الخميس، 14 فبراير 2013

إسبوعان من التظاهر و سيقف مبارك و سليمان أمام المحكمة

إسبوعان من التظاهر و سيقف مبارك و سليمان أمام المحكمة
 
أن يعود الثوريون ، زملاء الأمس ، للطريق الثوري الصائب ، فهذا شيء رائع ، يجب الترحيب به بشدة .
أن يدرك الثوريون أن الثورة لم تحقق في الحقيقة إلا شيء واحد ، هو الإطاحة بأسرة مبارك عن عرشها ، و إنها في الحقيقة لم تسقط النظام الذي أسسه حسني مبارك ، فهذا دليل على عودة البوصلة السياسية الثورية للعمل ، بعد أن تعطلت لفترة ، لدى البعض ، فضلوا الطريق لفترة ، و أضلوا أخرين معهم .
أن يعود الثوريون لإدراك الوظيفة الحقيقية للثورة ، فهذا دليل على النضج الثوري .
أن ينبذ الثوريون الحقيقيون العملاء المندسين بينهم ، فهذا أمر يستحق الإشادة ، و لكن عليهم أن يدركوا أن عملية تطهير الثورة من العملاء عملية مستمرة ، لأن الإختراق المعادي لا يتوقف .
لهذا فإن حزب كل مصر يعلن عودته للمشاركة في فعاليات التظاهر ، فعاليات الثورة ، لأن التغير الإيجابي الذي حدث في تفكير البعض خلال هذا الإسبوع ، يتوافق تماماً مع نهج حزب كل مصر ، و مع رؤيته لتصحيح مسار الثورة ، و التي جاءت في مقالين حديثين هما :
الأول : النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف .
الثاني : جُمع قتل الثورة .
لكن هذا الترحيب بتصحيح مسار الثورة ، و الذي حدث هذا الإسبوع ، لا يعني الموافقة تماماً على كامل المسار .
إنني أرحب بالتغير الذي حدث لأنه حدث في الإتجاه الصحيح ، و لكن ليس لأنه صحيح مائة في المائة .
الشيئان الإيجابيان اللذان حدثا مؤخراً في المسار الفكري للثورة يتركزا في :
أولاً : العودة لتبني الأهداف التي تعد من مهام الثورة إنجازها ، بعد أن خرجت الثورة عن المسار الصحيح في الفترة التي تلت هزيمة الإستفتاء مباشرة ، تلك الهزيمة التي كان السبب فيها ضعف القيادة التي قادت حملة لا للتعديلات .
ثانيا : التأكيد لمرة أخرى على إحترام الجيش المصري ، و التأكيد على الفصل بين المجلس العسكري الحاكم ، أي المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيلته الحالية التي تم إختيارها في عهد مبارك ، و بين الجيش المصري ، الذي هو مؤسسة مصرية وطنية عريقة نعتز بها ، و نفخر .
على إنه من الضروري أن أؤكد أن العلاقة الطيبة بين الشعب ، و الجيش ، يجب أن تكون دائماً في إطار معرفة كل من الطرفين ، أن الشعب هو الأصل ، و أن الجيش هو الفرع ، أو بمثابة علاقة أب ، و ابنه ، كما ذكرت في مقال أثناء معمعة الثورة عنوانه : الشعب و جيشه ، أب و ابنه .
المقال منشور أيضاً في يوتيوب كتسجيل صوتي بنفس العنوان في قناة حزب كل مصر :
allegyptparty.
أما السلبيات التي يجب تصحيحها فهي :
السلبية الأولى : وضع حزمة كبيرة من المطالب مرة واحدة ، أو فقد التركيز .
نعم إنها مطالب لا خلاف عليها ، و أذكربعضها بإختصار : محاكمة مبارك و كبار أعوانه ، و الإفراج عن معتقلي الرأي الذين أعتقلوا قبل الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و بعده ، و حرية التظاهر ، و تطهير الإعلام ، و مصادرة أموال الفاسدين و على رأسهم أسرة مبارك ، و أنا شخصياً قد ذكرت معظمها في مقال : النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ، المنشور في الحادي و العشرين من مارس 2011 ، و لكن في نفس المقال دعوت إلى التركيز .
دعوت إلى وضع مطالبنا أمام السلطة الحالية الواحدة بعد الأخرى ، لأن في ذلك تركيز ، و أيضاً إنهاك لخصومنا ، خصوم الثورة ، خصوم الشعب المصري .
لا يصح أن نضع حزمة كبيرة من المطالب ، و بعد جهد جهيد منا ، يلعب نظام عمر سليمان ، الحاكم الفعلي لمصر حالياً ، لعبة خبيثة فيستجيب لأدناها في الأولوية ، و ربما أيضا بشكل صوري ، و لأعرض سيناريو من الممكن أن يتحقق :
أليس في إمكان نظام عمر سليمان ، بعد أن يلمس إصرارنا ، أن يستجيب لأقل المطالب في الأولوية الآن ، فيقوم بإقالة بعض رموز الإعلام الرسمي ، و الصحافة المدعوة بالقومية ، ليتم تصعيد الصف الثاني ، الغير معروف شعبياً ، و لكنه لا يقل في الولاء لعمر سلميان عن الصف الأول ، و ذلك بعد وقت طويل من التظاهر ، بهدف إنهاكنا أيضاً ؟؟؟
و عندها يظن البعض منا إننا إنتصرنا ، و يرفع في فيسبوك ، في حساباته ، و مجموعاته ، و صفحاته ، لافتات : الثورة إنتصرت ، كما حدث بعد سقوط حسني مبارك ، و بعد إقالة شفيق ، ليعود البعض لبيوتهم و هم مسرورين ، معتقدين إنهم أنجزوا المهمة ، و يتفتت الصف مرة ثانية ، و ليضيع وقت طويل آخر في لملمة الصفوف ، نتلقى خلاله ضربة ، أو ضربات ، أخرى من عمر سليمان ، تم تجهيزها بعناية في أروقة إستخبارته .
إذاً لنضع طلب ، ثم أخر ، أمامهم ، و لتكن البداية بالأهم ، و الأكثر تأثيراً ، و إلحاحاً .
و الأهم هو محاكمة كل من حسني مبارك ، و عمر سليمان ، أما فتحي سرور ، و عزمي ، و صفوت الشريف ، فليسوا بنفس أهمية الرأسين الكبيرين .
إننا نطالب بمحاكمة عاجلة لرأس سابق للنظام ، و رأس حالي للنظام ، و ليس مجرد أدوات .
عندما يغيب الرأس ، يفقد الجسم توازنه ، هل أدركتم أهميتهما ؟؟؟
السلبية الثانية : إفتقاد الثورة في فصلها الثاني ، للإستمرارية التي
تمتعت بها في فصلها الأول .
إنه نفس الشيء الذي عبته على بعض زملائنا الثوريين في مقال : جُمع قتل الثورة .
لن نحقق شيء و نحن نذهب للتظاهر في نهاية الأسبوع ، و في كل مرة بلافتة جديدة ، و كأنها قد أصبحت نزهة أسبوعية .
لنتذكر دائماً ، أن مبارك سقط بعد ثمانية عشر يوماً من التظاهرات
العارمة ، و سقط معه عمر سليمان من الصورة ، و إن لم يكن من المسرح ، فهو لازال يحكم ، لكن من وراء الستار ، و لكي نحاكمهما بجدية ، فربما نحتاج إلى أسبوعين من التظاهرات السلمية ، بدون أي إنقطاع ، و بنفس الحجم من التظاهرات ، و نفس التصميم ، و العزيمة ، الذين أسقطوا أسرة مبارك .
النزهات الأسبوعية لا تحقق شيء .
الربض كـأسود في ميدان التحرير ، و ميادين عواصم المحافظات ، لأسبوعين ، أو حتى أكثر ، بدون أي إنقطاع ، مع الزئير المستمر بشكل يومي ، و بشكل سلمي ، مطالبين بمحاكمة كل من حسني مبارك ، و عمر سليمان ، هو ما سيجعلهما يقفان بالفعل في قفص الإتهام ، أمام هيئة قضائية مدنية نزيهة .
بالتوازي مع ذلك يمكن إضافة طلب واحد أخر ، لضرورته الإنسانية الملحة ، و هو الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين ، و الذين تم إعتقالهم في أي وقت ، و القابعين وراء الأسوار بدون أحكام قضائية مدنية نزيهة .
علينا ترتيب الأهداف بحسب الأهمية ، ثم إنجازها الواحد بعد الآخر ، بالإستمرارية في التظاهر .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
الاسم في الأوراق الرسمية : أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

31-03-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق