الاثنين، 11 فبراير 2013

هل حلال للأتراك و حرام على المصريين ؟

هل حلال للأتراك و حرام على المصريين ؟

ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها للنقد لتأييدي التعاون المتوسطي ، فقد سبق أن تعرضت للنقد ، أو اللوم ، من قبل ، و تحديدا منذ أكثر من عامين ، بعد أن نشرت عدة مقالات تدعم الفكرة ، و تقدم تصورات لما نتطلع إليه كشعب جنوب متوسطي من ذلك التعاون ، في ميادين حقوق الإنسان ، و التجارة ، و السفر ، و الضرائب ، و التعليم ، و الثقافة .
هذه المرة سأقوم بالرد .
أولا : لا أرى أي رابط بين التعاون المتوسطي و ساركوزي ، فالتعاون المتوسطي أقدم من ساركوزي بكثير ، إنه جزء من التاريخ الحضاري لكافة شعوب المتوسط .
و حتى الاتحاد من أجل المتوسط ، لا يجب ربطه بساركوزي ، أو بأي شخص ، أو أشخاص ، لأن الاتحاد المعني هو هيئة ، و يجب أن ننظر لها ، و نتعامل معها ، على إنها أكبر من أي شخص ، أو أشخاص ، تماما كما أن الاتحاد الأوروبي أكبر من أن يربط بشخص ، أو أشخاص ، و لقد تعاملت مع الاتحاد من أجل المتوسط ، في مقال : برغم ذلك سنظل ندعم الاتحاد من أجل المتوسط ، من هذا المنطلق ، فمن السهل ملاحظة أن نظرتي إليه كانت بعيدة المدى بما يتجاوز النظام القائم حاليا في مصر ، و بالتأكيد بما يتجاوز أي شخصية سياسية في دولة ديمقراطية مثل فرنسا ، الفيصل فيها للبقاء في الحكم هو صندوق الإقتراع ، و الدستور .
الاتحاد من أجل المتوسط ليس اتحاد ساركوزي ، و ساركوزي إن لم تكن تعجبنا بعض سياساته - و أنا شخصيا سبق أن إنتقدته مرارا ، مثل في مقال : ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع ، و مقال : البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي ، كما سبق أن أنتقدت بعض سياساته في أفريقيا - إلا إننا لا يمكنا أن ننكر أن له الفضل في تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط .
نظام آل مبارك سيذهب ، و ساركوزي بالتأكيد سيذهب ، إن لم يكن بعد فترة رئاسية واحدة ، فبعد إنقضاء فترتين ، أما الاتحاد من أجل المتوسط فيجب أن يبقى ، و ينمو ، و يتطور .
ثانيا : كون الاتحاد من أجل المتوسط بشكله الحالي لا يفي بتطلعاتنا ، فإن ذلك لا يعني أن ننفض أيادينا منه ، و قد كنت واضحا في هذا الشأن في مقال : برغم ذلك سنظل ندعم الاتحاد من أجل المتوسط .
ثالثا : لماذا يجب أن تلام مصر ، أو شعب المصري ، عند التطلع للتعاون مع أوروبا ، أليس الإنضمام للاتحاد الأوروبي هو حلم تركيا المسلمة ؟؟؟
لماذا لا تلام حكومة حزب العدالة و التنمية التركية ، التي تتفاوض بهمة لم تعهد في الحكومات العلمانية السابقة عليها ، من أجل الإنضمام للاتحاد الأوروبي ؟؟؟
أن أي مراقب للوضع الداخلي التركي من السهل عليه أن يلحظ أن كثير ممن يعارضون الإنضمام للاتحاد الأوروبي ينتمون للتيار الأتاتوركي ، بينما معظم مؤيدي حزب العدالة و التنمية من أنصار الإنضمام للاتحاد الأوروبي .
و حتى لمن ربما يقول : ان حكومة أردوغان مرغمة ، لأنها ورثت الموقف ، و إنه لا سبيل أمامها سوى إستكمال التفاوض ، أرد عليه : و ما الذي يرغمها على الإستمرار في السعي للإنضمام ، أليس هو ضغط الشعب التركي الذي سبق و أن أتى بتلك الحكومة للسلطة ؟؟؟
الشعب التركي ، الذي أتى بحكومة حزب العدالة و التنمية للسلطة ، و يبقيها فيها للأن ، هو أيضا الذي يتلهف على الإنضمام للاتحاد الأوروبي ، و أنا متأكد من أن الشعب المصري أيضا يؤيد التعاون المتوسطي - الأوروبي ، خاصة بالشكل الذي سبق طرحه في التطلعات المستقبلية لذلك التعاون ، لأن ذلك التعاون يصب في مصلحتنا في المقام الأول .
فهل الإنفتاح على أوروبا حلال للأتراك ، حرام على المصريين ؟؟؟
رابعا : نحن الطرف الأكثر إحتياجا للتعاون المتوسطي - الأوروبي من أوروبا ، و هذا التعاون لا يسلخنا من هويتنا ، و الحضارة العربية - الإسلامية ذاتها ليست إلا نتاج إنفتاح و تمازج حضاري كما يعلم أي تلميذ أنهى مرحلة التعليم الأساسي .
فإذا كنا قديما لم نجد حرجا ، أو مانع شرعي ، في التفاعل مع الحضارات الأخرى ، كما حدث مع ترجمة تراث الأغريق ، و إقتباس العديد من مظاهر الفن البيزنطي ، فهل نجد نحن اليوم هذا الحرج ، و مصر اليوم في وضع متدنى للغاية ، تقنيا ، و إقتصاديا ، و سياسيا ؟؟؟
الأنظمة القمعية فقط هي التي تدعم الإنغلاق ، و حججها دائما واهية .
الدعوة للإنغلاق ، و الإنعزال ، ليست إلا دعوة للتخلف ، و الفقر ، و لدينا منهما حاليا الكفاية .

08-09-2010

جاء في مقال : كان أفلح مع عرابي و عبد الناصر ، عبارة : و ما يأتي بالمستقبل ، و صوابها : و ما يأتي به المستقبل .

ملحوظة دائمة : أرجو القارئ الكريم أن يتجاهل أي تشويه أمني صبياني في المقالات ، و هي العادة التي دأبت عليها إحدى الهيئات الأمنية المصرية ، ذلك التشويه الذي يشمل تغيير كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن تركيز القارئ الكريم على صلب المقالات .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
08-09-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق