السبت، 9 فبراير 2013

لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003

لا يا توماس ، الديمقراطية مارسناها قبل 2003

مثلما إشتهر الأمريكيين كأفراد بالإستقامة الأخلاقية ، و البساطة في السلوك ، فإنهم كذلك إشتهروا بالجهل الشنيع في ميدان السياسة الخارجية .
لهذا لا يصح أن نلوم المواطن الأمريكي الذي يعتقد أن بلاده هي من أتت بالديمقراطية للعرب لأول مرة في تاريخهم ، بعد غزوها للعراق ، لأن عذره هو جهله الشخصي .
و عندما يصرح بنفس الفكرة عضو في المجلس التشريعي الأمريكي ، أو سياسي أمريكي ، يفترض في أيا منهما العلم ، فإنني أقول : إنه يكذب ليدغدغ مشاعر مواطنيه ، ليكسب تأييدهم ، عازفا على وتر الفخر الوطني ، الذي له تأثير فعال كلما إنخفض مستوى الثقافة .
و لكن عندما يكرر صحفي ، و كاتب ، معروف ، و له دراية واسعة ، و عميقة ، بالشرق الأوسط ، و سبق أن عاش فيه لفترة مارس خلالها العمل الصحفي ، و لازال له إتصال بمنطقتنا ، و له أصدقاء شخصيين بها ، من كل الأطياف السياسية ، فهذا الشخص لا يمكن إلتماس العذر له .
الصحفي ، و الكاتب ، الذي أعنيه هو توماس فريدمان ، الذي لاحظت إنه يحرص على ترديد نفس المقولة الخاطئة ، التي يعتقدها المواطنون الأمريكيون ، و يرددها الساسة الأمريكيون .
مثلما لا يمكن أن نلتمس لتوماس فريدمان نفس العذر الذي نلتمسه للمواطن الأمريكي الطيب ، و أعني الجهل ، فإننا أيضا لا يمكنا أن نلتمس له نفس العذر الذي نلتمسه للساسة الأمريكيون ، لأن للكاتب ، و أيضا للصحفي ، رسالة تعليمية ، يجب أن يقوم بها ، كل من ينتمي لهاتين الطائفتين من حملة الأقلام ، نحو القراء ، و تجاهل الحقائق ، لأجل دغدغة المشاعر الوطنية للقراء ، كما يفعل بعض الساسة ، يعد خيانة لتلك الرسالة التعليمية .
لا أعتقد أن الكاتب ، و الصحفي ، المعروف عالميا ، توماس فريدمان ، يجهل التاريخ المصري الحديث ، و المعاصر ، ليجهل بالتالي التجربة الديمقراطية المصرية ، التي عمرت لمدة ثلاثة عقود تقريبا ، من عام 1923 ، و إلى يوليو 1952 .
فترة ليس بالقصيرة ، فتجربتنا الديمقراطية المصرية ، لم تكن شهاب ، مرق بسرعة ، كما حدث لبعض التجارب الديمقراطية في منطقتنا ، حتى يمكن تجاهلها .
ثلاثون عاما فترة كافية لإثبات قدرة الشعب المصري على ممارسة الديمقراطية ، و أن الديكتاتورية ليست ضرورة لحكم مصر ، كما يصور النظام الإستبدادي الحاكم حاليا .
و لإثبات خطأ مقولة طغاة العرب ، و أبواقهم ، بأن النمط الديمقراطي الغربي ، لا يناسب منطقتنا ، و كأننا نختلف عن بقية البشر ، لا ينفع معنا ، أو لا يناسب ثقافتنا ، و طباعنا ، و أدياننا ، إلا حكام من على شاكلة آل مبارك ، و آل سعود ، و آل الأسد ، و صدام ، و علي عبد الله صالح ، و إلى أخر القائمة .
بالطبع لم تكن تجربتنا الديمقراطية الراحلة مثالية ، خاصة عندما تقارن بالديمقراطيات الأوروبية الغربية القائمة الأن ، و لكن المقارنة لكي تكون عادلة ، فيجب أن نقارن بين ديمقراطيتنا الراحلة ، و الممارسات الديمقراطية في بلدان غرب أوروبا ، في نفس فترة حياة ديمقراطيتنا .
خلاصة القول : أن الشعب الذي نجح من قبل ديمقراطيا ، يمكن أن ينجح ثانية ، خاصة مع زيادة نسب التعليم ، سواء بين الرجال ، أو بين النساء ، بالمقارنة بنسب التعليم منذ تسعين عاما تقريبا ، و ثورة الإتصالات التي غيرت وجه العالم ، ثقافيا ، و إجتماعيا ، و كان لها إسهام واضح في خدمة قضية الديمقراطية على مستوى العالم .
الديمقراطية لم نعرفها نظريا فقط ، بل مارسناها منذ تسعين عام تقريبا ، و سنحصل عليها بمشيئة الله قبل أن تحل الذكرى المئوية الأولى لميلاد ديمقراطيتنا الأولى .



أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية : الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

18-03-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق