الثلاثاء، 12 فبراير 2013

هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي

هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي

بعد خطاب حسني مساء يوم العاشر من فبراير 2011 ، و إتضاح أن الثورة ستطول نتيجة تشبث نظام مبارك بالحكم ، فمن الواجب أن نعيد الإهتمام بكل قول صدرعن رموز النظام ، و بما أن الأكثر أهمية في تلك الرموز ، في الوقت الحالي ، هو عمر سليمان ، فعلينا أن نهتم كثيرا بما صرح به .
منذ أيام أطلق عمر سليمان تهديدات بعضها غير مباشر ، فيها تلويح بالعصى الغليظة ، مثل الإشارة إلى نفاذ صبر النظام - و قد علقت على ذلك بمقال :
الشعب و جيشه ، أب و ابنه - و بعضها مباشر مثل تخيير الشعب المصري بين القبول بنظام مبارك ، أو القبول بإنقلاب عسكري .
أبالإنقلاب العسكري تهددنا يا عمر ؟؟؟!!!
عمر يهددنا بإنقلاب ، شيء يثير السخرية حقا ، خاصة من جانبي ، فعن تجربة شخصية ، إمتدت لسنوات ، في معارضة نظام مبارك ، و العمل على الإطاحة به ، أعرف جيدا كيف كان نظام مبارك يتوتر ، بل و يتشنج ، عندما كنت أتحدث عن إحتمالية وقوع إنقلاب عسكري يطيح به - و هو أمر لم أعلن أبداً تأييدي له
- بينما كان يسترخي ، و يسخر ، و يكاد يقهقه ، عندما كنت أدعو لثورة شعبية سلمية ، و هو أمر عمل له حزب كل مصر - الذي أشرف بالإنتماء إليه - لسنوات بكل جد و إجتهاد ، و ها هو الحزب يشارك في تلك الثورة ، مع غيره من القوى الشعبية ، و السياسية ، المصرية ، لإنجاح الثورة التي طالما بشر بها ، و عمل من أجلها .
هل إنقلبت الآية ، و تغيرت الأوضاع رأسا على عقب ، يا عمر في هذه الآونة ؟؟؟!!!
من الذي عليه أن يخاف أكثر من إنقلاب عسكري حقيقي يطيح بالنظام ، الشعب ، أم نظامكم ؟!
بالتأكيد الشعب المصري لا يرغب في ديكتاتورية عسكرية ، فقد سأم الشعب المصري كافة أشكال الإستبداد ، و مسمياته ، و لكن لتكن واقعي يا عمر - على الأقل في هذه اللحظات الحرجة في عمر نظامك - و لتعترف بأن من سيدفع ثمن الإنقلاب العسكري الحقيقي ، أو من سيكون الضحية الأولى للإنقلاب العسكري الحقيقي ، هو نظامكم ، و رموزه .
أي إنقلاب عسكري حقيقي يا عمر ، و في ظل كراهية الشعب لكم ، و للإستبداد ، سيعمل أقصى جهده لكسب الرأي العام المصري ، بالتنكيل برموز نظامكم ، من الساسة ، و رجال الأمن الدمويين ، و رجال المال الفاسدين ، و شخص مثلك يا عمر أعتقد إنه يجمع بين الصفات الثلاثة المذكورة حالاً .
أول شيء سيقوم به الإنقلاب الحقيقي بعد السيطرة على أركان الدولة ، و القبض على رموز النظام ، سيكون جرجرة حسني ، و جمال ، و علاء ، و عز ، و العادلي ، و نظيف ، و غيرهم كثيرين ، و بالطبع أنت تحتل مكان بارز في القائمة ، إلى ساحة القضاء ، و أرجح العسكري ، مستفيدا من مواد دستوركم ، ليضحي بكم ليكسب رضا بعض قطاعات الشعب ، و لو إلى حين .
أنت يا عمر ، و سيدك حسني ، و ولدي سيدك ، و بقية رموز نظامكم ، أول من ستدفعون ثمن الإنقلاب العسكري الحقيقي .
لكي يكون ذلك الإنقلاب حقيقي فإنه سيفعل ما ذكرته آنفاً ، و ليس ما حدث بالأمس ، العاشر من فبراير 2011 .
ما حدث بالأمس تمثيلية إنقلاب ، ليس أكثر ، فالإنقلاب العسكري الحقيقي ، مثل الحرب الحقيقية ، لا يلوح به ، كما أن الإنقلاب الحقيقي غالبا ما يأتي من رجال الرتب الوسطى ، و الصغرى ، رتب لا يعرف الشعب أسمائها ، و لا يعرف ملامحها .
نعم هناك إنقلابات حدثت من قبل بقيادة رتب عليا ، و لكنها في أغلب الأحوال كانت على خلاف مع النظام الذي أطاحت به ، مثل إنقلاب تشيلي الشهير ، و لم تكن أبدا مرتبطة به .
الكل في القوات المسلحة المصرية يعلم مدى إرتباط رئيس الأركان الحالي بنظام مبارك ، و يعلم أيضا الموقف الذليل الذي يقفه المشير طنطاوي من النظام ، و لا شك بأنك تعلم يا عمر بمدى الكراهية التي يكنها قطاع الضباط في القوات المسلحة المصرية لشخص وزير الدفاع الحالي ، طنطاوي ، خاصة أنك رجل إستخبارات ، و ترأست جهازين من أجهزة الإستخبارات المصرية .
ما حدث بالأمس كان تمثيلية ، شاركت فيها بعض القيادات العسكرية المرتبطة بنظام مبارك ، لتخويفنا من الإنقلاب ، و تخييرنا بين نظام فاسد ، أو إنقلاب وهمي .
الثورة ستستمر يا عمر ، و لن تنطلي علينا ألاعيبكم الصبيانية .
حقا لقد طاش عقلكم ، و فقدتم صوابكم ، فإذا كنتم مجانين ، فشعب مصرعاقل ، و سيظل ثائر .
لكي نصدق أن الإنقلاب حقيقي ، يجب أن يدفع ثمنه أولا حسني ، و نجليه ، و عز ، و أنت يا عمر ، و هو بصفة عامة ثمن باهظ كما تعلم .
في كل الأحوال شمسكم تغرب .

 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
ملحوظة : هذا المقال كتب و نشر  في يوم الحادي عشر من فبراير 2011 و لكن قبل سقوط مبارك الأثيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق