الميه يا
ريس ، النيل يا ريس
كان من
التقاليد التي إندثرت ، في خطاب رئيس الدولة بمناسبة عيد العمال في مصر ، و الذي
كان يلقى في أحد التجمعات العمالية ، أن يقوم أحد العمال ، من الجالسين في الصفوف
الخلفية ، و قرب نهاية الخطاب ، و قد رفع ذراعية لأعلى ، هاتفا : المنحة يا ريس
.
بعد ذلك الهتاف ، كان على الرئيس أن يبتسم ، و ربما يتفوه ببعض العبارات الفكاهية ، ثم يتفضل بالإدلاء بتفاصيل منحة عيد العمال ، ليهتف بحياته الحضور في الصفوف الخلفية ، و يصفق الجميع بحرارة ، لينتهي الخطاب ، و معه المناسبة ، تلك النهاية السعيدة .
التقليد ، و الذي إندثر ، و برغم مسرحيته ، و تكراره ، إلا إنه كان فيه رسالة أعمق من تلك التمثيلية السنوية المرحة .
لقد كان دائما في نبرات هتافات كل العمال الذين قاموا بدورهم في ذلك العرض السنوي ، و في طريقة إلقاء هتافاتهم ، ما يدل على الملل من محتويات الخطابات ، و أن كل الخطابات لم يكن فيها ما يهمهم ، فالمهم هو ما يتعلق بحياتهم اليومية .
لقد كان في تلك النبرات المعبرة عن الملل ، ما يدل على الإنفصال بين الحاكم ، و المحكومين ، و أن أولوياتهم مختلفة .
برغم إندثار ذلك التقليد منذ سنوات عديدة ، بعد أن أصبحت الصحف النظامية تنشر تفاصيل المنحة قبل يوم الخطاب ، إلا إن ذلك الهتاف جاء على بالي و أنا أشاهد ، و أطالع ، أنشطة سيادة الرئيس أبو جيمي في شهر يوليو الماضي ، و التي كانت موضع متابعة في مصر ، و خارجها ، بعد الأخبار التي تسربت عن وصول السرطان لمرحلة متقدمة في الإنتشار في جسد حسني مبارك ، و هو الخبر الذي نشرته هنا في رومانيا أحد الصحف المحلية ، و التي ذكرت أن المصدر هو إستخبارات أحد دول وسط أوروبا ، و لا أعتقد إننا بحاجة للتخمين للقول بأن تلك الدولة هي ألمانيا .
بصرف النظر عن مدى صحة الخبر ، فقد كان واضحا من أنشطة أبو جيمي أنه لازال فيه ، ليس فقط رمق ، بل و عافية ، مكنته من القيام بمهام عدة تحتاج لجهد ، و ها هو يبرهن للمرة المليون على إنه نشيط ، و مجتهد ، و لكن للأسف فإن نشاطه في غير ما يهم المواطن المصري العادي من أمثالنا ، و ليس فيه ما ينفع الأجيال المصرية القادمة .
إنه نفس الموقف الذي كان يحدث في خطابات عيد العمال ، الحاكم في وادي ، و الشعب في واد أخر ، و للأسف لا يوجد من يستطيع أن يقوم ليهتف ، ليلفت إنتباه الحاكم لما يهم الشعب .
مصر ستتعرض لأزمة مائية ربما خلال نصف قرن على الأكثر ، و ربما قبل ذلك ، و هو لازال يصر على أن يقابل كبير آل سعود ، و لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و محمود عباس ، و حضور عروض تخرج دفعات عسكرية ، و يقاطع حضور قمة الإتحاد الأفريقي ، و التي أقيمت في أحد الدول النيلية الهامة ، و التي تقود مع إثيوبيا حملة لتغيير إتفاقيات الحصص المائية النيلية .
حتى و بعد أن وصل إلى هذا العمر ، و الذي لا يصله أغلب الرجال المصريين ، و حتى و بعد ما أشيع عن مرضه بالسرطان ، لم يستطع التغلب على مخاوفه الشخصية ، أو عقدته الشخصية ، من أفريقيا .
لقد كان الأولى به من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و أبو مازن ، إلى لقاء لا طائل منه ، و حضور عروض التخرج ، و لقاء عبد الله آل سعود ، أن يذهب إلى كمبالا ، ثم يتبعها بزيارة إلى أديس أبابا ، ثم نيروبي ، و دار السلام ، و أن يدعو رؤساء دول حوض النيل للقاءات ، ثنائية ، و جماعية ، للتباحث للوصول لحل للأزمة ، و التي يمكن أن تصبح كارثة لو لم يتم الوصول لحل .
إذا لم يكن هناك من يهتف لينبهه ، فإنني ، و برغم عدم إعترافي بشرعية رئاسته ، أقوم لأهتف من أجل مصر : النيل يا ريس .
بعد ذلك الهتاف ، كان على الرئيس أن يبتسم ، و ربما يتفوه ببعض العبارات الفكاهية ، ثم يتفضل بالإدلاء بتفاصيل منحة عيد العمال ، ليهتف بحياته الحضور في الصفوف الخلفية ، و يصفق الجميع بحرارة ، لينتهي الخطاب ، و معه المناسبة ، تلك النهاية السعيدة .
التقليد ، و الذي إندثر ، و برغم مسرحيته ، و تكراره ، إلا إنه كان فيه رسالة أعمق من تلك التمثيلية السنوية المرحة .
لقد كان دائما في نبرات هتافات كل العمال الذين قاموا بدورهم في ذلك العرض السنوي ، و في طريقة إلقاء هتافاتهم ، ما يدل على الملل من محتويات الخطابات ، و أن كل الخطابات لم يكن فيها ما يهمهم ، فالمهم هو ما يتعلق بحياتهم اليومية .
لقد كان في تلك النبرات المعبرة عن الملل ، ما يدل على الإنفصال بين الحاكم ، و المحكومين ، و أن أولوياتهم مختلفة .
برغم إندثار ذلك التقليد منذ سنوات عديدة ، بعد أن أصبحت الصحف النظامية تنشر تفاصيل المنحة قبل يوم الخطاب ، إلا إن ذلك الهتاف جاء على بالي و أنا أشاهد ، و أطالع ، أنشطة سيادة الرئيس أبو جيمي في شهر يوليو الماضي ، و التي كانت موضع متابعة في مصر ، و خارجها ، بعد الأخبار التي تسربت عن وصول السرطان لمرحلة متقدمة في الإنتشار في جسد حسني مبارك ، و هو الخبر الذي نشرته هنا في رومانيا أحد الصحف المحلية ، و التي ذكرت أن المصدر هو إستخبارات أحد دول وسط أوروبا ، و لا أعتقد إننا بحاجة للتخمين للقول بأن تلك الدولة هي ألمانيا .
بصرف النظر عن مدى صحة الخبر ، فقد كان واضحا من أنشطة أبو جيمي أنه لازال فيه ، ليس فقط رمق ، بل و عافية ، مكنته من القيام بمهام عدة تحتاج لجهد ، و ها هو يبرهن للمرة المليون على إنه نشيط ، و مجتهد ، و لكن للأسف فإن نشاطه في غير ما يهم المواطن المصري العادي من أمثالنا ، و ليس فيه ما ينفع الأجيال المصرية القادمة .
إنه نفس الموقف الذي كان يحدث في خطابات عيد العمال ، الحاكم في وادي ، و الشعب في واد أخر ، و للأسف لا يوجد من يستطيع أن يقوم ليهتف ، ليلفت إنتباه الحاكم لما يهم الشعب .
مصر ستتعرض لأزمة مائية ربما خلال نصف قرن على الأكثر ، و ربما قبل ذلك ، و هو لازال يصر على أن يقابل كبير آل سعود ، و لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و محمود عباس ، و حضور عروض تخرج دفعات عسكرية ، و يقاطع حضور قمة الإتحاد الأفريقي ، و التي أقيمت في أحد الدول النيلية الهامة ، و التي تقود مع إثيوبيا حملة لتغيير إتفاقيات الحصص المائية النيلية .
حتى و بعد أن وصل إلى هذا العمر ، و الذي لا يصله أغلب الرجال المصريين ، و حتى و بعد ما أشيع عن مرضه بالسرطان ، لم يستطع التغلب على مخاوفه الشخصية ، أو عقدته الشخصية ، من أفريقيا .
لقد كان الأولى به من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي ، و أبو مازن ، إلى لقاء لا طائل منه ، و حضور عروض التخرج ، و لقاء عبد الله آل سعود ، أن يذهب إلى كمبالا ، ثم يتبعها بزيارة إلى أديس أبابا ، ثم نيروبي ، و دار السلام ، و أن يدعو رؤساء دول حوض النيل للقاءات ، ثنائية ، و جماعية ، للتباحث للوصول لحل للأزمة ، و التي يمكن أن تصبح كارثة لو لم يتم الوصول لحل .
إذا لم يكن هناك من يهتف لينبهه ، فإنني ، و برغم عدم إعترافي بشرعية رئاسته ، أقوم لأهتف من أجل مصر : النيل يا ريس .
09-08-2010
ملحوظة دائمة : أرجو القارئ الكريم ، ألا يعير إنتباهه لأي تشويه أمني للمقالات ، و هو الذي يشمل تغيير طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن التركيز على صلب المقالات .
ملحوظة دائمة : أرجو القارئ الكريم ، ألا يعير إنتباهه لأي تشويه أمني للمقالات ، و هو الذي يشمل تغيير طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، و ليكن التركيز على صلب المقالات .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد
الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد
حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم
إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون
من يونيو من عام
1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار
الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم -
إستعيدوا مصر
09-08-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق