إسرائيل لا تغلق الباب تماما
مثلنا
لو
عقدت مقارنة في ميدان السياسة الخارجية بين الدول العربية ، و إسرائيل ، على أن
تكون تلك المقارنة في جملة واحدة ، لقلت : هم يصلون ، أو يحاولون الوصل ، و نحن
نقطع .
خير ميدان لإثبات هذه العبارة هو ميدان العلاقات مع إيران .
ربما لا يوجد في الوقت الراهن ، على مستوى العالم ، علاقة أكثر سوء ، بين نظامين ، من العلاقة بين النظام الإيراني القائم حالياً ، و إسرائيل .
لكن هذا التوتر ، المنذر بأعمال عسكرية ، لم يمنع القيادة الإسرائيلية ، ممثلة في الرئيس الإسرائيلي من توجيه كلمة طيبة للشعب الإيراني ، العام الماضي ، بمناسبة رأس العام الفارسي .
في تلك الكلمة ألقى بيريز الضوء على العلاقات التاريخية التي ربطت اليهود بالشعب الإيراني ، فأعاد التأكيد على الإعتراف اليهودي بالعرفان للملك كورش ، مؤسس الإمبراطورية الفارسية ، عندما سمح بعودة اليهود من النفي ، و بناء الهيكل الثاني .
إسرائيل فصلت بذكاء ، بين نظام حكم ، زائل ، طال الوقت ، أو قصر ، كما هو مصير كل الأنظمة ، و بين الشعب ، الأكثر بقاء .
إسرائيل تتحرك في ضوء تلك القاعدة البسيطة ، و الهامة : الشعوب باقية ، و الأنظمة تذهب .
على الجانب الأخر ، لو نظرنا للأنظمة العربية ، نجدها لا تفرق - في معظمها - بين شعوب ، و أنظمة ، فبمجرد أن تتوتر العلاقات بين نظامين ، أحدهما على الأقل عربي ، حتى ينفتح الصنبور الإعلامي العربي ، مطلقا كل ما يجرح ، ليس فقط النظام الأخر ، بل و شعب ذلك النظام .
مشكلة تسمية الخليج ، مثال جيد على ذلك ، و هي المشكلة التي تسبب فيها عبد الناصر ، فبسبب إختلافه مع الشاه الإيراني ، بادر من تلقاء نفسه ، و دون إعتبار للقواعد التي تحكم تسمية الأماكن الجغرافية ، بإستبدال كلمة الفارسي بالعربي .
مبادرة ناصرية رعناء ، مثل الكثير غيرها ، لم تضر الشاه بالقدر الذي جرحت فيه الشعور الشعبي الإيراني لليوم ، و تتسبب لليوم في توتر العلاقات الشعبية الإيرانية - العربية ، كما تثبت الحوادث المتجددة .
و منذ أعوام ، و بسبب التوتر بين النظام السعودي ، و الأنظمة الدائرة في فلكه ، من جهة ، و النظام الإيراني الحالي من جهة أخرى - و الذي أختلف معه بالتأكيد ، كما هو واضح من مقالات سابقة منشورة ، بدأت أولها بشجبي لحادثة أضطهد فيها بعض المتصوفة الإيرانيين - لا تكف أجهزة الإعلام السعودية ، و المستوعدة ، ليس فقط عن نقد ، و مهاجمة النظام الإيراني سياسيا ، كما يفعل العقلاء ، بل إنها تنهال أيضا بدلاء قاذوراتها على الشعب الإيراني ، فأصبحوا هم الشعوبيين ، المجوس المتنكرين ، كارهي العرب ، و المتآمرين عليهم ، العامرة قلوبهم بالحقد ، و الكره ، الوراثيين ، للعرب ، إلى أخر القائمة المعروفة عند إتهام الفرس ، أو الإيرانيين .
نحن عندما نخاصم نفجر ، و لا نعرف في خصامنا حدود ، فلا نرى فارق بين شعب ، و نظامه ، تماما كالذي يتشاحن مع زميله في العمل ، و بدلا من أن يركز نقده على موضع الخلاف ، ينطلق فيشتم زميله ، في آبائه ، و عرضه ، و يجرده من كل فضيله ، و يلصق به كل نقيصة .
شخص بمثل تلك المواصفات ، هل يتوقع أن تصفو علاقته بسهولة مع زميله ؟؟؟
لا أحد يفجر فجورنا عند الخصام ، فالأنظمة الحاكمة في إسرائيل ، و الغالبية الساحقة من الأنظمة في العالم ، لا تفجر فجورنا عند الإختلاف ، إنها دائما لا تغلق الباب تماما ، تحسبا للمستقبل ، حين تزول أسباب التوتر ، و لعل الشعوب العربية تلاحظ كيف يحرص الساسة ، و الدبلوماسيين ، الإسرائيليين ، على التذكير بالأصل المشترك بين العرب ، و اليهود ، في كل فرصة سانحة ، مهما كان مستوى العلاقات بين إسرائيل ، و الأنظمة العربية .
العذر الوحيد الذي يخفف من ألمي هو إننا لازلنا غير ديمقراطيين ، و بالتالي فإن مصالح حكامنا ، غالبا ما تكون مناقضة لمصالحنا كشعوب ، و لازال إعلامنا ، عام ، و خاص ، في قبضة السلطة ، تسخره لمصالحها ، التي غالبا ما تقف على نقيض مصالح الشعوب ، لأن مصالح الأنظمة الإستبدادية أقصر ، كأعمارها ، من مصالح الشعوب ، و أعمارها .
خير ميدان لإثبات هذه العبارة هو ميدان العلاقات مع إيران .
ربما لا يوجد في الوقت الراهن ، على مستوى العالم ، علاقة أكثر سوء ، بين نظامين ، من العلاقة بين النظام الإيراني القائم حالياً ، و إسرائيل .
لكن هذا التوتر ، المنذر بأعمال عسكرية ، لم يمنع القيادة الإسرائيلية ، ممثلة في الرئيس الإسرائيلي من توجيه كلمة طيبة للشعب الإيراني ، العام الماضي ، بمناسبة رأس العام الفارسي .
في تلك الكلمة ألقى بيريز الضوء على العلاقات التاريخية التي ربطت اليهود بالشعب الإيراني ، فأعاد التأكيد على الإعتراف اليهودي بالعرفان للملك كورش ، مؤسس الإمبراطورية الفارسية ، عندما سمح بعودة اليهود من النفي ، و بناء الهيكل الثاني .
إسرائيل فصلت بذكاء ، بين نظام حكم ، زائل ، طال الوقت ، أو قصر ، كما هو مصير كل الأنظمة ، و بين الشعب ، الأكثر بقاء .
إسرائيل تتحرك في ضوء تلك القاعدة البسيطة ، و الهامة : الشعوب باقية ، و الأنظمة تذهب .
على الجانب الأخر ، لو نظرنا للأنظمة العربية ، نجدها لا تفرق - في معظمها - بين شعوب ، و أنظمة ، فبمجرد أن تتوتر العلاقات بين نظامين ، أحدهما على الأقل عربي ، حتى ينفتح الصنبور الإعلامي العربي ، مطلقا كل ما يجرح ، ليس فقط النظام الأخر ، بل و شعب ذلك النظام .
مشكلة تسمية الخليج ، مثال جيد على ذلك ، و هي المشكلة التي تسبب فيها عبد الناصر ، فبسبب إختلافه مع الشاه الإيراني ، بادر من تلقاء نفسه ، و دون إعتبار للقواعد التي تحكم تسمية الأماكن الجغرافية ، بإستبدال كلمة الفارسي بالعربي .
مبادرة ناصرية رعناء ، مثل الكثير غيرها ، لم تضر الشاه بالقدر الذي جرحت فيه الشعور الشعبي الإيراني لليوم ، و تتسبب لليوم في توتر العلاقات الشعبية الإيرانية - العربية ، كما تثبت الحوادث المتجددة .
و منذ أعوام ، و بسبب التوتر بين النظام السعودي ، و الأنظمة الدائرة في فلكه ، من جهة ، و النظام الإيراني الحالي من جهة أخرى - و الذي أختلف معه بالتأكيد ، كما هو واضح من مقالات سابقة منشورة ، بدأت أولها بشجبي لحادثة أضطهد فيها بعض المتصوفة الإيرانيين - لا تكف أجهزة الإعلام السعودية ، و المستوعدة ، ليس فقط عن نقد ، و مهاجمة النظام الإيراني سياسيا ، كما يفعل العقلاء ، بل إنها تنهال أيضا بدلاء قاذوراتها على الشعب الإيراني ، فأصبحوا هم الشعوبيين ، المجوس المتنكرين ، كارهي العرب ، و المتآمرين عليهم ، العامرة قلوبهم بالحقد ، و الكره ، الوراثيين ، للعرب ، إلى أخر القائمة المعروفة عند إتهام الفرس ، أو الإيرانيين .
نحن عندما نخاصم نفجر ، و لا نعرف في خصامنا حدود ، فلا نرى فارق بين شعب ، و نظامه ، تماما كالذي يتشاحن مع زميله في العمل ، و بدلا من أن يركز نقده على موضع الخلاف ، ينطلق فيشتم زميله ، في آبائه ، و عرضه ، و يجرده من كل فضيله ، و يلصق به كل نقيصة .
شخص بمثل تلك المواصفات ، هل يتوقع أن تصفو علاقته بسهولة مع زميله ؟؟؟
لا أحد يفجر فجورنا عند الخصام ، فالأنظمة الحاكمة في إسرائيل ، و الغالبية الساحقة من الأنظمة في العالم ، لا تفجر فجورنا عند الإختلاف ، إنها دائما لا تغلق الباب تماما ، تحسبا للمستقبل ، حين تزول أسباب التوتر ، و لعل الشعوب العربية تلاحظ كيف يحرص الساسة ، و الدبلوماسيين ، الإسرائيليين ، على التذكير بالأصل المشترك بين العرب ، و اليهود ، في كل فرصة سانحة ، مهما كان مستوى العلاقات بين إسرائيل ، و الأنظمة العربية .
العذر الوحيد الذي يخفف من ألمي هو إننا لازلنا غير ديمقراطيين ، و بالتالي فإن مصالح حكامنا ، غالبا ما تكون مناقضة لمصالحنا كشعوب ، و لازال إعلامنا ، عام ، و خاص ، في قبضة السلطة ، تسخره لمصالحها ، التي غالبا ما تقف على نقيض مصالح الشعوب ، لأن مصالح الأنظمة الإستبدادية أقصر ، كأعمارها ، من مصالح الشعوب ، و أعمارها .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد
علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين
الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية :
الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
12-03-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق