الأربعاء، 13 فبراير 2013

كنا سنقضي على القذافي قبل الثالث من مارس 2011

كنا سنقضي على القذافي قبل الثالث من مارس 2011
 
لو كان هناك كلب مسعور عقور في ناحية ما ، و عجز سكانها عن التخلص منه ، و رفض سكان النواحي المجاورة مد يد العون لهم للتخلص منه ، ثم أتى غرباء فقيدوه ، ليمكنوا سكان تلك الناحية من التخلص منه ، أو قام هؤلاء الأغراب بالتخلص منه ، للقضاء على شره الذي إستفحل ، فإن عمل أولئك الأغراب لا غبار عليه .
إنقاذ الحياة البشرية البريئة مقدم - و كما ذكرت سابقاً مراراً - على أي إعتبارات أخرى من وضع البشر .
لقد عجز الليبيون ، برغم شجاعتهم ، عن التخلص من معمر القذافي و نظامه ، و رفضت الأنظمة العربية ، و أخص بالذكر تلك المجاورة لليبيا التدخل عملياً لصالح الشعب الليبي ، مع العلم أن عدم التدخل يصب تلقائياً ، و بديهياً ، لصالح القذافي و نظامه .
لهذا لا غبار على القبول بالتدخل الأمريكي - البريطاني - الفرنسي … إلخ ، لشل يد القذافي الباطشة بالشعب الليبي .
الموقف الليبي بالأمس يختلف كلية عن الموقف في العراق في 2003 .
ذلك التدخل الغربي لضرب القذافي ، أنظر إليه اليوم ، العشرين من مارس 2011 - و أذكر التاريخ تحسباً لأي تطورات في المستقبل ، فمقالي هذا يرتبط بتاريخ كتابته - على إنه تدخل صائب ، و إن تأخر ، و إنه في ذلك يماثل التدخل الأمريكي الذي حدث لحماية البوسنيين ، أو البشناق باللفظ القديم ، و مثل التدخل الأمريكي في 1999 لصالح ألبان كوسوفو ، أو كوسوفا .
هذا عن الشق الليبي للأزمة الليبي ، إلا أن لتلك الأزمه شق ، أو بقول أدق : وجه ، مصري ، و هو الموقف المصري الرسمي ، و الشعبي .
لقد كشفت الأزمة الليبية عن الوجه الحقيقي لنظام عمر سليمان ، الذي لم يتحرك ليكون على قدر الأحداث الكبيرة المأساوية الجارية في ليبيا منذ فترة ، و هذا يدل على الموقف السياسي الحقيقي لذلك النظام .
بالمثل ، موقف عمرو موسى ، صنيعة حسني مبارك ، و مرشح عمر سليمان للرئاسة ، و الذي يتم تلميعه منذ ما قبل سقوط مبارك ، ليخلف مبارك ، و ليحافظ على مكاسب نظام مبارك ، و سياساته الداخلية ، و الخارجية ، و يمكن العودة لمقال : عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، المنشور في الأول من مارس 2011 ، لمزيد من الإستفاضة في شأن ترشيح عمرو موسى للرئاسة .
الناصريون أيضا ، لم يتحركوا ، فسقوط القذافي ، يعني سقوط نظام ناصري ، و هذا يعني إلى أين يريد الناصريون قيادة مصر في المستقبل لو قدر لهم النجاح في الإنتخابات الرئاسية ، و الحمد لله إن فرصتهم ضعيفة .
أما الموقف الباهت للبرادعي - هذا إن كان له موقف من الأساس - فهو موقف معتاد منه ، و أكاد أكون على يقين ، بإن تصريحاته التي يصدرها يلقنها مسبقاً من تلك المجموعة المشبوهة الملتفة حوله ، المسماة جمعية التغيير ، و التغيير منها براء ، والتي تشمل بعض صنائع جهاز مباحث أمن النظام ، مع بقايا الناصرية ، و المجموعتين يتمنيان بقاء القذافي ، لهذا لزم البرادعي الصمت ، أو أخذ موقف باهت ، و أقول : أو ، لأنني صراحة لم أعثر على أي رد فعل له .
الإخوان الإنتهازيون فضحت مأساة الشعب الليبي حقيقتهم ، فمهرجانات التأييد ، و مسيرات التنديد بالجرائم ، و قوافل التضامن ، هي فقط لربيبتهم حماس ، أما و أن الثورة الليبية ليست إخوانية ، مثلها في ذلك مثل الثورة المصرية في 2011 ، فلا حاجة للضجيج ، و إغضاب حليف اليوم ، عمر سليمان .
مواقف محلية مصرية ، تتنافس على قيادة مصر ، أو تريد المشاركة في القيادة بدرجة ما ، كلها زاد إنكشافها بالأزمة الليبية .
مواقف كلها تتناقض مع ما يحتاجه الشعب الليبي ، و ما يريده الشعب المصري .
مواقف هي عكس موقفنا في حزب كل مصر المعبر عن نبض الشعب المصري .
حزب كل مصر في الخامس و العشرين من فبراير 2011 دعا إلى تدخل القوات المسلحة المصرية لمساعدة الثورة الليبية ، بعد إستئذان القيادات السياسية المعارضة الليبية ، و كبار قواد الجيش الليبي الذين إنضموا للثورة ، و مشايخ القبائل الليبية الموالين للثورة ، و ذلك قبل ظهور قيادة موحدة للثورة .
حزب كل مصر إعتبر أن مصر ، بجيشها ، أولى بذلك الدور الذي تقوم به منذ الأمس ، قوات أمريكية ، و فرنسية ، و بريطانية … إلخ ، و يمكن مراجعة مقال : مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي .
و عندما رأى حزب كل مصر التخاذل المصري الرسمي ، و شاهد الدم الليبي يسيل أنهاراً بيد نظام مسعور ، و العالم لازال يفكر ، و يبحث ، رأي ألا ينتظر مزيداً من الوقت ، في إنتظار تحرك العالم ، أو تحرك نظام عمر سليمان ، المستند على الإخوان الإنتهازيين ، فتوجه للشعب المصري الحر ، من منابره الصغيرة ، المتاحة له حالياً ، و التي عمل من خلالها قبل الثورة ، و أثنائها ،في ظل الضغوط الأمنية الهائلة التي يتعرض لها لليوم ، في داخل مصر ، و خارجها .
لقد دعا حزب كل مصر في السادس من مارس 2011 ، في مقال : ليبيا ، أو أسبانيا العربية ، تحتاج إلى متطوعين و سلاح ، إلى التطوع الشعبي لنصرة الشعب الليبي في ثورته ، بخاصة لمن لديهم خبرات عسكرية ، و دعا إلى ضغوط شعبية مصرية على النظام الحاكم الحالي ، نظام عمر سليمان ، لفتح مخازن السلاح في الجيش المصري لإرسال معدات عسكرية ، و ذخائر ، لمساعدة الثورة الليبية ، التي كانت ، و لازالت ، تفتقر للتسليح الجيد .
لو كان حزب كل مصر قادر على العمل على الأرض ، جهاراً ، لكان أسهم في إرسال متطوعين لنصرة الشعب الليبي ، و لكان نظم المسيرات التي تضغط على النظام الحاكم الحالي لتسليح الثورة الليبية .
أما لو كان حزب كل مصر في الحكم ، لكان الموقف إختلف كلية ، و لتم تنفيذ ما ذكر في مقال الخامس و العشرين من فبراير 2011 ، بحذافيره ، مقال : مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي ، و لكان إنتهى أمر القذافي في خلال أسبوع على الأكثر ، و لكان الشعب الليبي ينعم الأن بالحرية ، و يفكر في مستقبله في حقبة ما بعد القذافي ، و أسرته ، و لكانت القوات المصرية أتمت عودتها لثكناتها على التراب المصري ، و للقواعد الجوية ، و البحرية ، المصرية .
إننا نتكلم عن ثقة ، لإننا في حزب كل مصر نعرف لجيش مصر قدره ، و نثمن بأعلى تقدير وطنية ضباطه الوطنيين الحقيقيين - و ليس ذلك المجلس العسكري الزائف - هؤلاء الضباط الذين تتشبع بالوطنية المصرية ، و بحب العدالة ، و الحرية ، دمائهم ، و نعرف مدى عمق إيمانهم بقضية الديمقراطية .
أن ما يجري في ليبيا ، و المنطقة ، و ما يحدث في مصر حالياً ، في ظل تحالف عمرسليمان - الإخوان ، و ما يلوح به المستقبل لمصر في ظل ذلك التحالف الخبيث من إنتصار للإستبداد ، و الفساد ، و السير للوراء ، يدفع حزب كل مصر أكثر ، و أكثر ، للتفكير في الدخول إلى المعترك السياسي العملي ، و تسجيل نفسه رسميا ، و تأسيس قواعد شعبية له في كافة أنحاء مصر ، و التنافس على سدة الرئاسة ، حتى لا تسقط في يد أعداء الشعب المصري ، و لكن القرار يتوقف على مدى إستمرارية الثورة ، كما ذكرت في مقال الأمس المعنون بعنوان : في هذه الحالة سأخوض الإنتخابات الرئاسية .
القرار إذا لا يتأثر بالتهديدات الأمنية الجبانة المتتالية .
القرار يتوقف على قرار الشعب المصري ، في الإستمرار في الثورة ، أو التوقف الآن ، لإستكمالها بطرق أخرى .
القرار النهائي للنزول لساحة العمل السياسي ، بتسجيل الحزب ، و العمل على تأسيس قواعده الشعبية ، و خوض الإنتخابات الرئاسية ، سيُتخذ بناء على دراسة وافية ، و سيتخذ ، إن شاء الله ، قريباً .
بأي حال لن نترك مصر لأعداء الشعب المصري .
لنعمل سوياً من أجل إستعادة مصر .

 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
20-03-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق