الاثنين، 11 فبراير 2013

تذكر أن والدك كان لاجئ و أن جدك كان مطارد

تذكر أن والدك كان لاجئ و أن جدك كان مطارد

عندما قامت السلطات الفرنسية بإزالة المستعمرات غير القانونية ، و التي أقيمت بدون ترخيص ، و على أراضي مملوكة للدولة ، و عندما قامت بالترحيل القسري لمن لا عمل له من قاطني تلك المستعمرات ، لزمت الصمت ، لأنني رأيت إنه ليس لي حق التعليق على قضية محلية في بلد أجنبي - و إن كان بعض أطرافها مواطنين من بلدين أخرين غير فرنسا - و تدور كلها في إطار قوانين تلك الدولة ، و إصرار الإدارة الفرنسية على عدم وجود أي شبهة لتحامل عنصري ، و تحول القضية إلى جدل قانوني بين الإدارة الفرنسية ، و الاتحاد الأوروبي .
و لكن الأن تغير موقفي بعد أن شاهدت التقرير الذي بثته إحدى وسائل الإعلام العالمية التي تحظى بالإحترام على مستوى العالم ، و الذي تحدث عن وجود تعسف رسمي فرنسي لإصدار تصاريح عمل لبعض أبناء عرقية الروما ، المعروفين لدينا بالغجر ، للعمل بأخر سيرك غجري في أوروبا ، بما يهدد بقاء ذلك السيرك ، في ظل نقص عدد العاملين به .
تغير موقفي ، و رأيت إنه أصبح لي حق التعليق كأي إنسان في العالم ، لأن المسألة تحولت إلى قضية حقوق إنسان ، و الإنسان هو الأصل في الأرض ، و حق حفظ حقوقه الإنسانية الأساسية يعلو فوق أي إدعاء بالسيادة الوطنية .
الموقف الفرنسي الرسمي في قضية السيرك أسقط القناع القانوني الذي تقنعت به إدارة ساركوزي ، و الذي حماها لفترة من الإتهام بالتحامل العنصري ، لأن أمامنا هنا أشخاص يمكن لهم العمل بشكل رسمي ، و لكن هناك تعسف رسمي في منحهم تصاريح للعمل لأنهم ينتمون لعرقية معينة .
لقد تحولت القضية إذا إلى عنصرية ، و تملق من ساركوزي ، و إدارته ، و حزبه ، لليمين المتطرف ، هذا إن لم تكن كذلك من البداية .
يقال أن ساركوزي شخص متدين ، لهذا أدعوه أن يتذكر ما ورد في كتابه المقدس عن عدم إضطهاد الغرباء ، و ذلك في الآية التاسعة ، من الفصل الثالث و العشرين ، في سفر الخروج ، و التي نصها : لا تضطهد غريبا ، لأنكم تعلمون مشاعر الغريب ، فقد كنتم غرباء في ديار مصر .
أعتقد أن ساركوزي أولى من أي عضو في إدارته لتذكر تلك الآية التي وردت في كتابه المقدس بحكم تاريخ أسرته في فرنسا .
أدعو ساركوزي أن يتذكر أن والده كان لاجىء مجري فار من بلده ، و أن جده في أثناء الإحتلال النازي لفرنسا عاش كمطارد يخفي أصله اليهودي خوف الترحيل لمعسكرات الإعتقال النازية .
و مثلما يقال إن ساركوزي شخص متدين ، فإنه يقال أيضا إنه معجب بنابليون ، فلماذا لا يتخلق بإحدى الفضائل النابليونية ، و أعني مكافحة التمييز ، و نشر حقوق الإنسان في أوروبا ؟
لقد تحسن وضع أبناء عرقية الروما في رومانيا بعض الشيء ، بالتغير الذي حدث في موقف الحكومة الرومانية منهم ، بعد الضجة التي أثارتها قضية الترحيل الفرنسية ، و هذا يعني أن فرنسا يمكن أن تلعب دور كبير في رفع التمييز العرقي الممارس حاليا في رومانيا بحق أبناء عرقية الروما .
فبرغم العدد الكبير ، و الملحوظ ، للغجر في العاصمة الرومانية بوخارست ، إلا إنني لم أشاهد أي مذيع-ة ، أو مقدم-ة برامج بملامح غجرية في أي قناة تلفزيونية رسمية رومانية ، و الحال كذلك في الشرطة الرومانية ، و في دوائر الجوازات و الهجرة ، و في المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ، و بين المدرسين في المدرسة التي يدرس بها طفلي ، و في دوائر العمل الحكومية التي تعاملت معها خلال سبع سنوات من الحياة في رومانيا كمنفي .
هناك تهميش ، و إقصاء ، و تحامل ، رسميين ، يشهد عليهم هذا الإستبعاد من الوظائف الرسمية ، و الذي أعطيت أمثلة له أعلاه ، ناهيك عن تحامل بعض شبكات التلفزيون الخاصة ، و محاولة التملص من الحقيقة التاريخية المخزية بشأن إستعباد الغجر في رومانيا في الماضي ، كما حدث عندما قام أحد أعضاء البرلمان الروماني لينفي تلك الحقيقة ، و يلصق ذلك بالتتار ، و هم ، أي التتار ، أقلية عرقية ، و دينية ، أخرى في رومانيا ، و هذا التحامل ، و التمييز ، الرسميين ، فرصة لساركوزي ليثبت إنه نابليون أخر ، لكن بدون مدفع ، خاصة أن رومانيا عضوة في تجمع الدول الناطقة بالفرنسية .
و لكن قبل أن يحاول ساركوزي حمل مشعل حرية - إخاء - مساواة لخارج فرنسا ، عليه أن يتخلص هو ذاته من تحامله الشخصي على الأقليات القاطنة في فرنسا .

10-10-2010

يمكن في هذا الشأن الإطلاع على مقال : ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع ، و مقال : البوركا الساركوزية لم تكن سابغة بما يكفي .

في مقال : علينا أن نطالب بالعدالة و أن نمارسها ، و ردت العبارة التالية : فنبسط ردائها على الجميع ، و صوابها : فنبسط رداء حمايتها على الجميع .


أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

10-10-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق