الثلاثاء، 12 فبراير 2013

الإقتصاد نقطة ضعف نظام مبارك

الإقتصاد نقطة ضعف نظام مبارك
 
نحن مع حماية كافة الممتلكات ، العامة ، و الخاصة ، أيا كانت طبيعتها ، ليس فقط لأننا نريد لثورتنا أن تظل سلمية لتفخر بها الأجيال القادمة ، و لكن لأننا ، من حيث المبدأ ، ضد العنف ، و التخريب ، و لأننا أيضا واقعيين ، واعين ، نريد للثورة أن تنجح ، بتفويت الفرصة على نظام مبارك
الذي يسعى لجرنا للعنف ، و التدمير ، و وصم ثورتنا بالتخريب ، و الإرهاب ، حتى يصبح بمستطاعه أن يخمدها بالقوة ، التي لا يعرف سواها ، و هو ما سبق أن ذكرته في السابع و العشرين من يناير 2011 .
مقدمة أراها ضرورية ، حتى لا يُساء فهم ما سيأتي به المقال ، و حتى لا يحاول أحد تشويه رسالة المقال ، بلي معناها ، و حرفها عن مغزاها الأصلي .
في هذه الآونة ، و بعد أن تعدت الثورة يومها العاشر ، كثر الحديث عن التأثير الإقتصادي السلبي لثورة الشعب المصري ، على الإقتصاد المصري .
كثر الحديث عن الخسائر الإقتصادية اليومية للإقتصاد المصري ، و التي وصلت إلى أكثر من ثلاثمائة مليون دولار يوميا ، كما يقولون .
نظام مبارك يعتقد أنه بالتركيز على تلك الأخبار سيجعلنا نتوقف ، نتيجة شعورنا بالخوف ، أو الخجل .
نظام مبارك يريد اللعب على مشاعر الوطنية المصرية ، أو مشاعر الخوف من المستقبل ، حتى نوقف ثورتنا .
لكننا لن نوقف ثورتنا ، حتى لو وصلت الخسائر لأضعاف ذلك الرقم ، و ذلك للأتي :
أولا : إننا نمارس الطريقة الوحيدة المشروعة المتاحة لدينا لإسقاط
النظام .
نحن نتظاهر ، لأننا نريد تغيير النظام الذي حكمنا ثلاثين عاما تقريبا ، و ليس تخريب الإقتصاد .
لم نذهب للإحتجاج بهدف تخريب الإقتصاد ، إذا نيتنا سليمة ، و مشروعة .
ثانيا : إننا ، في غالبيتنا الساحقة ، لم نذق ، و لم نر ، أي ثمرة لذلك
النمو الإقتصادي ، الذي طنطن له النظام ، و طبل ، و زمر ، و رقص ، لسنوات ، و لطالما أشادت به المجلات الإقتصادية العالمية ، و منتديات النخب ، مثل منتدى دافوس ، و غيره .
الشاب الذي لا يعمل منذ تخرج منذ عشر سنوات ، لم يذق ثمرة نمو إقتصاد نظام مبارك ، بل ذاق المر .
و تجرع المر معه ذاك الذي يعمل في وظيفة لا تناسب مؤهله ربما لأكثر من عقد ، و ذلك الذي يكاد يقتل نفسه بالعمل في وظيفتين بدوام كامل في الإثنتين .
الفتاة التي تأخر عنها قطار الزواج ، و ربما فقدت الفرصة في الإنجاب ، بسبب الأزمة الإقتصادية المستمرة منذ ثلاثين عاما ، لا تعرف شيء عن النمو الذي تحقق ، و لا تخاف بالتالي أن يتأثر ذلك النمو ، و بالتالي لا أعتقد إنها ستوقف مشاركتها في الثورة بسبب تلك الأنباء التي تقلق نخب النظام .
و مثلها الفتاة المتخرجة حديثا ، أو الطالبة ، التي تخاف أن تلحق بها .
الأب الذي لا يشتري اللحوم الحمراء إلا مرات معدودات في العام لأطفاله ، حتى يعرفوا ما هي اللحوم الحمراء ، شكلا ، و مذاقا ، هو أيضا لا يهمه إقتصاد نخبة نظام مبارك ، و لا يعنيه خسائر إقتصاد تلك النخبة ، و بالمثل للمتقاعد الذي لا يعرف أينفق جنيهاته القليلة على الغذاء ليبقى حيا ، أم الدواء ، ليخفيف آلامه ، لأنه لا يملك ثمن الإثنين .
الطالبات ، و الطلاب ، الذين يعايشون مقاساة أسرهم في تدبير أمر الحياة اليومية ، و يرون مقاساة نظرائهم الذين سبقوهم في التخرج من الجامعات ، و المعاهد ، و المدارس الفنية ، هم أيضا لا يرتعدون عندما يسمعون رقم الثلاثمائة مليون دولار كخسارة يومية .
كل هؤلاء لا يهمهم أن يخسر الإقتصاد ثلاثمائة مليون دولار يوميا ، لأنهم إما خسروا حياتهم بالفعل ، أو قسط كبير منها ، حياتهم التي أصبحت بفضل نظام مبارك كابوس مستمر ، و إما يخافون أن يخسروها كما خسرها آبائهم ، و أمهاتهم .
هؤلاء هم المتظاهرون ، الذين يقفون أمامك الأن يا مبارك .
لم نكن يوما شركاء في الأيام الحلوة التي مرت على الإقتصاد المصري .
لم نذق طيب مذاق النمو الإقتصادي في الأعوام الماضية ، فلماذا نخاف عليه اليوم ؟
ما يهمنا هو نوعية حياتنا التي نعيشها ، لا ما يكتب في الصحف ، و يذكر في دافوس .
لا نخاف أن تنقص حصيلة ما يصب في جيوب الأسرة الحاكمة ، و كبار رجال الأعمال غير الشرفاء المرتبطين بنظام مبارك .
أمثال عز ، و ساويرس ، و طلعت ، و أبو العينين ، و بالتأكيد النجلان ، هم الذين عليهم القلق من تلك الخسائر الإقتصادية .
ما يقلقهم ، لا يقلقنا .
ليس لدينا ما نخسره .
هل فهمت تلك الجملة الخطيرة ، التي تحدد كل شيء ؟
هل ستهددنا بوقف رواتبنا ، و معاشات تقاعدنا ، يا حسني ؟
إفعلها لو كنت رجل .
هل ستوقف الرغيف المدعوم يا عمر ؟
إفعلها لو كنت رجل .
هل ستقطع عنا الماء ، و الكهرباء ، يا جمال ؟
إفعلها لو كنت رجل ، و ابن رجل .
هل ستوقف الموصلات العامة ، و ترفع سعر البنزين ، و الغاز ، يا علاء ؟
إفعلها لو كنت رجل ، و ابن رجل .
هل ستصرخ يا عز ، إرفعوا أسعار الأغذية ؟
أفعلها لو كنت رجل .
مبارك يظن إنه بالنفس الطويل سوف يجعلنا نمل ، و ننفض .
لا ، لن نتوقف ، لإننا معاندين مثله ، كما إننا إكتشفنا نقطة ضعف ذلك النظام ، و بفضله هو .
هذه الخسائر التي يتحدث عنها نظام مبارك ، و جمال ، و سليمان ، هي نقطة ضعفه .
لنجعل إقتصادهم يخسر ، فهو ليس إقتصادنا ، إنه إقتصاد آل مبارك ، و سليمان ، و شفيق ، و عز ، و ساويرس ، و أبو العينين ، و غيرهم ، فليخسروا ، فقد خسرنا ما هو أغلى .
هذا لا يعني أبدا إننا لسنا حريصين على الإقتصاد المصري ، بل على العكس ، نحن حريصين على الإقتصاد المصري ، و لكننا نريده بالفعل مصري ، للمواطن المصري ، و ليس لبعض اللصوص الذين يحكمون مصر .
نحن نريد بناء مصر قوية إقتصاديا ، تصل فيها ثمرة الإزدهار لكل مواطن مصري جاد ، و شريف .
أما الأن ، فقد خسرنا حياتنا ، خسرنا الأمل لأطفالنا ، خسرنا الفرصة الجيدة لشبابنا ، و لهذا سنظل معتصمين ، حتى يستسلم نظام مبارك ، أو يفلس ، ليستسلم أيضا .
لا بديل عن إستسلام ذلك النظام .
سنرى من ستنكسر إرادته أولا ، شعب مصر ، أم أنت يا مبارك ، و نظامك .

 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
 
05 فبراير 2011
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق