الثلاثاء، 12 فبراير 2013

الثاني من فبراير يحمل بصمة جمال مبارك

الثاني من فبراير يحمل بصمة جمال مبارك
 
لو سُألت عن أهم شخص يسهم في إستمرار الثورة حتى تنجح في الإطاحة بنظام مبارك ، لأجبت : حسني مبارك ذاته ، و بمعونة ولده المدلل جمال .
صدق أول من أطلق عليه لقب البقرة الضاحكة ، بالفرنسية ، عندما كان حسني لا يزال نائباً للرئيس ، و صدق كل من ردد ذلك اللقب بعده .
حسني هذه الأيام مثل البقرة المجنونة التي تصر على أن تنطح الحائط لتعبر للجهة الأخرى ، مهما ثبت لها صلادة الحائط .
في كل مرة أتوجس خيفة على مستقبل ثورتنا من فكرة نيرة تلمع فجأة في عقل حسني ، يطمئني حسني على مستقبل الثورة بقرار ، أو تصرف ، غبي .
في البداية أطلق أمنه المركزي ليسفك دماء المتظاهرين ، فكان أن إشتعل الغضب ، و إزداد عدد الثائرين ، خاصة بعد إنتصار الشعب المصري المدوي يوم جمعة الغضب ، في أكثر من مدينة مصرية ، على جيوش الأمن المركزي .
ثم ، و كما ذكرت في مقال : حمداً لله إنه غبي ، لكن الخوف هو من طعنة في الظهر ، بدلا من أن يحاول طريق أخر ، كشق صف المعارضة بعرض منصب رئيس الوزراء ، أو نائب الرئيس ، على الدكتور محمد البرادعي - خاصة أن البرادعي ، و مع إحترامي لشخصه ، يبدو ذو شخصية ضعيفة ، و محاط بعملاء لنظام مبارك ، من أعضاء جمعية التغيير المشبوهة التي تريد سرقة الثورة لحسابها - إلا أنه - أي حسني - بث الطمأنينة في نفسي بإختياره سليمان ، المكروه من الشعب ، و الجيش ، كنائب للرئيس ، و شفيق ، تابعه المخلص ، لمنصب رئيس الوزراء .
ثم أطلق بلطجيته ، و أمنه ، لمهاجمة الناس ، حتى في بيوتهم ، فكان أن فاز بإحتقار الشعب ، الذي رأى إن ذلك المجرم لا يصح أن يظل رئيساً .
ثم حاول تجويع الشعب ، بمنع صرف الرواتب ، بحجج لم يبتلعها الشعب ، فكان أن عم الغضب .
و ها هو اليوم ، الثاني من فبراير 2011 ، يقدم لنا هدية أخرى ، تزيدنا تصميما ، و ذلك بالرجوع لعادته القديمة ، في إستعمال البلطجية ، و الأوباش ، و من يرتدي ملابسهم ، و يسلك سلوكهم ، من رجال السلك الشرطي ، ليحاول إخماد الثورة - التي سبق أن تغلبت على الأمن المدجج بالسلاح - بهؤلاء المرتزقة الأقذار .
ليس هناك ما هو أفضل من ذلك الهجوم ، في هذا التوقيت الحرج ، لتعزيز الثورة ، و زيادة لهبها توهجا ، لأن الحادثة تحمل بصمة جمال مبارك .
ليس فقط في هجوم البلطجية ما سيزيد ثورتنا إضطراما ، و توهجا ، بل أيضا
الهتاف الذي ردده البلطجية ، و الذي يبدأ بالبداية التالية : يا جمال قول لأبوك … .
هتاف بدايته تذكرنا بيوم هتك فيه أمثال هؤلاء المجرمين ، أعراض نساء ، و فتيات ، مصريات عفيفات ، خرجن في مايو 2005 ، يهتفن ضد التعديلات الدستورية الجائرة ، فقوبلن بعصابات جمال ، من البلطجية ، الذين كانوا يهتفون : يا جمال قول لأبوك دوس دوس ، قبل أن يشرع هؤلاء البلطجية في تعريتهن ، بتمزيق ملابسهن ، و هتك حرمات أجسادهن الطاهرة العفيفة بأياديهم النجسة ، في يوم أطلقت عليه في مقال سابق : يوم المناضلة المصرية ، ليكون تخليد ، و عرفان ، بجهد مناضلات ذلك اليوم ، و تذكير دائم بجريمة بشعة إرتكبها رئيس ، و إن كان غير شرعي ، و ولده الطامع في الحكم ، بحق نساء مصريات وطنيات ، و بث الخجل من النفس في نفس كل من سكت على تلك الجريمة الشنيعة ، و يوجد تسجيل صوتي لذلك المقال في قناة حزب كل مصر ، في يوتيوب :
allegyptparty.
هل هناك ما هو أفضل لثورتنا من أن يحاول حسني ، و جمال ، إخمادها بعصابات البلطجية ، و عصابات الشرطة المتخفية في جلد البلطجية ، و أن يعيد لذاكرة الشعب ما حدث في يوم هُتكت فيه أعراض نساء ، و فتيات ، مصريات ، مناضلات ، بأمر من الرئيس ، و ولده المدلل ؟؟؟
هل هناك ما هو أفضل لإستمرار ثورتنا ، و زيادة شعلتها إشتعالا ، من أن نعرف أن جمال لازال له دور ، و أنه مازال يمارس أساليبه القذرة من وراء الستار ؟؟؟
ما حدث اليوم لن يكون إلا إلهاب للصدور ، لأنه يذكرنا بجريمة ماضية ، و بشبح التوريث ، و يؤكد لنا أن النظام لم يتغير ، و لازال يفكر بنفس أساليبه القديمة ، فجمال له نفوذ ، و لازال يحبك ألاعيبه القذرة ، و أن الحل الوحيد مع ذلك النظام هو بتره .
شكراً يا حسني ، شكراً يا جمال ، على هدية الثاني من فبراير ، و نتمنى المزيد من أمثالها ، حتى نطيح بنظامكما .
حقا : إن الحماقة أعيت من يداويها .
لا خوف حتى اليوم على الثورة .


أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
الثاني من فبراير 2011
02-02-2011

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق