السبت، 9 فبراير 2013

الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية

الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية

الديمقراطية العراقية تقف بمثابة خنجر في قلوب الأنظمة العربية الإستبدادية ، كلما إزدادت عمقا ، و رسوخا ، زاد ألمهم ، و لكل نظام من تلك الأنظمة إسلوبه في التعامل مع ذلك الخنجر .
هناك من يفرخ الإرهاب فكريا ، و هناك من يتعهده بالتدريب ، ثم يرسله للداخل العراقي ، و هناك من يلعب بإسلوب أكثر توجها للداخل لديه .
نظام آل مبارك ينتمي للفئة الأخيرة ، في وقت حرج ، يعد فيه التوريث شغله الشاغل ، فالمهم الأن الجبهة الداخلية ، و لاحظ التسمية التي أطلقوها على الشأن المحلي المصري ، الجبهة الداخلية ، و هي تسمية معبرة بصدق عن رؤية النظام للداخل المصري ، أو للشعب المصري ، إنهم في حرب عليه ، إنهم على الجبهة ، متخندقين في معسكراتهم الأمنية ، و في إعلامهم ، و في خزانة الدولة .
إسلوب نظام مبارك الإعلامي واحد في كل تعاملاته مع كل الديمقراطيات ، و هو التركيز فقط على المثالب .
لقد ترك الإعلام السلطوي المصري ، تداول السلطة في العراق ، و ترك الإنتخابات ، و ترك حرية النقد ، و حرية تكوين الأحزاب ، و كل ما نفتقده في مصر منذ قرابة ستة عقود ، و ركز فقط على السلبيات ، و كأنه يتحسر على عدم ولادة الديمقراطية العراقية مكتملة النمو منذ يومها الأول .
تجاهلوا في ذلك الإعلام أن الخط البياني للديمقراطية العراقية في صعود ، و أن أقدامها تزداد رسوخا في نفوس الشعب العراقي مع كل إنتخابات ، و أن الناخب العراقي أيضا يزداد نضجا مع كل إنتخابات ، يدل على ذلك مقارنة نتائج الإنتخابات الحالية بالإنتخابات التي سبقتها .
لقد أدار قطاع ليس بالهين من الناخبين العراقيين ظهورهم للأحزاب الطائفية ، باحثين عن حل لمشاكلهم اليومية المدنية ، لدى الأحزاب المدنية ، الأكثر إقترابا للواقع اليومي .
نتيجة لقراءة بعض القيادات السياسية الواعية لهذه التحولات ، قبل الإنتخابات ، قامت هي الأخرى بتغيير مسارها ، و من تلك الشخصيات نوري المالكي ، فأصبحت أكثر إقترابا للقيم المدنية ، و باعدت بين نفسها و بين الفكر الطائفي ، نعم إختلفت درجة التحول بإختلاف الشخصيات ، و لكن المهم إن هناك إتجاه صحي للإبتعاد عن الخطاب الطائفي الضيق إستجابة للمزاج الشعبي العراقي الأكثر نضجا ديمقراطيا الأن عنه في الإنتخابات البرلمانية السابقة التي كانت أكثر طائفية .
لقد كان النضج الديمقراطي ملحوظا في القطاعين ، الشيعي ، و السني ، فالنسبة الكبيرة ، وغير المتوقعة ، من أبناء الطائفة الشيعية ، و التي صوتت لعلاوي ، رغم تحالفه غير الخفي مع السنة ، تدل على وعي مدني كبير لدى تلك المجموعة ، و السنة الذين سلموا بأن الأفضل التحالف مع شيعي مدني ، من التقوقع خلف قيادات سنية طائفية ، هو دليل أخر على النضج السياسي المدني .
لست من أنصار علاوي ، أو المالكي ، أو أي قائمة ، أو حزب ، في العراق ، فأنا مصري ، و لكن تهمني الديمقراطية العراقية ، مثلما تهم النظام الحاكم الذي أريد الإطاحة به سلميا .
كلانا يعلم أهمية الديمقراطية العراقية ، و تأثيرها المتزايد على الشارع المصري المثقف سياسيا ، الذي يتابع التطورات الديمقراطية خارج الحدود المصرية .
كلانا يعلم أن الأنظمة الإستبدادية في الدول العربية مثل قطع لعبة الدومينو ، لو بدأت في السقوط ، فلن تقف ، و لهذا ساندت تلك الأنظمة الإستبدادية الإنقلاب البشيري في السودان في 1989 ، و تابعت بقلق بالغ مجريات الأحداث السياسية في موريتانيا منذ بضع سنوات ، و يعملون على تدمير الديمقراطية العراقية ، التي يزداد ثقل تأثيرها بما للعراق من حجم ، و تاريخ .
المثالب الحالية لن تغير من دعمي المعنوي للديمقراطية العراقية ، مادام خطها البياني يسير إلى صعود ، و لهؤلاء الناعقين من بوم الإعلام الرسمي المصري المركز على السلبيات ، أسأل : هل كانت الديمقراطية العراقية ستولد ، و تتطور ، في ظل النظام الصدامي البعثي ؟
الديمقراطية لتتطور ، و تكتمل ، يجب أن تولد أولا ، ثم تحيا في ظل بيئة ديمقراطية .
الناخب العراقي الذي نضج في 2010 فطلق الطائفية ، ما كان لينبذها لولا إنه يعيش في مناخ ديمقراطي ، بعيدا عن القمع السياسي ، و التمييز الطائفي .
الديمقراطية الناضجة تلزمها ديمقراطية .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
 
18-03-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق