الأحد، 10 فبراير 2013

المشكلة في البوصلة السياسية الإيرانية ، و ليست القنبلة

المشكلة في البوصلة السياسية الإيرانية ، و ليست القنبلة

إذا جاز لي الحديث عن بعض قناعاتي الشخصية قبل أن أدخل في صلب الموضوع ، فإنني أقف مع نزع شامل لأسلحة الدمار الشامل على مستوى العالم .
و أضيف لذلك أمنيتي في الحد من التسليح العادي الثقيل ، في المستقبل ، فقد رأى العالم ، على المسرح الأوروبي ، و البحر متوسطي ، في الحرب العالمية الثانية ، و غيرها ، ما يمكن أن يؤدي إليه السلاح الثقيل ، بمفرده ، من دمار في النفوس ، و الممتلكات .
و لهذا فإنني أعضد كل خطوة تؤدي بالبشرية إلى نزع سلاحها النووي ، نزعاً شاملاً ، و لو كانت تلك الخطوة صغيرة ، لأنني أؤمن بإن ذلك الهدف السامي لن يتحقق بين عشية ، و ضحاها ، في خطوة واحدة جبارة ، بل بالتدريج البطيء ، الذي سيستغرق حياة أكثر من جيل .
و لكن قناعاتي الشخصية هذه ، لا تقف حائلا بيني ، و بين العيش في الواقع الذي تحياه الإنسانية في هذا العصر ، و محاولة التعامل معه ، و المشكلة النووية الإيرانية ، الأن هي أحد معالم ذلك الواقع الذي تعيشه منطقتنا ، و العالم ، في الوقت الراهن ، تلك المشكلة التي تنذر بالإستفحال لتصل ربما إلى أعمال عسكرية .
سأفترض في هذا المقال أن كل ما يكال إلى إيران ، من إتهامات ، بشأن نواياها النووية ، إتهامات صحيحة ، و أن هناك نية ، و خطوات عملية ، إيرانية ، للحصول على سلاح نووي ، مع التشديد على كلمة أفترض .
بعض دول العالم أصبحت تؤمن بذلك ، و منها الولايات المتحدة الأمريكية ، و بعض الدول الكبرى في الإتحاد الأوروبي ، و غيرهم ، و هناك خطوات عملية تبدو في الطريق للوقوف ضد تلك النية الإيرانية - التي أفترضت صحتها كما ذكرت عالية - للحيلولة دون وصول إيران للسلاح النووي ، تتراوح بين عقوبات إقتصادية متدرجة في شدتها ، و التلويح بأعمال عسكرية .
فمن يجب أن نلوم ؟؟؟
و هل المشكلة بالفعل ، لدى تلك الدول التي تقف في مواجهة مع النظام الإيراني ، هي السلاح النووي حقا ، أم المشكلة لها وجه أخر ؟؟؟
أعتقد أن باكستان ، بسلاحها النووي الأكثر تقدما تكنولوجيا من القنبلة الهندية التي تمت تجربتها - بحسب شهادة علماء الفزياء النووية - تساعدنا في الحصول على إجابة السؤالين ، أكثر من القنابل النووية التي في حيازة الهند ، و ربما في جعبة كوريا الشمالية ، و التي كانت في الحقيبة النووية الجنوب أفريقية .
باكستان هي الدول الوحيدة الإسلامية التي تملك صراحة ترسانة نووية ، حازتها بعد جهد مضني إستغرق سنوات في برنامج نووي تسليحي صريح ، دشنه ذو الفقار علي بوتو ، الذي كان ينتمي للتيار الإشتراكي الإسلامي ، و في ظل وجود تيار إسلامي سياسي قوي على الساحة الباكستانية .
الفارق بين التعامل مع إيران اليوم ، و مع باكستان بالأمس ، و اليوم ، سببه هو الخط السياسي الذي تبنته كل من الدولتين ، و الفارق بين سياستي الدولتين هو الذي يقدم الإجابة عن السؤال الثاني .
باكستان منذ أعلنتها صريحة في رغبتها في سلاح نووي في السبعينيات من القرن العشرين ، ركزت على إنه سلاح دفاعي ، للردع ، فقط .
لم يسبق لباكستان أن أعلنت عن أي أمل ، أو نية ، في إزالة أي دولة من الوجود ، فعلى سبيل المثال : لم يهتف أي نظام باكستاني من أجل زوال الهند ، برغم تعدد نوعية الأنظمة التي توالت على حكم باكستان منذ ذو الفقار علي بوتو ، و إلى اليوم ، من أنظمة منتخبة ديمقراطيا ، إلى أنظمة إستبدادية عسكرية ، و من أحزاب شبه مدنية ، مثل حزب الشعب الباكستاني بشكله الحالي ، إلى أحزاب ذات صبغة دينية قوية .
لم يستدل العالم على وجود أي رغبة ، أو نية ، هجومية نووية ، لدى باكستان .
على نقيض ذلك تماما ، كان الموقف الإيراني السياسي ، التي لم يدخر نظامها وسعا في إثارة حفيظة العالم ، فكان إختلاف رد فعل الدول الغربية الكبرى ، التي لم تستطع أن تبتلع التصريحات الإيرانية الرسمية المتعاقبة عن النوايا الإيرانية النووية .
لهذا عندما أجيب عن السؤال الأول الذي طرحته عالية أقول : إن من ضمن من يجب أن نلوم ، لو حدثت مواجهات عسكرية ، أو عقوبات إقتصادية قاسية ، هي القيادة السياسية الإيرانية الحالية ، التي أهاجت العالم ، و لم تتعلم من جارتها الأقدم منها في التجربة النووية ، فن السياسة .
المشكلة لدى الدول الكبرى التي تقف في مواجهة إيران اليوم ليست في السلاح النووي بحد ذاته ، بل في البوصلة السياسية الإيرانية الحالية .
فهل ستدرك القيادة السياسية الإيرانية الحالية ذلك قبل فوات الأوان ؟؟؟

17-05-2010

ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم ، ألا يعير إهتمامه للتلاعبات الأمنية الصبيانية في المقالات ، و هي التلاعبات التي تشمل تغيير طريقة كتابة الكلمات - و هي أكثرها شيوعا - أو بالحذف ، و الإضافة ، و ليكن التركيز دائما على الأفكار الواردة بالمقالات ، فلم تفلح كل محاولاتي للحيلولة دون تلك التلاعبات الصبيانية ، بإمكاناتي التقنية المحدودة التي تقف مكتوفة أمام جبروت الإمكانات التقنية الهائلة المتوافرة تحت تصرف الأجهزة الأمنية التابعة لنظام آل مبارك ، و المتعاونة معه .
 
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر


17-05-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق