الاثنين، 11 فبراير 2013

د. بيار زلوعة و فكرة النقاء الجيني الذكري الفينيقي

د. بيار زلوعة و فكرة النقاء الجيني الذكري الفينيقي

ماذا لو قام أحد العلماء في المستقبل بأخذ عينات من الدي إن إيه من قبور الجيل الأول من المهاجرين اللبنانيين في دول أمريكا اللاتينية ، و دول غرب أفريقيا ، ليعلن بعد ذلك إنه توصل للهابلوجروب اللبناني ، و إن كل من يدعي إنه من أصل لبناني في دول المهجر و ليس من حملة ذلك الهابلوجروب إنما هو مهاجر موازي ، و ليس من أصل لبناني ، أو لنقل : ليس لبناني أصيل ؟؟؟
أعتقد إن ردة الفعل ستكون هائلة غاضبة ، و مستنكرة ، للنتيجة .
ما إفترضته عالية حدث بالفعل مثيل له ، و إن كان يخص موجة لبنانية مهجرية أقدم بكثير من تلك التي إستوطنت أمريكا اللاتينية ، و غرب أفريقيا ، مع إختلاف في تفاصيل إجراء البحث ، و لكنه مر دون زوبعة إستنكارية ، بل بنوع من التسليم بالنتيجة .
الموجة الأقدم التي أعنيها هي الموجة الفينيقية ، و الباحث هو الدكتور بيار زلوعة .
سأعتمد في هذا المقال على المقابلة التي أجراها د. بيار زلوعة في برنامج كلام الناس ، و المنشورة في موقع يوتيوب .
خلاصة ما توصل إليه د. بيار زلوعة ، هو أن هناك هابلوجروب محدد يخص الفينيقيين ، و هو - بحسب قوله - هابلوجروب جى تو ، و كل من هم من غير حملة ذلك الهابلوجروب ، و إن وجدت أثار لهم في المناطق التي إستوطنها الفينيقيون ، لا ينتمون للفينيقيين ، مثل حملة الهابلوجروب كى تو ، المعروف حاليا ب : تي ، و الذي بالمناسبة يحمله الأستاذ غانم مقدم الحلقة ، و الذي قال له الدكتور بيار زلوعة إن أصل ذلك الهابلوجروب هو إثيوبيا ، و هو خطأ أخر ، و لكنه أقل في الأهمية من الخطأ الأول الذي يعالجه هذا المقال ، لأن الإدعاء بأن هناك هابلوجروب واحد فقط ينتمي إليه الفينيقيين هو إدعاء بالنقاء العنصري لشعب ، و لو على الأقل من الناحية الذكرية ، و هو إدعاء خطير ، و خاطىء .
الغريب أن د. بيار زلوعة لم ينكر أن حملة كى تو ، أو تي ، يشكلون أحد المكونات لسكان المناطق التي كان يستوطنها الفينيقيون ، و هذا حقيقة تزعق بها التحليلات الجينية لسكان مدينة قادس الأسبانية إحدى المستعمرات الفينيقية القديمة في شبه الجزيرة الأيبيرية ، و حقيقة أيضا أن د. بيار زلوعة لم ينكر إن مصدر ذلك الهابلوجروب في تلك المناطق هو نتيجة الإستيطان الفينيقي ، و إن قال ذلك بشكل غير مباشر ، لأنه قام بحركة بهلوانية ، من خلال التلاعب بالألفاظ ، ليستبعد الكى تو من التركيبة الفينيقية ، فقال إن هجرة حملة ذلك الهابلوجروب إنما هي هجرة موازية .
ما هذا التبرير الغريب ؟
ماذا تعني هجرة موازية للهجرة الفينيقية ؟؟؟!!!
إما هاجروا سوية كشعب واحد ، و إما لا ، خاصة إن التاريخ لم يقل لنا أنه كان هناك شعب أخر إنطلق من فينيقيا ، وهاجر بالتوازي مع الفينيقيين ، سائرا معهم أينما حلوا حذو القدم للقدم ، و متحدثا لغتهم .
و ما ينطبق على كى تو ، أو تي ، ينطبق على بعض التركيبة الجينية اللبنانية ، و التي تنتشر أيضا بعض مكوناتها في مناطق الإستيطان الفينيقي في البحر المتوسط ، مثل جى وان ، شقيق جى تو .
جى وان ينتشر في الجزيرة العربية بدرجة كبيرة ، و يوجد في لبنان ، و أيضا في مناطق الإستيطان الفينيقي في البحر المتوسط مثل في أسبانيا ، و صقلية ، و مالطا ، و غير ذلك ، و من الممكن أن يكون للفينيقيين دور في نشره في بعض دول البحر المتوسط بجانب العرب .
الفينيقيون مثل غيرهم من الشعوب ، شعب خليط ، نعم قد تكون هناك مكونات جينية تطغى على أخرى في تركيبته ، و لكن يظل شعب خليط ، مثلما اللبنانيين حاليا ، و يكفينا أن نتذكر أن العرب البدو ثبت إنهم غير أنقياء من الخط الذكري ، و هم أحد أقل الشعوب إختلاطا ، و أكثرها محافظة على الأنساب ، و مناطقهم أقل المناطق تعرضا للهجرات .
إنني لا أتهم د. بيار زلوعة بأن لديه نية سيئة ، لأنني أعتقد إنه ليس له مصلحة شخصية في الترويج لفكرة النقاء الجيني الذكري للفينيقيين ، بنسبة الفينيقيين لهابلوجروب جى تو فقط ، لأنه بحسب قوله في نفس البرنامج المذكور ينتمي لهابلوجروب إل ، الذي بحسب قوله أيضا : أصله - أي هابلوجروب إل - فارسي ، و إن كنت أضيف إن نسبة تركز ذلك الهابلوجروب هي أعلى في باكستان عنها في إيران .
فقط وقع الدكتور بيار زلوعة في خطأ علمي فادح ، و هذا الخطأ يروج للأسف لفكرة خطيرة ، هي فكرة النقاء العنصري ، و لو كان ذلك النقاء جزئي ، أو من الخط الذكري كما في الحالة التي يعالجها المقال .
علم السلالات البشرية الجينية علم هام ، ليس فقط لأهميته الطبية ، و ليس لأنه يسهم في دراسة التاريخ ، سواء بتأكيد ، أو نفي ، بعض المعلومات الواردة في كتب التاريخ ، أو بالإسهام في حل بعض المعضلات التاريخية ، بل أيضا لأنه - و كما أؤمن - له دور أخلاقي هام ، لو أحسن توظيفه ، و هو الإسهام في هدم العنصرية ، و فكرة النقاء العنصري ، و لو كان ذلك النقاء جزئي ، فكرة عنصرية يجب التصدي لها بهذا العلم .
إنني أكتب هذا المقال و عيناي تنظران إلى مصر .

01-10-2010

ملحوظة حدث تشويه خبيث في مقال : هل ستغلق القلوب أيضا ؟ حيث وردت عبارة : الدول ذوات الأغلبيات الدينية ، و صوابها : الدول ذوات الأغلبيات الإسلامية ، و من خلال قراءة الجملة المعنية في سياق المقال ، يعلم القارئ الكريم الفارق ، و ماذا أراد ذلك المتلاعب .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

01-10-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق