حسني
مبارك أخر حكام أسرة يوليو ، أو الديكتاتورية
الأولى
عندما أقارن بين التصنيف الذي وضعه المؤرخ ، و الكاهن ، المصري مانيتون - و هنا
أستخدم أحد طرق كتابة إسم هذا الرجل العبقري - لتقسيم حقب التاريخ المصري الفرعوني
، و بين الأسلوب الذي إستخدمه مؤرخي العصور الوسطى لتقسيم الحقب التاريخية العصر
أوسطية في منطقتنا ، فإنني أعجب بإسلوب مانيتون ، لما أرى فيه من تفوق فكري ، يعلو
به على تقسيم مؤرخي العصور الوسطى ، ممن عاشوا بعده بأكثر من ألف عام
.
التقسيمان ، و أعني تقسيم مانيتون ، و تقسيم مؤرخي العصور الوسطى ، يشتركان في الظاهر في الإعتماد على السلالة ، أو الأسرة ، و لكن التفوق المانيتوني يظهر في فهمه للتغيرات التاريخية ، التي تعد الباب لبزوغ حقب جديدة ، و غروب أخرى .
مانيتون لم يتمسك بالسلالة ، أو الرابطة الدموية ، بشكل جامد ، أو أعمى ، و كمثال : فصله بين الأسرتين السابعة عشرة ، و الثامنة عشرة ، برغم الرابطة الدموية القوية التي تربط بينهما ، فأحمس الأول ، أول ملوك الأسرة الثامنة عشرة ، هو شقيق كامس ، أخر ملوك الأسرة السابعة عشرة ، و لكن الفارق بين مرحلة الكفاح من أجل الحرية ، و الإستقلال ، من مدينة تقع في أقصى جنوب مصر ، و بين عصر الحرية ، و الإمبراطورية ، و تحول تلك المدينة من رمز للصمود ، إلى عاصمة إمبراطورية ضخمة - بمقاييس العصور القديمة - كبير للغاية ، و هو فارق أدركه مانيتون بعبقريته ، و بالطبع هناك أمثلة أخرى منها تجاهل مانيتون للرابطة الدموية بين الأسرتين الرابعة و العشرين ، و السادسة و العشرين ، لأن الفارق كبير في وضع مصر في عهد الأسرتين ، إنه الفارق بين مصر الممزقة ، و مصر و هي متحدة ، و قوية .
مؤرخي العصور الوسطى لم ينتبهوا لما إنتبه إليه مانيتون ، و تمسكوا بالسلالة ، أو الرابطة الدموية ، تمسك أعمى ، فمادام الحاكم من نفس الأسرة ، فلا أهمية للتغيرات السياسية - الإقتصادية الحادثة ، لهذا ظلت الدولة العباسية ، هي الدولة العباسية ، دون مراعاة للفارق بين الأوضاع السياسية - الإقتصادية في عصر المأمون ، و الأوضاع نفسها في عصر المطيع ، أو المقتدر ، على سبيل المثال .
المؤرخون المحدثون عرفوا هذا العيب ، و حاولوا تلافيه ، و لكن من خلال نفس التقسيم القديم ، فقسموا العصر العباسي إلى عصرين : العصر العباسي الأول ، عصر القوة ، و الإزدهار ، و العصر العباسي الثاني ، عصر الدمى الحاكمة ، و بالمثل مع الدولة الفاطمية ، العصر الفاطمي الأول ، و العصر الفاطمي الثاني .
نحن الأن - و كما أرى - على أبواب حقبة سياسية جديدة ، بينما نودع حقبة أخرى ، و لكن لا علاقة لذلك بأفضلية أي حقبة على أخرى .
منذ عام 1952 ، و نحن نعيش فعليا في ما يمكن أن نسميه دولة يوليو ، أو أسرة يوليو ، بمصطلحات الماضي ، أو ما أطلقت عليه سابقا : الديكتاتورية الأولى ، و بالإمكان مراجعة مقال للكاتب في هذا الشأن بعنوان : الديكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بعد .
هذه الحقبة ، حسني مبارك هو أخر حكامها ، على الأغلب ، لما يحمله المستقبل من إحتمالات هي :
أولاً : الإحتمال الأضعف ، و هو أن يختار حسني نائب له ، لا يمت إليه بصلة قرابة ، و في هذا الإختيار إستمرار لأسرة يوليو ، و هو كما قلت الإحتمال الأضعف لما شاهدناه من شواهد خلال ثلاثة عقود تقريبا .
ثانيا : التوريث ، و هو يعد نهاية لأسرة يوليو ، لأن شرعية الحاكم الجديد تستمد بالوراثة ، لا من حركة يوليو ، و لا إعتداد بالرابطة الدموية كما علمنا مانيتون .
ثالثا : إنقلاب عسكري ، و هو إحتمال أرجحه ، و كما ذكرت في مقال : الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، فإن هذا الإنقلاب لن يقع في حياة حسني ، و الإنقلاب لن يعني في الواقع إلا بداية حقبة جديدة ، تستمد شرعيتها من حدث جديد .
رابعا : ثورة شعبية سلمية ، و هو الإحتمال الذي أتمناه ، و أعمل من أجله ، و هو أيضا إعلان عن أفول حقبة ، و ميلاد أخرى ، أتمنى أن تكون الجمهورية المصرية الأولى الحقيقية .
لدينا إذا قائمة من أربعة إحتمالات ، الثلاثة الأقوى في إحتمالية الحدوث يشيرون إلى دخول مصر لحقبة سياسية أخرى ، لهذا لا أرى في حسني مبارك سوى إنه - في الأغلب - أخر حكام أسرة يوليو .
التقسيمان ، و أعني تقسيم مانيتون ، و تقسيم مؤرخي العصور الوسطى ، يشتركان في الظاهر في الإعتماد على السلالة ، أو الأسرة ، و لكن التفوق المانيتوني يظهر في فهمه للتغيرات التاريخية ، التي تعد الباب لبزوغ حقب جديدة ، و غروب أخرى .
مانيتون لم يتمسك بالسلالة ، أو الرابطة الدموية ، بشكل جامد ، أو أعمى ، و كمثال : فصله بين الأسرتين السابعة عشرة ، و الثامنة عشرة ، برغم الرابطة الدموية القوية التي تربط بينهما ، فأحمس الأول ، أول ملوك الأسرة الثامنة عشرة ، هو شقيق كامس ، أخر ملوك الأسرة السابعة عشرة ، و لكن الفارق بين مرحلة الكفاح من أجل الحرية ، و الإستقلال ، من مدينة تقع في أقصى جنوب مصر ، و بين عصر الحرية ، و الإمبراطورية ، و تحول تلك المدينة من رمز للصمود ، إلى عاصمة إمبراطورية ضخمة - بمقاييس العصور القديمة - كبير للغاية ، و هو فارق أدركه مانيتون بعبقريته ، و بالطبع هناك أمثلة أخرى منها تجاهل مانيتون للرابطة الدموية بين الأسرتين الرابعة و العشرين ، و السادسة و العشرين ، لأن الفارق كبير في وضع مصر في عهد الأسرتين ، إنه الفارق بين مصر الممزقة ، و مصر و هي متحدة ، و قوية .
مؤرخي العصور الوسطى لم ينتبهوا لما إنتبه إليه مانيتون ، و تمسكوا بالسلالة ، أو الرابطة الدموية ، تمسك أعمى ، فمادام الحاكم من نفس الأسرة ، فلا أهمية للتغيرات السياسية - الإقتصادية الحادثة ، لهذا ظلت الدولة العباسية ، هي الدولة العباسية ، دون مراعاة للفارق بين الأوضاع السياسية - الإقتصادية في عصر المأمون ، و الأوضاع نفسها في عصر المطيع ، أو المقتدر ، على سبيل المثال .
المؤرخون المحدثون عرفوا هذا العيب ، و حاولوا تلافيه ، و لكن من خلال نفس التقسيم القديم ، فقسموا العصر العباسي إلى عصرين : العصر العباسي الأول ، عصر القوة ، و الإزدهار ، و العصر العباسي الثاني ، عصر الدمى الحاكمة ، و بالمثل مع الدولة الفاطمية ، العصر الفاطمي الأول ، و العصر الفاطمي الثاني .
نحن الأن - و كما أرى - على أبواب حقبة سياسية جديدة ، بينما نودع حقبة أخرى ، و لكن لا علاقة لذلك بأفضلية أي حقبة على أخرى .
منذ عام 1952 ، و نحن نعيش فعليا في ما يمكن أن نسميه دولة يوليو ، أو أسرة يوليو ، بمصطلحات الماضي ، أو ما أطلقت عليه سابقا : الديكتاتورية الأولى ، و بالإمكان مراجعة مقال للكاتب في هذا الشأن بعنوان : الديكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بعد .
هذه الحقبة ، حسني مبارك هو أخر حكامها ، على الأغلب ، لما يحمله المستقبل من إحتمالات هي :
أولاً : الإحتمال الأضعف ، و هو أن يختار حسني نائب له ، لا يمت إليه بصلة قرابة ، و في هذا الإختيار إستمرار لأسرة يوليو ، و هو كما قلت الإحتمال الأضعف لما شاهدناه من شواهد خلال ثلاثة عقود تقريبا .
ثانيا : التوريث ، و هو يعد نهاية لأسرة يوليو ، لأن شرعية الحاكم الجديد تستمد بالوراثة ، لا من حركة يوليو ، و لا إعتداد بالرابطة الدموية كما علمنا مانيتون .
ثالثا : إنقلاب عسكري ، و هو إحتمال أرجحه ، و كما ذكرت في مقال : الإنقلاب الغيني بروفة للإنقلاب المصري ، فإن هذا الإنقلاب لن يقع في حياة حسني ، و الإنقلاب لن يعني في الواقع إلا بداية حقبة جديدة ، تستمد شرعيتها من حدث جديد .
رابعا : ثورة شعبية سلمية ، و هو الإحتمال الذي أتمناه ، و أعمل من أجله ، و هو أيضا إعلان عن أفول حقبة ، و ميلاد أخرى ، أتمنى أن تكون الجمهورية المصرية الأولى الحقيقية .
لدينا إذا قائمة من أربعة إحتمالات ، الثلاثة الأقوى في إحتمالية الحدوث يشيرون إلى دخول مصر لحقبة سياسية أخرى ، لهذا لا أرى في حسني مبارك سوى إنه - في الأغلب - أخر حكام أسرة يوليو .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد
علي عبد الرحمن الحسني ؛ اسم العائلة : الحسنية ، و ينطق بفتح
الحاء
الاسم النضالي المختصر : أحمد حسنين
الحسنية / أحمد حسنين الحسني
تاريخ الميلاد في الأوراق الرسمية :
الحادي و العشرون من يونيو من عام 1969
المنفى القسري : بوخارست -
رومانيا
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا
مصر
28-03-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق