الاثنين، 11 فبراير 2013

لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة

لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة

لو صح ما نقلته وسائل الإعلام نقلا عن ويكيليكس ، نقلا عن وثائق الخارجية الأمريكية المسربة ، بشأن توقع الرئيس التونسي الحالي وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم في مصر في المستقبل ، فإنني أقول : أن الرئيس التونسي جانبه الصواب فيما وصل إليه ، و إنه ليس هناك ما يدعوه ، هو ، و غيره ، للقلق من الفرع المصري لجماعة الإخوان .
الرئيس التونسي إذا كان قد لزم الصواب حين قرأ مدى قوة جماعة الإخوان على الأرض في الوقت الحاضر ، و ما وصلت إليه شعبية نظام آل مبارك من إنخفاض ، و ما وصل إليه نظام آل مبارك من ترهل ، و ضعف ، و ما وصل إليه الإقتصاد المصري من تدهور ، و ما وصل إليه حال المواطن المصري من ضنك ، فإنه مع ذلك أخطأ في قراءة المستقبل ، لأنه لم يدرك طبيعة جماعة الإخوان المسلمين .
زين العابدين لم يضع في حساباته ، حين حسب ، أن جماعة الإخوان لها أهداف متعددة ، فبجانب أهدافها السياسية ، فإن للجماعة أهداف ثقافية ، أو تربوية بقول أخر ، و أهداف إجتماعية ، و تلك الأهداف الثقافية ، و الإجتماعية ، لا تقل في أهميتها لدى الجماعة عن الأهداف السياسية .
كما فات زين العابدين أن يلحظ ما تتمتع به جماعة الإخوان من مرونة هائلة في ترتيب الأولويات ، بحسب المرحلة ، و أهم مبدأ يحكم ترتيب الجماعة لأولوياتها هو : عدم الدخول في صدام كبير ، و صريح ، مع نظام الحكم القائم ، في ظل تبني سياسة المسالمة ، و إغلاق الباب في وجه الريح ، دون أن أعني أن المواجهة تعني بالضرروة العنف .
نظام آل مبارك الخبيث فهم كل تلك الحقائق ، و لهذا أرى أن النظام ، و مع إغلاقه باب السياسة في وجه الإخوان ، و حرمانه إياهم من عضوية مجلس الشعب في إنتخابات العام الماضي 2010 ، و بالتالي أيضا حرمانهم من الدخول كلاعب أساسي في إنتخابات الرئاسة القادمة ، فإنه ، و منعا للإنفجار - حيث أن الضغط يولد الإنفجار - سيفتح لهم باب العمل الثقافي - الإجتماعي ، على مصرعيه ، تعويضا لهم ، كما فعل سابقا ، و مراراً .
الفترة الماضية ، التي إنقضت منذ إعلان النتائج النهائية لإنتخابات مجلس الشعب ، و إلى أيام قليلة ماضية ، تؤكد ذلك ، حيث كان رد الفعل الإخواني ضعيف ، مقارنة بجريمة التزوير الضخمة ، كما تعالت أصوات داخلية إخوانية تطالب بالتركيز على العمل التربوي ، أو التثقيفي ، للمجتمع المصري ، و هو نشاط لا يلقى أي معارضة من النظام الحاكم ، بل يلقى كل الترحيب ، إن لم يكن الدعم .
لا أقول أن هناك صفقة بين الإخوان ، و نظام آل مبارك ، فهما يكنان لبعضهما البعض أشد العداء ، و لكن أقول ما قلته أعلاه : أن نظام آل مبارك يفهم جيدا طبيعة الإخوان ، و يعلم أن الضغط يولد الإنفجار ، لهذا فعندما يغلق باب ، فإنه يفتح بدلا منه باب ، أو أكثر ، و هكذا سيتحول الإخوان في أغلبيتهم ، في المستقبل القريب ، من سياسيين إلى تربويين ، و إلى أن يفتح النظام الحاكم ، أيا كان إسمه ، باب العمل السياسي في وجههم مرة أخرى .
يعتقد البعض أن نهاية المطاف لذلك الجهد الثقافي - الإجتماعي الهائل لجماعة الإخوان ، ستكون نتيجته النهائية سياسية ، أي وصول الإخوان للحكم في المستقبل .
لا أتفق مع هؤلاء ، فقد وصلت نتائج العمل التثقيفي الإخواني إلى شوط كبير من النجاح ، و الظروف الإقتصادية في صالح التحرك ضد النظام ، و لكنهم محافظين على إحجامهم عن الصدام .
الإخوان لن يصلوا للحكم بشرط إستمرارهم في تبني مبدأ عدم الدخول في صدام مع النظام الحاكم ، أيا كان إسم ذلك النظام ، و بما إنه لا يوجد نظام حاكم إستبدادي يسلم طواعية ، فإن الإخوان لن يكون لهم في المستقبل القريب ، و المتوسط ، و حتى البعيد ، أي دور مباشر في تغيير نظام الحكم ، و أذكر : أن كل ذلك مشروط بإستمرار تبني الجماعة لنهج الإبتعاد عن الصدام الكبير ، و أضيف لذلك الإستمرار في السياسة المرنة الحالية في ترتيب الأولويات بحسب طبيعة المرحلة .
أقصى دور سياسي سيلعبه الإخوان في التغيير ، في مصر - و كل حديثي في هذا المقال عن مصر فقط - لو إستمرت سياساتهم الحالية دون تغيير ، هو المباركة .
نعم المباركة ، و أقصد مباركة من سيقوم بالتغيير ، بعد أن ترسخ أقدامه في الحكم ، لو وجدوه يتماشى في نهجه مع نهجهم .
هذا أقصى دور سياسي لجماعة الإخوان ، و بالتالي لا يجب أن يخاف الحكام من جماعة الإخوان ، و أيضا يجب ألا يضع الشعب المصري أمله في التغيير السياسي على البناويين .
التغيير مثلما لن يكون إخوانيا ، فإن الخوف على المستقبل السياسي لمصر لا يجب أن يكون منهم .
الخوف هو من مصدر أخر .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

06-01-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق