إنه
قصور في الرؤية لدى حماس
هناك أحداث لا تفقد صلاحيتها للتعليق برغم مرور
بعض الوقت عليها ، لما تكشف عنه ، و لقابليتها للتكرار .
من تلك الأحداث ، حادثة قتل أربعة مستوطنين في الضفة الغربية على يد الجناح العسكري لحماس ، و ذلك في النصف الثاني من الشهر الماضي ، و ما تبعها من حوادث إطلاق بعض الصواريخ من قطاع غزة .
الهدف من تلك العمليات ، المشار إليها أعلاه ، كان إيقاف محادثات السلام التي بدأت ، فهل تحقق الهدف المنشود ؟
لقد فشلت حماس في تحقيق هدفها ، و هنا يأتي الدور لقراءة ما تدل عليه تلك الحوادث .
أهم تشخيص هو الضعف الشديد لدى حماس لقراءة الواقع ، أو ما يمكن أن نطلق عليه : قصور الرؤية لدى حماس ، و لو إستمر ذلك القصور ، فهذا دليل على أن الحوادث المعنية قابلة للتكرار .
القصور في الرؤية لدى حماس ، و الذي تكشفه تلك الحوادث ، له عدة أوجه ، منها :
أولا : القصور في فهم الجانب الإسرائيلي ، فكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و وزير الخارجية الإسرائيلي ، لا يتلهفان على تسوية نهائية ، أو حتى التفاوض من أجل تسوية نهائية ، ليس فقط لأن قواعدهما الإنتخابية ليست راغبة في تلك التسوية التي لا شك تشمل تنازلات للجانب الفلسطيني ، بل و أيضا لأنهما سبق أن شاهدا كيف أدى إلحاح بعض الشخصيات الإسرائيلية على الوصول لتسوية نهائية ، إلى فشلهم السياسي ، و لعل ايهود باراك أفضل مثال ، و الذي هوى من نجم لامع مبشر بمستقبل باهر ، إلى فاشل سياسي .
من إتخذوا قرار العملية التي أودت بحياة المستوطنين الأربعة لم يفهموا أن الجانب الإسرائيلي ذهب مكرها لتلك المفاوضات ، لأنه يدرك إنه لا يمكنه مقاومة الضغط الأمريكي عندما يكون ذلك الضغط جاد ، و بالتالي فإنه لن ينسحب بسبب عملية دموية ، أو أكثر من عملية ، لأن ذلك القرار أكبر من قدراته الفعلية .
ثانيا : القصور في فهم الجانب العربي المسمى بمعسكر الإعتدال العربي ، الممثل في النظام السعودي ، و النظام الدمية الذي يحكم مصر حاليا لصالح آل سعود .
لو كانت حماس تفهم النظامين السعودي ، و تابعه المصري الحالي ، لأدركت بإنهما يشتركان معها في الهدف ، و إن إختلفت المواقف العلنية .
فذلك الجانب و إن نادى ليل نهار بالسلام ، و بالقضية الفلسطينية ، إلا إنه لا يستطيع أن يتحمل الوصول لتسوية فلسطينية - إسرائيلية نهائية ، لأن ذلك سيعني رفع الدعم الأمريكي عن تلك الأنظمة لصالح الديمقراطية .
كان يكفي حماس أن تعود بذاكرتها للوراء عشرة أعوام تقريبا ، و تحديدا لصيف عام ألفين ، لتتذكر دور آل سعود ، و آل مبارك ، في إحباط الوصول لتسوية نهائية للقضية الفلسطينية ، في ظروف كانت أفضل من اليوم ، و بشروط أفضل من تلك المعروضة على الفلسطينيين حاليا ، و في ظل إلحاح إسرائيلي-أمريكي ، للوصول لحل نهائي ، كان يقرب لدرجة الإستجداء .
و أيضا لم تفهم حماس بأن معسكر الإعتدال العربي ذهب للمفاوضات غصبا عنه ، لأن إدارة أوباما تريد ذلك ، كما هو الحال مع الحكومة الإسرائيلية .
حماس لم تفهم أن أوباما هو أشد الأطراف إلحاحا على الوصول لتسوية نهائية للقضية الفلسطينية ، للبرهنة على جدارته بجائزة نوبل للسلام ، و التي و لا شك أصبحت عبء معنوي يثقل ضميره ، لأنها لازالت بحاجة لتبرير .
ثالثا : القصور في فهم الجانب الفلسطيني المفاوض ، الذي يفتقد للدعم الشعبي الذي كان لعرفات ، و الواقع تحت ضغط إتهامات الضعف ، و التهاون ، و الذي بالتالي يصعب عليه القبول بشروط هي أقل من تلك التي عرضت على السلطة الفلسطينية من عقد ، و سبق أن رفضتها السلطة تحت ضغط معسكر الإعتدال العربي .
لقد كان يكفي حماس أن تظل هادئة ، محتفظة بالدعم المعنوي الهائل الذي حصل عليه قطاع غزة من العالم بعد أحداث أسطول الحرية ، تاركة المهمة التي سعت إليها ليقوم بها أخرون ، سبق أن قاموا بمثلها بنجاح ، منذ عقد تقريبا .
أو أن تصبح بمثابة حكم يقبل ، أو يرفض ، ما تم التوصل إليه ، هذا إن وصلت المفاوضات لشيء ذا قيمة .
رابعا : لو كان قرار تلك العمليات أتخذ من جانب المستويات العليا في حركة حماس ، فهذا دليل على قصور أخر في رؤية حماس ، لأن في ذلك دليل على أن حماس ، و برغم إنها تعد جزء من جماعة الإخوان المسلمين ، إلا أنها لم تفكر في أثار تلك العملية ، و مثيلاتها ، على المستقبل السياسي لجماعة الإخوان ككل ، و بخاصة في مصر ، خاصة في الفترة الحالية المؤهلة لأن تصبح مرحلة إنتقالية يكتب فيها سقوط حقبة يوليو ، أو أسرة يوليو .
هناك قصور في الرؤية لدى حماس ، و هو قصور متعدد له نتائجه السلبية على القضية الفلسطينية ، و الأسوء إن لهذا القصور أثاره السلبية على مستقبل الديمقراطية في مصر في هذه المرحلة الحرجة ، في ظل الإرتباط الوثيق بين حماس و جماعة الإخوان في مصر ، و عدم سعي الفرع المصري لفصل مواقفه عن الفرع الفلسطيني عندما يستدعي الأمر ذلك .
على إنني أرى ضرورة توضيح أن هذه القراءة ، و التي جاءت بالمقال ، لا تعد أبدا موقفا سياسيا لكاتب هذا المقال ، و لا تمثل ايضا حزب كل مصر ، الذي أنتمي إليه ، و إنما هي قراءة لواقع أراه .
من تلك الأحداث ، حادثة قتل أربعة مستوطنين في الضفة الغربية على يد الجناح العسكري لحماس ، و ذلك في النصف الثاني من الشهر الماضي ، و ما تبعها من حوادث إطلاق بعض الصواريخ من قطاع غزة .
الهدف من تلك العمليات ، المشار إليها أعلاه ، كان إيقاف محادثات السلام التي بدأت ، فهل تحقق الهدف المنشود ؟
لقد فشلت حماس في تحقيق هدفها ، و هنا يأتي الدور لقراءة ما تدل عليه تلك الحوادث .
أهم تشخيص هو الضعف الشديد لدى حماس لقراءة الواقع ، أو ما يمكن أن نطلق عليه : قصور الرؤية لدى حماس ، و لو إستمر ذلك القصور ، فهذا دليل على أن الحوادث المعنية قابلة للتكرار .
القصور في الرؤية لدى حماس ، و الذي تكشفه تلك الحوادث ، له عدة أوجه ، منها :
أولا : القصور في فهم الجانب الإسرائيلي ، فكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و وزير الخارجية الإسرائيلي ، لا يتلهفان على تسوية نهائية ، أو حتى التفاوض من أجل تسوية نهائية ، ليس فقط لأن قواعدهما الإنتخابية ليست راغبة في تلك التسوية التي لا شك تشمل تنازلات للجانب الفلسطيني ، بل و أيضا لأنهما سبق أن شاهدا كيف أدى إلحاح بعض الشخصيات الإسرائيلية على الوصول لتسوية نهائية ، إلى فشلهم السياسي ، و لعل ايهود باراك أفضل مثال ، و الذي هوى من نجم لامع مبشر بمستقبل باهر ، إلى فاشل سياسي .
من إتخذوا قرار العملية التي أودت بحياة المستوطنين الأربعة لم يفهموا أن الجانب الإسرائيلي ذهب مكرها لتلك المفاوضات ، لأنه يدرك إنه لا يمكنه مقاومة الضغط الأمريكي عندما يكون ذلك الضغط جاد ، و بالتالي فإنه لن ينسحب بسبب عملية دموية ، أو أكثر من عملية ، لأن ذلك القرار أكبر من قدراته الفعلية .
ثانيا : القصور في فهم الجانب العربي المسمى بمعسكر الإعتدال العربي ، الممثل في النظام السعودي ، و النظام الدمية الذي يحكم مصر حاليا لصالح آل سعود .
لو كانت حماس تفهم النظامين السعودي ، و تابعه المصري الحالي ، لأدركت بإنهما يشتركان معها في الهدف ، و إن إختلفت المواقف العلنية .
فذلك الجانب و إن نادى ليل نهار بالسلام ، و بالقضية الفلسطينية ، إلا إنه لا يستطيع أن يتحمل الوصول لتسوية فلسطينية - إسرائيلية نهائية ، لأن ذلك سيعني رفع الدعم الأمريكي عن تلك الأنظمة لصالح الديمقراطية .
كان يكفي حماس أن تعود بذاكرتها للوراء عشرة أعوام تقريبا ، و تحديدا لصيف عام ألفين ، لتتذكر دور آل سعود ، و آل مبارك ، في إحباط الوصول لتسوية نهائية للقضية الفلسطينية ، في ظروف كانت أفضل من اليوم ، و بشروط أفضل من تلك المعروضة على الفلسطينيين حاليا ، و في ظل إلحاح إسرائيلي-أمريكي ، للوصول لحل نهائي ، كان يقرب لدرجة الإستجداء .
و أيضا لم تفهم حماس بأن معسكر الإعتدال العربي ذهب للمفاوضات غصبا عنه ، لأن إدارة أوباما تريد ذلك ، كما هو الحال مع الحكومة الإسرائيلية .
حماس لم تفهم أن أوباما هو أشد الأطراف إلحاحا على الوصول لتسوية نهائية للقضية الفلسطينية ، للبرهنة على جدارته بجائزة نوبل للسلام ، و التي و لا شك أصبحت عبء معنوي يثقل ضميره ، لأنها لازالت بحاجة لتبرير .
ثالثا : القصور في فهم الجانب الفلسطيني المفاوض ، الذي يفتقد للدعم الشعبي الذي كان لعرفات ، و الواقع تحت ضغط إتهامات الضعف ، و التهاون ، و الذي بالتالي يصعب عليه القبول بشروط هي أقل من تلك التي عرضت على السلطة الفلسطينية من عقد ، و سبق أن رفضتها السلطة تحت ضغط معسكر الإعتدال العربي .
لقد كان يكفي حماس أن تظل هادئة ، محتفظة بالدعم المعنوي الهائل الذي حصل عليه قطاع غزة من العالم بعد أحداث أسطول الحرية ، تاركة المهمة التي سعت إليها ليقوم بها أخرون ، سبق أن قاموا بمثلها بنجاح ، منذ عقد تقريبا .
أو أن تصبح بمثابة حكم يقبل ، أو يرفض ، ما تم التوصل إليه ، هذا إن وصلت المفاوضات لشيء ذا قيمة .
رابعا : لو كان قرار تلك العمليات أتخذ من جانب المستويات العليا في حركة حماس ، فهذا دليل على قصور أخر في رؤية حماس ، لأن في ذلك دليل على أن حماس ، و برغم إنها تعد جزء من جماعة الإخوان المسلمين ، إلا أنها لم تفكر في أثار تلك العملية ، و مثيلاتها ، على المستقبل السياسي لجماعة الإخوان ككل ، و بخاصة في مصر ، خاصة في الفترة الحالية المؤهلة لأن تصبح مرحلة إنتقالية يكتب فيها سقوط حقبة يوليو ، أو أسرة يوليو .
هناك قصور في الرؤية لدى حماس ، و هو قصور متعدد له نتائجه السلبية على القضية الفلسطينية ، و الأسوء إن لهذا القصور أثاره السلبية على مستقبل الديمقراطية في مصر في هذه المرحلة الحرجة ، في ظل الإرتباط الوثيق بين حماس و جماعة الإخوان في مصر ، و عدم سعي الفرع المصري لفصل مواقفه عن الفرع الفلسطيني عندما يستدعي الأمر ذلك .
على إنني أرى ضرورة توضيح أن هذه القراءة ، و التي جاءت بالمقال ، لا تعد أبدا موقفا سياسيا لكاتب هذا المقال ، و لا تمثل ايضا حزب كل مصر ، الذي أنتمي إليه ، و إنما هي قراءة لواقع أراه .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
21-09-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق