الاثنين، 11 فبراير 2013

حتى لا يرث جيمي مبارك نفس العقدة

حتى لا يرث جيمي مبارك نفس العقدة

كان من تقاليد الجيش المصري - و ربما من تقاليد جيوش أخرى - و التي أتمنى أن يظل معمول بها في العسكرية المصرية ، أن يطلب من الفرد الذي يصاب بأي أذى أثناء أدائه أحد التدريبات ، أن يقوم بإعادة التدريب الذي سبق أن تسبب في أذاه حالما يتعافى من إصابته ، و ذلك بهدف منع تكون عقدة لديه ، و ربما لدى رفاقه ، من ذلك التدريب ، الذي ربما يكون في القدرة على أدائه الفارق بين الحياة و الموت في ساحة المعركة الحقيقية .
حسني مبارك رجل عسكري ، و هو يفخر بذلك ، و هو شخصيا يعتبر عسكريته أحد أركان شرعيته كرئيس ، و لكنه للأسف لم يحفظ ذلك التقليد العسكري ، و الذي بالتأكيد كان يحرص على تعليمه لطلابه عندما كان معلما عسكريا ، و للرتب الأدنى منه عندما كان قائدا جويا .
عقدة حسني مبارك هي إثيوبيا بخاصة ، و أفريقيا جنوب الصحراء بعامة ، تلك العقدة التي نتجت عن محاولة الإغتيال الآثمة التي تعرض لها في إثيوبيا في يونيو من عام 1995 .
فمنذ صيف عام 1995 من الممكن القول بأن حسني مبارك لم يقم بزيارة حقيقية لأفريقيا جنوب مصر ، لأننا لا يمكنا أن نعد أي زيارة خاطفة للخرطوم ، و لا تتجاوز حدود مطار الخرطوم ، زيارة حقيقية تدل على إن حسني مبارك تجاوز عقدته الأفريقية التي أصيب بها في صيف عام 1995 .
أفريقيا ليست لنا منطقة بعيدة مثل أمريكا اللاتينية ، أو جنوب شرق آسيا ، حتى يمكنا تجاهلها .
مصر دولة أفريقية ، و شريان حياتها ينبع في أفريقيا ، و يمر بما يقرب من نصف طول قارتنا قبل أن ينتهي عند البحر المتوسط ، لهذا فإن الإحجام عن الإنغماس في السياسة الأفريقية يعد نوع من الغباء ، و قد سبق أن تعرضت في مقالات سابقة لما يحدق بمصر من أخطار تتعلق بشريان حياتها اخرها : الميه يا ريس ، النيل يا ريس ، و هي الأخطار التي أصبحت أكثر قربا ، و أعلى خطرا ، فقد مر منذ أمد الوقت الذي كانت فيه تلك المخاوف مجرد مخاوف إفتراضية .
و الكارثة أفدح إن ورث جيمي مع العزبة التي كانت دولة نفس العقدة ، خاصة إن مخطط أسرته لحكم العزبة يصل حتى عام 2045 ، و الذي يبدو إنه سيتحقق في ظل السبات الشعبي الحالي .
للأسف لا يوجد حاليا قائد أعلى من أبو جيمي في تسلسل القيادة المصرية ، ليأمره بتجاوز مخاوفه ، و إعادة التدريب ، بالقيام بزيارات حقيقية لإثيوبيا ، و لبلدان أفريقية أخرى تقع جنوب خط إثنين و عشرين شمال خط الإستواء .
حاليا علاج تلك العقدة يجب أن يأتي من داخل حسني ذاته ، الذي يجب أن يتجاوز رهبته بقوة إرادته الذاتية ، و حتى لا يبدو له ، و لأسرته ، إنني أطلب منه ، و منهم ، المستحيل ، فنصيحتي هي التدرج في تحطيم عقدته النفسية الأفريقية ، بالقيام أولا بزيارات خاطفة لبعض البلدان الأفريقية المنتقاة ، ثم بالزيادة التدريجية في مدد الزيارات ، و نطاقاتها ، ثم بزيادة التنوع في قائمة البلدان الأفريقية التي يزورها ، و بالحرص على حضور قمم الإتحاد الأفريقي ، و هكذا حتى نراه يوما يقوم بزيارة إثيوبيا مصطحبا معه نجله جيمي ليدلل له على إنه لا خوف من أفريقيا .
أتمنى - و طالما آل مبارك في سدة الحكم - أن أرى زيارات أفريقية مكوكية لأبو جيمي ، و الأهم لجيمي ، بإعتباره إنه المستقبل الحالك لمصر ، يقطع فيها جيمي أفريقيا بالطول و العرض ، من رأس الرجاء الصالح ، و إلى حدود مصر الجنوبية ، و من القرن الأفريقي للسنغال ، ليبرهن للشعب المصري على إنه لا يخاف من أفريقيا ، و إنه يعلم المخاطر التي تحدق بشريان مصر ، و إنه لا ينظر إلى مصر على إنها بقرة يجب حلبها حتى ينقطع لبنها ، و ينصرم دمها .
أتمنى أن أرى جيمي مبارك في إثيوبيا ، و أوغندا ، و كينيا ، و غيرهم ، في أقرب وقت ، مستطلعا ، و باحثا ، ليفهم قضية ماء النيل من كافة جوانبها ، ثم ليطلع علينا ، و على شعوب حوض النيل ، بالحل .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر


02-10-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق