الأحد، 10 فبراير 2013

الأسد يمكن قلبه إلى فأر

الأسد يمكن قلبه إلى فأر
إنه يحتفل ، فإحتفالات الطغاة ، هي آلام لضحاياهم .
هل كان أهل العراق ، الذين لم يخضعوا بعد لإرادة طاغية دمشق ، يتصورون أن تمر ذكرى جلوس الطاغية على العرش السوري ، دون دماء ، و دموع ؟؟؟
إنفجارات العراق ليست إلا النظير البعثي السوري للألعاب النارية التي تطلق في أعياد الجلوس على العروش .
و بقوة التفجيرات ، و عدد الضحايا ، يمكن قياس مدى بهجة طاغية دمشق بإنتصاراته ، و نجاحاته ، أمام أعدائه ، و بمدى توعده للشعوب ، و الأنظمة ، التي لازالت لم تحن رأسها له .
لم ينتصر طاغية دمشق البعثي على الشعب السوري فقط ، بل إنتصاراته تمتد إلى خارج حدود سوريا بشكل غير مسبوق ، فاق بها طاغية دمشق ما كان لأبيه ، الطاغية الراحل ، من نفوذ .
الطاغية الراحل ، لم يمتد نفوذه سوى للبنان ، حين حصل عليها من بوش الأب مقابل دعمه لتحرير الكويت من طاغية أخر منافس له ، بالإضافة لتحالف مع النظام الإيراني ، كان فيه ، في أغلب الفترات ، هو الطرف الأضعف ، أما عدا ذلك فلم يكن له نفوذ خارجي يذكر ، إلا لو حسبنا دعمه لحزب العمال الكردستاني ، و الذي كان سببا في توتر شديد مع تركيا .
طاغية دمشق الحالي أكثر نجاحا من أبيه ، فقد حافظ على إنتصارات أبيه على الشعب السوري الطيب ، ثم شرع في التوسع خارجيا ، محققا النجاح ، تلو الأخر ، بشكل لم يصادف أبوه مثله .
ففي لبنان ، و برغم الإنتكاسة التي تعرض لها نفوذ بشار بعد إغتيال رفيق الحريري ، و إضطراره لسحب قواته من لبنان ، إلا إن نفوذه اليوم لا يقل قوة عما كان عليه قبل إغتيال رفيق الحريري ، فإثنين من رموز الإستقلالية اللبنانية في العقد الأول من القرن الحادي و العشرين ، أعلنا بالفعل الإستسلام ، و ها هو واحد منهما ، و أعني الحريري الابن ، ذهب لدمشق في توقيت متوافق مع الذكرى العاشرة لجلوس طاغية دمشق على عرشه ، فيما يمكن أن يوصف بزيارة تهنئة ، و لم يبق ممن كانوا يجهرون بمعارضة النفوذ البعثي السوري في لبنان سوى قلة ، فأيام الإحتلال البعثي السوري قد عادت للبنان ، و عاد المعارضين له للتخفي .
أما شمالا فالعلاقات السورية البعثية - التركية حاليا ، لا يمكن مقارنتها في تناغمها ، و متانتها ، بأي فترة سابقة ، حتى في كل تاريخ سوريا ، و تركيا ، منذ تأسسا في القرن الماضي .
و بالنسبة للتحالف الإيراني - البعثي السوري ، أصبح هو الطرف الأقوى في ذلك الحلف ، بالنظر للضغوط التي تتعرض لها إيران ، بعد أن كان النظام البعثي هو الطرف التابع ، و ذلك بسبب قصر نظر النظام الحاكم في إيران .
و برغم إذلاله لحلفاء آل سعود في لبنان ، و إشتداد متانة تحالفه مع إيران ، فإن علاقته مع آل سعود قد صفت ، و أصبحت على الأقل طبيعية ، إن لم تكن دافئة .
و في العراق أصبح لطاغية دمشق ، قائمة إنتخابية ، أو كتلة برلمانية ، تقدمت - بصدق أو بالتزوير - على غيرها من القوائم ، في نتيجة الإنتخابات البرلمانية العراقية التي جرت هذا العام 2010 ، فأصبح له حلفاء في البرلمان العراقي ، مثلما له حلفاء تحت الأرض العراقية ، و أصبح حلفائه البرلمانيين يهددون ، فهم واثقون من قدرة حلفائهم الذين تحت الأرض .
و مع مصر ، و بعد أن أضعفها حكم آل مبارك ، أستطيع القول ، و عن ثقة تامة ، بإنه أصبح يطمع الأن في السيطرة على مصر ، و أحد وسائله للسيطرة هي بسعيه الدائب لإحياء التيار الناصري ، الذي سبق أن دخل مرحلة الموت منذ عقود ، و هو التيار الذي يعد المكافئ المصري للتيار البعثي في المشرق العربي .
بالطبع هناك نجاحات أخرى على الساحة الخارجية للنظام البعثي السوري ، ففي العالم العربي ، هناك العلاقات الجيدة مع قطر ، و الجزائر ، و السودان ، و علاقات عربية أخرى ليست سيئة ، فضلا عن علاقاته الجيدة مع دول العالم الأخرى مثل روسيا ، و بعض دول أمريكا اللاتينية ، و تلاشي ضغوط الغرب عليه .
نجاح لا ينكر ، و إن إصطبغ بالدماء ، و بآهات ضحايا التعذيب ، و بنواح الأمهات على أبنائهم ، و بصرخات الترمل ، و بنحيب الأطفال ، و لكن لماذا يعبأ بهؤلاء ، فالمهم لديه هو النفوذ ؟
لقد أصبح الأسد ينظر لنفسه على إنه إسم على مسمى ، و إنه أسد المنطقة ، يزأر فيرتعد الأخرون .
و لكن الأسد يمكن أن يقلب إلى فأر لو كان هناك من يريد الوقوف أمامه حقا ، فالأسد ليس محصنا تماما ، و له كعب أخيل .
كعب أخيل الأسد ، هو نفس كعب أخيل كل الأنظمة العربية الإستبدادية ، و أعني الديمقراطية .
و أفضل من يستطيع أن يضرب على كعب أخيل الأسد ، هو نظام عربي ديمقراطي ، يستطيع أن يكون حصن للمعارضة الديمقراطية السورية .
دعم المعارضة الديمقراطية السورية هو الحل للعراق ، و هو المشروع الذي سبق أن طرحته في مقالات عدة سابقة يمكن العودة إليها ، مثل مقال : أروهم بأس العراق الديمقراطي ، و مقال : الديمقراطية السورية صمام أمان للمنطقة ، و مقال : ماذا سيستفيد الشيعة في العراق من دعم الديمقراطية السورية ؟ ، و في مقالات أخرى عدة .
المشروع حضاري سلمي ، لأنه ، و كما ذكرت في المقالات السابقة ، لن يكون إلا دعم للمعارضة الديمقراطية السلمية ، التي ستعتمد على الفضائيات ، و البث الإذاعي ، و الإنترنت ، و كافة الوسائل السلمية الأخرى ، التي تكفل هزيمة النظام البعثي في سوريا ، بدون اللجوء للعنف .
العراق الديمقراطي هو الوحيد المؤهل للوقوف أمام النظام البعثي السوري الدموي ، و هزيمته ، لأنه أولا ديمقراطي ، و ثانيا لأنه لا يخاف عوادي الإرهاب ، لأنه يتعرض لها بشكل إسبوعي ، إن لم يكن يومي .
كل ما يحتاجه العراق للنصر هو نظام حكم ذا إرادة قوية ، و يعتمد على دعم شعبي جارف ، و قوي ، و تكون مصلحة الشعب العراقي هي هدفه .
الدعم العراقي الشعبي للمشروع ، لا يقل في أهميته عن مدى تصميم نظام الحكم العراقي على حماية العراق ، لأن ، و كما ذكرت في مقال سابق ، ستزداد الهجمات الإرهابية بحق المواطنين العراقيين ، مع الشروع في تنفيذ المشروع ، لثني العراق عن المضي قدما في مشروعه القاتل للنظام البعثي السوري .
إنها ستكون ، و قبل أي شيء ، حرب إرادات ، سينتصر فيها الأشد تصميما ، و الأكثر جلدا .
فهل سيحمي العراق نفسه ، و المنطقة ، إم إنه سيظل يقبل الضرب ، خوفا من الأسد ؟

19-07-2010

أكتب هذا المقال ، و أنا أعي تماما مدى شدة التعاون بين جهاز الإستخبارات الروماني ، و نظيريه البعثي السوري ، و المصري غير المبارك .

ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم أن يتجاهل أي تشويه أمني للمقالات ، و هو التشويه الذي يشمل طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن التركيز دائما على صلب المقالات .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

19-07-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق