حماس ليست أعز عليه من
أوجلان
الفرصة لم تضع لمبادرة مباشرة من حماس ، عنوان
مقال كتبته الشهر الماضي ، يونيو 2010 ، و أكدت عليه بمقال أخر بنفس الشهر بعنوان :
لماذا لا تقبض حماس ثمن ما تقوم به بالفعل ؟ ، و للأن لازلت على رأيي في هذا الشأن
.
حماس يبدو إنها لا تدرك بأنها رهينة إرادة أخرين ، ذلك إنها لم تستطع ، حتى بعد مرور كل هذا الوقت عليها في السلطة في قطاع غزة ، إقامة دولة ، أو حتى نواة دولة ، تستطيع أن تعتمد على نفسها ، و لو جزئيا ، و تكون نموذج جيد يمكن أن يتمدد .
لهذا فهي - و كما ذكرت أعلاه - رهن لمشيئة أخرين ، و أقصد حلفائها ، و أهمهم النظام البعثي السوري ، الذي يوفر المأوى لبعض القيادات المنفية .
السؤال الذي يجب أن تسأله حماس لنفسها : هل يمكن الوثوق في النظام البعثي السوري ، و الإعتماد عليه ؟
لكي تحصل حماس على إجابة سليمة عليها أن تضع في إعتبارها طبيعة ذلك النظام من ناحية العقيدة السياسية - الإجتماعية ، و مقارنتها بما تعتنقه ، ثم عليها العودة للتاريخ ، من خلال مقارنة تعاملاته مع تنظيمات أخرى ، لتعرف مصيرها معه .
من ناحية العقيدة السياسية ، و الإجتماعية ، أعتقد أن حماس لا يخفى عليها الإختلاف البين بين عقيدتها ، و عقيدته ، هو علماني ، قومي عربي ، و حماس سياسيا ، و إجتماعيا ، تتبنى النهج الإسلامي ، من خلال رؤية الأستاذ حسن البنا ، أو ما يمكن إختصاره بالقول : بناوية المنهاج ، و الكل يعرف ما بين النهجين ، البعثي السوري ، و البناوي الإخواني ، من إختلاف بين وصل أحيانا للتصادم ، و حماة تشهد .
لقد وصلنا الأن لمرحلة دراسة التاريخ ، لأن التاريخ بأحداثة التي وقعت يساعد على إستقراء المستقبل ، أكثر من مجرد البحث عن الخلافات العقائدية ، التي أحيانا ما تكون نظرية .
يمكني الوقوف كثيرا عند مذبحة حماة ، و المعتقلات السورية البعثية ، و ما جرى ، و يجري ، فيها ، من تنكيل بالمعارضين السوريين من المنتمين لنفس التيار الحمساوي ، و أعني الحركة الأم ، الإخوان المسلمين ، و لكني لن أفعل لأن بعض المتعاطفين مع حماس ، أو مع البعث السوري ، ربما يقولون هذا شيء أخر ، لأن الإخوان المسلمين السوريين ، نظر ، و ينظر ، لهم النظام البعثي السوري ، على إنهم تهديد قوي لوجوده هو ، لأنهم ينتمون للبيئة السورية ، و بإعتبارهم أقوى التيارات السورية المعارضة ، و هو ما لا يصح - من وجهة نظرهم المفترضة - مقارنته بتعامل النظام البعثي السوري مع حماس .
لهذا ستكون المقارنة الأفضل - من وجهة نظري - بحركة لا تنتمي للتربة السورية ، و الأفضل في هذه المقارنة هو حزب العمال الكردستاني ، و زعيمه عبد الله أوجلان .
حزب العمال الكردستاني أقرب من ناحية العقيدة للنظام البعثي السوري من الإخوان المسلمين ، فإذا كان حزب العمال الكردستاني يعتنق القومية الكردية ، بينما النظام البعثي السوري يعتنق القومية العربية ، إلا إنهما يشتركان في قيم العلمانية ، و في الإنتماء لليسار ، و غير ذلك من العقائد ، و إن كان بعضها من باب التسمي ليس إلا .
ثم يضاف لذلك ما كان يجمعهما من عداء لتركيا ، و هو عداء لا أظنه خفت في نفس النظام البعثي السوري ، و إن غطاه تقارب - أراه تكتيكي - مع النظام التركي الحالي .
برغم كل هذه العوامل المشتركة ، فإن ذلك لم يشفع لأوجلان لدى النظام البعثي السوري ، فمع أول تهديد تركي جدي ، قام النظام البعثي السوري بطرد عبد الله أوجلان من الأراضي السورية ، و أوقف أنشطة حزب العمال الكردستاني في الأراضي السورية ، و زاد من قمعه للأكراد السوريين .
و هذا ما يمكن أن يحدث بشكل مشابه مع حماس ، مع أول تهديد جدي قد يتعرض له النظام البعثي السوري من إسرائيل ، و إن لم يأخذ بالضرورة نفس السيناريو الأوجلاني بحذافيره ، فقد يكون الإغتيال بديلاً عن الطرد ، و هناك إغتيالات لازالت غامضة جرت على الأراضي السورية .
الكل قابل للبيع في نظر النظام البعثي السوري .
لهذا على حماس ، إن أرادت البقاء ، أن تفتح صفحة جديدة ، من خلال الأمم المتحدة - كما ذكرت في مقالين سابقين ، أرى هذا المقال مكملاً لهما - تجعلها بعيدة عن أي سيطرة خارجية قد تخونها عند أول تهديد جدي ، و القادرين على القيام بتلك المبادرة هم القيادات التي تعيش في القطاع ، و لكن يجب أن يتواكب ذلك مع تغيير حماس لنهجها لتتحول إلى تيار ديمقراطي إسلامي ، شبيه بالتيار الديمقراطي المسيحي في أوروبا ، ثم تبدأ في التركيز على بناء دولة ، أو نواة دولة .
حماس يبدو إنها لا تدرك بأنها رهينة إرادة أخرين ، ذلك إنها لم تستطع ، حتى بعد مرور كل هذا الوقت عليها في السلطة في قطاع غزة ، إقامة دولة ، أو حتى نواة دولة ، تستطيع أن تعتمد على نفسها ، و لو جزئيا ، و تكون نموذج جيد يمكن أن يتمدد .
لهذا فهي - و كما ذكرت أعلاه - رهن لمشيئة أخرين ، و أقصد حلفائها ، و أهمهم النظام البعثي السوري ، الذي يوفر المأوى لبعض القيادات المنفية .
السؤال الذي يجب أن تسأله حماس لنفسها : هل يمكن الوثوق في النظام البعثي السوري ، و الإعتماد عليه ؟
لكي تحصل حماس على إجابة سليمة عليها أن تضع في إعتبارها طبيعة ذلك النظام من ناحية العقيدة السياسية - الإجتماعية ، و مقارنتها بما تعتنقه ، ثم عليها العودة للتاريخ ، من خلال مقارنة تعاملاته مع تنظيمات أخرى ، لتعرف مصيرها معه .
من ناحية العقيدة السياسية ، و الإجتماعية ، أعتقد أن حماس لا يخفى عليها الإختلاف البين بين عقيدتها ، و عقيدته ، هو علماني ، قومي عربي ، و حماس سياسيا ، و إجتماعيا ، تتبنى النهج الإسلامي ، من خلال رؤية الأستاذ حسن البنا ، أو ما يمكن إختصاره بالقول : بناوية المنهاج ، و الكل يعرف ما بين النهجين ، البعثي السوري ، و البناوي الإخواني ، من إختلاف بين وصل أحيانا للتصادم ، و حماة تشهد .
لقد وصلنا الأن لمرحلة دراسة التاريخ ، لأن التاريخ بأحداثة التي وقعت يساعد على إستقراء المستقبل ، أكثر من مجرد البحث عن الخلافات العقائدية ، التي أحيانا ما تكون نظرية .
يمكني الوقوف كثيرا عند مذبحة حماة ، و المعتقلات السورية البعثية ، و ما جرى ، و يجري ، فيها ، من تنكيل بالمعارضين السوريين من المنتمين لنفس التيار الحمساوي ، و أعني الحركة الأم ، الإخوان المسلمين ، و لكني لن أفعل لأن بعض المتعاطفين مع حماس ، أو مع البعث السوري ، ربما يقولون هذا شيء أخر ، لأن الإخوان المسلمين السوريين ، نظر ، و ينظر ، لهم النظام البعثي السوري ، على إنهم تهديد قوي لوجوده هو ، لأنهم ينتمون للبيئة السورية ، و بإعتبارهم أقوى التيارات السورية المعارضة ، و هو ما لا يصح - من وجهة نظرهم المفترضة - مقارنته بتعامل النظام البعثي السوري مع حماس .
لهذا ستكون المقارنة الأفضل - من وجهة نظري - بحركة لا تنتمي للتربة السورية ، و الأفضل في هذه المقارنة هو حزب العمال الكردستاني ، و زعيمه عبد الله أوجلان .
حزب العمال الكردستاني أقرب من ناحية العقيدة للنظام البعثي السوري من الإخوان المسلمين ، فإذا كان حزب العمال الكردستاني يعتنق القومية الكردية ، بينما النظام البعثي السوري يعتنق القومية العربية ، إلا إنهما يشتركان في قيم العلمانية ، و في الإنتماء لليسار ، و غير ذلك من العقائد ، و إن كان بعضها من باب التسمي ليس إلا .
ثم يضاف لذلك ما كان يجمعهما من عداء لتركيا ، و هو عداء لا أظنه خفت في نفس النظام البعثي السوري ، و إن غطاه تقارب - أراه تكتيكي - مع النظام التركي الحالي .
برغم كل هذه العوامل المشتركة ، فإن ذلك لم يشفع لأوجلان لدى النظام البعثي السوري ، فمع أول تهديد تركي جدي ، قام النظام البعثي السوري بطرد عبد الله أوجلان من الأراضي السورية ، و أوقف أنشطة حزب العمال الكردستاني في الأراضي السورية ، و زاد من قمعه للأكراد السوريين .
و هذا ما يمكن أن يحدث بشكل مشابه مع حماس ، مع أول تهديد جدي قد يتعرض له النظام البعثي السوري من إسرائيل ، و إن لم يأخذ بالضرورة نفس السيناريو الأوجلاني بحذافيره ، فقد يكون الإغتيال بديلاً عن الطرد ، و هناك إغتيالات لازالت غامضة جرت على الأراضي السورية .
الكل قابل للبيع في نظر النظام البعثي السوري .
لهذا على حماس ، إن أرادت البقاء ، أن تفتح صفحة جديدة ، من خلال الأمم المتحدة - كما ذكرت في مقالين سابقين ، أرى هذا المقال مكملاً لهما - تجعلها بعيدة عن أي سيطرة خارجية قد تخونها عند أول تهديد جدي ، و القادرين على القيام بتلك المبادرة هم القيادات التي تعيش في القطاع ، و لكن يجب أن يتواكب ذلك مع تغيير حماس لنهجها لتتحول إلى تيار ديمقراطي إسلامي ، شبيه بالتيار الديمقراطي المسيحي في أوروبا ، ثم تبدأ في التركيز على بناء دولة ، أو نواة دولة .
24-07-2010
ملحوظة دائمة : رجاء تجاهل أي تشويه أمني للمقالات ، و هو التشويه الذي يشمل
تغيير طريقة كتابة بعض الكلمات ، و بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن تركيز القارئ
الكريم على صلب المقالات .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
24-07-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق