الثلاثاء، 12 فبراير 2013

حمداً لله إنه غبي ، لكن الخوف هو من طعنة في الظهر

حمداً لله إنه غبي ، لكن الخوف هو من طعنة في الظهر
 
أعلم منذ سنوات أن مبارك شخص ذو مستوى ذكاء منخفض ، و أعلم إنه كان يعوض ذلك بثلاث طرق ، أولها العمل الدائب ، ثم الإعتماد على مستشارين ، و أخيرا الإعتماد على القوة الغاشمة الصريحة المغموسة بالقذارة في السلوك ، التي هي - و أعني قذارة السلوك - بالتأكيد نتاج فقدانه للتربية الصالحة في صغره .
الوسيلة الأخيرة شُلت مع إستفحال ثورة الغضب ، التي تغلبت على القوة ، و قبلها على الخوف من مواجهة القوة .
و الثانية يبدو إنها لا تعمل منذ بعد ظهر يوم جمعة الغضب ، و أن مستشاريه أصبحوا أكثر إهتماما بمصائرهم هم ، لا مصيره هو ، و أنهم تركوا له إتخاذ القرار .
و ها هو يبرهن على غباءه المتأصل ، عندما ترك له إتخاذ القرار .
القرارات الأخيرة ، و التي منها إختيار المدعو عمر سليمان كنائب له ، و ربما كوريث له ، و إختيار تابعه المخلص شفيق كرئيس للوزراء ، أكبر دليل على غباءه المتأصل .
لقد كنت قلق ، أشد القلق ، على الثورة في الساعات التي تلت خطاب المدعو أبو جيمي ، و لكن قلقي تلاشى عندما تأكدت الأنباء عن إختيار كل من سليمان و شفيق .
لقد كنت أخشى على الثورة من أن يلمع بريق ذكاء مفاجئ ، في ذهن مبارك ، في تلك الساعات الحرجة من عمر ثورة الشعب ، أو كما نقول بمصريتنا العامية : ربنا يفتح عليه بفكرة ، كنت أخشى أن تكون ألمعية .
كنت أخشى أن يقع إختيار أبو جيمي على شخصية تتمتع بإحترام الشعب ، أو حتى ببعض الإحترام ، خاصة أن هناك مجموعة أسمت نفسها بمجموعة التغيير ، لديها ميول الخنوع ، و الحلول الوسط ، و الصفقات ، و الكثير من أعضائها أصلا عملاء لأجهزة أمن آل مبارك ، و يمكن أن تمارس على الشخص المحترم الوحيد في تلك المجموعة ضغوط بإسم إنقاذ الوضع ، أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، و ما إلى ذلك ، ليقبل أن يشغل منصب نائب رئيس ، أو رئيس وزراء ، حسب ما كان سيجود به مبارك عليه ، و على جمعيتهم ، خاصة أن المحترم الوحيد فيهم يبدو إنه ليس ذو شخصية قوية تقاوم الضغوط ، كما يبدو إنه لا يملك رؤية واضحة للموقف ، و لا خطة متماسكة من أجل المستقبل .
لكن الله سلم ، و الحمد لله ، و أغشى بصر الطاغية الدموي ، و جعل غمامة الغباء تلف عقله ، حتى لا تضيع دماء شهداء مصر الحرية ، و العدالة ،هدراًَ .
و قد زال قلقي على مستقبل الثورة منذ ساعات عندما رأيت كيف كان رد فعل شعب مصر العريق ، أبو الحضارة ، على تلك القرارات الغبية ، فلم تنطل عليه خدعة مبارك الغبية ، لأنه أذكى بكثير مما يعتقد حسني مبارك ، الذي طالما إحتقرنا كشعب .
الآن أستطيع أن أقول أن معركتنا ، كشعب ، من أجل الحرية ستستمر ، و أننا في أمان - إلى حين - من طعنة في الظهر من الخانعين ، الذليلين ، أصحاب الحلول الوسط ، الذين يريدون سرقة الثورة ، خاصة أن الكثيرين منهم يخافون أن ينفضح أمرهم .
إذا عدت للتعليق على إختيار كل من سليمان ، و شفيق ، فأقول ، أنه لا يوجد في صالح ثورتنا أفضل منهما ، فأولهما ذو تاريخ قمعي ، معروف حتى داخل صفوف الجيش المصري ، الذي حاول لمرات الإطاحة بمبارك ، مثلما له تاريخ قمعي مع الشعب المصري ، في داخل مصر ، و خارجها ، و يكفي حالات الإختطاف من الخارج ، و حالات الإغتيالات في الخارج ، التي تمت في عهد قيادته لإستخبارات آل مبارك ، كما أن تاريخه السياسي كله فشل ، سواء على صعيد القضية الفلسطينية ، و بخاصة في غزة ، و في السودان الفشل أكبر ، و في حوض النيل ، أشنع ، و أخطر أثرا على مصر ، عندما لن نجد ماء يكفينا خلال ربما ثلاثين عاما ، بفضل إمساك المدعو عمر سليمان بملف السودان ، و حوض النيل .
لقد إختار مبارك شخص يداه ملطختان بدماء المصريين ، و فاشل سياسياً على كل صعيد .
أما شفيق فيكفي إنه إنتقاء يد مبارك ، منذ كان في القوات الجوية التي ينتمي لها مبارك ، و معروف إنه ليس أكثر من تابع وفي مخلص لسيده .
مبارك لا يخدع إلا نفسه ، و ألاعيبه مفهومة ، و حتى محاولة تشويه صورة الثورة بوصمها بوصمة السلب ، و النهب ، مفضوحة ، لأن الشعب يعلم بالتحالف الوثيق بين أجهزة أمن مبارك ، و البلطجة ، و هو التحالف الذي ظهر من قبل في يوم هتك العرض العلني في مايو 2005 ، و في أكثر من إنتخابات ، حين كان يقف البلطجية ، مع العاهرات ، بجانب الشرطة ، للتعدي على الذين يحاولون الإدلاء بأصواتهم .
أكاد أقول إنني لست قلق على الثورة من قرارات أبو جيمي ، و لكني بالتأكيد قلق عليها من الطابور الخامس المندس ، الذي زرعه آل مبارك بين المعارضة ، و الذي يكاد يحتل الأن شاشات بعض المحطات الفضائية ، مثل البي بي سي العربية ، و الذي ربما يلقى تفضيل بعض الأطراف ، في الداخل ، و الخارج .
أخاف على ثورتنا من الطعن في الظهر ، لا من المواجهة وجها لوجه .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
 
29 يناير 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق