هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته
للعالم
يبدو أن البيت الأبيض الأمريكي كان على حق ، و
لازال ، حين لم يجعل لوزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون نفوذ يذكر في
رسم ، و إدارة ، السياسة الخارجية الأمريكية ، حيث قام بإستبعادها ، هي ، و وزارة
الخارجية ، من الإمساك بالملفات الهامة ، تاركاً لها ، و لوزارتها ، المهام
الإحتفالية ، و الملفات غير الهامة بالنسبة للمصالح الخارجية الأمريكية .
لو أضفت رأيي الشخصي في هذا الشأن بشكل أكثر عمومية ، و أجبت على سؤال : من يجب أن يرسم السياسة الخارجية لأي دولة ؟
لقلت : أن من الأفضل لأي دولة في العالم ، ألا تدع لوزارة خارجيتها ، و المتخرجين من تلك الوزارة ، رسم ، و إدارة ، سياستها الخارجية ، و ذلك لما طبع أداء هؤلاء السيدات ، و السادة ، المهذبين ، الذين قضوا حياتهم المهنية في وزارة الخارجية في أي بلد ، من قصور .
الدبلوماسيون المحترفون ، أي الذين تربوا مهنيا في وزارات الخارجية ببلادهم منذ بدأت حياتهم العملية ، هم أفضل من يمثلون بلادهم في المناسبات الخارجية الإحتفالية ، و في الحفلات الرسمية ، و غيرها من المناسبات الرسمية ذات العلاقة بالخارج ، التي تقام بداخل بلادهم ، فليس هناك من هو أفضل منهم في تنميق الكلمات ، و في حفظ قواعد البروتوكول ، و في أداء الرسائل الرسمية ، و أخذ الرد عليها ، و جمع المعلومات ، سواء بأسلوب الإستماع للقيل و القال في المناسبات الإحتفالية ، أو من المقابلات الرسمية ، و غير الرسمية .
لو شبهت المسألة بمسرحية ، لكان الدور الأنسب لطاقم العاملين بوزارات الخارجية ، هو دور الممثلين ، و لكن ليس لهم أبداً القيام بدور المؤلف ، و دور المخرج ، لأن المؤلف يجب أن يتمتع بصفة الإبداع ، و المخرج بصفة التوفيق بين إبداع المؤلف ، و الواقع المتاح لديه ، مع إضافة لمسته الشخصية ، فهو أيضا مبدع ، و الإبداع لا أعتقد أن الدبلوماسيين المحترفين يتمتعون به ، ربما لأن التقيد الشديد ، الذي يصل لحد التزمت ، بالقواعد الدبلوماسية ، يخنق ملكة الإبداع لديهم منذ بداية حياتهم المهنية تلك .
هيلاري كلينتون ، و برغم إنها لم تقض حياتها المهنية كدبلوماسية ، و إنما كان وصولها لمنصبها بمثابة صفقة سياسية ، إلا إنها تتصف بصفات الدبلوماسيين السلبية ، و غابت عنها أهم صفاتهم الإيجابية .
فإذا كان من غير الضروري للدبلوماسي المحترف أن يبدع ، إلا إن من الضروري جدا في مهنته أن يعرف كيف يقرأ الأحداث ، و أن يدلي برأيه حولها .
هذا الشهر ، يناير 2011 ، و بينما تونس تهزها التظاهرات - و لازالت لهذا اليوم الذي أكتب فيه هذا المقال - تطلع علينا السيدة هيلاري كلينتون من العاصمة القطرية برسالة ، تهديد ، و وعيد ، لطغاة العرب من معسكر الإعتدال ، في التصنيف الأمريكي ، أن يصلحوا من أنفسهم ، و إلا فسيحل محلهم الإسلاميين المتشددين .
هيلاري لم تصلها الرسالة الشعبية التونسية للعالم ، أو لم تفهمها .
هيلاري يبدو إنها حتى لم تشاهد مقاطع من تلك التظاهرات ، سواء من خلال البث التلفزيوني ، أو من خلال مقاطع الفيديو التي وضعتها الكثير من القنوات الإعلامية العالمية في مواقعها على الإنترنت .
لو كانت السيدة هيلاري كلينتون شاهدت تلك المظاهرات ، لرأت غياب الطرف الذي تخوف العالم ، و طغاة العرب ، منه .
و إن كانت شاهدتها ، و لم تفهمها فالطامة أكبر ، لأن ذلك يكشف أين يقع معدل ذكائها .
لم تكن تلك التظاهرات - التي هزت أركان النظام الحاكم التونسي ، و لازالت تهزه لليوم ، و لو إستمرت بنفس الزخم ، على الأقل ، لأسقطته - بسبب دعوة من تيار ديني متشدد ، أو زعيم غوغائي متطرف ، بل كانت نابعة من غضبة شعبية تونسية عامة .
و لو كلفت السيدة هيلاري نفسها عناء البحث عن المطالب الشعبية التونسية ، لرأت بجانب المطالب الإقتصادية ، مطالب سياسية ، و إنسانية ، لا يختلف حول مشروعيتها إنسان يتمتع بصفة العدالة .
هل المطالبة بالديمقراطية ، و رفض مبدأ : من القصر إلى القبر ، و المطالبة بحرية التعبير ، و المطالبة بإحترام كرامة المواطن ، و ما إلى ذلك من المطالب المتعلقة بالديمقراطية ، و حقوق الإنسان ، من مطالب التشدد ، الذي تخافه السيدة كلينتون ، و تهدد به طغاة العرب ؟؟؟
الشعوب العربية ، أو الشرق أوسطية ، و الشمال أفريقية ، الناطقة بالعربية ، فاض بها الكيل يا هيلاري ، و هي لا ترغب في طغاة أخرين من أي لون سياسي ، أو عقائدي .
الإنسان في منطقتنا يا هيلاري مثل أي إنسان في العالم ، يريد الكرامة ، و العدالة ، و الرفاهية ، و الديمقراطية ، و حرية التعبير .
لا أعتقد أن السيدة هيلاري ستفهم هذا ، فهي أسيرة ما لقنه لها أستاذها الدبلوماسي ، الذي درس لها مادة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، عندما بدأت حياتها المهنية كوزيرة للخارجية .
لا يهم أن تفهم ، هي ، و لا يهم أن يفهم غيرها من أصحاب المناصب ، لأن الشعوب قادرة بمفردها على تحقيق ما يبدو مستحيل ، و غريب .
لو أضفت رأيي الشخصي في هذا الشأن بشكل أكثر عمومية ، و أجبت على سؤال : من يجب أن يرسم السياسة الخارجية لأي دولة ؟
لقلت : أن من الأفضل لأي دولة في العالم ، ألا تدع لوزارة خارجيتها ، و المتخرجين من تلك الوزارة ، رسم ، و إدارة ، سياستها الخارجية ، و ذلك لما طبع أداء هؤلاء السيدات ، و السادة ، المهذبين ، الذين قضوا حياتهم المهنية في وزارة الخارجية في أي بلد ، من قصور .
الدبلوماسيون المحترفون ، أي الذين تربوا مهنيا في وزارات الخارجية ببلادهم منذ بدأت حياتهم العملية ، هم أفضل من يمثلون بلادهم في المناسبات الخارجية الإحتفالية ، و في الحفلات الرسمية ، و غيرها من المناسبات الرسمية ذات العلاقة بالخارج ، التي تقام بداخل بلادهم ، فليس هناك من هو أفضل منهم في تنميق الكلمات ، و في حفظ قواعد البروتوكول ، و في أداء الرسائل الرسمية ، و أخذ الرد عليها ، و جمع المعلومات ، سواء بأسلوب الإستماع للقيل و القال في المناسبات الإحتفالية ، أو من المقابلات الرسمية ، و غير الرسمية .
لو شبهت المسألة بمسرحية ، لكان الدور الأنسب لطاقم العاملين بوزارات الخارجية ، هو دور الممثلين ، و لكن ليس لهم أبداً القيام بدور المؤلف ، و دور المخرج ، لأن المؤلف يجب أن يتمتع بصفة الإبداع ، و المخرج بصفة التوفيق بين إبداع المؤلف ، و الواقع المتاح لديه ، مع إضافة لمسته الشخصية ، فهو أيضا مبدع ، و الإبداع لا أعتقد أن الدبلوماسيين المحترفين يتمتعون به ، ربما لأن التقيد الشديد ، الذي يصل لحد التزمت ، بالقواعد الدبلوماسية ، يخنق ملكة الإبداع لديهم منذ بداية حياتهم المهنية تلك .
هيلاري كلينتون ، و برغم إنها لم تقض حياتها المهنية كدبلوماسية ، و إنما كان وصولها لمنصبها بمثابة صفقة سياسية ، إلا إنها تتصف بصفات الدبلوماسيين السلبية ، و غابت عنها أهم صفاتهم الإيجابية .
فإذا كان من غير الضروري للدبلوماسي المحترف أن يبدع ، إلا إن من الضروري جدا في مهنته أن يعرف كيف يقرأ الأحداث ، و أن يدلي برأيه حولها .
هذا الشهر ، يناير 2011 ، و بينما تونس تهزها التظاهرات - و لازالت لهذا اليوم الذي أكتب فيه هذا المقال - تطلع علينا السيدة هيلاري كلينتون من العاصمة القطرية برسالة ، تهديد ، و وعيد ، لطغاة العرب من معسكر الإعتدال ، في التصنيف الأمريكي ، أن يصلحوا من أنفسهم ، و إلا فسيحل محلهم الإسلاميين المتشددين .
هيلاري لم تصلها الرسالة الشعبية التونسية للعالم ، أو لم تفهمها .
هيلاري يبدو إنها حتى لم تشاهد مقاطع من تلك التظاهرات ، سواء من خلال البث التلفزيوني ، أو من خلال مقاطع الفيديو التي وضعتها الكثير من القنوات الإعلامية العالمية في مواقعها على الإنترنت .
لو كانت السيدة هيلاري كلينتون شاهدت تلك المظاهرات ، لرأت غياب الطرف الذي تخوف العالم ، و طغاة العرب ، منه .
و إن كانت شاهدتها ، و لم تفهمها فالطامة أكبر ، لأن ذلك يكشف أين يقع معدل ذكائها .
لم تكن تلك التظاهرات - التي هزت أركان النظام الحاكم التونسي ، و لازالت تهزه لليوم ، و لو إستمرت بنفس الزخم ، على الأقل ، لأسقطته - بسبب دعوة من تيار ديني متشدد ، أو زعيم غوغائي متطرف ، بل كانت نابعة من غضبة شعبية تونسية عامة .
و لو كلفت السيدة هيلاري نفسها عناء البحث عن المطالب الشعبية التونسية ، لرأت بجانب المطالب الإقتصادية ، مطالب سياسية ، و إنسانية ، لا يختلف حول مشروعيتها إنسان يتمتع بصفة العدالة .
هل المطالبة بالديمقراطية ، و رفض مبدأ : من القصر إلى القبر ، و المطالبة بحرية التعبير ، و المطالبة بإحترام كرامة المواطن ، و ما إلى ذلك من المطالب المتعلقة بالديمقراطية ، و حقوق الإنسان ، من مطالب التشدد ، الذي تخافه السيدة كلينتون ، و تهدد به طغاة العرب ؟؟؟
الشعوب العربية ، أو الشرق أوسطية ، و الشمال أفريقية ، الناطقة بالعربية ، فاض بها الكيل يا هيلاري ، و هي لا ترغب في طغاة أخرين من أي لون سياسي ، أو عقائدي .
الإنسان في منطقتنا يا هيلاري مثل أي إنسان في العالم ، يريد الكرامة ، و العدالة ، و الرفاهية ، و الديمقراطية ، و حرية التعبير .
لا أعتقد أن السيدة هيلاري ستفهم هذا ، فهي أسيرة ما لقنه لها أستاذها الدبلوماسي ، الذي درس لها مادة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، عندما بدأت حياتها المهنية كوزيرة للخارجية .
لا يهم أن تفهم ، هي ، و لا يهم أن يفهم غيرها من أصحاب المناصب ، لأن الشعوب قادرة بمفردها على تحقيق ما يبدو مستحيل ، و غريب .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين
الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا
مصر
14-01-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق