ، و في كل من سوريا و اليمن ، لازال النظامين الإستبداديين قائمين ، و لكن لا مانع من محاولة إستشفافها .
أعتقد أن دول الموجة الثانية ، أو الموجة الحمراء ، إن تمتعت بالإستقرار السياسي ، و الأمني ، بعد نجاح ثوراتها ، سوف تكون فرصة تمتع شعوبها بالديمقراطية الحقيقية ، أكبر من دول الموجة الأولى .
السبب في ذلك أن القمع الدموي الذي شهدته شعوب تلك الدول قد قطع كل الخيوط بين شعوب تلك الموجة ، و النخب الحاكمة في دول تلك الموجة ، و دمر بالتالي كل فرص النخب الحاكمة في تلك البلدان للبقاء على قمة السلطة بعد نجاح الثورات ، أو حتى المشاركة في السلطة .
ما يمكن أن يحلم به أعضاء النخب الحاكمة - الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء شعوبهم - في بلدان الموجة الثانية ، أو الموجة الحمراء ، بعد نجاح الثورات ، هو تركهم لحالهم ، و الإكتفاء بحرمانهم من العمل السياسي ، و أقصى ما يتمنونه هو السماح لهم - من موقع التفضل - بالمشاركة في الحياة السياسية ، و بالتأكيد سيكون دورهم فيها هامشي للغاية .
دول الموجة الثانية لن تسمح شعوبها لنخب القمع أن ترسم مستقبلها ، بعكس ما حدث في دولتي الموجة الأولى ، و هذا هو مفتاح الإختلاف في النتائج .
الشعب الذي يسمح لأعداء الديمقراطية في بلده برسم معالم الحياة السياسية ، و التحكم في العملية السياسية برمتها ، بعد ثورته ، لا يمكن أن يتمتع بديمقراطية حقيقية ، و أقصى ما يمكن أن يتمتع به هو مزيد من مظاهر الديمقراطية عن ذي قبل ، و بعض التحسن في ميدان حقوق الإنسان ، ليس أكثر .
تونس لها الريادة ، و مصر لها فضل التأكيد ، و لكنهما لن يتمتعا - لو إستمرت الأوضاع فيهما كما هي الآن - بنفس درجة الديمقراطية التي ستتمتع بها دول الموجة الثانية ، شريطة تمتع دول الموجة الثانية بالإستقرارين ، السياسي ، و الأمني .
حتى هذا اليوم ، أرى إنه بالإمكان تقسيم ربيع العرب إلى موجتين ، معتمداً في تقسيمي هذا على تاريخ وصول كل شعب شارك في ربيع العرب إلى مرحلة أكثر تقدماً ديمقراطياً عن سابقتها ، و متجاهلاً تاريخ بدأ النضال .
الموجة الأولى تضم تونس ، و مصر .
في هذه الموجة يمكن أن نلحظ تشابهاً كبيراً بين ثورتي تونس ، و مصر ،
خاصة في الإسلوب ، و في النتائج .
تونس هي رائدة ربيع العرب ، لا جدال في ذلك ، و نجاح الشعب التونسي في الإطاحة بزين العابدين بن علي ، هو الذي دشن ربيع العرب ، و هذه الحقيقة تطرح بقوة سؤال جانبي ، مهم من الناحية التاريخية النظرية فقط ، و هو : هل بدأ ربيع العرب في الرابع عشر من يناير 2011 ، أم مع بداية الأحداث التي توالت حتى أطاحت بزين العابدين بن علي ؟؟؟
أعتقد أن الإجابة هي : الرابع عشر من يناير 2011 ، فلولا سقوط بن علي ما كان ليكون هناك ربيع للعرب هذا العام .
تونس كانت البداية ، و مصر هي التي أكدت ربيع العرب ، و دفعت به للأمام ، بوزنها السكاني ، و مكانتها التاريخية و الثقافية بين العرب ، و بشهرة الشخصية التي أطاح شعبها بها .
إسلوب الإحتجاج كان أيضاً متشابه في هذه الموجة ، و سقوط الطاغيتين ، التونسي ، و المصري ، كان متشابه - إلى حد ما - في الإسلوب .
النتائج أيضاً كانت متشابهة في إحباطاتها ، و السبب هو إنه لم يحدث في الدولتين إسقاط كامل للنظامين الإستبداديين .
سقط رأسي النظامين في كل من تونس و مصر ، و معهما أسرتيهما ، و بعض الشخصيات ، و لكن لم يسقط النظامان بالكامل ، بل ظلا هما الممسكين بالسلطة في البلدين ، و هما من يرسمان خطوط العملية السياسية المستقبلية لهذه اللحظة ، و هذا في حد ذاته فشل ديمقراطي بالتأكيد .
التحول للديمقراطية لم يكتمل في كل من تونس ، و مصر ، هذه هي خلاصة وصف نتائج الموجة الأولى .
الموجة الثانية تضم بالتأكيد ليبيا ، التي يمكن القول اليوم إنها أطاحت بنظام القذافي ، و مرشح للإنضمام لهذه الموجة كل من سوريا ، و اليمن .
هنا أيضا هناك تشابه في طبيعة الثورات في تلك البلدان الثلاثة من حيث القمع الدموي الذي قوبلت به الإحتجاجات السلمية ، مع إختلاف في رد الفعل الشعبي تجاه هذا القمع الدموي ، و الذي تراوح بين مواجهته بالسلاح كما في ليبيا ، و الإستمرار في الإلتزام بشكل عام بالنهج السلمي كما في سوريا ، و التراوح بين النهجين كما في اليمن .
نتائج الموجة الثانية لازالت فعلياً في علم الغيب ، فالنظام الليبي سقط بالأمس فقط ، و في كل من سوريا و اليمن ، لازال النظامين الإستبداديين قائمين ، و لكن لا مانع من محاولة إستشفافها .
أعتقد أن دول الموجة الثانية ، أو الموجة الحمراء ، إن تمتعت بالإستقرار السياسي ، و الأمني ، بعد نجاح ثوراتها ، سوف تكون فرصة تمتع شعوبها بالديمقراطية الحقيقية ، أكبر من دول الموجة الأولى .
السبب في ذلك أن القمع الدموي الذي شهدته شعوب تلك الدول قد قطع كل الخيوط بين شعوب تلك الموجة ، و النخب الحاكمة في دول تلك الموجة ، و دمر بالتالي كل فرص النخب الحاكمة في تلك البلدان للبقاء على قمة السلطة بعد نجاح الثورات ، أو حتى المشاركة في السلطة .
ما يمكن أن يحلم به أعضاء النخب الحاكمة - الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء شعوبهم - في بلدان الموجة الثانية ، أو الموجة الحمراء ، بعد نجاح الثورات ، هو تركهم لحالهم ، و الإكتفاء بحرمانهم من العمل السياسي ، و أقصى ما يتمنونه هو السماح لهم - من موقع التفضل - بالمشاركة في الحياة السياسية ، و بالتأكيد سيكون دورهم فيها هامشي للغاية .
دول الموجة الثانية لن تسمح شعوبها لنخب القمع أن ترسم مستقبلها ، بعكس ما حدث في دولتي الموجة الأولى ، و هذا هو مفتاح الإختلاف في النتائج .
الشعب الذي يسمح لأعداء الديمقراطية في بلده برسم معالم الحياة السياسية ، و التحكم في العملية السياسية برمتها ، بعد ثورته ، لا يمكن أن يتمتع بديمقراطية حقيقية ، و أقصى ما يمكن أن يتمتع به هو مزيد من مظاهر الديمقراطية عن ذي قبل ، و بعض التحسن في ميدان حقوق الإنسان ، ليس أكثر .
تونس لها الريادة ، و مصر لها فضل التأكيد ، و لكنهما لن يتمتعا - لو إستمرت الأوضاع فيهما كما هي الآن - بنفس درجة الديمقراطية التي ستتمتع بها دول الموجة الثانية ، شريطة تمتع دول الموجة الثانية بالإستقرارين ، السياسي ، و الأمني .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا
مصر
24-08-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق