السبت، 9 فبراير 2013

و أين شفاء الصدور لو نفق قبل محاكمته ؟

و أين شفاء الصدور لو نفق قبل محاكمته ؟

كانت العملية الجراحية التي أجراها سيادة الرئيس أبو جيمي مؤخرا في ألمانيا ، فرصة لقراءة ما في عقول قطاعات من الشعب المصري .
القراءة تهمنا للتعامل مع الحاضر ، و لرسم خطى المستقبل .
لقد كان رد الفعل الغالب هو الإحباط الشديد بعد الإعلان عن نجاح العملية الجراحية .
و تراوحت الردود بين تمني وفاته أثناء العملية ، أو الغياب في غيبوبة دائمة لا يفيق منها ، إلى تمني أن يكون الورم المستأصل في الحقيقة خبيث ، و ما إلى ذلك .
في الإحباط الذي شعر به الشعب المصري ، شيء واحد إيجابي ، و هو الدليل على إدراك الشعب بشكل جيد لواقعه ، و رفضه لهذا الواقع ، و تمنيه الخلاص منه ، و على وجود جذوة من الغضب تعتمل في النفوس ، و بالتالي فإن الشعب ليس مخدر كما يروج عملاء السلطة لأجل إحباط المعارضة ، و صرفها عن السير في طريق التحدي .
كما كان في رد فعل الشعب جانب سلبي ، إذ إنه دليل على الإستسلام للواقع المر ، و أن جذوة الغضب ، و إن كانت موجودة ، إلا إنها لازالت لهب ضعيف ، لم يضطرم نارا ، و أن الحل في نظر غالبية الشعب يُنتظر دائما أن يكون دون أي جهد بشري .
الوضع ليس سيء تماما في وجه المعارضة المصرية الصادقة ، و الجادة ، لأن الجانب الإيجابي في قراءة ردة الفعل على قيام أبو جيمي بالسلامة ، يعطي الأمل ، و يجعلنا لسنا بحاجة لبذل الجهد الكثير لتوعية الشعب بحاله ، و إن علينا الإنتقال للمرحلة التالية ، و هي الترويج للعمل الشعبي الإيجابي ، للإطاحة بذلك النظام الفاسد .
أي نقل الشعب من الغضب السلبي ، إلى الغضب الإيجابي .
و هذا يحتاج في البداية إلى إيضاح أن إستبدال شخصيات الحكام ، دون إستبدال النظام ذاته ، ليس إلا تغيير فارغ ، خاصة في ظل التوريث ، الذي أصبح لا يعطي حتى فرصة للإستبشار ، و رسم الآمال ، كما كان يحدث مع بداية حكم أي رئيس جديد .
فالحاكم الذي سيحل بدلاً من النافق ، ليس إلا الحاكم الحالي الذي يختص بالسياسات الداخلية للدولة ، و التي تهمنا كشعب في المقام الأول ، و الشعب بالفعل غاضب على هذه السياسات التي وسعت رقعة الفقر ، و جرعت المعاناة بالجملة .
هذا عن دلائل ردة فعل الشعب المصري ، و التي تعاملت معها بإختصار شديد لضيق الحيز ، و لإنني أريد أن أنتقل لجانب أخر يتعلق بنفس الموضوع ، في هذا المقال .
سؤالي لكل من أحبط بعد سماعه بنتيجة العملية الجراحية : أين شعورك بالحاجة للقصاص من ذلك الشخص ؟؟؟
لن أستفيض فأذكر ضحايا التعذيب ، و من قضوا زهرة شبابهم في المعتقلات دون محاكمات ، و لا من هتكت أعراضهم ، و لا من سرقت ممتلكاتهم ، بل سأسأل المواطن العادي ، الذي قضى حياته سائرا بجوار الحائط :
هل بالفعل أقصى ما تتمناه لأبو جيمي ميتة في غرفة عمليات ، أو غيبوبة دائمة ، بعد حكم ظالم دام قرابة ثلاثة عقود ، تم فيها سرقة مستقبلك لو كنت الأن تجاوزت الخامسة و الثلاثين ، و لازلت تتخبط في هذه الحياة بلا أمل ، أو سرقت طفولة أطفالك أمام ناظريك ، لو كنت أب أو أم ، أو كنت شاب في مقتبل العمر ، و ترى المستقبل حالك في وجهك ، أو متقاعد تتضور ألما من ضآلة راتب التقاعد ؟؟؟
أين شفاء الصدور لو نفق أبو جيمي بدون محاكمة مصرية عادلة ؟؟؟
القصاص الذي نريده قصاص حضاري ، فنحن لا نريد لأحد نهاية دموية همجية كنهاية موسوليني .
القصاص الذي نعنيه ، و نبغيه ، ليس إلا الوقوف أمام محكمة مصرية مدنية ، تسير على هدي القانون المدني الجنائي المصري ، ليس أكثر ، و لا أقل .
لسنا مثل آل مبارك ، نعذب ، و نسمم ، و نقتل غيلة ، و نهتك الأعراض .
لأن أول شعب عرف القانون ، لا يقتص إلا بالقانون .
فقط نريد شفاء صدور ثمانين مليون ضحية ، سرقت حياتهم منهم .
و ليتأكد ضحايا آل مبارك ، إنه في كل يوم سيقف آل أبو جيمي في قفص الإتهام سيكون بمثابة ميتة يومية لهم .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

11-03-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق