الاثنين، 11 فبراير 2013

ثورة لا تُمنع و لا تُخمد

ثورة لا تُمنع و لا تُخمد

لا يخالجني الشك في أن أسرة مبارك تمر بأسوء كابوس مر عليها طوال حكمها المديد .
لقد حدث ما لا يُتوقع ، و الأسوء ، من وجهة نظرهم بالطبع .
أتذكر أكتوبر من عام 2007 ، عندما أخرج حزب كل مصر وثيقته الأساسية من السر إلى العلن ، كيف كان رد فعل الأجهزة الأمنية التي تخدم أسرة آل مبارك .
لقد كنت أكاد أسمع قهقهتهم - من خلال تعليقاتهم المكتوبة على الإنترنت - على فكرة ثورة مصرية شعبية سلمية تطيح بالنظام الحاكم الحالي .
كانوا يتشنجون عندما كنت أكتب عن إحتمال قيام إنقلاب عسكري - و هو الشيء الذي لم أؤيد قيامه أبداً - يطيح بالنظام من جذوره ، بينما كانوا يسترخون عندما كنت أكتب عن سعي حزب كل مصر لإشعال ثورة شعبية سلمية .
الأن ، و بعد الرابع عشر من يناير 2011 ، حيث حدث في دولة عربية ، آخر ما كانوا يتوقعون ، و أسوء ما كانوا ينتظرون ، أن يحدث في أحد البلاد العربية ، أعتقد إنهم غيروا رأيهم .
أتصور الأن - و بعد أن إستوعب أركان النظام العفن القائم صدمة سقوط بن علي - حسني ، و جيمي ، و علاء ، و عمر سليمان ، و أبو الغيط ، و غيرهم ، من أركان نظام النهب ، جالسين ، ربما في قصر شيخ المنصر - و هنا أكتب كلمة المنصر كما تنطق دائماً ، و إن كانت تكتب أحياناً المنسر - في منتجع شرم الشيخ ، يتباحثون حول المخاطر التي تهدد بقاء عصابتهم ، و لا أشك في إنهم قرروا إعادة رسم خططهم .
أتصورهم و قد قرروا وضع إحتمال قيام ثورة شعبية سلمية ، يقوم بها ضحايا نهبهم ، و إستغلالهم ، على مدى ثلاثة عقود تقريبا ، على قمة قائمة المخاطر التي تهدد بقاء نظامهم الخبيث .
من السهل عليهم تحريك عناصر قائمتهم تلك ، و لكن المهمة الشاقة التي تنتظرهم هي في البحث عن وسائل فعالة لمنع ، و إحباط ، ثورة شعبية على النمط التونسي .
الثورة الشعبية السلمية ، بصفة عامة ، أصعب في المنع ، و الإخماد ، من إنقلاب عسكري ، و النظام قد أعد عدته بالفعل على مدى سنوات لمواجهة إحتمال قيام إنقلاب عسكري كبير الحجم ، ببناء جيش خصوصي موازي - بكل المعنى - للجيش المصري تحت مسمى الحرس الجمهوري الذي - و أعني جيشهم الخصوصي - يتمركز في أماكن محورية تحيط بالقاهرة ، لسحق أي تحرك من قبل الجيش المصري ، بالإضافة لتكثيف عمل إستخباراتهم داخل جيش مصر .
المشكلة العويصة التي تقف أمام نظام آل مبارك هي في كيفية مواجهة ثورة على نمط ثورة الياسمين ، كما أطلق على الثورة التي أطاحت ببن علي ، و هي الثورة التي لم تكتمل للأن لتطيح بالنظام الذي أسسه بن علي .
إنها ثورة بلا زعيم ، أو مجموعة زعماء ، يمكن القبض عليهم ، أو التخلص منهم تدريجيا ، أو تلطيخ سمعهم ، بترويج الإشاعات القذرة عن بعضهم ، و تلفيق الإتهامات الزائفة للبعض الأخر ، أو حصارهم في المنافي بمساعدة أجهزة أمنية أجنبية قذرة لو كانوا خارج البلاد .
ثورة بلا تحالفات بين كتل سياسية ، بما يمنع دس الدسائس بين أطراف التحالف الثوري لتقويضه ، بما يحبط اللعبة التي أجادها نظام آل مبارك الخبيث .
ثورة بلا لون سياسي ، فلا هي برتقالية لإتهامها بإنها ممولة من السي أي إيه ، و لا هي حمراء لإتهام أصحابها بإنهم عملاء كوبيين ، و فنزويليين ، و لا هي خضراء لإتهامها بالتطرف ، و الإرهاب ، و العمالة لإيران .
و يندرج تحت إنعدام اللون ، إنعدام الأيدولوجية بالطبع ، إذاً لا يمكن تفنيدها .
ثورة بلا لون ، فقط وطنية خالصة ، و شعبية صميمة ، أشعلتها ، و قادتها ، و قامت بها ، جماهير الضحايا ، فكيف يحبط أي نظام دموي ، مهما بلغ من الجبروت ، ثورة كهذه الثورة ، خاصة أن القوة الغاشمة كانت أول ما أستعمل معها ، و هي الوسيلة التي يؤمن بها آل مبارك ؟؟؟
إنها ثورة لا يمكن منع قيامها في ظروف كظروف مصر الحالية ، و لا يمكن إخمادها إن قامت .
من يضحك أخيراً ، يضحك كثيراً ، و لطالما قهقه نظام آل مبارك الخبيث ، و سيأتي دور الشعب المصري ليبتهج فوق أنقاض ذلك النظام العفن .


أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر


16-01-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق