الاثنين، 11 فبراير 2013

الإندماج كله فوائد و غير مكلف

الإندماج كله فوائد و غير مكلف

كان حديث الساعة لفترة عن : الإندماج ، و ذلك بعد خطاب المستشارة الألمانية في لقاء الحزب الديمقراطي المسيحي هذا الشهر .
من حيث المبدأ لا يمكني الإختلاف مع الدعوة لإندماج ذوي الأصول الوافدة في مجتمعاتهم الجديدة ، بل إنني أتعجب أن تكون هناك نسبة كبيرة من الأتراك المقيمين في ألمانيا لم تتعلم الألمانية للأن ، برغم تفضيلها الإقامة في ألمانيا على العودة لتركيا ، و برغم ما عرف عن الأتراك من ذكاء ، و إجتهاد .
صراحة لا أجد مبرر يسوغ لأعضاء أي مجموعة سكانية الجهل بلغة البلد المضيف ، أو لغة الأغلبية ، خاصة أن الحديث عن مجموعة دوافعها للهجرة إقتصادية بحتة ، و قررت البقاء في بلد المهجر ، و لا تفكر في العودة لبلدها الأصلي تحت أي ظرف .
دفاعي عن الإندماج يرتكز على ركنين هما :
أولاً : أن الإندماج كله فوائد سواء على مستوى الفرد ، أوعلى مستوى الجماعة .
ثانيا : أن الإندماج لم يعد باهظ الكلفة ، أو شبه مستحيل ، كما كان في الماضي .
لأعرض الأن النقطة الأولى :
لو أخذت مثل من الماضي البعيد لفوائد الإندماج قديما فأفضل ذكر الإمبراطور الروماني سبتموس سيفروس ، الليبي الأصل ، و الذي كان من المحال أن يصل للسدة الإمبراطورية لو لم تكن أسرته مندمجة .
فإذا كان الوصول للسدة الإمبراطورية حقق فوائد شخصية لسبتموس سيفروس ، و أسرته ، إلا إنه أيضا عاد بالنفع على كل المقيمين بالإمبراطورية الرومانية عندما أصدر ابنه كراكلا في عام 212 قراره الشهير بمنح الجنسية الرومانية لكل سكان تلك الإمبراطورية .
أي مثلما كان في إندماج أسرة سبتموس سيفروس منفعة لأفرادها ، فقد كان فيه منفعة لمعظم سكان الإمبراطورية الرومانية ، بل و للإمبراطورية الرومانية ككيان بتعميم شعور الولاء للدولة .
و من العصر الحديث فإن المندمجين من اليهود الأوروبيين هم الذين دافعوا عن حقوق بقية اليهود حتى الرافضين للإندماج .
لم يكن اليهودي المنعزل المنطوي على نفسه ساكن الجيتو المتحدث باليديشية هو الذي دافع عن حقوق اليهود ، و غير الرأي العام الأوروبي ، بل اليهودي المندمج الذي كان يتحدث اللغات الأوروبية بلهجة أصحابها ، و الذي درس في الجامعات الأوروبية ، و إنخرط في المؤسسات الأوروبية أكانت سياسية ، أو تعليمية ، أو إقتصادية ، أو غير ذلك .
ماذا لو تعرضت إحدى الجاليات الإسلامية للإعتداء ، أو لحملة تشويهية ؟
هل سيتم التعامل مع ذلك الإعتداء ، أو التشويه ، بإعتداء مماثل ، أو بإستعمال لغة الصراخ ، فتزداد سمعة المسلمين سوء ، أم بالقانون ، و الإعلام ؟؟؟
القانون ، و الإعلام ، يلزمهما مندمجين .
و هل سيظل غالبية أفراد الجاليات الإسلامية في أوروبا معتمدين على الإعانات الحكومية ، فتظل تلك الجاليات راقدة في مستنقع الفقر ، أم إنها تريد الخروج من وحل ذلك المستنقع ؟؟؟
أيضا الخروج من مستنقع الفقر يحتاج مندمجين .
لأنتقل الأن للنقطة الثانية التي تتعرض لكلفة الإندماج :
صراحة لا أرى أي عائق يعوق الإندماج بعد أن أصبحت الليبرالية هي المسيطرة على أوروبا الغربية .
لسنا نعيش في زمن الإمبراطورية الرومانية ، ليطلب من المسلمين تغيير دينهم ، و عبادة الإمبراطور ، و الأوثان ، و لا إعتناق المسيحية كما كان الحال عندما أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية .
أرجع ثانية لمثل اليهود المندمجين ، الذين ظلوا يهود برغم إندماجهم .
ثم لا مانع من إجادة لغتين ، و لا ضرورة لتغيير نمط الحياة الأسرية ، فالقضية لا تزيد عن أن تكون : لغة ، و تعليم ، و عمل .
ربما تدفع كلمات : اللغة ، و التعليم ، و العمل ، البعض للقول : أن العنصرية أحيانا تحول بين الشخص الذي يجيد لغة البلد ، و يحمل شهادة تعليمية في تخصص مطلوب ، و بين العمل .
لا أستطيع أن أنفي العنصرية ، و إلا كنت غير واقعي ، و لكن لا يجب أن يغيب عن بالنا أن المنافع المادية تتغلب غالبا على أي مشاعر عنصرية ، و تحيزات دفينة ، قد تكون موجودة لدى بعض الأفراد .
رأينا منذ منتصف عقد التسعينيات من القرن العشرين كيف أدت العولمة إلى إنتقال كثير من الأعمال من أوروبا الغربية ، و الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى دول العالم الثالث ، لأن الكسب المادي هو المحرك الأساسي لأغلب الوحدات الإقتصادية البحتة ، و هو كثيرا ما يتغلب على مشاعر الوطنية ، و الأحاسيس العنصرية .
لهذا أنصح من يجيد لغة البلد المقيم بها ، و متخصص في تخصص مطلوب في السوق ، و يشعر بأن العنصرية تقف حائلا بينه و بين الحصول على عمل في مجال تخصصه ، بأن يضغط على نفسه ، و يقبل براتب أقل من راتب نظرائه من أبناء البلد الأصليين ، ثم ليجتهد ليثبت كفاءته في عمله بأكثر من زملائه ، و أن يتغلب على مشاعر المرارة فينفتح في تعامله مع بقية زملائه في العمل ، و بالنجاح المستمر سيتغير الرأي فيه ، و به ، و بأمثاله ، سيتغير الرأي السائد عن أبناء الجاليات الشرق أوسطية ، و الشمال أفريقية ، و التركية ، فلا مفر من بعض التضحيات في البداية ، بعد عقود من الإنعزال ، و إهمال التعليم .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر


26-10-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق