خطاب لا يقبله سوى الخونة ، و لا يصدقه إلا البلهاء ، الثورة يجب أن تستمر
حتى الخانعين من المعارضين ، أصحاب المطالب المتواضعة ، المهادنة ، الذين نصبوا على تجمعهم الخانع لافتة تحمل لقب كبير هو : التغيير ، الذين أفتضح أمرهم في اليومين الماضيين ، حيث عرف الشعب المصري حقيقة التغيير الذي يبغونه ، و هو التغيير من خلال بقاء رأس النظام ، و من خلال التعاون معه ، حتى هؤلاء الخانعين لم يلب خطاب ذلك الخبيث المدعو حسني مبارك ،
مغتصب الحكم في مصر ، مطالبهم المتواضعة التي أعلنوها مع قدوم زعيمهم الدكتور محمد البرادعي .
ماذا أعطى مبارك الخبيث للشعب المصري الثائر ، هذا لو فرضنا إننا كنا ننتظر منه شيء سوى سقوطه ، و محاكمته ؟
من الناحية التحليلية يمكن أن أقسم محتوى خطاب مبارك الخبيث ، الذي طلع به علينا الليلة الماضية ، إلى قسمين : عملي ، يمكن لمسه ، و أخر نظري في حكم الغيب .
القسم العملي ، أعني به القرارات الفعلية التي يمكن لمسها على أرض الواقع ، لو تحققت ، و هنا لا يوجد أي شيء سوى تغيير الحكومة ، مع تجاهل تام للمطالب التي كانت تصدر عن المعارضة المؤمنة بالتغيير من خلال النظام الحاكم القائم قبل ثورة الغضب ، و هي المعارضة التي لم نشاركها في حزب كل مصر رأيها للحظة ، لإيماننا الدائم ، و غير المتزعزع ، في ضرورة إقتلاع ذلك النظام بثورة شعبية سلمية ، كما هو مذكور في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر .
حتى مطالب ذلك القسم من المعارضة ، الذي كان على إستعداد للتعاون مع نظام آل مبارك لم تلق أدنى إستجابة في خطاب الطاغية الأخير - الأخير كشخص في
سلسلة آل مبارك الحاكمة بإذن الله ، و بمشيئة الله أيضا الأخير له كخطاب و هو رئيس - مثل المطالبة بإلغاء قانون الطوارئ ، وإطلاق سراح كل المعتقلين ، و المسجونين ، السياسيين ، من كافة الفئات ، و التيارات ، فوراً ، و حل مجلسي الشعب ، و الشورى ، الحاليين ، مع إقامة إنتخابات نزيهة للمجلسين ، و كتابة دستور جديد ، أو حتى تعديل الدستور الحالي ، ليسمح بتعددية حزبية حقيقية ، و تعددية في الإنتخابات الرئاسية ، كذلك لازال مبارك الخبيث على صمته المريب بشأن التوريث ، فحتى و هو في أضعف أحواله خلال الثلاثين عاما التي حكمنا فيها ، لازال يرفض الإعلان علنا عن نفي فكرة التوريث ، كذلك رفض إتخاذ أي قرار عملي بشأن الفساد ، و زاوج المال مع السلطة السياسية الحاكمة ، و هذا يؤكد للشعب المصري أن المسألة ليست زاوج بين السلطة السياسية ، و المال ، بل أن الإثنين واحد ، و أن معظم كبار رجال الأعمال المصريين ، ليسوا إلا واجهات مزيفة تدير في الحقيقة أموال أسرة مبارك .
إذا من الناحية العملية ، لم يلتفت مبارك الخبيث حتى للقسم الخانع ، الذليل ، المستسلم ، من المعارضة ، الملقب بحركة التغيير ، و لم يحاول حتى شق صفوف المعارضة بالإستجابة لذلك القسم ، و إستمالته إليه ، فلازال يعتقد أنه ما زال على جبروته ، و قوته .
و حتى لو حاول الطاغية الخبيث مفاجئتنا بتعيين البرادعي رئيسا للوزراء ، فلن يكون ذلك إلا إستهزاء من مبارك بهؤلاء المعارضين الخانعين ، الذين يؤمنون بالتغيير من خلال بقاء رأس النظام ، كما سيكون حرق للوجه الوحيد المحترم في تلك المجموعة ، و أعني الدكتور محمد البرادعي ، الذي لازلت
أحترم شخصه ، أشد الإحترام ، و إن إختلفت معه سياسيا ، أشد الإختلاف .
أما القسم النظري من الخطاب ، فلا أعني به سوى الوعود الخلابة ، عن مكافحة الفقر ، و البطالة ، و السيادة للشعب ، و حرية الرأي و التعبير ، و ما إلى ذلك من وعود .
ذلك القسم النظري ، أو تلك الوعود الفضفاضة ، التي لا يوجد في القسم العملي من الخطاب ما يضمن تنفيذها ، و لا يوجد في تاريخ مبارك ، و لا في موصفات شخصيته ، ما يدل على إنها سترى النور ، لا أعتقد أن هناك مصري وطني مخلص عاقل يمكن أن يصدق أنها ستتحقق .
مبارك الخبيث أراد في عشر دقائق تقريباً ، أن يخدع الشعب المصري ، و يأخذ منه الشيء الوحيد الفعال الذي تبقى له ، و هو الثورة ، مقابل لا شيء .
لقد إنتظرنا تنحيه ، و إستسلامه للعدالة المدنية المصرية ، و لم ننتظر سوى ذلك ، و هذا لم يتحقق ، إذاً الثورة يجب أن تستمر ، حتى يتحقق الشرطان الوحيدان ، اللذان خرجنا لهما ، و دفع إخوان ، و أخوات ، لنا نفوسهم ، و دمائهم لتحقيقهما .
الشرطان اللذان ، لا تفاوض بشأنهما ، و لا تنازل عنهما ، و هما :
أولا : سقوط النظام الحاكم الحالي .
ثانيا : محاكمة كافة مجرمي ذلك العهد الإجرامي ، من الطاغية الخبيث ، نزولاً إلى أدناهم مرتبة ، و شأناً ، بقانون مصري مدني عادل ، و بواسطة قضاء مدني مصري نزيه .
نزول الجيش المصري للشارع المصري ، لا يتعارض مع إستمرار ثورة الشعب المصري ، لأننا كشعب ، و مع إحترامنا للجيش ، و هو الإحترام الذي لحظه الجيش ، بل و حبنا له ، و هو الحب الذي لمسه الجيش ، لا نرى أدنى تعارض بين الثورة ضد نظام فاسد ، دموي ، و بين إحترامنا ، و حبنا ، لجيش مصر
الباسل .
الجيش نزل لحماية المنشأت ، و نحن نرى في ذلك أمر طيب ، و نرحب بذلك ، لأننا لا نريد التخريب ، و لا نريد الحرائق ، و لا نريد السلب ، و النهب .
نحن لا نريد تشويه الثورة ، و الجيش بإكتفائه بمهمة التأمين ، يجعلنا نتفرغ لمهتنا الوطنية المقدسة الأولى : إقتلاع نظام آل مبارك من جذوره .
يا مبارك ، أن خطابك لا يقبل به سوى الخونة ، و لا يصدقه سوى البلهاء ، و السذج .
لا يقبل به سوى الخونة الذين على إستعداد لبيع دماء الشهداء ، و الجرحى ، و لا يصدقه إلا البلهاء ، و السذج ، الذين لا تكفي ثلاثة عقود من الإفقار ، و الإذلال ، لإيقاظ عقولهم ، و إلهاب نفوسهم ، فتخدعهم بعض الوعود الزئبقية ، من طاغية إعتاد الكذب ، و إهانة الشعب المصري أمام الغرباء ، و لا يعرف إلا الصلف ، و الغطرسة ، و القوة ، في تعامله مع المصريين .
الثورة يجب أن تستمر ، سلمية ، و نظيفة .
إلى الثورة ، فالمهمة لم تكتمل ، فلازال الطاغية يحكم ، و النظام الذي أسسه مازال قائم يتنفس .
إما شعب مصر ، و إما أنت يا خبيث ، فمصر لا يمكن أن تجمعنا .
إستعيدوا مصر
أحمد محمد عبد
المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق
بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد
حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية :
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق
الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري
: بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
29 يناير 2011
الساعة : 10:19 صباحاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق