الثلاثاء، 19 فبراير 2013

لماذا تريد الإدارة الأمريكية تشويه الثورة المصرية ؟

لماذا تريد الإدارة الأمريكية تشويه الثورة المصرية ؟
 
إحتمال كبير أن تكون تصريحات المسئولين الأمريكيين بشأن قيام الإدارة الأمريكية بتوزيع مبالغ نقدية في مصر بحجة نشر الديمقراطية صحيحة تماماً ، و لكن لا يمكن السماح بأن تمر المسألة بهذه البساطة ، لأن في عدم وضعها تحت مجهر البحث مصلحة لكل من الإدارة الأمريكية و حليفها نظام طنطاوي - سليمان الخبيث العميل .
إذا كنا سنسلم بأن الإدارة الأمريكية قد قامت بالفعل بتوزيع تلك المبالغ النقدية التي أعلن عنها ، فمن الضروري أن يعرف المواطن المصري أولاً من إستلم .
بالتأكيد إنهم ليسوا شهدائنا الأبرار الأطهار ، شهداء ثورة 2011 ، شهداء المطالبة بالعدالة ، و الديمقراطية ، و الشفافية الإقتصادية ، و الكرامة الإنسانية ، و الكرامة الوطنية .
و بالتأكيد إنهم ليسوا جرحانا ، جرحى ثورة 2011 ، في محافظات مصر المختلفة ، الذين عرضوا أنفسهم للأخطار الجسام ، و سالت دمائهم الطاهرة على أرض مصر ، و عاين بعضهم الموت جهاراً ، و أصيب بعضهم بإصابات بالغة ، تسببت لبعضهم في عاهات مستديمة ، في نضالهم من أجل إسقاط نظام دموي فاسد خائن دمر مصر خلال ثلاثين عاماً تقريباً .
و بالتأكيد إنهم ليسوا أبطال مصر الذين وقفوا كالأسود في ميدان التحرير ، و في السويس ، و الإسماعيلية ، و الأسكندرية ، و المنصورة ، و دمنهور ، و المحلة ، و طنطا ، و غيرها من مدن مصر ، و لم يبالوا بالتهديدات التي أطلقها النظام بإستعمال القناصة ، تلك التهديدات التي إستمعت لإحداها في قناة البي بي سي العربية ، المخترقة مخابراتياً ، و التي تمول من قبل وزارة الخارجية البريطانية .
إنهم ليسوا أبطال مصر المغاوير الذين خاضوا بشجاعة ، و بأيادي عزلاء ، معارك جمعة الغضب في أنحاء مصرنا العظيمة ، و هاجمهم بعض راكبي الجمال و الخيل و الحمير في ميدان التحرير في أربعاء الجمل ، و حاول الفتك بهم ، أكثر من مرة ، و في أماكن متفرقة من مصر ، بلطجية النظام الذين يشكلون أحد فروع وزارة الداخلية .
فمن هم إذاً ؟
إنهم إما بعض الذين وجدوا في إنشاء تلك الهيئات التي يطلق عليها : مراكز بحثية خاصة أو مستقلة ، و جمعيات أهلية غير حكومية ، وسائل للتكسب ، و ليس أدوات لخدمة المجتمع ، فإغترفوا من تلك الأموال التي كان يهم الإدارة الأمريكية توزيعها بصورة عاجلة ، غير مبالين بسمعة مصر ، و بسمعة ثورتها ، و غير ملقين بالاً لتضحيات شهداء ثورة مصر ، و جرحاها ، و لا مقدرين لمخاطرة أبطال مصر الذين كتبت لهم النجاة من مصايد الموت التي نصبها لهم مبارك الأثيم ، و ولده جيمي ، و عمر سليمان المجرم ، و حبيب العادلي السفاح .
أو إنهم بعض عملاء السلطة الذين وظيفتهم القيام بدور المعارضة ، من سياسيين ، و كتاب ، و صحفيين ، و نشطاء ، نعرف بعضهم ، و يخفى علينا أسماء معظمهم .
عملاء على شاكلة ذلك الصحفي الذي لمعه الأمن في عهد مبارك ، و أسند إليه رئاسة تحرير إحدى الصحف الأمنية المدعوة - زوراً ، و بهتاناً - بالمستقلة ، و جعله الأمن لسنوات نجم الصحافة المعارضة ، و الذي روج منذ سنوات لفكرة عمر سليمان كرئيس بعد مبارك .
و ذلك الصحفي ، و الكاتب ، الذي إدعى أن الشعب المصري مصاب بمرض نفسي يدعى متلازمة ستوكهولم ، و أن الشعب المصري بالتالي هام حباً في جمال مبارك ، و بالتالي فإن الشعب سيفتك بمن يريد السوء بجمال مبارك ، و بالمناسبة فإن صاحب تشخيص متلازمة ستوكهولم هذا ، هو حالياً أحد نجوم حركة التغيير الملتفة حول البرادعي الإنتهازي ، المرشح الأمني الإجباري للمعارضة غير الإخوانية ، فهو و أمثاله هم رجال و نساء كل العصور .
نعم الإدارة الأمريكية أنفقت ، و هناك من قبض ، و هؤلاء الذين قبضوا هم مصريين أيضاً ، و لكنهم ليسوا كهؤلاء الأبطال المغاوير الذين ذكرتهم عالية .
لا يكتمل بحث ذلك الموضوع الخطير الذي يمس الثورة بدون دراسة الجانب الأمريكي ، و هنا لي ملاحظة هي :
المسئولون الأمريكيون الذي خاضوا في ذلك الموضوع إدعوا أن تلك الأموال التي أنفقت لنشر الديمقراطية ، و لكن هذا يتناقض مع الحقيقة التي يعرفها أي مهتم بدراسة الديمقراطية على المستوى العالمي .
الولايات المتحدة دولة ديمقراطية على المستوى الداخلي ، لا جدال في ذلك ، و لكن سجل الإدارات الأمريكية في نشر الديمقراطية ، و الترويج لحقوق الإنسان ، على المستوى الخارجي بعد الحرب العالمية الثانية مشين .
هذا السجل المشين يظهر في منطقة أمريكا اللاتينية ، و في الفليبين ، و في كوريا الجنوبية ، و في فيتنام ، حيث ساندت الإدارات الأمريكية المتعاقبة حكومات فاسدة ، و قمعية لدرجة الدموية .
لم تصبح دول أمريكا اللاتينية ، و الفليبين ، و كوريا الجنوبية ، دول ديمقراطية ، كما نراها حالياً ، بفضل الولايات المتحدة ، و إنما بفضل جهود شعوب تلك الدول ، و التاريخ يشهد على صحة ذلك .
حتى في العراق ، حيث إدعى المسئولون الأمريكيون إن من أهدافهم تأسيس ديمقراطية عراقية ، كان تصور المسئولين الأمريكيين هو ديمقراطية عراقية على نمط ديمقراطية رومانيا ، و لمن لا يعرف الديمقراطية الرومانية ، التي أتعرض شخصياً لقمعها ، و ضغوطها ، يومياً ، أن يطالع مقال : حتى لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا ، و مقال : للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي ، و نشر المقال الأخير منهما في الخامس عشر من يناير من هذا العام ، 2011 .
و السجل الأمريكي في ميدان الترويج لحقوق الإنسان في خارج الولايات المتحدة لا يقل سوء كما هو معروف ، و يكفي ذكر معتقل أبو غريب ، و السجون السرية ، و الإغتيالات ، و رفض الولايات المتحدة الإنضمام لمعاهدة المحكمة الجنائية الدولية .
الإدارات الأمريكية لم تكن يوماً من أنصار نشر الديمقراطية في العالم ، و لم تكن يوماً نصيرة مخلصة لإحترام حقوق الإنسان في العالم الثالث .
إذاً لماذا تم إنفاق هذه المبالغ ؟
الإجابة تتضمن سؤال ، و هو : لماذا أعلنت الإدارة الأمريكية عن ذلك الآن ؟
الإدارة الأمريكية لها عدة مكاسب من الإعتراف بتوزيع هذه المبالغ ، في هذا التوقيت ، و هي :
أولاً : الإدعاء بإستمرار الدور الأمريكي في العالم ، و أن الثورات
العربية من تخطيطها ، و دعمها ، و لم تكن مفاجأة لها ، و لم تكن رغماً عن أنفها .
ثانياً : و هذه النقطة أهم من سابقتها ، تشويه الثورات العربية ، حتى تقف عند هذه المرحلة ، بعد أن رأت الإدراة الأمريكية أن حلفائها لازالوا في السلطة ، سواء في مصر ، أو في تونس ، و حتى تمنع إمتداد تلك الثورات إلى دول أخرى تهمها ، مثل إقطاعية آل سعود ، و لهذا أيضا تجول السفير الأمريكي في سوريا ، لتشويه الثورة السورية ، فآل الأسد حلفاء قدامي لأمريكا ، برغم كل ما يقال ، و أصدقاء مخلصين لآل سعود برغم كل الصخب الذي كان يحدث بين حين و أخر ، و سبق أن سلمت إدارة بوش الأب لبنان لحافظ الأسد في بداية التسعينيات ، و آل سعود أرسلوا دفعات مالية ضخمة لدعم نظام آل الأسد خلال إندلاع ثورة 2011 السورية .
ثالثاً : الإدارات الأمريكية تخاف من ديمقراطية مصرية ، لأن الديمقراطية الحقيقية ستعني تقليص للفساد ، و نهوض إقتصادي ، بما يحرر مصر من ذل الحاجة للمعونات الأمريكية ، و بالتالي يتحرر القرار المصري من الإملاءات الأمريكية ، و يصبح الحديث مع أمريكا ، حديث بين متساويين ، أو بين حرين ، و ليس بين سيد و عبده .
لهذا فإن أبلغ ، و أفضل ، رد للشعب المصري على محاولة الإدارة الأمريكية تشويه ثورته ، و إتهام شهدائه الأبرار بالعمالة و الخيانة ، هو إستكمال الثورة للإطاحة بالنظام الذي أسسه مبارك ، و تأسيس ديمقراطية حقيقية ، و دولة إحترام حقوق الإنسان ، دولة تعمل من أجل رفاهية أبنائها ، حتى نحرر مصرنا الغالية من القبضة الأمريكية ، مثلما نريد تحريرها من قبضة الفساد ، و الإستبداد .
الثورة يجب أن تُستكمل .
الشعب يريد الحكم .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
 
14-08-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق