السفر بدون جواز سفر
الوثيقة الرسمية الشخصية لتكون
هامة ، أرى إنها يجب أن تستمد أهميتها فقط من كونها تعبير عن ، أو دليل على ، محطة
هامة في حياة الفرد ، مثل شهادة الميلاد ، و شهادة الوفاة ، و لعلهما الأهم من بين
كل الوثائق الشخصية ، فأحدهما شهادة على الدخول للحياة ، و الأخرى على الخروج منها
، و في الحالتين هناك من ينوب عن صاحبهما لإصدارهما
.
البطاقة الشخصية ، و ثيقة أخرى
هامة ، يمكن أن نعدها الثالثة في الأهمية للفرد في الدول التي تصدرها ، فهي الإثبات
الرسمي لذاتية المواطن ، كما إنها الأساس الذي يستخدم لإصدار معظم الوثائق الأخرى
في تلك البلدان .
هناك وثائق أخرى مهمة مثل
وثائق الزواج ، و الطلاق ، و شهادات ميلاد الأبناء ، لما تعبر عنه تلك الوثائق من
مسئوليات .
شهادات التعليم ، و الخبرة ،
مهمة ، و إن أتت في ترتيب أدنى من ناحية الأهمية من الوثائق المذكورة أعلاه ، و هي
تعبير عن تطور النضوج العقلي لأصحابها ، و تسهم - في معظم الأحيان - في الإشباع
المادي ، و النفسي ، للفرد .
ثم هناك عقود البيع ، و الشراء
، و رخصة القيادة التي تكمن أهميتها في ناحية السلامة ، و ما إلى ذلك
من وثائق التي يصعب حصرها ، و ليست مهمة هذا المقال سردها
.
مهمة هذا المقال هو التعليق
على وثيقة أخرى ، أهمتيها زائفة ، و طبيعتها قمعية ، على الرغم من شيوع تلك الوثيقة
على مستوى العالم ، و أعني جواز السفر .
حتى البلدان التي لا تصدر
بطاقات شخصية لمواطنيها ، تصدر جوازات السفر ، و ربما هو الوثيقة الرسمية الشخصية
الوحيدة ذات المعايير الدولية .
و لكن برغم شيوعه ، فليس هذا
دليل على أهميته ، فهو أولا ليس دليل على محطة ، أو مرحلة ، هامة في حياة حامله ،
أو دليل على شيء هام ، كوثيقة الميلاد ، أو الزواج ، أو شهادات التعليم ، و ما إلى
ذلك ، بل إن رخصة القيادة تفوقه في الأهمية لما لها من دلالة على أهلية حاملها
لقيادة مركبة .
كما يمكن الإستغناء عن جواز
السفر لإثبات الشخصية خارج حدود البلد الأصلي للفرد ، فالبطاقة الشخصية ، و بطاقة
الإقامة الدائمة ، يمكن أن تحلا محله في أي مكان في العالم ، خاصة البطاقات
المتعددة اللغات .
كما يمكن السفر بدونه كما هو
الحال لمواطني دول الإتحاد الأوروبي في التنقل بين دول الإتحاد المعني ، و مواطني
البلدان التي ترتبط بإتفاقات تسمح بعبور الحدود لمواطنيها بدون جوازات سفر ، كما
كان الحال بين مصر و ليبيا في فترة ما .
بل و يمكن أن يستغني عنه
العالم ، بدون أن يكون في ذلك إلغاء للحدود السياسية ، أو إلغاء للتأشيرات ، فأنا
واقعي ، و أدرك جيداً التفاوت الضخم بين بلدان العالم في مستويات المعيشة ، مثلما
أعلم بالمخاطر الأمنية التي يأتي بها الإرهاب الدولي ، و الجريمة العابرة للحدود
.
لكن ذلك الواقع الكريه ، لا
يمنع إلغاء جواز السفر ، لأنه يمكن أن تقوم القنصليات ، و الجهات الدبلوماسية
المعنية بإصدار التأشيرات ، في الوقت الحالي ، بإصدار وثائق دخول لمن يريد السفر
للدولة ، أو الدول ، التي تمثلها ، كل جهة دبلوماسية ، تسمح لحاملها أن يدخل البلد
، أو البلدان المعنية ، مع بطاقته الشخصية ، فتكون تلك الوثيقة الصادرة عن القنصلية
، جواز سفر ، و تأشيرة ، في نفس الوقت .
و كما الحال مع جواز السفر ،
فيمكن أن تطور دول العالم بطاقات شخصية ذات مواصفات بيولوجية ، مثل البصمة
.
جواز السفر ، ليس له تلك
الأهمية ، و الهالة المقدسة ، التي أسبغت عليه ، و يمكن الإستغناء عنه ، بل إنه في
الحقيقة ليس إلا وسيلة قمعية ، فهكذا كانت بدايته ، و يمكن أن يعود القارئ الكريم
لقراءة تاريخ جواز السفر ، ليتأكد بأن جواز السفر كان تقييد من السلطات الحاكمة
لحركة مواطنيها ، و هو لازال كذلك لليوم ، و ليسمح لي القارئ أن أنقل إليه تجربتي
الشخصية في هذا الشأن .
لقد دخلت رومانيا بجواز سفر
صالح ، و بتأشيرة قانونية ، و حصلت على إقامة مؤقتة ، ثم أصبحت دائمة ، و لكن جواز
سفري إنتهت صلاحيته ، و لا أستطيع تجديده ، و لأنني أرفض أن أتجنس بجنسية أخرى غير
المصرية ، فقد وجدت إن الحق الذي يكفله لي ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في
السفر ، قد سقط عني كلية ، حتى لدول الإتحاد الأوروبي ، فأنا و إن كنت لا أحتاج
لتأشيرة للسفر لدول الإتحاد الأوروبي الأخرى ، بسبب بطاقة الإقامة الدائمة التي
أحملها ، إلا إنني لا أستطيع ذلك ، لأن وثيقة السفر لمن هم مثلي ، من غير مواطني
الإتحاد الأوروبي ، هي جواز السفر الصادر من بلدانهم ، فأصبحت أسير رومانيا ، و أقل
في الحقوق حتى من اللاجئ السياسي الذي يستطيع السفر لكل بلدان العالم - و لو نظريا
- إلا بلده الأصلي .
شخصيا أنتظر إنضمام رومانيا
لمنطقة شنجن ، ليتسع سجني ، و أصبح قادر على السفر ، و الإقامة ، في بلد أخر من
بلدان منطقة شنجن ، لا يتعاون مع نظام آل مبارك ، و نظام آل الأسد ، و لكن هل
ستتركني الأجهزة الأمنية الرومانية حراً حتى مارس القادم
؟؟؟
من تجربتي الشخصية التي إطلع
عليها للتو القارئ الكريم - و لا أشك أن هناك تجارب أخرى مريرة لأشخاص أخرين مع
جواز السفر ، كالتي سمعت بها من سنوات عن أحد الدول القمعية ، و التي إشترطت على
مواطنيها السفر إليها لتجديد جوازات سفرهم - أستطيع القول بأن جواز السفر كما بدأ
كوسيلة قمعية ، فإنه لازال وسيلة قمعية ، تستخدمها السلطات الإستبدادية لقمع حق
إنساني تكفله المواثيق الدولية ، و لهذا يجب البحث دوليا عن بديل أخر له ، و قد
تقدمت في هذا المقال بمشروع أراه يتماشى مع الواقع الدولي ، و ليتقدم الأخرون
بمشاريعهم ، فقد أصبح من المهم أن تتخلص البشرية من أحد الوسائل القمعية الموروثة
عن ماضيها .
26-07-2010
ملاحظة : في مقال : حماس ليست
أعز عليه من أوجلان ، كنت على وعي بأن طرد أوجلان تم في عهد حافظ الأسد ، و في طول
المقال كان حديثي عن النظام البعثي السوري كوحدة واحدة ، فلم أستخدم إسم حافظ ، أو
بشار ، فأنا لا أرى فارق بين عهد حافظ الأسد ، و عهد ولده بشار ، فالأخير إمتداد
للأول ، مع فوارق بسيطة تمليها الظروف الإقليمية ، و الدولية ، ليس إلا
.
ملحوظة دائمة : برجاء تجاهل أي
تلاعب أمني صبياني خبيث في المقالات ، و هو الذي يشمل طريقة تغيير كتابة بعض
الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن تركيز القارئ الكريم على صلب المقالات
.
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
26-07-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق