الأحد، 10 فبراير 2013

أخرجوا للطبيعة ، أخرجوا للحرية

أخرجوا للطبيعة ، أخرجوا للحرية

ملاحظها لاحظها كثيرون ممن زاروا مصر ، من جنسيات مختلفة ، بما يكاد يؤكد تفردنا بها ، و تلك الملاحظة هي كثرة التواجد الأمني الظاهر للعيان ، و أنا أستشهد بشهادة غير مصريين على أساس أن العين الغريبة تلاحظ أكثر من العين المحلية ما في أي مجتمع من خصائص .
في العبارة السابقة أريد أن أشدد على كلمتي : الظاهر للعيان ، لأن التواجد الأمني من الممكن ، بل و من الأفضل ، ألا يكون ظاهرا للعيان ، و هناك من الوسائل ما يكفل تحقيق التواجد الأمني بدون الحاجة لنشر هذا العدد المهول من أفراد جهاز الشرطة في أرجاء مصرنا .
أن ظاهرة الإنتشار الأمني تثير عدة أسئلة منها :
أولاً : هل نحن الأكثر عرضة للأخطار الأمنية ، مثل الإرهاب ؟
ثانيا : هل هناك وسائل أخرى تحقق الأمن بدون الحاجة لهذا الجيش الضخم من مرتدي ملابس جهاز الشرطة ؟
و يتبقى سؤال ثالث لا يطرح إلا بعد الإجابة عن السؤالين الأولين .
إجابة السؤال الأول هي الأسهل ، و معظم القراء الكرام يعلمونها ، و هي أن مصرنا ليست هي الأكثر عرضة لمخاطر الإرهاب ، و كذلك لباقي الأخطار الأمنية الأخرى .
أما إجابة السؤال الثاني فهي : بالتأكيد هناك وسائل أخرى ، و هي تلك الوسائل التي تلجأ إليها غالبية الدول ، و التي بعضها أكثر عرضة للأخطار الأمنية ، مثل الإرهاب ، و من تلك الوسائل جمع المعلومات ، و نشر أفراد بملابس مدنية في الأماكن التي تحتاج تواجد أمني مكثف ، و ما إلى ذلك من وسائل ، و لا أشك في أن في ذهن معظم القراء طرق لم أذكرها لدعم الأمن بدون الحاجة لهذا الإستعراض الشرطي الضخم ، و الدائم .
لقد أثبتت الأحداث الإرهابية في مصر ، طوال أكثر من عقدين ، عدم كفاءة الأجهزة الأمنية المصرية ، و بخاصة جهاز الشرطة ، و إنه عندما يريد الإرهاب المنظم أن يضرب ، فإنه ينجح بنسبة تقارب المائة بالمائة في تنفيذ ضرباته ، و معظم النجاحات التي حققها جهاز الشرطة لم تكن إلا على صعيد المطاردة ، أي بعد أن يضرب الإرهاب ضرباته ، و حقق أهدافه ، و ذلك إن جاز لنا تصديق إدعاءات الإعلام السلطوي في ميدان مطاردة الجناة ، ذلك إنها إدعاءات لا سبيل للتدقيق في مصداقيتها في ظل سياسة التعذيب المنهجي الممارسة في مصر ، من قسم الشرطة ، و صعودا حتى مقر وزارة الداخلية .
الأن يأتي السؤال الثالث :
إذا كنا لسنا الأكثر عرضة للمخاطر الأمنية ، و إذا كانت هناك وسائل أخرى لتحقيق الأمن بدون إستعمال أعداد ضخمة من مرتدي الملابس الشرطية ، و إذا كان الفشل دائما قرين جهاز الشرطة عند مواجهته للإرهاب المنظم ، فلماذا الإصرار على نهج نفس المنهاج ، و إستعمال هذا العدد الضخم من الأفراد من مرتدي الملابس الشرطية ؟؟؟
السبب في ذلك إن ذلك الجيش الشرطي ليس موجه للإرهاب ، كما أن ذلك الإنتشار الأمني ليس موجه لمكافحة الجريمة ، إنه موجه للمواطن المصري ، و الدليل أن ذلك الإستعراض الأمني يتواجد حتى في الأماكن التي لا يمكن أن تكون عرضة لضربات الإرهاب المنظم .
أنظر لكم عربات نقل جنود الأمن المركزي بالقرب من الجامعات كمثال .
هذا الجيش الأمني هو جدران السجن النفسي الذي يعيش بداخله المواطن المصري أسيرا لدى السلطة الحاكمة ، إنه رسالة للمواطن تقول له : تذكر دائما إننا هنا ، و إنك رهن إرادتنا .
إذا لكي نتحرر فعلينا أن نخرج من تلك الجدران ، و الحل ، في البداية ، هو أن نخرج من تلك الزنزانة النفسية لفترة ، لتتعود عقولنا على الحرية .
الحل يأتي بالخروج بعيدا عن هذا القمع النفسي ، بالخروج للطبيعة ، بالخروج للبرية المصرية .
إنها دعوة للشباب المصري ، أمل مصر في التحرر من القمع ، و الإستبداد ، للخروج للطبيعة ، و تنشق نسيم الحرية ، بعيدا عن ذلك الجو القمعي الخانق بالمدن .
إنها دعوة لنشر هواية إقامة المعسكرات في أنحاء البرية المصرية ، و إستكشافها .
لكن قبل أن تخرج للبرية ، و قبل أن تقدم على إستكشاف مصر ، فعليك أن تكون مستعداً لذلك بإحتراف ، و ذلك بأن تقرأ عن هواية إقامة المعسكرات ، و أن تعرف الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها في رحلاتك ، و كيفية تفادي تلك الأخطار ، و كذلك كيفية التعامل معها إن حدثت ، لا قدر الله ، و لكي تنجح في ذلك فعليك أن تعلم دقائق الأخطار الطبيعية في البيئة المصرية التي تنوي الخروج إليها ، مثل ما تضمه من زواحف ، و حشرات ، و نباتات ، سامة ، و ما إلى ذلك ، و عليك ألا تتوغل كثير بعيدا عن العمران في بدايات ممارستك لتلك الهواية ، و لهذا يفضل أن تتعلم أيضا الملاحة الصحراوية حتى لا تضل .
و تذكر دائما ، إن هذه ليست دعوة لأي نوع من التنظيم العسكري ، أو للحياة العسكرية ، و ليست كذلك دعوة للتدريب على أي رياضة عسكرية ، حتى لو كانت للدفاع عن النفس ، إنها مجرد دعوة سلمية للإنعتاق ، و لو فترة بسيطة ، قد تكون فقط بعض يوم ، من السجن النفسي الذي يحكم بقضبانه على المواطن المصري .
خروجك للبرية ، هو خروج للحرية ، و سيسهم في الإتيان بالحرية ، لأنه عندما يتعود بصرك على الحرية ، سيتعود بعد ذلك عقلك على التفكير الحر ، و ستكون أكثر قابلية للتمرد على هذه الأوضاع الإستبدادية ، و القمعية .
رجاء مصر في الحرية هو في الشارع المصري ، أي بالتظاهر ، و هذا لا يحتاج إلى تدريبات عسكرية ، بل إلى مجرد مواطنين أحرار العقول ، و البرية هي طريق لتحرير العقول .
لكن المشروع ممكن أن يتقوض ، أو يعاني بعض المتاعب ، لو جرم آل مبارك بيع البوصلة ، و الخيمة ، و كيس النوم ، و موقد الطهو الصغير ، و حذاء السفاري ، أو لو أصبح البيع يحتاج موافقة أمنية ، أو بتسجيل الرقم القومي للمشتري في سجل أمني خاص لدى البائع .

23-07-2010

ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم أن يتجاهل أي تشويه أمني للمقالات ، و هو التشويه الذي يشمل طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن التركيز دائما على صلب المقالات .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

23-07-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق