الأحد، 10 فبراير 2013

في قضية الردة ، لنخسرهم ، و لنكسب العالم

في قضية الردة ، لنخسرهم ، و لنكسب العالم

بعد قيام بابا الفاتيكان الحالي بتعميد صحفي إيطالي من أصل مصري ، كتبت مقال في ذهني ، تتضح فكرته - بعض الشيء - من عنوانه الذي إخترته له ، و هو : لنخسر علام ، و لنكسب العالم .
كان باعثي للتفكير في ذلك المقال ، هو تخوفي من رد فعل عنيف ، أو غوغائي ، يصدر من بعض إخواني في الدين ، يتمثل في مسيرات تُحرق فيها دمى تمثل رأس الكنيسة الكاثوليكية ، و هو أقل الأفعال خطورة ، إلى التهديد بإغتيال البابا ، أو ذلك الصحفي ، أو الإعتداء على بعض المسيحيين في البلدان الإسلامية ، سواء أكانوا مواطنين بها ، أو أجانب وافدين عليها ، أو حرق ممتلكات تعود لأفراد مسيحيين ، أو لهيئات مسيحية .
لكن لم يحدث شيء من هذا كله ، و إتسمت ردود أفعال معظم الأعضاء البارزين في المجتمع الإسلامي في إيطاليا بالإتزان الشديد ، أو بالتحضر الذي يمثل الروح الإسلامية الحقيقية .
فقد تراوحت ردود الأفعال ، من نقد مهذب لرأس الكنيسة الكاثوليكية ، إلى التمنيات الطيبة للأستاذ علام في أن يجد في دينه الجديد السلام النفسي الذي كان ينشده .
مع ردود أفعال حضارية إسلامية كهذه ، لم أجد ضرورة لإنزال المقال من ذهني إلى حاسبي الشخصي ، و منه إلى النشر .
و لكن للأسف أجد نفسي ، من وقت لأخر ، مجبراً على كتابة مقال مشابه للمقال الذي لم أكتبه ، و أنا أجد نقيض لردود أفعال زعماء الجالية الإسلامية في إيطاليا ، تحدث في بعض الدول ذوات الأغلبيات الإسلامية ، مع كل تجدد لقضية الإرتداد عن الإسلام ، و ها أنا ذا أكتبه الأن .
لا أعتقد إنني بحاجة للحديث عن الإختلاف في التعامل مع قضية الردة عندنا في مصر ، و في الكثير من الدول ذوات الأغلبيات الإسلامية ، عن الإسلوب الذي تعامل به المجتمع الإسلامي في إيطاليا معها .
لا حاجة للحديث عن العنف ، و التهديد بإستخدام العنف ، بحق المتنصرين ، في مصر ، و بعض الدول ذوات الأغلبيات الإسلامية ، لأننا نعلمه .
لا أود أن يعتقد بعض إخواني في الدين ، إنني عندما تبنيت عنوان للمقال المشار إليه أعلاه ، و الذي لم يكتب ، و هو : لنخسر علام ، و لنكسب العالم ، كان في ذلك تعطيل لحكم شرعي بقتل المرتد ، و ذلك لأغراض تكتيكية دعوية ، ذلك لأن إيماني الراسخ بضرورة ترك المرتد لحال سبيله ، و عدم التعرض له بأي أذى ، مادي كان ، أو معنوي ، دون الإمتناع عن النقاش معه بالحسنى ، مصدره حكم شرعي إلهي ، يوجد في القرآن الكريم ، المصدر الأعلى للتشريع في الإسلام ، و الذي يعلو على كافة المصادر الأخرى ، و لا يعلى عليه ، و ذلك في الآيات التالية : الكهف 29 ، و البقرة 256 ، و يونس 99 .
آيات قرآنية نجد تطبيق لها في حياة خاتم المرسلين ، محمد ، صلى الله عليه و سلم ، مثل في أحد بنود صلح الحديبية .
لقد أذن ذلك البند لمن شاء من إعضاء المجتمع الإسلامي ، بالإرتداد عن الإسلام ، و مفارقة المجتمع الإسلامي ، و الإنضمام للمجتمع الوثني بمكة ، مع ملاحظة إن صلح الحديبية ، لم يكن أكثر من هدنة حربية ، محددة المدة ، و نحن نعلم أن تلك المدة لم تكتمل ، أي كان إنضمام أي مسلم سابق للوثنيين بمكة ، إنما إنضمام لأعداء حربيين صرحاء ، و في هذا نقض صريح لرأي شرعي أخر ، يرى أن قتل المرتد واجب فقط في زمن الحرب .
إنني متأكد بإننا لو طبقنا ما جاء في القرآن الكريم ، و ما أكدته السيرة النبوية المطهرة في زمن حرب ، فإننا سنكسب في مقابل كل مفارق للإسلام ، آلاف أخرين ، سيعلمون أنه لا يوجد سيف مسلط على أعناقهم ، و إن الإسلام دين يحفظ كل عضو بداخله ، بمخاطبة عقله ، و وجدانه ، و ليس بالسيف ، لأنه لا يوجد لدينا أي درجة من الإكراه ، أو التهديد .

23-05-2010

ملحوظة دائمة : لست مسئول عن التلاعب الأمني الصبياني في المقالات ، و الذي يشمل التلاعب في طريقة كتابة الكلمات ، و في النص بالحذف ، و الإضافة ، و أرجو من القارئ الكريم ألا يسمح لتلك التلاعبات الأمنية الصبيانية بصرفه عن الأفكار الواردة بالمقالات .

توضيح هام :
نظرا للظروف الأمنية التي أعيش في ظلها في المنفى ، فإنني أعلن من الأن إنني أحمل مسئولية أي مكروه يحدث لشخصي البسيط في المستقبل ، كالإختطاف ، أو الإغتيال ، لمخابرات آل سعود ، و مخابرات آل مبارك ، و الأجهزة الأمنية و السياسية الرومانية ، التي توفر دعم هائل ، و واضح ، لجهازي المخابرات المصري ، و السعودي ، كما أذكر بالدور السوري ، و الذي سبق أن أشرت إليه في مواضع سابقة .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

23-05-2010







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق